أحبنا الكرام اقتنصت لكم هذه الفوائد القيمة واختصرتها
من كتاب موارد الضمآن لدروس الزمان للشيخ عبدالعزيز السلمان رحمه الله
***
قال الشيخ رحمه الله :
" فَصْلٌ " في هديه صلي الله عليه وسلم في علاج حر المصيبة وحزنها
قال الله تعالى : ﴿ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ ﴾ .
وفي المسند عنه أنه قال : « ما من أحد تصيبه مصيبة فيقول : إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم أجرني في مصيبتي وأخلف لي خيرًا منها إلا آجره الله في مصيبته وأخلف له خيرًا منها » . ( صحيح /ص ج ص )
وهذه الكلمة من أبلغ علاج المصاب وأنفعه له في عاجلته وآجلته . فإنها تتضمن أصلين عظيمين - إذا تحقق العبد بمعرفتها تسلى عن مصيبته –
( أحدهما ) : أن العبد وأهله وماله ملك لله عز وجل حقيقةً .
وقد جعله عند العبد عاريةً فإذا أخذه منه فهو كالمعير يأخذ متاعه من المستعير وأيضًا فإنه محفوف بعدمين : عدم قبله ، وعدم بعده ، وملك العبد له متعة معارة في زمن يسير .
وأيضًا فإنه ليس هو الذي أوجده من عدمه حتى يكون ملكه حقيقة ؛ ولا هو الذي يحفظه من الآفات بعد وجوده ولا يبقى عليه وجوده .
فليس له في تأثير ولا ملك حقيقي . وأيضًا فإنه متصرف العبد المأمور المنهي ، لا تصرف الملاك . ولهذا لا يباح من التصرفات فيه إلا ما وافق أمر مالكه الحقيقي .
يتبع