المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رسالة في كيفية الهوي للسجود للشيخ المحدث عبد الله السعد


أبو الفداء الأندلسي
05-21-2008, 04:30 AM
جلاء العينين عن النزول بالركبتين
للشيخ العلامة المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد حفظه الله


السنة أن ينزلالمُـصلي علي رُكبَتيْه وليس على يَديْه، والدليل على هذا، ما رواه أهل ((السُـنن[
من حديث شريك بن عبد الله القاضي عن عاصم بن كُـليْـب عن أبيه عن وائل ابن حُجرقال( رأيت النبيصلى الله عليه وسلمإذا سجد وضع ركبتيه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه)) ، وهذاالحديث بهذا الإسناد، وإن كان فيه ضعفاً لأن فيه شريك بن عبد الله القاضي ، إلا أنهجاء بأكثر من إسناد ، فجاء بثلاثة أسانيد من حديث وائل بن حُجْـر، وجميع هذهالأسانيد فيها ضعفٌ ولا يصح منها شئ ، لكن بعضها يُـقوّي البعض الآخر
ويُـؤيّد هذا ما ثبت في ((مُصنف)) ابن أبي شيبة من حديث إبراهيم النخعي عن الأسود (( أن عمرابن الخطاب رضي الله عنه نزل على ركبتيه))، وقد قال النبيصلى الله عليه وسلم
عليكم بسنتي وسنةالخلفاء الراشدين المهديين)) ، ولم يثبت عن واحد من الصحابة أنه خالف في ذلك[
وأما ما جاء عند بن خُزيمة من حديث الدَرَاوردِي عن أيوب عن نافع عن ابنعمر[موقوفاً] (( أنه كان يضع يديه قبل ركبتيه))فأقول : هذا الحديث باطلبهذا المتن، والصواب ما رواه أصحاب أيوب وأصحاب نافع عن ابن عمر أن النبيصلى الله عليه وسلم قال
إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، فإذا سجد أحدكم فليضع يَدَيْه) وليس فيه أنالنبيصلى الله عليه وسلمكان ينزل على يديه وأما المتن السابق فمعلول بل باطل، لأن الدراورديرحمه الله وإن كان صدوقاً ، إلا أنه حدّث عن أيوب، وقد تُكلِـمَ فيه عن أيوب، تكلمفيه الإمام أحمد والنسائي وقالوا : يروي المنكرات عن أيوب، وهذه الرواية من جُملةمُنكراته، وقد خَالف الثـقات ـ أيضاً ـ من أصحاب أيوب وأصحاب نافع، عن ابن عمر أنالنبيصلى الله عليه وسلمقال: (( إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، فإذا سجد أحدكم فليضعيَدَيْه)) وليس فيه قبل ركبتيه، وإنما قال: (( فليضع يده)) وبالفعل لا بُـدَّ منوضع اليدين في السجود[
وأما الحديث الذي رواه أصحاب (( السنن)) من حديثالدراوردي عن محمد عبد الله بن الحسن عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هُريرة أنالنبيصلى الله عليه وسلمقال: (( إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبلرُكبتيه))(
فهذا الحديث باطل ومَـلِيءٌ بالعلل إسناداً ومتناً، وقد ضعفهكبار الحفاظ، وعلى رأسهم[
ــ البُخَـاري، قال (( محمد بن عبد الله بن الحسنلا يتابع عليه، ولا أدري أسمع من أبي الزناد أم لا))
ــ حَمْزةالكِنَانِـي ـ وهو من كبار الحُـفـاظ المَصريين ـ قال: (( هذا حديث مُـنكر))(
[
ــ الخطابي صاحب ((معالم السنن)) قال: (( حديث وائل ن حُجر أصح مــــن حديثأبي هُريرة))(

ــ أبو جعفر الطحاوي صاحب (( مُـشكل الآثار)) و((شرح معنيالآثار)) فقد قوّى حديث وائل ن حُجر على حديث أبي هُريرة في النزول على اليدين(

الحافظ بن رجب الحنبلي فقد ضعّـف حديث أبي هُريرة في شرحه لصحيح البخاريالمُـسمى بـ(( فتح الباري))
الإمام الشافعي، لأنه ذهب إلى حديث وائلبن حُجر، قال ثم يكن أول ما يضع الأرض منه ركبتيه ثم يديه ...))


