الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
ألا ترون إلى أختي الصابرة: كيف أحيى الله بثباتها عقيدة الولاء والبراء؟
لأبي حمزة القاهري -وفقه الله- مع ضبط بعض الكلمات لغويًا الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد.. فإن موقف المسلم من الكافرين معلوم لا يحتاج إلى كثير احتجاج أو بيان, إذ لا يماري في كون بغضهم وبغض ما هم عليه والبراءة منهم والكفر بهم وبعقيدتهم من أصول ديننا الحنيف إلا جاهل أو متبع لهواه. فأنى لمجادل –معمما منتميا إلى المؤسسة الرسمية كان أو (مفكرا) إسلاميا أو داعية (مستنيرا) أو صحافيا لامعا أو علمانيا منافقا- أن يعارض ببيانه أو بحلاوة خطابه أو بفصاحة لسانه أدلة الكتاب والسنة, التي تقطع على كل متشكك شتى سبل التشويش, ولا تدع كوة يمكن أن ينفذ منها مبطل إلا وسدتها؟ فإن قلنا: هم كفار, مخلدون في نار جهنم إن ماتوا على ما هم عليه فخرج لنا معممٌ يعترض, واصما إيانا بالتطرف, جابهناه بقول الله تعالى: (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم) وبقوله تعالى (لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة). وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: (والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار) وإن قلنا إنهم على خطى الوثنيين سائرون, ودينهم ليس إلا صورة من صور الوثنية القديمة, فاعترض ليبرالي خبيث يتشدق بوجوب قبول الآخر ولو أتى بقراب الأرض كفرا, فلقنا رأسه بقوله تعالى: (وقالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله, ذلك قولهم بأفواههم يضاهئون قول الذين كفروا من قبل قاتلهم الله أنى يؤفكون) وإن حاورنا ذاك المفكر الإسلامي الألمعي فقلنا له: تجب معاداتهم ولا يصح بحال التودد إليهم, فكيف لك أيها المفكر الألمعي أن تتودد لمن يسب ربك الذي خلقك وأنعم عليك ورزقك من الطيبات, قال: ومن ذا الذي سب الله؟ قلنا: ذاك النصراني الذي تواده وتبجله ولا تذكر اسمه إلا مسبوقا بكلمة (قداسة البابا)..هو يسب الله أفحش السب: فقد قال النبي صلى الله فيما يرويه عن ربه عز وجل: (شتمني ابن آدم ، وما ينبغي له أن يشتمني ، وكذبني وما ينبغي له أن يكذبني ، أما شتمه إياي فقوله : إن لي ولدا ، وأنا الله الأحد الصمد الذي لم ألد ولم أولد ، ولم يكن لي كفوا أحد ، وأما تكذيبه إياي فقوله : ليس يعيدني كما بدأني ، وليس أول الخلق بأهون علي من إعادته) ولو سب أحدهم أباك يا حضرة المفكر فطلبت وده: لسقطت من نظر أبيك وأمك وكل من علم بحالك! إن قلنا له: البراءة منهم ومن شركهم والاستعلان بذلك هو طريق الأنبياء: فشوش ذلك الداعية "المستنير" وشغب وقال: (وإلى عاد أخاهم هودا)– و(وإلى ثمود أخاهم صالحا): قلنا له: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برآؤا منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده). تأمل أيها الفاضل المستنير: كفرنا (بكم) وليس فقط بعقيدتكم - بدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء - أبدا!!! فالأخوة المذكروة هي أخوة القبيلة أيها الداعية المستنير, وإلا, فهل ترتب على وصفه (بأخيهم) ما ترتبونه أنتم من أحكام المودة وقبول الآخر والتعايش السلمي والوحدة الوطنية؟ أبدا والله.. بل دعوهم إلى الله وإلى دين الإسلام -دين الأنبياء كافة-, فلما أعرضوا عادوهم أشد العداوة ودعوا عليهم, فما أن أهلكهم الله إلا قال نبيهم: (فكيف آسى على قوم كافرين). بل فر لوط بأهله وترك امرأته تلقى من العذاب ما جعله الله آية لكل معتبر, وهي زوجه وشريكة حياته, لكنها كفرت بالله ووالت أعداءه, فلتذق, فضلا عن سائر قومه الذين تمنى أن يكون له ركن شديد يأوي إليه من بطشهم. أما هود: فقد قال لهم : (فانتظروا إني معكم من المنتظرين). أما نوح, فقد أخذ من آمن من قومه وركب السفينة, ولما خاطب ربه في ابنه قال عز وجل ما ينسف شبهات القوم نسفا, إذ قال: (إنه ليس من أهلك إنه عمل غير صالح). بل أخبرنا يا سيدي المستنير: هل تقبل بأن يقال: شنودة الثالث أخو النبي محمد صلى الله عليه وسلم, أو إن كارل ماركس أخو عيسى عليه السلام؟ وهل يقبل ماركس وشنودة بذلك؟! كما أننا سائلوك أيها المعترض: مناداتك بأخوة ذلك الساب لله ولرسوله: هل تنفعك يوم القيامة؟ يوم يفر المرء من أخيه, أم أنها تكون وبالا عليك, حين يقول الله تعالى: (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون. من دون الله فاهدوهم إلى صراط الجحيم.) وأزواجهم: أشباههم من الفجرة. ألا تخاف أن يصدق فيك قول الله تعالى:(ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار). ألا يكفيك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (المرء على دين خليله). ألا تخشى إن رددت كل هذه النصوص وحكمت عقلك وهواك أن يختم الله لك بخاتمة من طلبت وده وقد نهاك الله وأمرك ببغضه, أو يحشرك معه, فالمرء مع من أحب يوم القيامة, (ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون). ربنا يقول: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين) فإذا عاداك الفاجر غير التقي يومها, فكيف سيكون موقف الكافر منك؟ هل تراه نافعك قادرا على رد جميل الدنيا يومها؟ إن قلنا: بل والله لا تحل موادته ولو كان أخاك –وليس فقط جارك في الوطن-: فكر وقدر وعبس وبسر ثم قال: هذا فكرك أنت أيها السلفي الوهابي المتزمت, فتقرأ على سمعه قول ربك وربه: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناهم..) فإن قال أين حادوا الله ورسوله؟! قلنا: حين تفيق من سباتك ربما أعطيناك نسخة من القرآن, تقرأها بتدبر, فتغني غيرنا عن نقاش عقيم مثل هذا.. والعجب, أن هذه النصوص المتضافرة على تقرير تلك الحقيقة, لم تجد أرضا خصبة عند القطاع الأعرض من عوام المسلمين في عصرنا الحاضر–ولا حول ولا قوة إلا بالله – ووزر ذلك يلقى على عاتق من نصب نفسه مفتيا ومتحدثا باسم الإسلام والمسلمين, ونصَّبه بائعو دينهم وآخرتهم بعرض من الدنيا قليل. آتاهم الله آياته فأبى الواحد منهم إلا أن ينسلخ منها, فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين. زخرف قوله ولوى لسانه بالكتاب ليحسبه عوام المسلمين من الكتاب وما هو من الكتاب, وجاهد أيما جهاد في تقرير أخوتهم ورفع خسيستهم, فكان ما كان من تسلط همعلينا وعليهم وعلى من زج بهم في هذا النفق المظلم, ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور. خاف أولئك من الكلام في هذه القضية ولو حتى بذكر الأدلة إجمالا دون إسقاطها على واقعنا المعاصر, بل حملوا على عاتقهم مواجهة هذا المد المتطرف الذي أخرنا وجلب