المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كلمات مختارة لسيد قطب ـ رحمه الله ـ في الولاء والبراء


البتار
04-14-2008, 09:12 AM
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/3.gif

كلمات مختارة لسيد قطب ـ رحمه الله ـ في الولاء والبراء
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/35.gif

يقول سيد قطب رحمه الله في الظلال: " إنه لا يجتمع في قلبٍ واحد حقيقة الإيمان بالله وموالاة أعدائه الذين يُدعون إلى كتاب الله ليحكم بينهم فيتولون ويُعرضون .. ومن ثم جاء هذا التحذير الشديد، وهذا التقرير الحاسم بخروج المسلم من إسلامه إذا هو والى من لا يرتضي أن يحكم كتاب الله في الحياة، سواء كانت الموالاة بمودة القلب، أو بنصره، أو باستنصاره {لا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ}آل عمران:28. هكذا، ليس من الله في شيء لا في صلة ولا نسبة ولا دين ولا عقيدة، ولا رابطة ولا ولاية، فهو بعيد عن الله، منقطع الصلة تماماً ..!
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/34.gif
وأول خطوة في الطريق هي تميز الداعية وشعوره بالانعزال التام عـن الجاهلية تصوراً ومنهجاً وعملاً، الانعزال الذي لا يسمح بالالتقاء في منتصف الطريق، والانفصال الذي يستحيل معه التعاون إلا إذا انتقل أهل الجاهلية من جاهليتهم بكليتهم إلى الإسلام.
لا ترقيع ولا أنصاف حلول، ولا التقاء في منتصف الطريق، مهما تزيت الجاهلية بزي الإسلام أو ادعت هذا العنوان.
وتميز هذه الصورة في شعور الداعية هو حجر الأساس، شعوره بأنه شيء آخر غير هؤلاء، لهم دينهم وله دينه، لهم طريقهم وله طريق، لا يملك أن يُسايرهم خطوة واحدة في طريقهم، ووظيفته أن يسيرهم في طريقه هو بلا مداهنة ولا نزول عن قليل من دينه أو كثير، وإلا فهي البراءة الكاملة والمفاصلة التامة والحسم الصريح .. {لكم دينكم ولي دين} .
إن المسلم مطالب بالسماحة مع أهل الكتاب، ولكنه منهي عن الولاء لهم بمعنى التناصر والتحالف معهم .. وسذاجة أية سذاجة وغفلة أية غفلة أن نظن أن لنا وإياهم طريقاً واحداً نسلكه للتمكين للدين أمام الكفار والملحدين إذا كانت المعركة مع المسلمين ..!
فليس هناك جبهة تديّن يقف معها الإسلام في وجه الإلحاد، هناك دين هو الإسلام، وهناك لا دين؛ هو غير الإسلام، ثم يكون هذا اللادين عقيدة أصلها سماوي ولكنها محرفة أو عقيدة أصلها وثني باقية على وثنيتها، أو إلحاد ينكر الأديان، تختلف فيما بينها كلها .. ولكنها تختلف كلها مع الإسلام، ولا حلف بينها وبين الإسلام ولا ولاء ..!
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/34.gif
إن الإسلام يكلف المسلم أن يقيم علاقاته بالناس جميعاً على أساس العقيدة؛ فالولاء والعداء لا يكونان في تصور المسلم وفي حركته على السواء إلا في العقيدة، ومن ثم لا يمكن أن يقوم الولاء وهو التناصر بين المسلم وغير المسلم؛ إذ أنهما لا يمكن أن يتناصرا في مجال العقيدة، ولا حتى أمام الإلحاد مثلاً ـ كما يتصور بعض السذج منا وبعض من لا يقرأون القرآن ـ وكيف يتناصران وليس بينهما أساس مشترك يتناصران عليه ..؟!
فالذين يحملون راية هذه العقيدة لا يكونون مؤمنين بها أصـلاً، ولا يكونون في ذواتهم شيئاً ولا يحققون في واقع الأرض أمراً ما لم تتم في نفوسهم المفاصلة الكاملة بينهم وبين سائر المعسكرات التي لا ترفع رايتهم ..!
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/34.gif
لقد نزل القرآن ليبث الوعد اللازم للمسلم في المعركة التي يخوضها بعقيدته ولينشئ تلك المفاصلة الكاملة بينه وبين كل من لا ينتمي إلى الجماعة المسلمة ولا يقف تحت رايتها، المفاصلة التي لا تنهي السماحة الخلقية، فهذه صفة المسلم دائماً، ولكنها تنهي الولاء الذي لا يكون في قلب المسلم إلا إلى الله ورسوله والذين آمنوا .. الوعي والمفاصلة اللذان لا بد منهما للمسلم في كل أرض وفي كل جيل.
فهذا مفرق الطريق وما يمكن أن يتميع حس المسلم في المفاصلة الكاملة بينه وبين كل من ينهج غير منهج الإسلام، وبينه وبين كل من لا يرفع راية الإسلام، ثم يكون في وسعه بعد ذلك أن يعمل عملاً ذا قيمة في الحركة الإسلامية الضخمة التي تستهدف أول ما تستهدف إقامة نظام واقعي في الأرض فريد، يختلف عن كل الأنظمة الأخرى .
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/34.gif
وتنقسم البشرية إلى حزبين اثنين: حزب الله و حزب الشيطان .
وإلى رايتين اثنتين: راية الحق و راية الباطل .

