امرأة متزوِّج زوجها عليها وغرّدت في (تويتر)
.
بسم الله الرحمن الرحيم
في هذا الزّمان حين نُشاهِد بعض التصرّفات التي - للأسف - اعتبرها أكثرنا أنها مثالية لا يمكن تحقيقها ،
نجِد نماذجًا مِمَن أفاء الله عليهم بحُسن الإيمان وطِيب الأخلاق وصفاء النَّـفس .
في الأسبوع الماضي كنت أقرأ لإحدى الأخوات تغريداتها الجميلة ..
وهي صديقة لي وأخت حبيبة ،
أحسبها على خير ومِن أهل الصَّلاح والإصلاح وحُب الخير والحِرص على تتبّـع الحق .
قالت في تغريدتها :
إذا تزوج الزوج فعلى المرأة الأولى أن ترضى بقضاء الله وألا تحقد وألا تكون أنانية :
(لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه).
ولتشعر أن المرأة الثانية تريد أن تعيش وتفتح بيت ..
صفاء القلوب شيء عظيم .
تبسّـمت لتغريدتها ، لأنّ هذه الصَّالِحة زوجة أولى ، ولزوجها زوجةٌ أخرى تزوّج بها بعد صديقتي تلك .
ثمَّ قدّر الله أن تتصّل بي بعد تغريدتها بأيّام ، فسألتها - دون الإشارة إلى تغريدتها -
وقلت : هل يمكِن أن تعيش المرأة مع زوجة زوجها ؟
قالت : نعم يمكِن ذلك إذا صلُحت النيِّة .
وأنا زوجي متزوّج عليَّ والزوجة الثانية تعيش في الدّور العلوي ونتقابَل
وربما عزمتها على وجبةٍ عندي والحمد لله أموري معها ماشية .
قلت : كيف كسبتِ ودّها ، وكيف انسجمتْ حياتكما ؟
قالت : أهمّ شيء هو صفاء القلوب ، إذا صفت القلوب فكلّ الأمور يمكِن أ ن تسير ..
ثمّ الأمر الآخَر وهو ما يُعوّل على الزوجة ،
وهو عدم التدقيق في كل الأمور أو فتْح العينين على تصرفات الزّوج أو المقارنة أو تتبع أثره أو أفعاله .
وإنما ترضى بحياتها وتشعر باستقلاليتها دون أن تنظُر إلى ماذا يفعل مع الأخرى .
وأنا الحمد لله قبلت وجود هذه المرأة وتقبّـلت وجودها والحمد لله راضين أنا وهي .
فدعوت لها وبرّكت ، وسألت الله تعالى أن يرزقها ويُديم عليها نعمته ويتمّـها .
كتبت هذا الموضوع كنصيحة ولفتة نظر إلى كلّ مَن تزوّج عليها زوجها ،
أن تشعُر بأن الأخرى لها حقوق ، وأنّ ترضى للأخرى ما ترضه لنفسها ،
وتحترِم غيابها وحضورها ، ولا تجعل للشيطان مَدخلاً عليها .
فإنَّ الزّوج لم يرتكِب حرامًا بزواجه
وزواج االرّجُل لا يعني أنّه يكره الأولى ، ولا يعني استحالة حياته معها
ولكنّ الزواج حياة أخرى فُتحت عليه ،
ويمكِن أن يعيش الرّجُل حياتين ولا يعني الزّواج بأخرى هو نهاية الحياة مع الأولى كما تتصوّر بعض النِّسوة .
وأخيرًا ..
الزواج شعيرة مِن شعائر الله
ومِن تقوى القلوب أن تُعظَّم شعائرُ الله :
{ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ }
ويُخشى على مَن تتسخّـط أن يُسلبَ منها تقوى القلب ، فأيّ حياةٍ تُرجى إذا سُلِبَ القلبُ تقواه ؟
ووالله ، متى ما رضي الإنسان بأقدارِ الله وسلّم ن فإنَّ اللهَ يُرضيه ويرزقه
مِن حلاوة السكينة والطمأنينة ما يجعله منشرِح الصَّدر راضي الحال مطمئنّ القلب .
م.ن