لنا التخلف وأضعف اقتصادنا وضرب وحدة مجتمعنا: الذي يتبنى أصحابه عقيدة: الولاء لمن آمن بالله ورسوله, والبراء ممن كفر بالله ورسوله! لمَّعوا مميعي هذه العقيدة الساعين في طمسها, وأظهروهم وقدموهم كأنموذج مشرف, يقف ردا على من قال إن الإسلام لا يقبل (الآخر), فصاحت تلك الأفواه التي ابتغت العزة عند أعداء الله وقالت: بل نقبل بالآخر, فنحن دين التسامح! فإن قيل لهم: وأين نذهب بهذه النصوص التي قررت كفر النصارى وأمرت ببغضهم بل وعلقت الإيمان على ذلك؟ أم أن نصارى مصر ينتمون إلى طائفة أخرى لا تنطبق عليها آيات الكتاب العزيز؟ طفقوا يرموننا بشتى التهم, وبنو علمان يصفقون لهم ويرفعونهم فوق الرؤوس, ومن ورائهم (قداسات) الأساقفة, فإن مسلكهم هذا هو المرضي عند أعداء الله كلهم, فهنيئا لهم أن ظفروا بإرضاء ذلك القطاع العريض من البشر, ودلسوا على عوام المسلمين ين وكتموا العلم الذي رزقهم الله إياه, فباؤوا بغضب من الله! فجاءت هذه الأحداث كالسوط على ظهور من استبدل الفلسفات وآراء المستغربين بالقرآن العظيم وبالسنة المطهرة, فإني أزعم أن من المنح التي ساقها الله تعالى في طيات محنة أختنا كاميليا خاصة, واستئساد النصارى على مسلمي مصر بل وحكومتها عامة: أن فَِقه القطاع العريض من عوام المسلمين حقيقة تلك العقيدة التي هي بمثابة التطبيق العملي لشهادة التوحيد:عقيدة الولاء والبراء. فقد تبين للجميع من هم هولاء الذين قال الله فيهم: (لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة): فما أن أسلمت الأخت لربها إلا وألقيت في قبو الدير, وسعد بذلك أهلها وأقرباؤها, وكبار الأساقفة يصرحون بكل تبجح أن أختنا تتعرض لغسل(مخها المغسول), وهم يطربون لذلك. بل تعدى الأمر إلى بعض (المفكرين الإسلاميين), ممن نادى دهرا بأخوة (المسيحيين) وببطلان ضرب الجزية عليهم, ولغيره ممن تأول قوله تعالى ((وهم صاغرون)) بأبرد التآويل وأسمج التكلفات, ولو أنهم سلكوا سبيل التسليم وطرحوا شبهات العقول الفاسدة وصمدوا أمام ضغوط الغرب والتغريبيين, ورفعوا لواء السنة ودعوا الناس إلى ما أنزل الله تعالى دون تحريف أو تعطيل, لمكَّن الله لهم ولجعلهم أئمة يهدون بأمره. فما أن جهر أحدهم ببعض الحقائق التي لن يستطيع الأقباط حجبها على أميي المسلمين فضلا عن متعلميهم فضلا عن مثقفيهم: ما أن صرح بذلك وصدع به, إلا وانهالت عليه سهامهم ولاحقوه بالقضايا, ولسان حالهم يقول: "أخونا يا دكتور ما وافقت مرادنا, فإن سولت لك نفسك مخالفتنا ولو من طرف خفي: فعداوتك ما حيينا". تبين للناس ضلال من نادى بأخوة من قال الله فيهم: (وقالوا اتخذ الرحمن ولدا. لقد جئتم شيئا إدا. تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا)...فبينما تكاد السماوت تتفطر من استبشاع ذلك القول: تتلقونه أنتم بكل أريحية وتهشون وتبشون في وجه قائله, فالخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية! تبين للناس حقيقة من تظاهر بالضعف وألان الحديث وتزلف وتملق: فما أن صارت له شوكة: جهر بطعنه في خير خلق الله, محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم, وفي القرآن العظيم وقال: "أي الآيات نزل على محمد وأيها أضيف في زمن عثمان؟" فَِقه الناس أن طلب مودة من يسب الله ورسوله ليلا ونهارا من أقبح شيء يكون, فلو سب أحدهم أبي أو أمي لما طقت النظر إلى وجهه, بل لاقى مني ما يؤذيه, فما بال القوم يطلبون ود من يسب من هو أولى بالمؤمنين من أنفسهم ووالديهم وذرياتهم, بأبي هو وأمي ونفسي وولدي؟ علم العامي من المسلمين أن ثمة مخططا لدى القوم يهدف إلى إزالة الإسلام من على أرض وطنه, يعزم أصحابه على الاستشهاد في سبيل الصليب دون تحقيقه, فحياتهم رخيصة إذا ما بذلوها فداء الصليب, فثارت نخوة المسلم, وتذكر تلك الآية التي مر عليها في رمضان الماضي, أعني قول الله تعالى: (إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة..). أما المسلمات, فقد علمن بل ورأين بأعينهن أن الخير والبذل وبيع النفس رخيصة في سبيل الله ليس مقصورا على الرجال, فكاميليا الآن, تلك المرأة الطاهرة الشريفة التي شرفها الله في الدنيا قبل الآخرة, تخوض حربا ضروسا وتتعرض لفتن تخر أمامها الجبال, وهي –بإذن الله- صابرة محتسبة, فصار لسان حال الواحدة منهن: "لا حجة لي والله في التقاعس عن خدمة دين الله والدعوة إليه على بصيرة وبذل النفس لإعلاء كلمة الله, فإني أنتمي إلى سلسلة الشرف والسؤدد, تلك التي تضم آسية بنت مزاحم وسمية بنت خياط, وآخر حلقاتها: كاميليا بنت شحاتة". ثارت نخوة المسلمين, وفقه العامي بل وطبق البعض الشطر الثاني من تلكم العقيدة المباركة: الولاء لمن آمن بالله ورسوله, فوالى أخته كاميليا –على أقل الأحوال بقلبه- دون أن تربطه بها أدنى وشيجة من نسب أو رحم! في الجملة: فقد رفعت تلك المحنة أقواما وفضحت آخرين, وأظهرت للجميع: أنه لا خير فينا ولا ينبغي أن نطمع في عز يوما طالما نحينا شرع الله عن حياتنا واتبعنا أهواءنا, وسعينا إلى إرضاء الخلق وزهدنا في رضوان الله. وأن الخير كل الخير في اتباع شرع ربنا جل وعز, في كل صغيرة وكبيرة, فإن قال الله وخذوا منهم الجزية عن يد وهم صاغرون, فقابلنا نحن ذلك برفعهم وتعظيمهم وطلب مودتهم: أذلنا الله وسلطهم علينا, ويالها من حقيقة هي من أصول هذا الدين! مكاسب لا تكاد تحصى, لا تخطئها عينك إذا ما نظرت للقضية من أي من جوانبها, فالحمد لله وحده.. فارفعي رأسك أختي كاميليا, فوالله قد أتى من وراء ثباتك من الخير ما نسأل الله أن تجديه في ميزانك يوم العرض, واصبري, فذاك في ذات الإله, وإنما هي ساعة, –إن شاء الله - في رضا الرحمن. بقي أن يقال: إن كل ما تقدم من مكاسب, تزداد –إن شاء الله تعالى- كما وكيفا كلما بذل المسلمون من جهودهم وأوقاتهم واموالهم لنصرة قضية أختنا كاميليا, وإني أحذر نفسي وإخواني أن تطوى صفحة كاميليا مع الزمن, فيصدق فينا قول نظير جيد –الملقب بشنودة الثالث- : "الشعب المصري سمح بطبعه, وسوف ينسى قضية كاميليا كما نسي قضية وفاء". لا والله يا نظير الحقد وأخا البغي: لن ننساها ما حيينا, ونسأل الله أن يفك أسرها ويشفي صدورنا ويعذبك وشيعتك بعذاب من عنده أو بأيدينا. والحمد لله رب العالمين .
|
#2
|
|||
|
|||
جزاكَ الله خيرًا يا أبا حمزة, ونفع الله بك .
|
#3
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيراً ونفع بكم
|
#4
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
مما, محبي, ميجد, الله, الصابرة:, الولاء, بثباتها, ترون, عقيدة, إلى, والبراء؟, كيف |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|