فإما أن يكون الفرد من حزب الله فهو واقف تحت راية الحق، وإما أن يكون من حزب الشيطان فهو واقف تحت راية الباطل، وهما صنفان متميزان لا يختلطان ولا يتميعان، ولا نسب ولا صهر، ولا أهل ولا قرابة، ولا وطن ولا جنس ولا عصبية ولا قومية إنما هي العقيدة والعقيدة وحدها ..!
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/34.gif
وينهى الله -عز وجل- المؤمن أن يجعل ناساً هم دونه في الحقيقة والمنهج موضع ثقة واستشارة، ومرة بعد مرة تصفعنا التجارب المرة ولكننا لا نفيق، ومرة بعد مرة نكشف عن المكيدة والمؤامرة تلبس أزياء مختلفة ولكننا لا نعتبر، ومرة بعد مرة تنفلت ألسنتهم فتنم عن أحقادهم .. ومع ذلك نعود فنفتح لهم صدورنا، ونتخذ منهم رفقاء في الحياة والطريق .. وتبلغ بنا المجاملة أو تبلغ بنا الهزيمة الروحية أن نجاملهم في عقيدتنا، فنتحاشى ذكرها، وفي منهج حياتنا فلا نقيمه على أساس الإسلام، وفي تزوير تاريخنا وطمس معالمه كي نتقي فيه ذكر أي صدام كان بين أسلافنا وهؤلاء الأعداء المتربصين ..!
ومن ثم يحل علينا جزاء المخالفين عن أمر الله ومن هنا نُذل ونضعف ونستخذى، ومن هنا نلقى العنت الذي يوده أعداؤنا لنا، وهاهو ذا كتاب الله يعلمنا كما علم الجماعة المسلمة الأولى، كي ننفي كيدهم وندفع أذاهم، وننجو من الشر الذي تكنه صدورهم{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ} آل عمران:118.
إنه لا نجاة للعصبة المسلمة في كل أرض من أن يقع عليها العذاب: {أو يلبسكم شيعاً ويذيق بعضكم بأس بعض} .. إلا بأن تنفصل هذه العصبة عقيدياً وشعورياً، ومنهج حياة عن أهل الجاهلية من قومها حتى يأذن الله بقيام دار إسلام تعتصم بها ..!
فإذا لم تفاصل هذه المفاصلة ولم تتميز هذا التميز، حق عليها وعيد الله هذا : وهو أن تظل شيعة من الشيع في المجتمع، شيعة تتلبس بغيرها من الشيع، ولا تتبين نفسها، ولا يتبينها الناس ممن حولها، وعندئذٍ يصيبها ذلك العذاب المقيم المديد دون أن يدركها فتح الله الموعود.
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/34.gif
إن موقف التميز والمفاصلة قد يكلف العصبة المسلمة تضحيات ومشقات، غير أن هذه التضحيات والمشقات لن تكون أشد ولا أكبر من الآلام والعذاب الذي يصيبها نتيجة التباس موقفها وعدم تميزها، ونتيجة اندفاعها وتميعها في قومها والمجتمع الجاهلي من حولها ..!
ليس للّون والجنس، واللغة والوطن، وسائر هذه المعاني من حساب في ميزان الله، إنما هنالك ميزان واحد تتحدد به القيم، ويُعرف به فضل الناس: {إن أكرمكم عند الله أتقاكم} والكريم حقاً هو الكريم عند الله، وهو يزنكم عن علمٍ وعن خبرة بالقيم والموازين: {إن الله عليم خبير} .
وهكذا تسقط جميع الفوارق، وتسقط جميع القيم، ويرتفع ميزان واحد بقيمة واحدة، وإلى هذا الميزان يتحاكم البشر، وإلى هذه القيمة يرجع اختلاف البشر في الميزان.
وهكذا تتوارى جميع أسباب النزاع والخصومات في الأرض، وترخص جميع القيم التي يتكالب عليها الناس، ويظهر سبب ضخم واضح للألفة والتعاون: ألوهية الله للجميع، وخلقهم من أصل واحد، كما يرتفع لواء واحد يتسابق الجميع ليقفوا تحته: لواء التقوى في ظل الله، وهذا هو اللواء الذي رفعه الإسلام لينقذ البشرية من عقابيل العصبية للجنس، والعصبية للأرض، والعصبية للقبيلة، والعصبية للبيت، وكلها من الجاهلية وإليها، تتزيا شتى الأزياء، وتتسمى بشتى الأسماء، وكلها جاهلية عارية عن الإسلام " ا- هـ
http://way2allah.knoz4arab.com/telawah/new//hor3en-way2allah/azaz/image/fawasel/35.gif
انـتـهَــى

