انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الآلة > علوم الحديث والمصطلح

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 05-14-2010, 08:00 AM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




Download لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين

 

لا أجمع على عبدي خوفين ولا أمنين


عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه جل وعلا أنه قال :
( وعزتي لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين ، إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة ، وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة ) .

تخريج الحديث
أخرجه ابن حبان في صحيحه ، و البزار في مسنده ، و البيهقي في شعب الإيمان ،
و ابن المبارك في كتاب الزهد ، و أبو نعيم في حلية الأولياء ،
وصححه الحافظ ابن حجر في مختصر زوائد البزار ، والشيخ الألباني في السلسلة .

فضيلة الخوف
أمر الله عباده بالخوف منه ، وجعله شرطاً للإيمان به سبحانه فقال :
{إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين }
(آل عمران 175) ،
ومدح أهله في كتابه وأثنى عليهم بقوله : {إن الذين هم من خشية ربهم مشفقون }
إلى أن قال :
{أولئك يسارعون في الخيرات وهم لها سابقون }(المؤمنون57 -61)،
وبين سبحانه ما أعده الله للخائفين في الآخرة فقال :
{ولمن خاف مقام ربه جنتان }
( الرحمن 46).
وهذا الحديث العظيم يبين منزلة الخوف من الله وأهميتها ،
وأنها من أجل المنازل وأنفعها للعبد ، ومن أعظم أسباب الأمن يوم الفزع الأكبر .

من خاف أدلج
والخوف هو السوط الذي يسوق النفس إلى الله والدار الآخرة ،
وبدونه تركن النفس إلى الدعة والأمن وترك العمل اتكالاً على عفو الله ورحمته ،
فإن الآمن لا يعمل ، ولا يمكن أن يجتهد في العمل إلا من أقلقه الخوف وأزعجه ، ولهذا قال من قال من السلف :
" الخوف سوط الله يقوم به الشاردين عن بابه ، وما فارق الخوف قلباً إلا خرب "
وقال آخرون :
" الناس على الطريق ما لم يزل الخوف عنهم ، فإذا زال الخوف ضلوا الطريق " .

لا بد من الثلاثة معاً
ينبغي للعبد أن يجمع بين ثلاثة أمور :
وهي المحبة والخوف والرجاء ، فإن القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر ، فالمحبة رأسه ،
والخوف والرجاء جناحاه ، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران ، ومتى قطع الرأس مات الطائر ،
ومتى فقد الجناحان فقد أصبح عرضة لكل صائد وكاسر ،
والاقتصار على واحد من هذه الأمور الثلاثة دون الباقي انحراف عن الجادة ، وخلل في السلوك
، فعبادة الله بالخوف وحده يورث اليأس والقنوط وإساءة الظن بالله جل وعلا ، وهو مسلك الخوارج ،
وعبادته بالرجاء وحده يوقع في الغرور والأمن من مكر الله ، وهو مسلك المرجئة ، وعبادته بالمحبة طريق إلى الزندقة والخروج من التكاليف ،
وهو مسلك غلاة الصوفية الذين يقولون لا نعبد الله طمعاً في جنته ولا خوفاً من ناره ولكن حباً في ذاته ،
ولهذا قال السلف قولتهم المشهورة :
" من عبد الله بالحب وحده فهو زنديق ، ومن عبده بالخوف وحده فهو حروريٌ ـ أي خارجي ـ ومن عبده بالرجاء وحده فهو مرجئ ، ومن عبده بالخوف والحب والرجاء فهو مؤمن موحِّد " .

ولكن السلف استحبوا أن يُغلَّب في حال الصحة جانب الخوف على جانب الرجاء ، لأن العبد لا يزال في ميدان العمل ،
وهو بحاجة ما يسوقه إلى العمل ، وأما في حال الضعف والخروج من الدنيا ،
فإن عليه أن يقوي جانب الرجاء ، لأن العمل قد أوشك على الانتهاء ، وحتى يموت وهو يحسن الظن بالله ،
وقد سبق الحديث عن مسألة الرجاء وحسن الظن بالله عند الكلام على حديث
( أنا عند ظن عبدي بي ) .


