نصرالدين حلمى
11-16-2007, 01:30 AM
الجاهل يشكو الله ِالى الناس,وهذا غاية الجهل بالمشكو اليه,فِانه لو عرف ربه ما شكاه,ولو عرف الناس لما شكا ِاليهم...ورأى بعض السلف رجلا يشكو ِالى رجل حاجته وضرورته,فقال يا هذا:والله ما زدت على أن شكوت من يرحمك ِالى من لا يرحمك...وفى ذلك قيل: وِاذا شكوت ِالى ِابن ادم انما تشكو الرحيم ِالى الذى لا يرحم والعارف انما يشكو الى الله وحده,وأعرف العارفين من جعل شكواه الى الله من نفسه لا من الناس,فهو يشكو من موجبات سليط الناس عليه فهو ناظر الى قوله تعالى:(وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم)....(وما أصابك من سيئة فمن نفسك)....وقوله(أو لما أصابتكم مصيبة قد أصبتم مثليها قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم).......فالمراتب ثلاثة:أخسها أن تشكو الله الى خلقه,وأعلاها أن تشكو نفسك اليك,وأوسطها أن تشكو خلقه اليه..((هذه فائدة من الفوائد التى استنبطها امامنا وشيخنا ابن قيم الجوزية رحمه الله))