الوليد المصري
04-21-2008, 11:20 PM
الله المستعان

جزاك الله خيرا

المهاجرة الى الله
05-04-2008, 12:35 AM
بارك الله فيكم...........................

مشاركة طيبة وهادفة..................

فالشهيد باذن الله سيد قطب والله حسيبة ............ فهو كاتب ومفكر من طراز فريد ...........قلما يجود الزمان بمثلة

فهو وان اراد اعدائه من اسكاتة........او دحض افكارة ومؤلفاتة ...........باعدامة ..............فهيهات هيهات.........وان استطاعو قتل الجسد وانما فهو حى بيننا بكتاباتة............وافكارة والتى دفع بروحة ثمنا لها.....................

فرحمة الله رحمة واسعة واسكنة فسيح جناتة..............مع النبين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اولئك رفيقا

ابن جلولاء
07-01-2008, 10:50 AM
ويقول رحمه اللله في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
خير الكلام
فهذه صور من كتاب كتب وشخصيات
لمؤلفها سيد قطب
فيها الطعون الصريحة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
http://alnjrani.jeeran.com/images/COVER.JPG
http://www.sahab.net/mydata/file/qutb/atman.jpg
http://alnjrani.jeeran.com/images/1SET.JPG

http://alnjrani.jeeran.com/images/2ND.JPG

فهل دافع احدكم عن صحابة رسول اللله يا اهل الغيرة على اسلامكم
وقال وحذر من هذا الكلام الذي قال سيدا
والذي يحتج به الكثير من الروافض على ان كلام سيد هو الصواب في صحابة رسول الله
فاين منهج اهل السنة في التحذير من الذي يطعنون من صحابة رسول الله؟؟؟!!!!!!!!!

البتار
08-02-2008, 02:57 AM
سيد قطب ما لَه وما عليه


بسم الله الرحمن الرحيم



وردني سؤال يقول: قد كثر مؤخراً الكلام على سيد قطب رحمه الله بين طاعن ومادح .. واختلط الأمر على كثير من الشباب .. فما تقييمكم لذلك، وما هو رأيكم في سيد .. وجزاكم الله خيراً ؟

--


الجواب:


الحمد لله رب العالمين .