حقيقة الخوف ، ودرجاته
والخوف ليس مقصودا لذاته ،
بل هو وسيلة لغيره ، ولهذا يزول بزوال المخوف ،
فإن أهل الجنة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون ،
ومنه ما هو محمود ومنه ما هو مذموم : فالخوف المحمود هو ما حال بين صاحبه وبين محارم الله عز وجل ،
قال بعض الحكماء :
" ليس الخائف الذى يبكي ويمسح عينيه بل من يترك ما يخاف أن يعاقب عليه " ،
ومنه قدر واجب ومستحب ، فالواجب منه ما حمل على أداء الفرائض واجتناب المحارم ، فإن زاد على ذلك بحيث صار باعثاً للنفوس على التشمير في النوافل ،
والبعد عن المكروهات ، وعدم التوسع في فضول المباحات ،
كان ذلك مستحباً ، فإن زاد على ذلك ، بحيث أدى إلى اليأس والقنوط والمرض ، وأقعد عن السعي في اكتساب الفضائل كان ذلك هو الخوف المحُرَّم .


من كان بالله أعرف كان منه أخوف
وعلى قدر العلم والمعرفة بالله يكون الخوف والخشية منه ،
قال سبحانه :
{إنما يخشى الله من عباده العلماء }
(فاطر 28) ،
ولهذا كان نبينا - صلى الله عليه وسلم - أعرف الأمة بالله جل وعلا وأخشاها له كما جاء في الحديث وقال :
(لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ، ولبكيتم كثيرا ، وما تلذذتم بالنساء على الفرش ، ولخرجتم إلى الصعدات تجأرون إلى الله ) رواه الترمذي .

ولما سألت عائشة رضي الله عنها النبي - صلى الله عليه وسلم - عن قول الله تعالى :
{والذين يؤتون ما آتوا وقلوبهم وجلة }
(المؤمنون 60) ،
هل هم الذين يشربون الخمر ويسرقون ؟ قال :
( لا يا بنت الصديق ، ولكنهم الذين يصومون ويصلون ويتصدقون ، وهم يخافون أن لا يقبل منهم )
رواه الترمذي ،
قال الحسن :
"عملوا والله بالطاعات واجتهدوا فيها وخافوا أن ترد عليهم ، إن المؤمن جمع إحسانا وخشية ، والمنافق جمع إساءة وأمنا " .

من أحوال الخائفين
ولو تأملت أحوال الصحابة والسلف والصالحين من هذه الأمة لوجدتهم في غاية العمل مع الخوف ، وقد روي عنهم أحوال عجيبة تدل على مدى خوفهم وخشيتهم لله عز وجل مع شدة اجتهادهم وتعبدهم .

فهذا الصدِّيق رضي الله عنه يقول :
" وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن " ، وكان أسيفاً كثير البكاء ،
وكان يقول :
" ابكوا فان لم تبكوا فتباكوا " ،
وكان إذا قام الى الصلاة كأنه عود من خشية الله عز وجل ،
وكان عمر رضي الله عنه يسقط مغشياً عليه إذا سمع الآية من القرآن ،
فيعوده الناس أياماً لا يدرون ما به ، وما هو إلا الخوف ،
وكان فى وجهه رضى الله عنه خطان أسودان من البكاء ، وكان عثمان بن عفان رضي الله عنه إذا وقف على القبر يبكى حتى تبتل لحيته ، ويقول :
" لو أنني بين الجنة والنار لا أدري إلى أيتهما يؤمر بي لاخترت أن أكون رمادا قبل أن أعلم الى أيتهما أصير " ،
وقرأ تميم الداري ليلة سورة الجاثية فلما أتى على قول الله تعالى :
{أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون }
( الجاثـية 21)
جعل يرددها ويبكى حتى أصبح ، وتتبع ما ورد من أحوالهم أمر يطول ولكن حسبنا ما ذكرنا ففيه الكفاية إن شاء الله ، نسأل الله أن يرزقنا خشيته في الغيب والشهادة إنه جواد كريم .

