قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ
08-30-2008, 01:31 AM
مَـشَــاهِـدُ الخُذْلاَن فِي مَزَابِلِ الجِرْذَان.
**********************************
***********************
**********
حَدَّثَنَــا أَبو مـروان قَال : اِنْطَلَقْتُ وَ رَفِيقَ دَرْبِي أَبَا عبدِ الرّحْمــنِ مُبْحِرِينَ بَيْنَ جِبَالِ الجَلِيـــدِ الصَّمَّــــاءِ وَ أَمْوَاجِ المُحِيطِ الشَّـمَّاءِ نَبْتَغِي ضَالَّةً فَقَدْنَاهَا وَ نَتَحَرَّى مَعَـــالِمَ جَهِلْنَاها فَطَالَ بِنَا المَسِيرُ فِي البَحْرِ المُجِــيــرِ , أَيَّامُنَا نَقْضِيهَا بَينَ ذِكْرَى شَــارِدَةٍ و ضِحْكَةٍ مَـــارِدَةٍ و بَيّنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ بِكَوْمَةٍ خَثْرَاءَ فَارِعَةِ الرّائِحَةِ كَرِيهَةِ المَنْظَرَةِ تَعَــالَتْ مِنْهَــا ضَجَّةٌ تَؤْرِقُ المُسْتَيْقِظَ وَ تُفِيــقُ النّائِمَ عَلَيْـــهَــا نَوَارِسُ بَيْضَاءُ وَ بَيْنَ أَكْوَامِهَا جِرذَانُ مَرِيضَةٌ هَزِيلَة...
نَزَلْنَـــا مِنْ مَرْكِبِنَا تَسُوقُــنَـا رُوحُ المُغَامرَةِ و البَحْثِ عَنِ الجَدِيِدِ المُفِيــدِ نَمشِي حَذِرِينَ بَينِ أَكْــوَامِ الخُــرْدَةِ وَ حَــوَارِي الجِرذَانِ المُقْفِرَةِ ...طَالَ عَجَبُ صَاحِبِي إِذْ رَأيْنَــا النَّوَارسَ تَرْكَـــبُهَا الجِرْذَانُ و اِدَّعَى كلَّ جُرذٍ أَنّـــَهُ فَـــــارِس ...عَجَبًــا ....نَظَرَ صَاحِبِي إِلَيَّ وَ أَخْــرَجَ لِسَانَهُ مِنْ فِـــيــهِ يَكَــادُ يَقِيءُ ما فِيــــهِ و أنشَدَ يَقُولُ :
خليليَّ عُوجا، باركَ الله فـيكُـمـا،.........بِكَوْمَتِنا الاُولى نوفِي حُذَاءَهــا
فلم أرَ أسراباً كأسرابهـا الـدُّمـى،.......ولا ذئب مثل قد رعى، ثمَّ شاءهـا
وما هاجَ هذا الشوقَ إلاَّ نَوَارِسٌ ............بكيتُ لها لمّا سمعـتُ بُـكـاءهـا
عجِبتُ لبِيضٍ كيف مُلكها الهـوى،.......وكيف استَفَزَّ الغانِـياتُ إبـاءهـا؟
ولو أنني أنحـتْ عـلـيَّ أكـارمٌ؛.........ترضَّيتُ بالعرضِ الكريمِ جزاءهـا
ولكنَّ جُرذان الثُّغورِ رمـينـنـي،.......فأكرمتُ نفسي أن تُريق دمـاءهـا
إليك أبـا مـروان ألـقـيتُ رابـياً.......بحاجة نفسِ ما حُربتُ خـزاءهـا
هززتُكَ في نَصري ضُحىً فكأنّنـي.....هززتُ، وقد جئتُ الجبال، حراءها
نظَرْتُ إِلَيْهِ وَ قُلْتُ فِي نَفْسِي كَــمْ هِيَ سَمِجَةٌ مَنَــاظِرُ التَّكبُّرِ حِيــنَ يَرْتَــدِي الجُرَذُ لِــبَاسَ الفَــارِسِ و يَصَهَـــلُ مِنْ تَحْتِهِ الطَّيْــرُ الكَــــاسِرُ ....
