انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟!

كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-18-2010, 10:14 PM
أم العلاء السلفية أم العلاء السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Icon15 صلاة خارج الكرة الارضية

 





قال الشيخ الجليل ــ وهو يحدثنا عن بعض ذكرياته ــ :

تعرفت على شاب فى أول طلبى للعلم .. كان له بالغ الأثر على نفسى ..

كانت معرفتى بهذا الشاب رحمه الله أن حدثنى يوماً حديثا أخذ بمجامع قلبى كله

فعلى كثرة ما سمعت من هنا وهناك ، وعلى كثرة ما قرأت ، غير أنى لم يشدنى شئ مثلما شدنى هذا الشاب يومها..

أقبل علىّ وأنا جالس فى ركن من أركان المسجد ، وكانت معرفتى به لا تزال فى بداياتها ، وجلس إلى بعد أن ألقى السلام ، وتجاذبنا أطراف الحديث ،

ثم قال:قرأت حديثا شريفا يخبر فيه رسول الله
((من توضأ وضوءا صحيحا ، ثم صلى فى خشوع وخضوع ، غُفر له ما تقدم من ذنبه))

بادرت أقول له أحفظ هذا الحديث بسنده...!

فابتسم ثم قال : اسرد علىّ الحديث فكلماته تشرح نفسها ،وتفيض بمعانيها ،

قلتُ كأنما أقرأ من كتاب عثمان بن عفان رضى الله عنه قال سمعت رسول الله يقول :((ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها ،وركوعها ، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ، ما لم تؤت كبيرة ، وذلك الدهر كله))

تهلل وجه صاحبى وهو يقول :أحسنت ، أحسنت بارك الله فيك .. ثم قال :حين قرأت هذا الحديث جمعت أمرى مع نفسى على أن أحقق ذلك بتمامه ، لاسيما ونحن فى شهر مبارك له مزية خاصة ، وفيه نفحات ربانية كثيرة

كنا فى العشر الأوائل من شهر رمضان

قال ووجهه يتهلل بالبشر ويفيض بالنور :ما إن انقدحت هذه النية فى قلبى بقوة ، حتى استشعرت أن فجراً رائعا قد أشرق فى شغاف قلبى ، فقلت فى نفسى :

هذه الأولى ، وما أحلى أروع هذه البشرى!! إنه إحساس عجيب بأن إضاءة واضحة قد حدثت،لمجرد النية الصادقة ،فاهتز لهذه الملاحظة قلبى ..وتهللت معها روحى ..

وفى أثناء غسل أعضائى بماء الوضوء،حدث شئ عجيب آخر :لقد انثالت على عقلى أحاديث كثيرة فى فضل الوضوء ،

مثل الحديث المشهور: ((أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه خمس مرات ، هل يبقى من درنه (أى وسخه وقذره) شئ ؟ قالوا:لا يبقى من درنه شئ ، قال فذلك مثل الصلوات الخمس ،يمحو الله بهن الخطايا..))

وأحاديث أخرى ..فما راعنى ــ لحظتها إلا وأنا أستشعر شعورا حقيقيا قويا لا أعرف كيف أعبر لك عنه ،

شعرت أننى لا أغتسل بماء الناس العادى الذى يعرفونه ، ولكننى فى هذه المرة أغسل أعضائى بالنور ،بالنور الخالص مباشرة ..!!

ولذا فقد كنت أشعر شعورا عجيباً أن قلبى لحظتها كان يغتسل ، نعم كان يغتسل غسلا شديداً بأنوار السماء لا بماء الأرض!!

فقلت فى نفسى : وهذه الثانية ..ثم أقبلت على صلاتى وماء الوضوء لايزال يقطر من أعضائى ..

وفى اللحظة التى كنت أقف فيها فى المحراب جمعت قلبى كله فى يدى ، ووضعته على أعتاب الله عز وجل ،

وقبلها بقليل ، كنت قد جمعت الدنيا كل الدنيا ، بما فيها ومن فيها جمعتها فى يدى ووضعتها تحت قدمى ..!!