نقلاً
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 05-14-2010, 06:09 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

أحسنتِ النقل بارك الله فيكِ ونفع بكِ
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس
  #3  
قديم 05-14-2010, 06:56 PM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سلوى السلفية مشاهدة المشاركة
أحسنتِ النقل بارك الله فيكِ ونفع بكِ

وفيك بارك المولي واحسن اليك
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 05-14-2010, 11:29 PM
شاعره شاعره غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

جزاكى الله خيرا جزيلا على هذا النقل الطيب
وجعله الله في ميزان حسناتك

اللهم ارزقنا واياكم الاخلاص وثبت الله على الهدى والتقوى

قرأ تميم الداري ليلة سورة الجاثية فلما أتى على قول الله تعالى :
{أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين آمنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون }
( الجاثـية 21)
جعل يرددها ويبكى حتى أصبح ،

رد مع اقتباس
  #5  
قديم 05-15-2010, 12:18 AM
راجي عفو ربي راجي عفو ربي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي

جزااااااكِ الله خيرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 05-15-2010, 03:17 AM
نور الاسلام نور الاسلام غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بارك الله فيك ونفع بك
رد مع اقتباس
  #7  
قديم 05-15-2010, 03:52 AM
طه سفير طه سفير غير متواجد حالياً
عضو فعال
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا أختي أم حفصة السلفية

وجعله الله في ميزان حسناتك

وصدق صلى الله عليه وسلم حيث قال " من خاف أدلج ومن أدلج بلغ المنزل ألا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة "

والمقصود بمعنى أدلج : أي بالغ في الطاعة ولا أمان لمكر الله سبحانه وتعالى
فقد قال الله تعالى " نبأ عبادي أني أنا الغفور الرحيم وأن عذابي هو العذاب الأليم "

فكما أن الله يرحم كذلك يُعذب


وهناك لطيفة جميلة فقد سئل الإمام الغزالي هل العبادة مع الخوف أفضل أم مع الرجاء ؟

قال بل العبادة مع الرجاء أفضل . لأن العبادة مع الرجاء تُورث المحبة والعبادة مع الخوف تُورث القنوط"

وقد بينتي أختي الفاضلة كلاما جميلا يوضح المعاني ويجليها فقد وضحتي أن هناك ثلاث أحوال لابد من أن يكون عليها المؤمن في أحواله المختلفة


فجزاكم الله خير الجزاء أختي الفاضلة على هذا النقل الطيب ونسأل الله عزوجل أن ينفعنا به وجميع المسلمين
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 05-15-2010, 06:16 AM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شاعره مشاهدة المشاركة
جزاكى الله خيرا جزيلا على هذا النقل الطيب
وجعله الله في ميزان حسناتك

اللهم ارزقنا واياكم الاخلاص وثبت الله على الهدى والتقوى

وخيرا جزاكــــــــــ ونفع بك
اللهم آآآآآآآآآآمين
بارك الله فيك واحسن اليك
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 05-15-2010, 06:18 AM
أم حفصة السلفية أم حفصة السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله تعالى وأسكنها الفردوس الأعلى
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طه سفير مشاهدة المشاركة
جزاكم الله خيرا أختي أم حفصة السلفية

وجعله الله في ميزان حسناتك
فجزاكم الله خير الجزاء أختي الفاضلة على هذا النقل الطيب ونسأل الله عزوجل أن ينفعنا به وجميع المسلمين

وخيرا جزاكم واحسن اليكم
اللهم آآآآآآآآآآآآمين

اللهم اجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه
التوقيع

اسألكم الدعاء لي بالشفاء التام الذي لا يُغادر سقما عاجلآ غير آجلا من حيث لا احتسب
...
اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ، فَإِنَّهُ لا يَمْلِكُهَا إِلا أَنْتَ
...
"حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله.انا الي ربنا راغبون"
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-15-2010, 07:18 AM
(أم عبد الرحمن) (أم عبد الرحمن) غير متواجد حالياً
نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل
 




افتراضي

جزاك الله خيرا الفاضلة أم حفصة السلفية
نسأل الله أن يرزقنا واياكم خشيته في الغيب والشهادة إنه جواد كريم
التوقيع

[C

رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أمنين, لا, أخلع, خوفين, على, عبيد, ولا


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:01 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.