ــالإمام أحمد، ويُحكى عنه روايتان في المسألة[
الرواية الأولى: النزول علىالركبتـيـن، وهــذه صحــيحة عــنه في (( مسائله))الرواية الثانية: أنهكان ينزل على يديه، ذكرها بعض الحنابلة، لكن لا تصح عنه ولم نقف عليها صحيحة،بل الذي صَحّ عن الإمام أحمد ترجيح النزول علىالركبتين
أبو داود السِجسْتَـاني صاحب
،فقد دلّ كلامه على تقوية حديث وائل بن حُجر على حديث أبي هُريرة، نعم ؛ ذكر كِلاالحديثين، لكنه بَوّب على حديث وائل بن حُجر حيث قال: (( باب: كيف يضع رُكبتيه قبليَدَيْه))
ابن حِبان البُسْتي صاحب (( الصحيح)) حيث بَوّب في
صحيحه )) على حديث وائل بن حُجر فقال: (( ذِكْر ما يُسْـتحبُّ للمُصلي وضعالركبتينعلى الأرض عند السجود قبل الكفين)
فكلام هؤلاء الحُفاظ يدل على أنهم يُرجِّحُون حديث وائل على حديث أبي هُريرة، وحديث أبيهُريرة ـ كما ذكرتُ ـ باطل سنداً ومتناً[
بَيَانُ بُطْلانِ حَدِيْثِ أَبِيهُرَيْرَةَ سَنَداً وَمَتَنَاً[
فأقول: هذا الحديث باطل سنداً ومتناً[أمابُطلان إسناده فمن وُجوه[
الأول : فيه محمد بن عبد الله ن الحسن، وإن كان ـرحمه الله ـ مشهور النسب والشرف والجلالة، إلا أنه ليس مشهوراً بحمل العلم، ولاأعرف له من الحديث إلا القليل، ولم يشتهر إلا بهذا الحديث، وإن وثقه النسائي رحمهالله، ولكنه في الحقيقة فيه جهالة من حيث حمل العلم[
وقد جاء عند ابن سعد فيالطبقات)) أنه كان مُعتزلاً للناس وبعيداً عنهم، كما قال أبوه عبد الله بنالحسن ـ عندما سأله بعض خلفاء بني أمية وأبو جعفر المنصورـ قال: كان مشغولاً بالصيدومُعتزلاً للناس، و كان جالساً في البادية[
فالصواب أنه غير مشهور بحمل العلم[
الثاني : أنه قد تفرّدَ بهذا الحديث عن أبي الزناد، وأبو الزناد من الحفاظالثقات والمشاهير، وروى عنه كِبار الحفاظ في زمانه، كالإمام مالك وشُعَيْب بن أبيحمزة، وغيرهم
فكَيْفَ يَتَفرّد مُحَمّد بن عبد الله ابن الحسن ـ وهو ليسمَشْهُوراً بحَمْـل العِلم ـ عن هذا الرجل المشهور؟وهذا يعتبر علة ً عند أهلالحديث، ويُفيد هذا في حَدِّ ذاتهِ نكارة الإسناد، ولذلك حمزة الكناني حكم على هذاالحديث بأنه حديث مُــنْـكر
الثالث : ما ذكره الإمام البخاري، من أنه لم يَذكرسَمَاعاً من أبي الزناد
وما قيل بأنه عاصره، فأقول بالفعل قد عاصره، لكنالصواب عند أهل الحديث أنه لا يُكتفى بالمعاصرة، بل لا بُـدَّ من ثبوت السماع، كماذهب إلى هذا علي بن المديني وأحمد والبخاري وجمهور أهل العلم، كما ذكر ذلك الحافظبن رجب في (( شرح العلل))(فالصواب أنه لم يسمع من أبي الزناد[الثالث

