انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-10-2010, 02:31 PM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




Tamayoz يـ غير مسجل قد أُرجعت ! فأعمل الآن قبل أن لا تُرجع !!! ــا

 

يـ غير مسجل قد أُرجعت ! فأعمل الآن قبل أن لا تُرجع !!! ــا
إخوتى أخواتى

تعالوا معى نذهب فى رحلة إلى دار كلٌ منا واردُها!
رحلة إلى دار الوحدة رحلة إلى دار الخلوة !
دار إما نورٌ وضياءٌ وإما والعياذ بالله ...كئابة وظلمة !

تلك الدارالكئيبة, الحزينة, دارٌ مَن سكنها انقطعت صلته بالأحياء!
دارٌ من سكنها ودَّعه الأهل والإخوان والأحباب وداع من لا يُرْجَى لقاؤه.


هنالك!
فى بداية الطريق إلى تلك الرحلة ...
عبدٌ محمول على الأعناق ...
عبدُ لا حول له ولا قوة ....
يُحمل عنوة ويُؤخذ عُنوة إلى تلك الدار .

فهو فى حياته يذهب إلى الدار التى تعجبه ، وينتقى من الدور مايشاء ليسكن !!
ولكن فى هذا السكن بالذات ...
فى إختيار تلك الدار ...
لا ينتقى ..لا يختار

بل يؤخذ عنوة ... بدون إختيار

المشهد الأول ....

حملٌ على الأعناق ....
تسبيح ...
وتمتمة فى السر ....
دعاء من عبدٌ مؤمن أن يتغمده الله برحمته .....
عبدٌ آخر يتفكر فى وقت ما ..وقت يُحمل فيه هو مثل هذا العبد .
عبدٌ آخر يتوه فى ظلمة الحياةا لدنيا ..
لا يفكر فى شئ ...
آخر يتوعد نفسه ويحاسبها ..
أترين يانفس ِ !!؟
أترين تلك بداية الرحلة ...!!!
أتتوبين وتعودين إلى الله !!!؟؟




المشهد الثانى ......

وقد وقفت جماعة وهم يحفرون قبرًا ليُودِعُوه ميتًا!
ليسكن تلك الدار الكئيبة الموحشة!
ولكن!


إذا بعبدٍ مؤمنٍٍٍ يتقدَّم نحو القبر!
إنه أخوفُ العبَّاد
يقف على القبر ويشاهد المنظر وكئابته
و يقول: يانفسُ إرجعى إلى الله !
إرجعى وتوبى فغدًا هكذا يصير حالُكِ ؟!
وليس لكِ شيء تتوسديه بقبركِ !


عبدٌ آخر .....
تائه فى مشاكل الدنيا ...
يتفكر متى يخلصون من هذا المنظر المقرف الكئيب لنخلص
ونعود إلى كذا ..وإلى كذا ....
ياحسرتاه عليك وعلى مافرطت فى جنب الله !.


فلتنظر أيها التائه فى بحور الدنيا ...
أنظر إنه (القبر!)
بيت الوِحْدة.. ودار الوَحشة.. وموطن الظُّلمة!


صاحبه في سَهُود..
وساكنه في خُمُود..
أنيسه الصَّديد والدُّود..
دار الأموات..
ومنزل الحسرات..
ومستودع الكربات..


أنظر أيها التائه فى بحر وظلمات الحياة ومشاكلها ....
أنظر!!!

ما أفظع القبر من مذكور!
وما أشده وأشد فزعه على الأحياء من سكنٍ !
فزعت من فظاعته القلوب!
وهانت دونه الخُطُوب!
وأرتعشت من رؤيته القلوب!


فكم من قلب صالح مُخبت ارتجف عند ذكره..
وسالت مَدامعُ صاحبه عند رؤيته وقُربه!
ولكن على النقيض
كم من قلب قاسى لم يتأثر برؤيته ..
فقد أعمت بصيرته شهوات الدنيا ومفاتنها .


فأنظر أيها العبد المؤمن ....
أنظر أيها التائه فى بحر الدنيا ....
فهذا التقي النقي ذو النُّورين عثمان بن عفان
" رضى الله عنه "

كان إذا وقف على قبر يبكي حتى يبلَّ لحيته.

فقيل له: تذكر الجنة والنار فلا تبكي!
وتبكي من الوقوف على القبر ؟!


قال " رضى الله عنه " :
إن رسول الله " صلى الله عليه وسلم " قال:
«إن القبر أول منازل الآخرة فإن نجا منه فما بعده أيسر منه! وإن لم ينج منه فما بعده أشد منه!»