أَرَادَ صاحبِي التَّوَلِّــــي و القُفُــــولَ بَعْدَ أنْ رَأَى مَــا رَأَى مِنْ مَعَـــالِمِ الخُمُــــــولِ و الثُّــمُولِ فِي هِمَمٍ إرْتَجَّتْ مِنْ تَحْتِهَا البُسُطُ و ضَاقَتْ بِهَا سَماءٌ جَمَّــاءُ ....لكِنِّي وَزَعَنِــي وَازِعٌ فَشَدَدتُّهُ مِن إِزارِهِ و قلتُ :
وما كلُّ من قاد الجياد يسُوسُـهـا؛.......ولا كلُّ من أجرى يُقال له: مُجري
فمن شاء فليخبر فإنـي حـاضـرٌ،.......ولا شيء أجلى للشُّكُوكِ من الخُبرِ
فنظرَ اليّ و قالَ صَدَقْتَ لا شيءَ أجلى للشكوكِ من المعايَنَةِ والنَّظَرِ دعنا نرى ما يجْرِي و جَرَى فِي حَوَارِي الجِرْذانِ فَكيفَ اِسْتَأْسَدُوا و رَكِبُوا مَعَالِيَ لَيسَتْ لَهُم فاتَّفَقْنَا عَلَى النُّزُولِ بِأرْضِهِم و التَّعَرُّفِ عَلَى سَبَبِ عَفَنِهِم و فَرْطِ نَتَنِهم و لِسَانُ حَالِهِ يَقُولُ :
'' إِسْتأْسَــدَ الفَــارُ يَومَ اِسّتَنْوَقَ الجَمَلُ ''
سِرْتُ أَنَا و صَاحِبِي بَيْنَ أَكْداسٍ مُكَــدَّسَةٍ و فِي أعْيُنِ الجِرذَانِ هِيَ بِقَاعُ مُقَدَّسَة !! إذْ رَأيْنَـــاها تَجُــسُّ الأرْضَ بِاُنُوفِهَا تُقبِّلُــهَا و النَّجَـــاسَةُ عَلَى النَّــجَـــاسَةِ تَقَعُ كَما قيلَ ...بُعَيْــدَ دَقَائِقَ قَلاَئِلَ إذْ بِنَــا نَسْــمَــعُ ضَجَّة و صُرَاخًــا و نَرَى غَبْرَاءَ اِرْتَفَعَتْ مِن بَعِيـــدٍ فِيهَا ضَجِيجٌ و أزِيزٌ ...فَتَسَلَّقْنـــَا كُوَيمَة و رأَيْنا العَجَب العُجَاب .......
يُتْبَعُ فِي قريب ان شاء الله
**********************************
***********************
**********
حَدَّثَنَــا أَبو مـروان قَال : اِنْطَلَقْتُ وَ رَفِيقَ دَرْبِي أَبَا عبدِ الرّحْمــنِ مُبْحِرِينَ بَيْنَ جِبَالِ الجَلِيـــدِ الصَّمَّــــاءِ وَ أَمْوَاجِ المُحِيطِ الشَّـمَّاءِ نَبْتَغِي ضَالَّةً فَقَدْنَاهَا وَ نَتَحَرَّى مَعَـــالِمَ جَهِلْنَاها فَطَالَ بِنَا المَسِيرُ فِي البَحْرِ المُجِــيــرِ , أَيَّامُنَا نَقْضِيهَا بَينَ ذِكْرَى شَــارِدَةٍ و ضِحْكَةٍ مَـــارِدَةٍ و بَيّنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ بِكَوْمَةٍ خَثْرَاءَ فَارِعَةِ الرّائِحَةِ كَرِيهَةِ المَنْظَرَةِ تَعَــالَتْ مِنْهَــا ضَجَّةٌ تَؤْرِقُ المُسْتَيْقِظَ وَ تُفِيــقُ النّائِمَ عَلَيْـــهَــا نَوَارِسُ بَيْضَاءُ وَ بَيْنَ أَكْوَامِهَا جِرذَانُ مَرِيضَةٌ هَزِيلَة...
