الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
أقوام هانت عليهم أنفسهم في سبيل الله ..قصص مميزة..للشيخ محمد العريفي
وإذا كانت النفوس كباراً ** تعبت في مرادها الأجسام لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم .. وارتدت قبائل من العرب عن الإسلام .. وظهر أمر مسيلمة الكذاب .. وكثر أتباعه .. انطلق جيش المسلمين لقتال مسيلمة في اليمامة في نجد من جزيرة العرب .. مضى الجيش من المدينة إلى اليمامة .. فقطع أكثر من ألف كيل حتى وصل اليمامة .. فإذا مسيلمة قد جمع أكثر من مائة ألف لقتال المسلمين .. فما كاد المسلمون يستقرون .. حتى قام مسيلمة خطيباً في قومه فقال : اليوم يوم الغيرة .. فقاتلوا عن أحسابكم وامنعوا نساءكم .. ولم يزل يحثهم .. حتى ثاروا .. وابتدأ القتال .. وتنازل الأبطال .. وقعقعت السيوف .. وتتابعت الـحُتوف .. ورميت الرماح .. وارتفع الصياح .. وغبرت خيل الرحمن .. وعلت أصوات الفرسان .. وفتحت أبواب الجنان .. وطارت أرواح الشهداء .. واشتاق الأولياء .. وكان من أول من أصيب أبو عقيل الأنصاري .. أصابه في كتفه الأيسر سهم شل حركته .. فأخرج السهم .. فجرّوه إلى الخيام .. فلما حمي القتال .. وظهر قوم مسيلمة .. وبدأ بعض المسلمين يفرون .. وأبو عقيل على فراشه لا يقوى على الحركة .. سمع صائحاً يقول : يا معاشر الأنصار ! الله الله والكرة على عدوكم .. قال عبد الله بن عمر : فنهض أبو عقيل .. يتكئ على يمينه .. ويريد سيفه .. فقلت : ما تريد ؟ ما فيك قتال .. قال : قد نوه المنادي باسمي .. قلت له : إنما يقول : يا للأنصار .. و لا يعني الجرحى .. قال أبو عقيل : أنا من الأنصار وأنا أجيبه والله ولو حبواً .. قال ابن عمر : فتحزم أبو عقيل .. وأخذ السيف بيده اليمنى .. ثم خرج وهو ينادي : يا للأنصار ! كرةٌ كيوم حنين .. فاجتمِعوا رحمكم الله .. وجعل يصيح بهم .. ويضرب من رأى من الكفار بسيفه .. قال ابن عمر : فنظرت إلى أبي عقيل .. وقد قطعت يده المجروحة من المنكب .. فوقعت إلى الأرض .. وجراحه تنزف .. فلما انتهى القتال .. أقبلت ألتمسه .. فإذا هو صريع بآخر رمق .. فقلت : أبا عقيل .. فقال ـ بلسان ملتاث ـ: لبيك لمن الدّبَرة ؟ قلت : أبشر .. قد قتل عدو الله .. فرفع إصبعه إلى السماء وقال : الحمد لله .. ثم مات .. وهزم الله قوم مسيلمة .. وهربوا وأخذوا يتفرقون في الشعاب .. ولم يزل الصحابة يسوقونهم أمامهم .. ويضعون السيوف في رقابهم .. وهم مضطربون لا يدرون إلى أين يلجئون .. حتى وقف حكم بن الطفيل من قوم مسيلمة ثم صاح بقومه : تحصنوا بالحديقة .. فتسابقوا إليها .. وقام هو على مرتفع يناديهم .. ويشير لهم .. فرماه عبد الله بن أبي بكر بسهم في عنقه وهو يخطب فقتله .. ودخل جيش مسيلمة الحديقة .. وكانت حديقة عظيمة .. طويلةٌ جدرانها .. محصنةٌ أطرافها .. وأغلقوا بابها .. فجعل الصحابة يطوفون بجدرانها .. ويدفعون أبوابها .. وقد اشتد حنقهم على الكفار .. فأقبل البراء بن مالك .. هل رأيت البراء بن مالك ..؟؟ لم تره !! كان نحيل الجسم .. دقيق الساقين .. صغير اليدين .. قصير القامة .. لكنه كان بطلاً قتل مائة مشرك مبارزة وحده .. فضلاً عمن قتلهم أثناء المعارك .. أخذ البراء يطوف بالحصن كالأسد .. يزأر من حرّ ما يجد .. كيف ينجو الكفار بهذه السهولة .. ثم أخذ ينظر إلى جدار الحديقة فإذا هو رفيع .. فأقبل إلى باب الحديقة فإذا عنده عدد من الأصحاب .. فقال لهم : يا معشر المسلمين .. احملوني في ترس .. وألقوني عليهم في الحديقة .. فعجبوا .. كيف نلقيك وأنت واحد وهم مائة ألف .. فلا زال بهم .. حتى حملوه في ترس .. ورفعوها بالرماح .. حتى بلغ أعلى الجدار .. فقفز وحده داخل الحديقة .. فلم يرُعِ الكفار .. إلا وهو بين أيديهم .. فاجتمعوا عليه .. هذا يضربه بسيف .. وذاك يطعنه بخنجر .. والثالث يضربه بعصا .. وهو يتقي هذا بترسه .. والآخرَ بسيفه .. ويدفع الثالث بيده .. ويزحف جهة الباب ليفتح للمسلمين .. ودماؤه تسيل .. ولحمه يتساقط .. حتى اتكأ على الباب ففتحه .. وتدافع المسلمون كالسيل إلى الحديقة .. واشتد فيها القتال .. حتى سميت بحديقة الموت .. وهزم الله جند الكافرين .. أما البراء فقد مضى شهيداً مع المؤمنين .. * * * * * * * * * فسبحان من أغرى المنايا بأهله * كأن لها ثأراً .. وليس لها ثأر ليختار من يختارُ منهم ويصطفي * له الحكمة العُلياْ .. له النهي والأمر دعتهم ثغور العز من كل موطن * فطاروا سراعاً ما لهم دونها صبر نفى عنهمُ همًّ التنعم هـمُّهم * فأبدانهم شعث .. وأثوابهم غُبْر نحافاً وسمراً كالرماح تراهمُ * وتحمد عند الطعن شُعثَ القنا السمر مضوا يشربون الموت كأساً شهية * ولو أن طعم الموت مستثقل مر ولكنَّ في ذات الإله ودينه * لمن أُشْرب الإيمانَ .. يُسْتعذب الصِّبر أبوا أن يعيشوا كالعبيد بعالم * تحَكمَ فيه الظلم .. واستحكم الكفر ففي الأرض منأى للكريم عن الأذى * وفي الموت منأى عنه إن لزم الأمر فما عاش من عاش الحياة بذلة * ولو طال ذاك العيش ما بقي الدهر * * * * * * * * * * من كتاب وداعا أيها البطل للشيخ محمد العريفي انشروه للفائدة جزاكم الله خيرا |
#2
|
|||
|
|||
جزاكِ الله خيراً
|
#3
|
|||
|
|||
ما شاء الله اللهم اجعلنا مثلهم
جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ |
الكلمات الدلالية (Tags) |
..قصص, مميزة..للشيخ, محمد, أنفسهم, أقوال, الله, العريفي, سبيل, عليهم, في, هانت |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|