البتار
07-13-2008, 04:08 PM
الدهر ذو دولٍ
الناظم: أبو العتاهية
الدَّهْرُ ذو دُولٍ والموتُ ذو عِلَلٍ ***** والمرءُ ذو أملٍ والناسُ أشباهُ
ولم تزل عِبَرٌ فِيهنَّ مُعْتَبرٌ ***** يجري بها قدرٌ والله أجراهُ
يبكي ويضحكُ ذو نفسٍ مُصَرَّفَةٍ ***** والله أضحكهُ والله أبكاهُ
والمُبتلى فهوَ المهجور جانبهُ ***** والناسُ حيثُ يكونُ المالُ والجاهُ
والخَلْقُ مِنْ خَلْقِ ربي قد يُدَبِّرُهُ ***** كُلٌّ فمستعبدٌ والله مولاهُ
طُوبى لعبدٍ لِمولاهُ إنابتهُ قد فاز***** عبدٌ مُنيبُ القلبِ أواهُ
يا بائع الدين بالدنيا وباطِلها ***** ترضى بِدينك شيئاً ليس يَسْواهُ
حتى متى أنت في لهوٍ وفي لعبِ ***** والموتُ نحوك يهوي فاغراً فاهُ
ما كلُ ما يتمنى المرءُ يدرِكهُ ***** رُبَّ امرىءٍ حَتفُهُ فيما تمناهُ
إن المنى لَغُرورٌ ضِلةً وَهَوىً ***** لعل حتفَ امرىءٍ في الشيءِ يَهواهُ
تَغْتَرُّ لِلجهل بالدنيا وَزُخرفها ***** إن الشقيَّ لَمَنْ غرته دنياهُ
كأنَّ حَيًّا وقد طالتْ سلامتُهُ ***** قد صار في سكراتِ الموت تغشاهُ
والناسُ في رَقْدَةٍ عما يُرادُ بهم ***** ولِلحوادثِ تَحْريكٌ وإنباهُ
أنصفْ هُدِيتَ إذا ما كنتَ مُنتصفاً ***** لا ترضَ لِلناس شيئاً لستَ ترضاهُ
يارُبَّ يوْمٍ أتت بُشراهُ مُقْبِلةً ***** ثم استحالت بصوتِ النَّعيِ بُشْراهُ
لا تحقرنَّ من المعروف أصغرهُ ***** أحسنْ فعاقِبَةُ الإحسانِ حُسناهُ
وكُلُّ أمرٍ لهُ لابُدَّ عاقِبةٌ ***** وخيرُ أمركَ ما أحمدتَ عَقباهُ
تلهو وللموت مُمسانا ومُصبحنا ***** من لم يُصبِّحْهُ وَجْهُ الموتِ مَسَّاهُ
كم من فتىً قد دنت للموت رِحلتُهُ ***** وخيرُ زاد الفتى للموت تقواهُ
ما أقرب الموتَ في الدنيا وأفظَعَهُ ***** وما أمَرَّ جنى الدنيا وأحلاهُ
كم نافسَ المرءُ في شيءٍ وكايدَ فِيـ ***** ــهِ الناسَ ثُم مضى عنهُ وخلاهُ
بينا الشفيقُ على إلْفٍ يُسّرُّ بهِ ***** إذ صار أغمضهُ يوماً وسجاهُ
يبكي عليه قليلاً ثم يخرجهُ ***** فَيُمْكِنُ الأرضَ مِنهُ ثم ينساهُ
وكلُ ذِي أجلٍ يوماً سيبلغهُ ***** وكُلُّ ذِي عملٍ يوماً سيلقاهُ
الناظم: أبو العتاهية
الدَّهْرُ ذو دُولٍ والموتُ ذو عِلَلٍ ***** والمرءُ ذو أملٍ والناسُ أشباهُ
ولم تزل عِبَرٌ فِيهنَّ مُعْتَبرٌ ***** يجري بها قدرٌ والله أجراهُ
يبكي ويضحكُ ذو نفسٍ مُصَرَّفَةٍ ***** والله أضحكهُ والله أبكاهُ
والمُبتلى فهوَ المهجور جانبهُ ***** والناسُ حيثُ يكونُ المالُ والجاهُ
والخَلْقُ مِنْ خَلْقِ ربي قد يُدَبِّرُهُ ***** كُلٌّ فمستعبدٌ والله مولاهُ
طُوبى لعبدٍ لِمولاهُ إنابتهُ قد فاز***** عبدٌ مُنيبُ القلبِ أواهُ
يا بائع الدين بالدنيا وباطِلها ***** ترضى بِدينك شيئاً ليس يَسْواهُ
حتى متى أنت في لهوٍ وفي لعبِ ***** والموتُ نحوك يهوي فاغراً فاهُ
ما كلُ ما يتمنى المرءُ يدرِكهُ ***** رُبَّ امرىءٍ حَتفُهُ فيما تمناهُ
إن المنى لَغُرورٌ ضِلةً وَهَوىً ***** لعل حتفَ امرىءٍ في الشيءِ يَهواهُ
تَغْتَرُّ لِلجهل بالدنيا وَزُخرفها ***** إن الشقيَّ لَمَنْ غرته دنياهُ
كأنَّ حَيًّا وقد طالتْ سلامتُهُ ***** قد صار في سكراتِ الموت تغشاهُ
والناسُ في رَقْدَةٍ عما يُرادُ بهم ***** ولِلحوادثِ تَحْريكٌ وإنباهُ
أنصفْ هُدِيتَ إذا ما كنتَ مُنتصفاً ***** لا ترضَ لِلناس شيئاً لستَ ترضاهُ
يارُبَّ يوْمٍ أتت بُشراهُ مُقْبِلةً ***** ثم استحالت بصوتِ النَّعيِ بُشْراهُ
لا تحقرنَّ من المعروف أصغرهُ ***** أحسنْ فعاقِبَةُ الإحسانِ حُسناهُ
وكُلُّ أمرٍ لهُ لابُدَّ عاقِبةٌ ***** وخيرُ أمركَ ما أحمدتَ عَقباهُ
تلهو وللموت مُمسانا ومُصبحنا ***** من لم يُصبِّحْهُ وَجْهُ الموتِ مَسَّاهُ
كم من فتىً قد دنت للموت رِحلتُهُ ***** وخيرُ زاد الفتى للموت تقواهُ
ما أقرب الموتَ في الدنيا وأفظَعَهُ ***** وما أمَرَّ جنى الدنيا وأحلاهُ
كم نافسَ المرءُ في شيءٍ وكايدَ فِيـ ***** ــهِ الناسَ ثُم مضى عنهُ وخلاهُ
بينا الشفيقُ على إلْفٍ يُسّرُّ بهِ ***** إذ صار أغمضهُ يوماً وسجاهُ
يبكي عليه قليلاً ثم يخرجهُ ***** فَيُمْكِنُ الأرضَ مِنهُ ثم ينساهُ
وكلُ ذِي أجلٍ يوماً سيبلغهُ ***** وكُلُّ ذِي عملٍ يوماً سيلقاهُ