نَزَلْنَـــا مِنْ مَرْكِبِنَا تَسُوقُــنَـا رُوحُ المُغَامرَةِ و البَحْثِ عَنِ الجَدِيِدِ المُفِيــدِ نَمشِي حَذِرِينَ بَينِ أَكْــوَامِ الخُــرْدَةِ وَ حَــوَارِي الجِرذَانِ المُقْفِرَةِ ...طَالَ عَجَبُ صَاحِبِي إِذْ رَأيْنَــا النَّوَارسَ تَرْكَـــبُهَا الجِرْذَانُ و اِدَّعَى كلَّ جُرذٍ أَنّـــَهُ فَـــــارِس ...عَجَبًــا ....نَظَرَ صَاحِبِي إِلَيَّ وَ أَخْــرَجَ لِسَانَهُ مِنْ فِـــيــهِ يَكَــادُ يَقِيءُ ما فِيــــهِ و أنشَدَ يَقُولُ :
خليليَّ عُوجا، باركَ الله فـيكُـمـا،.........بِكَوْمَتِنا الاُولى نوفِي حُذَاءَهــا
فلم أرَ أسراباً كأسرابهـا الـدُّمـى،.......ولا ذئب مثل قد رعى، ثمَّ شاءهـا
وما هاجَ هذا الشوقَ إلاَّ نَوَارِسٌ ............بكيتُ لها لمّا سمعـتُ بُـكـاءهـا
عجِبتُ لبِيضٍ كيف مُلكها الهـوى،.......وكيف استَفَزَّ الغانِـياتُ إبـاءهـا؟
ولو أنني أنحـتْ عـلـيَّ أكـارمٌ؛.........ترضَّيتُ بالعرضِ الكريمِ جزاءهـا
ولكنَّ جُرذان الثُّغورِ رمـينـنـي،.......فأكرمتُ نفسي أن تُريق دمـاءهـا
إليك أبـا مـروان ألـقـيتُ رابـياً.......بحاجة نفسِ ما حُربتُ خـزاءهـا
هززتُكَ في نَصري ضُحىً فكأنّنـي.....هززتُ، وقد جئتُ الجبال، حراءها
نظَرْتُ إِلَيْهِ وَ قُلْتُ فِي نَفْسِي كَــمْ هِيَ سَمِجَةٌ مَنَــاظِرُ التَّكبُّرِ حِيــنَ يَرْتَــدِي الجُرَذُ لِــبَاسَ الفَــارِسِ و يَصَهَـــلُ مِنْ تَحْتِهِ الطَّيْــرُ الكَــــاسِرُ ....
أَرَادَ صاحبِي التَّوَلِّــــي و القُفُــــولَ بَعْدَ أنْ رَأَى مَــا رَأَى مِنْ مَعَـــالِمِ الخُمُــــــولِ و الثُّــمُولِ فِي هِمَمٍ إرْتَجَّتْ مِنْ تَحْتِهَا البُسُطُ و ضَاقَتْ بِهَا سَماءٌ جَمَّــاءُ ....لكِنِّي وَزَعَنِــي وَازِعٌ فَشَدَدتُّهُ مِن إِزارِهِ و قلتُ :
وما كلُّ من قاد الجياد يسُوسُـهـا؛.......ولا كلُّ من أجرى يُقال له: مُجري
فمن شاء فليخبر فإنـي حـاضـرٌ،.......ولا شيء أجلى للشُّكُوكِ من الخُبرِ
فنظرَ اليّ و قالَ صَدَقْتَ لا شيءَ أجلى للشكوكِ من المعايَنَةِ والنَّظَرِ دعنا نرى ما يجْرِي و جَرَى فِي حَوَارِي الجِرْذانِ فَكيفَ اِسْتَأْسَدُوا و رَكِبُوا مَعَالِيَ لَيسَتْ لَهُم فاتَّفَقْنَا عَلَى النُّزُولِ بِأرْضِهِم و التَّعَرُّفِ عَلَى سَبَبِ عَفَنِهِم و فَرْطِ نَتَنِهم و لِسَانُ حَالِهِ يَقُولُ :
'' إِسْتأْسَــدَ الفَــارُ يَومَ اِسّتَنْوَقَ الجَمَلُ ''
سِرْتُ أَنَا و صَاحِبِي بَيْنَ أَكْداسٍ مُكَــدَّسَةٍ و فِي أعْيُنِ الجِرذَانِ هِيَ بِقَاعُ مُقَدَّسَة !! إذْ رَأيْنَـــاها تَجُــسُّ الأرْضَ بِاُنُوفِهَا تُقبِّلُــهَا و النَّجَـــاسَةُ عَلَى النَّــجَـــاسَةِ تَقَعُ كَما قيلَ ...بُعَيْــدَ دَقَائِقَ قَلاَئِلَ إذْ بِنَــا نَسْــمَــعُ ضَجَّة و صُرَاخًــا و نَرَى غَبْرَاءَ اِرْتَفَعَتْ مِن بَعِيـــدٍ فِيهَا ضَجِيجٌ و أزِيزٌ ...فَتَسَلَّقْنـــَا كُوَيمَة و رأَيْنا العَجَب العُجَاب .......
يُتْبَعُ فِي قريب ان شاء الله