وقال أيضاً " رضى الله عنه " :
وقال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " :

«ما رأيت منظرًا قط إلا والقبر أفظه منه»
رواه الترمذي .


أيها العبدُ المؤمن ....
أيها العبد التائه فى ظلمات الدنيا وبحورها ....
أنظر لهذا الهول العظيم والخطب الفادح!
وأنظر لهول يومنِا يوم نسكن فى جوف الثَّرى!


فلا راجع إخوتى وأخواتى ....
لا راجع من الموتى فيخبرنا عن تلك الخُطُوب!
ولا مُطَّلع من الأحياء على تلك الأهوال والكُرُوب!

إخوتى ....أخواتى .....

ذلك سكن الوحشة.. والظلمة؟؟
وسكن الأهوال, وصحبة الدُود!

فيا الله!
أين المهرب من تلك الحفرة؟!
أم أين الفرار من ذلك اللَّحد؟!


أم أين الفرار من ذلك المصير ؟!
هل نستطيع أن نغير السكن !!!؟؟؟
هل نرى غيره ونختار !!!؟؟؟

لا والله !

لا خيار فى ذلك الأمر ...
فقد أخترنا فى الدنيا كما نريد !
والآن أُختير لنا مايرد الله عزوجل .!



أخى ...أخيتى ....

إذا تذكَّرت القبر فتذكَّر الظُّلْمة! فيا الله!
ونحن في دار الدنيا وفي الأرض الواسعة؛ إذا أُطْفئ المصباح عمَّ الظلام!
وأطلَّت الوَحشة!أرتعب وأرتعش الكثير منا .....
فيَا للمَصَاب الجلل كيف سيكون حال من أطبقوا عليه الثَّرى؟!


قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " :
«إن هذه القبور مملوءة ظُلمة على أهلها وإن الله عز وجل يُنورها لهم بصلاتي عليهم»
رواه البخاري ومسلم.


أخى ....أخيتى .....

وإذا تذكَّرت القبر فتذكَّر ضَمَّـه!
فما أفظعه من يوم إخوتى وأخواتى يومًا ينطبق علينا االقبر!!

ياااااالله !
فلا تَسَل أخي لا تَسَألى أخيتى عن فظاعة ذلك وهوله!
فيا الله !
ياله من هول !


إخوتى ....أخواتى
أتُرَانا ناجين من هَوْل تلك الضَّمَّة؟!


أخى ...أخيتى .....

ألا حدَّثتني عن نفسك!
هل تذكرت يومًا تلك اللحظات الفيظعة؟!


إن لم تتذكَّروا!
فتذكَّروا إذن !!!
فيا الله!
ياشدة يوم يضيق فيه القبر ليَضُمَّ ذلك العبد الضَّعيف!!


ياالله !
وكم يصيب الفزعُ الأفئدة عندما تعلم أن الصالحين لم ينجوا من هول تلك الضَّمَّة!!

ألا ترى إلى سعد بن معاذ " رضى الله عنه " سيد الأنصار، وصاحب المواقف المشهورة في نصرة النبي الله
" صلى الله عليه وسلم " ،
والذي اهتزَّ عرش الرحمن لموته! وشهد تشييعه سبعون ألفًا من الملائكة! ها هو يخبر عنه النبي الله
" صلى الله عليه وسلم ":
«هذا الذي تحرَّك له العرش! وفتحت له أبواب السماء! وشهده سبعون ألفًا من الملائكة! لقد ضُمَّ ضَمَّة ثم فُرج عنه!»
صحيح رواه النسائي:




قال ابن أبي مليكة رحمه الله:
(ما أُجير من ضَغطة القبر أحد! ولا سعد بن معاذ الذي منديل من مناديله ( أي في الجنة ) خير من الدنيا وما فيها!).


أخي... أخيتى ...
يا لهول تلك الديار!
ويا لكرب من حلها للقرار!
أهوالها لا تُطاق !
وشدائدها لا يكشفها إلا الله الحق !
الله الواحد الخلاَّق!


أخي... أخيتى ...

المشهد الثالث :

تم إعداد القبر !!!
ثم يوضع العبدُ فى القبر ويهال عليه الثرى !!!
ياالله !
فلا حول ولا قوة له
أخى ....أخيتى ......

فلنتخيل معاً إذا وضعوك في قبرك وأهيل عليك الثرى!
وتركوك الأحباب وعادوا !
ونزل عليك ملكان ليسألانك!
فما أشدهامن لحظات على الغافلين!
وما أسوأها على المُرتابين المكذبين!



