( القسم الرمضاني ) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ } |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
الرسالة العاشرة : رمضان السفينة
بسم الله ، والحمد لله ، والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
أما بعد .. فاللهُمَّ لكَ الْحَمْدُ ذِكراً وشكراً ، ولكَ المنُّ فضلاً ، فيا علاّمَ الغُيوب ! يا مُقلِّبَ القُلُوب ! يا سَتّارَ العُيوب ! يا غفّارَ الذنُوب ! يا مُفرّجَ كُربِ المكرُوب ! يا رَبّ الأرباب ! يا مُنزلَ الكتابِ ! يا سَريعَ الحساب ! يا مَن إذا دُعِي أجاب ! يا رَحيمُ يا رَحمن ! يا قَريبُ يا سميعُ يا مجيب ! يا حنّانُ يا مَنّان ! يا ذا الجلالِ والإكرام ! يا حَيُّ يا قيُّوم ! لكَ الحمدُ وأنتَ المستعان ، وعَليكَ التكلان. أحبتي .. مضى الثلث ، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : " الثلث كثير " يعني فات الكثير ، ومن هنا لزم إعادة الشحن بصواعق اليقظة ، فرمضان لا يمكن أن نخرج منه بخفي حنين ، لا يمكن أن يمر مرور الكرام ، لا يمكن أن نرضى فيه بالدنية ، رمضان سلاح ذو حدين ، لأنه من أعظم المنن ، والقانون الإلهي " إما شاكرًا وإما كفورا " ، " ومن يشكر فإنما يشكر لنفسه ومن كفر فإنَ الله غني حميد " ، والعاقبة إما التقدم ومزيد قرب أو البعاد والطرد واللعن والعذاب الشديد " لئن شكرتم لأزيدنكم ولئن كفرتم إن عذابي لشديد " ، ووالله إني أخاف بعد هذه الحجة البالغة في رمضان هذا العام ، وهذا التيسير من الله على عباده ، وهذه الحرية التي أخشى أن تزول إن صدق فينا قول ربنا " فما رعوها حق رعايتها " . يا كل مسلم ومسلمة يقرأ كلامي الآن : " هذا نذير من النذر الأولى أزفت الآزفة ليس لها من دون الله كاشفة أفمن هذا الحديث تعجبون وتضحكون ولا تبكون وأنت سامدون " ي لاهون ، ومنظر الناس أمام شاشات الفضائيات وأعلى نسبة مشاهدة لفضائيات المسلسلات ، والله يعصر القلب ، ولكن " وما تغني الآيات والنذر عن قوم لا يؤمنون " بالله أفيقوا : فرمضان يتفلت ، وهو كشأن " العاديات ضبحًا " يجري ويسمع صوته ، ولكنه لا يلتفت ولا يعرف المتلفتين . بالله ركزوا : رمضان حجة لك أو عليك . ويا من تشعر بأن رمضان - ولله الحمد - هذا العام من أفضل رمضانات حياتك ، العبرة بالخواتيم ، فامضِ وهرول ، وسارع وسابق وبادر ، وخذ في يدك من تستطيع به الخلاص ، فأنا أشعر أن رمضان هذا العام هو " سفينة نوح " بحق ، وإما أن تركب ، وإلا فلا جبل سيعصمك من أمر الله . وأعوذ بالله أن نرد على أعقابنا بعد إذ هدانا ربنا ، وأخشى عاقبة قوم موسى عليه السلام لما اتخذوا العجل من بعد ما رأوا الآيات في هلاك فرعون ، فتوعدهم الله : " إِنَّ الَّذِينَ اتَّخَذُوا الْعِجْلَ سَيَنَالُهُمْ غَضَبٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَذِلَّةٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُفْتَرِينَ " ولذلك كانت النصيحة في سياق قصتهم : " فخذ ما آتيتك وكن من الشاكرين " وكان لسان موسى : " سبحانك تبت إليك وأنا أول المؤمنين" وكان اعتذار المؤمنين : "لئن لم يرحمنا ربنا ويغفر لنا لنكونن من الخاسرين " فيا أحبتي .. تدبروا في الجزء العاشر قوله تعالى : " وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آَتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ " ألم تعاهد إن أتاك رمضان لترين الله ما تصنع فماذا صنعت ؟؟؟ " فَلَمَّا آَتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ وَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ " إياك أن تبخل بجهدك ، فهذا أوان البذل لله . " فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِي قُلُوبِهِمْ إِلَى يَوْمِ يَلْقَوْنَهُ بِمَا أَخْلَفُوا اللَّهَ مَا وَعَدُوهُ وَبِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ " أشد عقوبة !! تتخيل " إلى يوم يلقونه " منافق إلى الأبد ، اللهم سلمنا وسلِّم منَّا ، وسلم لنا رمضان وتسلمه منا متقبلا ، نعوذ بك من النفاق والشقاق . والآن جاء الدور لمضاعفة الأعمال بنية بدء الاستعداد للعشر الأواخر : 1- لا يقل ورد القيام من اليوم فصاعدا عن خمسة أجزاء . 2- لا تقل القراءة عن 7 أجزاء . 3- لا تقل النوافل عن 50 ركعة . 4- لا يقل الدعاء عن نصف ساعة ( ربع ساعة قبل الفطر ومثلها في السحر ) . والسؤال : من يعاهد على هذه الأعمال من الآن وحتى آخر رمضان إلا من عذر قاهر ؟ ( وإن أراد تغييرا مناسبا لحاله يكتبه ولكن يعاهد ويفي إن شاء الله ) وعند الفطر وفي الأسحار أسرار للدعاء فلا تغفلوا عنها اللّهُمَّ إنّي أسألُك إيماناً يُباشِرُ قَلبي ، ويَقيناً صادقاً حتّى أعلمَ أنّه لا يُصيبُني إلاّ مَا كتبتَ لي ، ورَضِّني بما قَسمتَ لي ، يا أرحمَ الراحمين . اللّهُمَّ إني عبدُكَ وابنُ عبدِكَ وابنُ أمتِك ، وقد جئتُك طالباً رحمتَك ، مُبتغياً مَرضاتَك ، فاغفِر لي وارحمني ، إنّك على كلِّ شَيءٍ قَديرٌ . اللّهُمَّ إنّي عبدُكَ وابنُ عبدِكَ ، أتيتُك بذُنوبٍ كثيرةٍ ، وأوزارٍٍ كَبيرة ، وأعمَالٍ سَيّئة ، وهذا مَقامُ العائِذِ بكَ مِن النار ، فاغفِر لي إنّكَ أنتَ الغفُورُ الرحيم . اللّهُمَّ اعصمني بدينِكَ وطواعيتِكَ ، وطواعيةِ رَسُولِك صلى الله عليه وسلم . اللّهُمَّ يَسّر لي اليُسرَى ، وجَنّبني العُسرى ، واغفِر لي في الآخرةِ والأولى . اللّهُمَّاجعَلني أوفي بعهدِك الذي عَاهدتُّكَ عليه ، واجعلني مِن أئمّةِ المتّقين ، ومِن وَرثةِ جَنّةِ النعيم ، واغفِر لي خَطيئتي يومَ الدين . اللّهُمَّ فرّغني لما خلقتَني لَه ، ولا تَشغَلني بما تَكفّلتَ لي به ، ولا تحرِمني وأنا أسألُك ، ولا تعذِّبني وأنا أستغفِرُك . هل قيمت نفسك فى اليوم العاشر؟ وكتبه هاني حلمي الليلة العاشرة من رمضان 1432 هـ |
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيك أختاه ونفع بك
وجزى الشيخ هانى حلمى خير الجزاء
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
:, الرسالة, السفينة, العاشرة, رمضان |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|