#21
|
|||
|
|||
بارك الله فى الجميع
وجزى الله كاتب الموضوع خير الجزاء
|
#22
|
|||
|
|||
**تغليق التعليق .. وإخراج الطفل من سجن التدقيق**
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ... التسلط ... لفظ يوحي بالقهر والاستبداد يستعمله الناس غالبا في سياق الذل والاستعباد ولا يستعمله الآباء غالبا إلا في سياق حديثهم عن عدم طاعة الأبناء آباء يريدون أن يستبدوا بآرائهم .. لا أقول على الأولاد البالغين .. بل على الأطفال المساكين يمارسون عليهم أشكالا وصنوفا من الضغط والتثريب .. ويلقون بهم في سجن التدقيق والتصحيح والتأنيب وهذا –في وجهة نظري القاصرة- له سببان : الأول : يتعلق باضطراب في الشخصية .. وهذا يتواجد غالبا في الآباء والثاني : يتعلق بسوء الفهم لطبائع الأطفال الغريزية .. وهذا يتواجد غالبا في الأمهات ** السبب الأول : اضطراب الشخصية ** قبل أن أتكلم عن هذا السبب لابد من تنبيه مهم الشخصية التي سأتعرض لها فيما يأتي إن شاء الله عبارة عن شخصية مركبة من مجموعة صفات وعليه فالكلام عنها لا يتعلق بمفرداتها أو الاستثناءات فيها .. بل بمجموع سماتها ومجمل علاماتها تأملوا معي رعاكم الله في هذه السمات الشخصية * الدقة الشديدة * النظر العميق في كل التفاصيل * الإغراق في التنظيم والترتيب والجدولة * التفاني في العمل والإنتاجية لدرجة التخلي عن الأصدقاء وأوقات الراحة * العملية الشديدة وعدم إدخال العواطف في السياقات الجادة * الضمير الحي اليقظ والتشدد فيما يتعلق بالمثل والقيم والأخلاق ما رأيكم في هذا التركيب ؟ قبل الجواب فلنلق نظرة على هذا التركيب من جانب آخر * التأنيب الشديد على المخالفة اليسيرة * التقصير في انجاز الأهداف الرئيسية * إطالة مدة الأعمال التي من الممكن انجازها في وقت أقصر * تقديم العمل على المسؤوليات المعنوية الأسرية والاجتماعية * فقر المشاعر وضعف القدرة على التعبير عنها إن وجدت * عدم المرونة في المعاملات الإنسانية لدرجة التعنت والإصرار على اتباع الآخرين لطريقته في تنفيذ الأعمال ما رأيكم الآن ؟ يظن كثير من الناس أن تركيب الشخصية بصورته الأولى تركيب مثالي ولا يرون أي علاقة بين هذا التركيب والتركيب الذي يليه ولكن العلاقة بينهما عند علماء النفس وثيقة وتظهر هذه العلاقة بجلاء بوضع تركيب ثالث مكون من التركيبين الفائتين تأملوا رعاكم الله في التركيب الآتي .. وحاولوا ربط كل سمة بما يقابلها الدقة الشديدة == التأنيب الشديد على المخالفة اليسيرة النظر العميق في كل التفاصيل == التقصير في انجاز الأهداف الرئيسية الإغراق في التنظيم والترتيب والجدولة == إطالة مدة الأعمال التي من الممكن انجازها في وقت أقصر التفاني في العمل والإنتاجية لدرجة التخلي عن الأصدقاء وأوقات الراحة == تقديم العمل على المسؤوليات المعنوية الأسرية والاجتماعية العملية الشديدة وعدم إدخال العواطف في السياقات الجادة == فقر المشاعر وضعف القدرة على التعبير عنها إن وجدت الضمير الحي اليقظ والتشدد فيما يتعلق بالمثل والقيم والأخلاق == عدم المرونة في المعاملات الإنسانية لدرجة التعنت والإصرار على اتباع الآخرين لطريقته في تنفيذ الأعمال ما رأيكم الآن ؟ نستطيع أن نخلص من هذه التراكيب بالآتي : هذه الشخصية لها ظاهر وباطن ظاهر إيجابي .. وباطن سلبي والمحصلة النهائية من الظاهر والباطن = شخصية مضطربة عند علماء النفس قاطبة اضطراب الشخصية الوسواسية .. التي تسعي للكمال بتعنت بلا مرونة ولا توسط ولا حيادية تخيلوا ما الذي ينتج عن هذا التركيب المخيف .. عند التعامل مع الطفل الصغير الضعيف الجواب : أب متسلط أب يعلق على كل حركة .. ويدقق في كل كلمة أب يتعامل مع أطفاله بالقواعد الحسابية ..ويستعبدهم تحت مسمى القواعد واللوائح الهوائية أب يقيم شخصية طفله بمدى انضباطه ودقته .. من غير نظر إلى قلبه وعواطفه وإتزانه وطفولته أب متسلط لا يربط بينه وبين طفله إلا الأوامر والنواهي .. ولا يحب أن يراه على هيئة لاعب أو لاهي فيخرج بتربيته إنسانا آليا بهدف محدد .. ينفذ ما تلقاه من الأوامر بلا تأخر ولا تردد وكثيرا ما تنقلب هذه الآلة المبرمجة .. على قواعد الأب ولوائحه وأفكاره المومنتجة فيتسلط على تسلط أبيه .. ويسعى في البحث عن من يفهمه ويحتويه
|
#23
|
|||
|
|||
** السبب الثاني : سوء الفهم لطبائع الأطفال الغريزية **
علمنا فيما سبق أن تسلط الأب ناتج عن اضطراب شخصيته وهنا سنتعرف على مصدر تسلط الأم على أولادها ... تأملوا أرشدكم الله في هذه السلسلة [المشمشية] من أم لطفلها ! مش قولتلك .. متوسخش هدومك ! مش قولتلك .. متمشيش حافي ! مش قولتلك .. متاكلش بإيدك ! مش قولتلك .. متلعبش هنا ! مش قولتلك .. قوم نام ! وإليكم الردود [الضيائية] على السلسلة [المشمشية] مش قولتلك متوسخش هدومك ! == طيب وفيها ايه لما يوسخ هدومه ! .. وتلبسيه هدوم غيرها ! مش قولتلك متمشيش حافي ! == طيب وفيها ايه لما يمشي حافي ! .. وإنتي كمان تمشي حافيه ! مش قولتلك متاكلش بإيدك ! == طيب وفيها ايه لما ياكل بإيده ! .. وتأكليه إنتي بالمعلقه ! مش قولتلك متلعبش هنا ! == طيب وفيها ايه لما يلعب هنا .. وتقومي تلعبي معاه ! مش قولتلك .. قوم نام ! == طيب وفيها ايه لما يفضل صاحي .. وتفضلي معاه لغايت ما يتعب وينام ! نفسي أفهم حاجه يا معاشر الأمهات ايه المانع تقولي لطفلك حبيبك : تيجي نرسم على ورقة مع بعض ونعلقها على الحيطة بدل ما تقوليله : بطل رسم على الحيطة بدل ما ألزق راسك فيها !! ايه المانع تقوليله : تحب أساعدك في ترتيب لعبك عشان أنت دايما منظم بدل ما تقوليله : قوم رتب لعبك اللي زي الخرابة دي !! ايه المانع تقوليله : لو خلصت مذاكرة بدري هلعب معاك بدل ما تقوليله : قوم خلص مذاكرة وبطل لعب أحسنلك !! ايه المانع تقوليله : وطي صوتك يا حبيبي عشان إنت بطبعك هادي بدل ما تقوليله : اخرس بئه يا زفت .. صدعتني ووجعتلي دماغي !! ايه المانع تقوليله : قوم صلي عشان نكون مع بعض في الجنة بدل ما تقوليله : قوم صلي عشان متدخلش النار !! ايه المانع تقولي : خليك جنبي وأنا بصلي عشان أنت بتحب الصلاة بدل ما تقولي : أنت بتطهقني في عيشتي وأنا بصلي .. ولو جيت جنبي هقطعك !! هتقولي : أصله بيطلعني من خشوعي في الصلاة ومش بعرف أركز منه ..صح؟ هقولك : طيب .. هل إنت أحرص على الخشوع في الصلاة من النبي صلى الله عليه وسلم ؟ طبعا هتقولي : لا هقولك : طيب تأملي في الموقف ده كده أخرج النسائي في سننه بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن شداد بن أوس عن أبيه قال : خرج علينا رسول الله صلى الله عليه و سلم في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسنا أو حسينا فتقدم رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضعه ثم كبر للصلاة فصلى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها قال أبي : فرفعت رأسي وإذا الصبي على ظهر رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو ساجد فرجعت إلى سجودي !! فلما قضى رسول الله صلى الله عليه و سلم الصلاة قال الناس : يا رسول الله إنك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها حتى ظننا أنه قد حدث أمر أو أنه يوحى إليك قال صلى الله عليه و سلم: كل ذلك لم يكن ، ولكن ابني ارتحلني ، فكرهت أن أعجله ، حتى يقضي حاجته. تأملوا في هذه الكلمات ولكن ابني ارتحلني ، فكرهت أن أعجله ، حتى يقضي حاجته ارتحلني ؟!! ... كلمة كبيرة أوي !! فكرهت أن أعجله ؟!! ... هو ده السبب بس ؟!! ... عشان ميستعجلش عليه !! حتى يقضي حاجته ؟!! .. لغايت ما يخلص لعب !! بجد لا يسعني إلا أن أقول صلى الله عليه وسلم
|
#24
|
|||
|
|||
أيها الأب الفاضل ... ولدكَ ولدكَ ..ليس أنتَ
أيتها الأم الفاضلة ... ولدكِ ولدكِ .. ليس أنتِ [[أنا طفل !]] هذا لسان حال كثير من الأطفال الذين يعانون من تسلط أمهاتهم ... لعدم وعيهم بهذه الحقيقة الواضحة الخفية ! حقيقة [أنه طفل] والطفل طفل هل تعي أيتها الأم الفاضلة معنى هذه الأحرف؟! ط = طيبة وطاقة وطبائع عفوية ف = فضاء وفضول وفنون إبداعية ل = لعب ولهو ولامبالاة ملائكية هذه طبيعة الأطفال طيبة لا تعرف قسوة الأشرار .. وطاقة لا تعرف الكسل والإنكسار وطبائع عفوية لا تعرف المكر وتحايل الشطار [قطاع الطرق يعني ] فضاء فسيح من الأفكار .. وفضول وتطلع وإستخبار وفنون إبداعية لا يستطيعها بعض الكبار لعب في الليل والنهار .. ولهو في الجد والهزار ولامبالاة ملائكية لا سخرية فيها ولا احتقار أخرج أبو داود وابن ماجة بإسناد صحيح واللفظ لان ماجة من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه قال : رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يخطب فأقبل حسن وحسين عليهما قميصان أحمران ، يعثران ويقومان فنزل النبي صلى الله عليه و سلم ، فأخذهما فوضعهما في حجره فقال : ( صدق الله ورسوله ، إنما أموالكم وأولادكم فتنة ، رأيت هذين فلم أصبر )!! ثم أخذ في خطبته . تأملوا أرشدكم الله في هذه العبارة فنزل النبي صلى الله عليه و سلم ، فأخذهما فوضعهما في حجره فنزل ؟!! ... من على المنبر ؟!! ... لو فعلها خطيب في زماننا لاتهم في دينه وعقله !! فأخذهما ؟!! ... كان من الممكن أن يسلم عليهما فحسب ... ثم يصعد عليه الصلاة والسلام !! فوضعهما في حجره ؟!! ... ليه ؟!! ... لأنهما طفلان !! هذه رسالة عظيمة لكل الآباء المتسلطين على أطفالهم بالتدقيق والتعليق أدعوهم فيها إلى = تغليق التعليق ... وإخراج أطفالهم من سجن التدقيق والله الموفق
|
#25
|
|||
|
|||
جزاك الله كل خير يا أم عبد الرحمان..