وأما المؤمنون الصادقون!
فما أسعدها عليهم من لحظات!!
وما أهنأهالهم من ساعات!!


أخي .... أخيتى ....
تأمَّل معي تلك اللحظات!
وسل الله تعالى الرضوان والتوفيق
قال رسول الله" صلى الله عليه وسلم " :
«فتعاد روحه في جسده فيأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له: مَنْ ربك؟!


فيقول: ربي الله

فيقولان له: ما دينك؟!

فيقول: ديني الإسلام

فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بُعث فيكم؟!

فيقول: هو رسول الله" صلى الله عليه وسلم "

فيقولان له: وما علمك؟!

فيقول: قرأت كتاب الله، فآمنت به وصدقتُ

فينادى منادٍ في السماء:
أن صدق عبدي!
فأفرشوه من الجنة!
وألبسوه من الجنة
وافتحوا له بابًا إلى الجنة!

قال:
فيأتيه من روحها وطيبها!
ويفسح له في قبره مد بصره!


قال:
ويأتيه رجل حسن الوجه!
حسن الثياب!
طيب الريح!
فيقول:
أبشر بالذي يسرك، هذا يومك الذي كنت توعد! فيقول له: من أنت؟ فوجهك الوجه الذى يجيء معه الخير. فيقول: أنا عملك الصالح! فيقول: رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي»


رواه أحمد .

وفي رواية للترمذي:
«إذا قبر الميت ؛ أو قال: أحدكم – أتاه ملكان أسودان، أزرقان، يقال لأحدهما المنكر والآخر النكير!


فيقولان: ما كنتَ تقول في هذا الرجل؟!

فيقول: ما كان يقول: هو عبد الله ورسوله، أشِهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا عبده ورسوله.

فيقولان: قد كنا نعلم أنك تقول هذا.

ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعًا في سبعين، ثم ينور له فيه، ثم يقال له: نم!

فيقول: أرجع إلى أهلي فأخبرهم!

فيقولان: نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه! حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك»
السلسلة الصحيحة: 1391.


أخي .... أخيتى ....

تلك هي حال أهل الصدق من المؤمنين !
الذين عمَّروا أيامهم بطاعة الله تعالى!
والتماس رضوانه!
فلقاهم جزاء أهل الصدق!


وأما الكافرون والمرتابون والمكذبون وأهل النفاق!
فما أٍسوأ ما وجدوه في قبورهم!
وما أفظع ما نالوه جزاء لأعمالهم!
إذا ردت أرواحهم ليشهدوا تلك الأهوال!


فها هو " صلى الله عليه وسلم " يخبرنا عن مصير هؤلاء الأِشقياء! إذ يقول" صلى الله عليه وسلم " :
«فتعاد روحه في جسده، ويأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربُّك؟!


فيقول: ها ها لا أدري!

فيقولان له: ما دينك؟!

فيقول: ها ها لا أدري!

فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟!

فيقول: هاه هاه لا أدري!

فينادي مناد من السماء أن كذب فأفرشُوا له من النار!
وافتحوا له بابًا إلى النار!
فيأتيه من حرها وسمُومها!
ويُضَيَّقُ عليه قبره حتى تُخْتلف فيه أضلاعه!
ويأتيه رجل قبيح الوجه؛ قبيح الثياب، مُنْتن الرِّيح!
فيقول:
أبشر بالذي يسوؤك!
هذا يومك الذي كنت توعد!
فيقول: من أنت؟!
فوجهك الوجه يجيء بالشَّر!
فيقول: أنا عملك الخبيث!!
فيقول: رب لا تُقم الساعة!»

رواه أحمد وغيره.


وفي رواية للبخاري:
«ثم يُضرب بمطرقة من حديد ضربة بين أذنية فيصيح صيحة يسمعها من يليه إلا الثقلين».


أخي ..... أخيتى .....

تلك هي النتيجة التي سيعرفها كل عبد إذا أهالوا عليه الثرى !

فما أٍعد المؤمنين الصادقين يوم تكون قبورهم روضة من رياض الجنان، وما أِشقى المرتابين المكذبين المنافقين يوم تكون قبورهم حُفْرة من حُفَر النِّيران!

وما أٍسعدها للمؤمنين الصادقين من لحظات يوم يرى المؤمن مقعده في الجنة!

ولتعلم أخي ...ولتعلمى أختاه ....
أنه ما من عبد إلا وله مقعدان؛ مقعد في النار، ومقعد في الجنَّة!
فإن كان العبد من أهل الجنة رأى مقعده فيها ورأى مقعده في النار إن كان عمل بعمل أهل النار!
فيزداد سروره إذا أبصر ذلك.


قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم ":
«فيقال: انظر إلى مقعدك من النار أبدلك الله به مقعدًا من الجنة»
رواه البخاري.


وأما المرتاب المكذب والمنافق فيزداد غمه وحزنه إذا أبصر مقعده في الجنة إن كان عمل بعمل أهل الجنَّة!

أخي ... أخيتى ...

ماأفظعه من مشهد وما أفظعها من لحظات!
تلك اللحظات التي يُسأل فيها العبد في قبره!


أخى .... أخيتى .....

ماذا أعددت لها؟!
عملاً صالحًا؟!
أم قلبًا خاشعًا؟!
أم لسانًا ذاكرًا؟!

فيا لِكَرْب! من نزل قبره مُفرِّطًا مٌقصِّرًا!


فلا تغفلنَّ وأكثروا التعوذ من عذاب القبر!
عسى الله أن يجعل لكم فيه فرجًا يوم لا فارج لكُرُباته إلا هو سبحانه وتعالى.


عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إنَّ رسول الله " صلى الله عليه وسلم "
كان يعلِّمهم هذا الدُّعاء كما يعلِّمهم السورة من القرآن! يقول:
«قولوا: اللهم إنا نعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات»
رواه مسلم.




أخي .... أخيتى ...
هو (عذاب القبر!)
ما أشد هوله!
وما أفظعه!
أرأيتم كيف أخفاه الله تعالى عن الأحياء!
لأنهم لا يطيقون مشاهدته أو سماعه!
فلو شاهدوه أو سمعوه لما دفن حيٌّ ميتًا!


قال النبي " صلى الله عليه وسلم ":
«لولا أن لا تدافنوا لدعوات الله أن يسمعكم من عذاب القبر» رواه مسلم.


أخي .... أخيتى .....

تذكر يومًا أنت فيه وحيدًا!
منفردًا عن الخلق!
ولا أنيس!
ولا جليس!
أتدري من الجليس في تلك الوَحْشَة؟!


إنه (العمل الصالح!)
نعم الزاد في الدنيا والآخرة!
ونعم الصديق إذا أوحشك صديق!!
ونعم الرفيق يوم يسلمك الرفيق إلى الثرى!!


قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم ":
«يتبع الميت ثلاثة فيرجع اثنان ويبقى معه واحد! يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله»
رواه البخاري ومسلم.


أخي .... أخيتى ....

لا تكونوا ممن غفل عن الصالحات وزهد في الطاعات! فما أحوجكم إليها في يوم التثبيت!
يوم سؤال الملكين إذا انفردا بكم في القبر!
يومها يثبت الصادقين مولاهم سبحانه وتعالى ويلهمهم الحجة!
إذ أنهم عاملوه سبحانه وتعالى في دار الدنيا بالصدق والإخلاص.


قال النبي " صلى الله عليه وسلم " :
«إذا أقعد المؤمن في قبره أتي، ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، فذلك قوله: " يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ»
( سورة إبراهيم: 27 )
رواه البخاري ومسلم.


قال أحد السلف :
(ويقال: التثبيت في أربعة أحوال:


أحدها: عند الموت

والثاني: في القبر حتى يجيب بلا خوف.

والثالث: عند الحساب.

والرابع: عند الصراط حتى يمر كالبرق الخاطف).

أخي ...أخيتى .....
ما أحوجك إلى الثبات غدًا إذا نزلت قبرك! وأحاط بك الملكان!


أخي....أخيتى....
وكم كان نبينا " صلى الله عليه وسلم "
رحيمًا ورفيقًا بأمته كما يحدثنا عنه عثمان بن عفان
" رضى الله عنه "
قال: كان النبي " صلى الله عليه وسلم "
إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال:
«استغفروا لأخيكم وسلوا له بالتثبيت فإنه الآن يسأل»
صحيح رواه أبي داود: 3221.


أخي.... أخيتى ...

أعاذني الله وإياكم من فتنة القبر!
فما أعظم خسران أولئك الغافلين المنافقين المكذبين إذا نزلوا القبور!
وفارقوا النعيم والقصور!
فواكربَهم!
نسَوْا القبر !!!
بيت الظُّلمة والدُّود!
نسوا يوم الوَحشة والسُّهُود!!
فياالله !


عن البراء بن عازب " رضى الله عنه " قال:
بينما نحن مع رسول الله " صلى الله عليه وسلم "
إذ شوهد بجماعة فقال: «علام اجتمع هؤلاء؟»
قيل: على قبر يحفرونه.