ثم شرعت أقول (الله أكبر) أمد بها صوتى ، فوجدت لهذه الكلمة صدى عجيبا فى نفسى هذه المرة ، لم أكن أتذوقه خلال سنوات طويلة من ترديده بقلبٍ لاهٍ غافل ،

قلت فى فرح:وهذه الثالثة ..إن الأحاسيس والمشاعر والمعانى والأنوار التى كنت أتشربها وأتذوقها فى تلك اللحظات الربانية ،

من خلال تلاوة القرآن الكريم وفى لحظات الركوع والسجود ،

كانت فوق وصف الواصف ، ويعجز اللسان عن التعبير عنها ، ويقصر كل بيان من الوفاء بها ،

ولذا فما أسرع ما قفزت إلى ذاكرتى تلك الحكمة المشرقة التى تقول :

<<كفى جزاء على الطاعة ، ما الله مورده على قلوب المقبلين عليه من أنوار و أمداد ولذاذات روحية لا يعرفها إلا أهلها..>>

فقلت فى نفسى وهذه الرابعة: ولذا فلا عجب أن أشعر لحظتها أننى قد انتقلت إلى خارج الكرة الأرضية ،

فإذا بى أركع وأسجد وأتلو وأدعو فوق سحابة بعيدة عن الأرض كلها ،

فلا عين لمخلوق يمكن أن تصل إلىّ، ويعجز خيال بشر أن يتخيل أين أكون لحظتها ،،

وكنت أثناء الركوع والسجود أرمق بطرف عينى على جانبى ،فإذا فراغ هائل سحيق ، وفضاء ممتد رهيب ، والنور يحيط بى من كل مكان

وعرفت ساعتها أن التعلق بالدنيا وشهواتها هو باطل الأباطيل ،وقبض ريح ومتاع غرور ، وليس سوى وهم،وركض فى غير طائل، وتعب وعناء للامساك بما لا يمكن المسك به ..!

وعدت إلى نفسى فقلت : وهذه الخامسة .. ولما بلغت جلسة التشهد ، وأخذت وضعية التورك فيها ، وشرعت فى (التحيات المباركات والصلوات لله ...)

كنت أحسب أن نـــورا كان يخرج من بين شفتى لا مجرد كلمات وحروف مما اعتاد الناس أن يخرجوه من أفواههم ..!

فقلت : وهذه السادسة .. فى تلك اللحظة حدث أمر عجيب دار له رأسى كله ، وانتفض بدنى ، و ذرفت له عيناى بدمعات حارة شقّت لها مسيلا على طول وجهى ،

ولكنها دمعات فى الوجه ، وأثرها لا يقع إلا فى القلب مباشرة

ولو أنى أقسمت ساعتها أن قلبى كان يغتسل بطريقة ربانية عجيبة ومثيرة ، أحسها إحساسا مباشرا ، لو أنى أقسمت على ذلك ما حنثت ولا كذبت ..!

فكانت هذه هى السابعة .. الذى حدث هو : لقد حانت منى نظرة إلى الفضاء الرحب تحتى ،

فأخذت أدور فى هذا الفضاء السحيق أبحث عن نقطة صغيرة فى هذه الملايين الكثيرة من النقاط التى ملأت الفضاء كله ،

كنت أبحث عن نقطة تُسمى ...تسمى ... تسمى (الكرة الأرضية ..!!)

ولما خُيل لى أنى عثرت عليها ، كدت أن أطير من الفرح ، وشرعت أتفحص فيها بدقة ، وانقّب لعلى أرى ــ بعينىّ المجردتين ــ هذا العالم الكبير الذى تضج فيه الشهوات ، ويكاد أهلها أن يخرجوا من عقولهم بسببها...

أخذت أبحث بعناية عن الدول العظمى ــ ولا عظيم إلا الله ــ

ناهيك عن الدول الصغرى ، وأخذت أنقّب عن آبار البترول ، وترسانات الأسلحة المختلفة ، وعن هوليود ومفاسدها ، وعن الطواغيت والفراعنة الصغار ، وعن الظلمة والمتكبرين ، وعن المنتفشين المغرورين ، وعن الجيوش الجرارة فى كل مكان

وعن الشهوات الهائجة الطاغية ، وصويحباتها من الكاسيات العاريات ، وعن أصحابها من قاصرى العقل ، ومطموسى البصيرة ، الذين يتقّذفون بسببها فى النار وهم يضحكون ،

كما أخذت أبحث عن الفضائيات والأقمار الصناعية ، وما تتقيأ به على عقول الناس من أقذار ومفاسد ، كما أخذت أنقّب عن الوسط الفنى فى هذا العالم العريض وعن أولئك النجوم

الذين أفسدوا دنيا الناس وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ...!!

وعن .. وعن .. وعن..