والله صدقت ,, الأسرة والتربية يجب التركيز على هذا الموضوع لأنه سبب نهوض أو إنحطاط الأمم.. فالغرب ما سبقنا في الإنتاج والإبتكارإلا بتعامل الأسر مع أبنائهم التعامل السليم دون ضغط ودون تسبب في العقد النفسية التي تؤثر سلبا على ذلك الإبن في كبره وبالتالي يؤثر على المنظومة بأكملها ,, لا أدري إن كانت الفكرة واضحة أم لا ,, المهم نحن المسلمين أفضل من الغرب لأننا أصحاب عقيدة فقط ينقصنا التربية السليمة للأبناء حتى ننشئ جيلا متكاملا سليم ينتج.. |
#26
|
|||
|
|||
القاعدة الخامسة
** كن حازما في غير قسوة وطغيان .. لينا في غير تساهل واستهوان ** أكثر الآباء والأمهات يجمعون في تعاملهم مع أبنائهم بين الحزم واللين والشأن في هذا الباب ليس في مجرد الجمع بين الحزم واللين ولكن في طريقة الحزم وطريقة اللين .. ووقت استعمال كل منهما فكثيرا ما ينجرف الحزم بالآباء إلى القسوة والجفاء .. والانتصار للنفس والسخرية والاستهزاء وكثيرا ما يدفعهم اللين إلى التساهل مع البنين .. بطريقة مضيعة لمصالح الدنيا والدين والجمع المقصود هنا هو الجمع الشرعي التربوي حزم بلا قسوة ولا طغيان .. ولين بلا تساهل ولا استهوان حزم ممزوج بالحنان .. ولين محاط بأسوار من الأمان تأملوا أرشدكم الله في هذا المشهد طفل بريء يلعب بالكرة .. ويركلها هنا وهناك فقال له أبوه : لا تقذفها لئلا تكسر شيئا .. فاستمر في ركلها واللعب بها فكرر عليه الأب مقولته .. فغلب عليه نهمه للكرة وولعه بها واستمر في ركلها وفجأة ركلها ركلة عنيفة .. فاتجهت الكرة مباشرة إلى الصف العلوي من [النيش] فكسرته ووقع بكل ما عليه آخذا في طريقه الطبقات السفلى .. ومهشما لأثمن الأكواب والكؤوس ما هو التصرف التقليدي من الأبوين في مثل هذا الموقف ؟! مبدئيا كده ... الواد ده هيتقطع !! غير السب والشتم واللعن والصراخ .. والدعاء عليه في بعض الأحيان وربما تفاقم الأمر إلى سب أمه والتطاول عليها .. لأنها نسيت إغلاق باب [النيش] أو لأنها تحاول حماية طفلها من بطش الأب وضربه الشديد هذا هو واقع كثير من الآباء للأسف الشديد وبعد معرفة التصرف التقليدي يأتي السؤال التقليدي ما هو التصرف الصحيح في هذا الموقف ؟! قبل أن أجيب على هذا السؤال المهم .. أريد أن أسأل سؤالا آخر ما هو الغرض من رد فعل الأبوين تجاه الطفل في هذا الموقف ؟! الجواب : رد فعل الأبوين تجاه الابن في مثل هذا الموقف له أحد غرضين لا ثالث لهما الأول : إخراج شحنة الغضب المشتعلة في صدورهما والانتصار للنفس وشفاء غيظها من الولد الثاني : تأديب الولد وتعريفه بخطأه لعدم تكراره مرة أخرى وهذان الغرضان لا يجتمعان أبدا ذلك أن تأديب الولد في مثل هذا الموقف وإخراج شحنة الغضب وشفاء الغليل بضربه وسبه ولعنه والصراخ فيه مخالف لما قرره علماء الشرع وعلماء النفس قاطبة لأن هذا عند الفقهاء وعلماء النفس ليس تأديبا تربويا .. ولكنه تعزير انتقامي وقد أجمع أهل العلم على أن الطفل يضرب تأديبا لا تعزيرا فليس الغرض من ضرب الطفل هو الإيلام والانتقام بل الغرض هو التأديب والتعليم والإفهام كضرب الزوج لزوجه بعض الأزواج يعمل بقوله تعالى في سورة النساء : وَاضْرِبُوهُنَّ من غير نظر لقوله صلى الله عليه وسلم في حديث جابر الطويل الذي رواه مسلم فاضربوهن ضربا غير مُبَرح وبعضهم يعمل بهذا الحديث من غير نظر لفهم السلف له قال عطاء : قلت لابن عباس ما الضرب غير المبرح ؟ قال : بالسواك ونحوه فإن قال قائل : وما الفائدة إذن من هذا الضرب ؟ فالجواب : أن الغرض الشرعي من هذا الضرب هو الإيلام المعنوي لا الحسي لأنه ضرب تأديبي .. لا تعزيري انتقامي وهذا هو نفس الغرض الشرعي الصحيح من ضرب الأطفال وهنا نرجع لسؤالنا الأول ما هو التصرف الصحيح في هذا الموقف ؟! والجواب بناء على ما تقدم أن التصرف الصحيح في مثل هذا الموقف ألا يتعرض الأبوان أو أحدهما للطفل مطلقا في وقت غضبهما لأن التعرض له في هذا الوقت لن يكون إلا انتصارا للنفس وإخراجا للغيظ وشفاء للغليل وسيذهب الغرض التأديبي في ثنايا هذه الانفعالات الشديدة ووقت التأديب الصحيح في هذه الحالة يكون بعد سكون عاصفة الغضب وذهاب أمواج الانتقام بأحد أنواع التأديب السبعة التي سنتكلم عليها لاحقا إن شاء الله .. لا بالضرب وحده كالتأديب بالوعظ والتأديب بالتوبيخ والتأديب بالهجر والتأديب بالحرمان والتأديب بالطرد والتأديب بالحبس والتأديب بالضرب وتحديد النوع المستعمل يكون بحسب الموقف وحالة الطفل وقت التأديب هذا هو الحزم في غير قسوة إذا طلب طفلك شراء لعبة ما .. وأنت لا تملك ثمنها أو لا تريد شرائها .. فقل له : لا فإذا ألح عليك في ذلك .. فقل له : لا واعرض عليه بعض البدائل المتاحة فإذا زاد إلحاحه وبكى .. فاجمع بين الحزم واللين : حزم في صورة الإصرار على الرفض وعدم الضعف أمام بكائه ولين في صورة مراعاة طفولته ورحمة دموعه والتعبير عن ذلك برفق وحب وحنان لا يضعف أمام بكائه لئلا يتخذه الطفل بعد ذلك وسيلة مستمرة للوصول إلى ما يريد ولا يقسو عليه حال بكائه لئلا ينبت في عمقه بذرة بغض الأبوين وعقوقهما بعد عمر مديد ذلك أن فهم الطفل ووعيه بوجهة نظر الأبوين في رفض طلبه سطحي بلا مراء والحزم في هذا السياق يربي الطفل على التعايش مع غيره بمبدأ الأخذ والعطاء فلا يكون أنانيا لاعتياده على الأخذ دائما .. ولا يكون مسرفا لاعتياده على العطاء دائما ومهما طال بكاء الطفل مع الحزم واللين على النحو السابق فلا ضير في ذلك لأن البكاء عند الأطفال نوبات عصبية .. تبدأ وتأخذ وقتها وتنتهي وإذا تعود على عدم جدوى البكاء في الوصول لرغباته بحث عن وسائل أخرى غير البكاء وهنا تأتي فرصة الآباء وهذه الفرصة تتمثل في الأخذ بيد الطفل إلى الوسائل المشكلة لشخصيته للوصول من خلالها لما يريد كوصوله لما يريد عن طريق الدعاء .. فتوجيه الطفل للدعاء يعلق قلبه بالله رب العالمينمع الحرص على تلبية رغباته من خلال هذا الباب قدر الإمكان وكوصوله لما يريد عن طريق مساعدة أمه في ترتيب البيت وهذا ينمي فيه ما سبق التنبيه عليه في مبدأ الأخذ والعطاء
|
#27
|
|||
|
|||
[اللين المذموم]
واللين المذموم المضر بالطفل هو اللين المصحوب بالتهاون في أمور الدين أو التساهل فيما يضر بشخصيته في طور التكوين أما ما وراء هذين الأمرين من التصرفات الطفولية أو الانفعالات العفوية فالخطب يسير فالتهاون مع الطفل فيما يخالف الآداب الشرعية .. ولو كان في الأشياء الدقيقة المرعية .. مذموم ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لعمر بن أبي سلمة لما رأى يده تطيش في الصحفة يا غلام ! .. سم الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك. والتساهل معه فيما يضر بالشخصية .. كربطه دائما بالأسباب المادية .. مذموم ولذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن عباس رضي الله عنهما وهو غلام يا غلام ! .. إني أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك .. احفظ الله تجده تجاهك .. إذا سألت فاسأل الله .. وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعواعلى أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الأقلام وجفت الصحف وأما التساهل في الأمور الحياتية .. التي لا تضر بالدين ولا بتكوين الشخصية .. فليس بمذموم ولذا قال أنس رضي الله عنه كما في الصحيحين واللفظ لمسلم : خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين والله ما قال لي أفا قط ، ولا قال لي لشيء لم فعلت كذا وهلا فعلت كذا ياالله .. عشر سنين ! .. ما قال لخادمه أف قط ! .. ولا قال له : لم فعلت وهلا فعلت ! فكيف لو كان أنس ولدا للنبي عليه الصلاة والسلام ! ولذا قال عليه الصلاة والسلام لعائشة رضي الله عنها لما ركبت بعيرا فكانت فيه صعوبة فجعلت تردده عليكِ بالرفق فإن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ، ولا ينزع من شيء إلا شانه أمرها صلى الله عليه وسلم بالرفق مع [البعيرالصعب]!! فما ظنكم بــ [الطفل الصعب]!! ولذا قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه أحمد من حديث عائشة بإسناد صحيح إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق ومفهوم الحديث أن الله إذا أراد بأهل بيت شرا أخرج منهم الرفق ! وهذا المفهوم دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم من حديث جرير من يحرم الرفق يحرم الخير وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
|
#28
|
|||
|
|||
[خاتمة]
وحاصل ما سبق في [خماسيات] القواعد الخمسة الحسان في تربية الولدان * التأديب من الآباء ، والإصلاح من رب الأرض والسماء * الطفل كالإسفنجة في شرب المياه .. يتشرب ما يراه ... ويحاكي أمه وأباه * كن كالصياد الماهر .. وعلق على المواقف وحاور *تغليق التعليق .. وإخراج الطفل من سجن التدقيق * الجمع بين الحزم واللين .. والضابط الشرعي في ضرب البنين والأغراض الخمسة للتعليق * تعليق قلب الطفل بالله رب العالمين * تنفير قلب الطفل من الشرور والشياطين * الوصول بالطفل إلى غاية التوازن في التعامل مع الآخرين * الارتقاء بروح الطفل إلى أعلى عليين * مراعاة نفسية الطفل وتقلبها في كل وقت وحين وحاصل ما سيأتي إن شاء الله في [سباعيات] [ السباعية الأولى ] تتعلق بمقدمات سبعة في التأديب * معنى التأديب * الفرق بينه وبين التربية * الفرق بينه وبين التعزير * الفرق بينه وبين الحد * مشروعية التأديب * ولاية الأب في تأديب الولد * ولاية الأم في تأديب الولد [ السباعية الثانية ] تتعلق بأنواع التأديب السبعة * التأديب بالوعظ * التأديب بالتوبيخ * التأديب بالهجر * التأديب بالحرمان * التأديب بالطرد * التأديب بالحبس * التأديب بالضرب [السباعية الثالثة] تتعلق بأحكام التأديب بالضرب * شروط الضرب وموانعه * أداة الضرب * طريقة الضرب * موضع الضرب * صفة الضرب * وقت الضرب * مكان الضرب والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلا به سبحانه
|
#29
|
|||
|
|||
ما شاء الله
ليت كل واحد منَّا يقرأ الموضوع بعناية و يحاول التطبيق بوركتِ أختي أم عبد الرحمن
|
#30
|
|||
|
|||
[جزاكى الله خيرا)
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
(, ), متجدد, مع, الأطفال, التعامل, والمراهقين, قواعد |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|