قال: ففزع رسول الله " صلى الله عليه وسلم " فبدر بين يدي أصحابه مُسرعا!
حتى انتهى إلى القبر فجثا عليه!
قال: فاستقبلته من بين يديه لأنظر ما يصنع.


فبكى!
حتى بل الثرى من دموعه!
ثم أقبل علينا، قال:
«أي إخواني, لمثل اليوم فأعدُّوا!»
رواه أحمد/ السلسلة الصحيحة: 1751


إخوتى ....أخواتى ....
فيا ويل نفسٌ لم تعمل الصالحات حتى زارت ظلمة القبور!
ألا فلتذكُر تلك الظُّلمات.. إذا غادرك القريب والبعيد بين الأموات..



فتذكروا القبور..
وعُدوا أنفسكم من سكان تلك الدور..
عساكم أن تكونوا من أهل الغبطة والسرور.




* قال سفيان الثوري رحمه الله:
(من أكثر من ذكر القبر وجده روضة من رياض الجنة، ومن غفل عن ذكره وجده حفرة من حفر النار!).


إخوتى ...أخواتى
هلاَّ عجبتُم معي من أولئك الصالحين الذين كان تذكر الموت والقبور يتردد على قلوبهم كتردد أنفاسهم!


* كان هشام الدستوائي رحمه الله إذا طُفئ المصباح غشيه من ذلك أمر عظيم!
فقالت له امرأته: إنه يغشاك أمر عظيم عند المصباح إذا طفئ؟!
قال: إني أذكر ظلمة القبر!

فما أقسى هذه القلوب!
لا الموت يفزعها!
ولا القبر يخوفها!
كأنما خلقت من الحجر!


فيا الله
رحم الله أقوامًا كانوا إذا قست قلوبهم ذكروها الموت.. وخوفوها بالقبر والنيران..

فكان أحد السلف الصالح قد حفر في داره قبرًا! فكان إذا وجد في قلبه قساوة دخل فيه فاضطجع فيه! ومكث ساعة ثم قال" :
(
حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ"


ثم يقول لنفسه :
يـ غير مسجل قد أُرجعت ! فأعمل الآن قبل أن لا تُرجع !!! ــا



وكان يزيد الرقاشي رحمه الله يقول:
أيها المقبور في حفرته! المتخلي في القبر وحدته!
المستأنس في بطن الأرض بأعماله! ليت شعري!
بأي أعمالك استبشرت؟! وبأي أحوالك اغتبطت؟!


ثم يبكي حتى يبل عمامته!
ويقوووول:
(استبشر والله بأعماله الصالحة، واغتبط والله بإخوانه المعاونين له على طاعة الله)


إن الوقوف بديار الموتى يذكر الموت!
ورؤية القبور تذكر القبر!
فيا لحظ نفس اعتبرت بالقبور!
وعملت ليوم النشور!


قال رسول الله " صلى الله عليه وسلم " :
«زُوروا القبور فإنها تذكركم الآخرة»
صحيح رواه ابن ماجه: 1591.


كان أبو الدرداء " رضى الله عنه "
يقعد إلى القبور، فقيل له في ذلك!

فقال: (أجلس إلى قوم يذكرونني معادي، وإن قمت عنهم لا يغتابونني!).

وقيل لأحد السلف الزُّهَّاد: ما أبلغ العظات؟!

قال: (النظر إلى محلة الأموات!).

إخوتى ....أخواتى ...
يا لشدة وفظاعة وهول يوم أن نرحل فيه إلى باطن التراب !
ونكون فرادا مع الوحشة وعظائم المصاب !
انقطعت عنا اللذات والشهوات !
وجفانا الأهل والأحباب والقرابات!


ألااااااا
فلنفزع إخوتى وأخواتى إلى الرحمن الرحيم!
رب العباد وواهب الفضل العظيم!!

(يا من لا يأنس بشيء أبقاه، ولا يستوحش من شيء أفناه، ويا أنيس كل غريب، ارحم في القبر غُربتي. ويا ثاني كل وحيد آنس في القبر وحدتي)


" يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ"
( إبراهيم 27 )
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-10-2010, 07:00 PM
اللؤلوئة المكنونة اللؤلوئة المكنونة غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكى الله خير الجزاء
على موضوعك الرائع
والله أسأل أن يجعل قبورنا روضة من رياض الجنة
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
!, !!!, لا, أصيل, أُرجعت, من, الآن, تُرجع, جـ, غير, فأعمل, ــا, قبل, قد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 02:03 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.