وهي من أقوى العلل ـ أن هذا الحديث قد رواه أبو القاسم السُـرّقسْطِي في
غريب الحديث)) من طريق بكير بن عبد الله الأشج عنّ عن أبي مُرّة عن أبي هُريرة
موقوفاً] (( لا يبركنّ أحدكم بُروك الجمل الشارد))، وهذا الإسناد أصحّ بكثير منالإسناد السابق، وهذا لفظه وليس فيه التعرّض لنزول اليدين قبل الركبتين، فهذاالإسناد قد خالف الإسناد السابق وأوقف هذا الأثر على أبي هُريرة، فهذه أربع علل ٍفي الإسناد
بَيَانُ بُطلانِ مَـتْـنِهِ
وأما العِلة التي في المتن فهي ـكما تقدّم في الرواية السابقة ـ أن هذا الحديث قد جاء بإسناد صحيح موقوفاً على أبيهُريرة ، وليس بهذا اللفظ ، وإنما بلفظ (( لا يبركنّ أحدكم بُروك البعير الشارد وبُروك البعير الشارد إنما يكون مُسْـتعجلا ً، وهذا يُؤدّي إلى عدم الاطمئنان فيالصلاة، والمطلوب الطمأنينة وأن ينزل الإنسان شيئاً فشيئاً، وذلك عندما ينزل علىرُكبتيه ثم يديه ، فتبين من ذلك بُطلان هذا الحديثوقد يتعجب بعض الأخوان فيقولوا[كيْف حَـكمْتَ عليه بالبُطلان وقد قوّاهُ بعض أهل العلم بالحديث،كالحَازمي ـ رحمه الله ـ في كتابه ((الناسخ والمنسوخ))، وهو من أهل العلمبالحديث، وكذلك الحافظ بن حَجَر فقد قوى هذا الحديث، وهو من أهل العلم بالحديث؟[

فأقول: أن من تقدَّم من أهل قد ردّوا هذا الحديث، مثـل البخاري وحمزة الكنانيوبن رجب ، وفيما نقِـلَ عن الشافعي وأحمد وغيرهم فإن كلامهم يُـفِـيد ضَعْـف هذاالحديث وإن لم يُصرّحوا، ولذلك الخطابي وأبو جعفر الطحاوي قوّوا حديث وائل بن حُجرعلى حديث أبي هُريرة، وهو الصوابالخُـلاصَة
[أن السنة في النزول علىالرُكبتين ثابت من ثلاث أدلةالأول: أن حديث وائل بن حُجر أقوى من حديث أبيهُريرة في المسألة، وحديث وائل وإن كان فيه ضعفاً إلى أن الدليلَ الثاني يشهدُ له
الثاني: أنه لم يَـثبُت عن أحدٍ من الصحابة أنه جاء عنه شيء في هذه المسألة،إلا عمر بن الخطاب
أنه كان ينزل على رُكبتيه، ولم يخالف أحداً من الصحابة أميرالمؤمنين عمر
الثالث: أن هذا قول أكثر أهل العلم، وهذا ليس بدليل، لكنيُسْـتأنسُ به، فإلى هذا ذهب بعض التابعين

]من ذلك ما جاء من حديث حَجّاج بنأرْطاة عن أبي إسحاق السَبيعي قال: (( كان أصحاب عبد الله إذا انحطوا للسجود وقعترُكبهم قبل أيديهم))(وثبت عند الطحاوي عن إبراهيم النخعي قال: (( حُفظ عنعبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كانت ركبتاه تقعان قبل يديه))(وكذلكذهب إلى هذا الإمام الشافعي وأحمد وإسحاق بن راهويه وأبو داود وبن حبان وجُـلّأصحاب الحديث، خلافاً لما قاله بن أبي داود: أن أكثر أهل الحديث على النزول علىاليدين، والصواب أن أكثر أهل الحديث على النزول على الرُكبتين
وكيفما نزل ،على ركبتيه أو على يديه فأمر في ذلك واسع، كما شيخ الإسلام بن تيمية (( أما الصلاةفكلاهما جائزة باتفاق أهل العلم، إن شاء يضع ركبتيه قبل يديه، وإن شاء وضع يديه قبلركبتيه، وصلاته صحيحة باتفاق العلماء، ولكن تنازعوا في الأفضل))ولكنالصواب ـ كما تقدّم ـ هو النزول على الرُكبتين، والله تعالى أعلم

قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ
05-21-2008, 04:36 AM
ماشاء الله
هذا المعمول به عند علمائنا في المملكة حفظها الله
مع كوني اميل لما ذهب اليه العلامة الحويني في رسالته الموسومه نهي الصحبة فقد فنّد فيها كل ما يقال باسلوب مسبوك الارجاء متماسك الاعضاء
المسألة خلافية لذلك اردتّ ان انقل الرأي الثّاني كي لا يحدث خلل في فهم المقصود
نقل رائع يا حبيب