وعن أشياء كثيرة لا تزال تبهر أكثر الخلق .

وهالنى للغاية أننى لم أعثر على شئ من هذا كله ..!!

فلما استيأست ، ونفضت يدى يأسا ، سمعت صوتا مهيبا جليلا يملأ الفضاء كله

غير أنه يصل إلى أذنى هادئا ناعما شجيا مؤثرا ، سمعته يقول :إنك لن تجد شيئا مما تبحث عنه ، لأنك تبحث فى المكان الخطأ ..!!

قلت فى فزع :أليست هذه الكرة الأرضية التى ملأها الناس بالشرور والفساد والإفساد ؟!

قال الصوت بعد لحظة صمت خلتها دهرا :كلا .. ثم سكت .. فسارعت أسأل فى لهفة : بالله عليك ألا أخبرتنى عن هذه النقطة التائهة فى هذا الكون الفسيح ..؟

قال الصوت : هذه يا صاحبى هى المجرة..!

المجرة التى تضيع فيها مجموعتكم الشمسية كلها ، أما أرضك فهى بداخلها عدم فى العدم ،

ولذا فيستحيل أن تصل إليها بعينيك ، فلا تتعب ، ودع الخلق للخالق ...!

وارتجف بدنى كله بطريقة مثيرة ، ثم سألت : فما هذه النقاط المتناثرة فى كل مكان ؟

قال الصوت : كلها مجرات أكبر من مجرتكم ، وفى كل مجرة منها ملايين مملينة من النجوم ، وهناك ما لاتراه عينك ، وكل ذلك إنما هو زينة الحياة الدنيا ،

ثم تتوالى سبع سماوات ، كل سماء أكبر من أختها ، بل كل سماء بالنسبة للاخرى كحلقة صغيرة فى صحراء مترامية ،

والله جل جلاله من وراء ذلك يمسكه ويدبره ويرعاه ، سبحانه جل فى علاه ..!!

أحسست أن رأسى الصغير يدور بقوة وفى عنف ، وأننى أكاد أسقط لاسيما وقد قفزت إلى ذاكرتى صورة هذا الانسان الضعيف العاجز ، الهزيل وهو يعصى هذا الإله العظيم الجليل

وسرعان ما وجدتنى أردد ودمعاتى تسيل على وجهى :...

((يا أيها الإنسان ما غرّك بربك الكريم ، الذى خلقك فسواك فعدلك ، فى أي صورة ما شاء ركبك))

وخرجت من صلاتى وانا أهتز بحالة روحية حتى الذروة ،

فلم أملك إلا أن أحمد الله وأشكره وعيناى لا زالتا ممتلئتين بالدموع ، غير أنى أحسبها دموع فرح ، ممتزجة بدموع خوف ...!!


قال الشيخ :قلت لصاحبي وانا أحاوره :الآن فقط أحسب أنى أدركت معنى قول الحق تبارك وتعالى : (إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر)

وقوله عز وجل :(ولذكر الله أكبر)


فوالله لو أن الانسان أقبل على صلاته بهذه الكيفية ، وذاق هذه اللذة الروحية ، وانصبت فى قلبه هذه المعانى السماوية ،


لأصحبت شهوات الدنيا ــ مهما زخرفها الشياطين ــ أحقر من أن يكلف نفسه الالتفات إليها ، فضلا عن الإعجاب بها ووالتسقّط عند أعتابها ، والركض وراء سرابها ..


وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم


ثم سكت الشيخ لحظة وحدق فى وجوهنا ثم قال:

ما على الانسان الا أن يُعرّض نفسه لنفحات الله عز وجل كل حين ، وأن يجاهد نفسه فى ذلك ولا ييأس حتى يتيسر له الطريق ،



وما ذلك على الله بعزيز ..((والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين ))



ثم قال الشيخ : كفى جزاءً على الطاعة ما الله مورده على قلوب المقبلين عليه من أنوار وأمداد ولذاذات روحية لا يعرفها إلا أهلها .



نسأل الله أن يكرمنا لنكون جميعا من أهلها
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 02-19-2010, 12:17 AM
سعيد عناني سعيد عناني غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

جزاكِ الله كل خير
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 02-19-2010, 04:10 AM
ام يحيي حمزه ام يحيي حمزه غير متواجد حالياً
عضو ذهبي
 




افتراضي

جزاكى الله خيرا
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
الارضية, الكرة, جاري, صلاة


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:14 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.