عند الحديث عن كبار أهل العلم وإرادة تقييمهم، والحكم عليهم بالجرح أو التعديل، لا بد من النظر إلى عدة أمور،

منها: النظر إلى مجموع حسنات العالم ومجموع مواقفه وأحواله .. ومن جهة أخرى النظر إلى مجموع سيئاته أو أخطائه إن وجدت، وإجراء عملية الترجيح بينهما، وبيان أيهما يغلب ويرجح على الآخر ..!

ومنها: رد المتشابه من أقواله وكلامه إلى المحكم .. وبناء الأحكام عليه وعلى أفكاره ومذاهبه من خلال المحكم الصادر عنه، وليس المتشابه .. حيث ما من عالم إلا وله عبارات متشابهة حمالة أوجه لو أخذت بمفردها، وحوكم على أساسها لظلم العالم وفُهم خطأ، وربما لضلل وفُسق .. ولكن عندما يرد هذا المتشابه إلى المحكم من كلامه ومواقفه، فإن الصورة تتضح أكثر، ويكون الحكم والقرار أقرب إلى الإنصاف والعدل.


ومنها: النظر إلى مجموع مراحل الطلب والالتزام الذي مر بها العالم .. والتفريق بين مراحل ما قبل الالتزام ـ إن وجدت ـ وبين مراحل ما بعد الالتزام، واعتماد المراحل الأخيرة من حياته، واجتهاداته، وإطلاقاته .. فالعبرة بالخواتيم، وبما يُختم به على المرء.

فمن الظلم كل الظلم أن تقيم الإنسان من خلال حياته المنحرفة أيام جاهليته ـ إن وجدت ـ وتغض الطرف عن مرحلة ما بعد ذلك من التوبة والاستقامة والالتزام والجهاد التي خُتمت به حياته..!


ومنها: مراعاة الظروف والأجواء والملابسات المحيطة به لحظة وقوع العالم في الخطأ .. فهي تعيننا على فهم مراده وقصده مما قد أخطأ فيه .. والدافع الذي حمله على الوقوع في الخطأ!

ثم أن هذه الأجواء والملابسات المحيطة به إن لم تمنع من تخطئته والإشارة إلى قوله أو فعله بأنه خطأ إلا أنها قد تمنع تكفيره أو تضليله وتفسيقه ..!


ومنها: التجرد من الهوى والتحامل المجحف، والأحكام المسبقة عندما يريد الإنسان أن يقيّم إنساناً آخر، وبخاصة إن كان هذا الآخر عالماً من علماء الأمة له سابقة جهاد وبلاء في سبيل الله .. وما أقل هؤلاء المنصفين المتجردين من أهوائهم للحق في زماننا !!


------------

فهذا التمهيد هام وضروري بين يدي الجواب على السؤال الوارد أعلاه، والخاص بسيد رحمه الله .. وألخص الجواب على هذا السؤال في النقاط التالية:


1- مر سيد قطب رحمه الله في حياته في ثلاثة مراحل: مرحلة ما قبل الالتزام، ومرحلة التحول إلى الإسلام والعمل الإسلامي، ومرحلة النضج والالتزام والانطلاق الجاد في الدعوة لهذا الدين والجهاد في سبيل الله، وهذه مراحل المتأخر منها ناسخ لما تقدم منها.

فمرحلة ما قبل الالتزام بالدعوة والعمل الإسلامي امتدت تقريباً إلى سنة 1945 ..

تقلب فيها سيد بين حزبي الوفد والسعديين، ومناصرة العقاد وأدبه وفكره .. وفي هذه المرحلة كتب سيد مقالات وأبحاث عدة، يؤخذ عليه كثير مما كتب فيها .. ولو أراد المرء أن يقيم سيد من خلال كتاباته ومواقفه في تلك المرحلة التي أنهاها بكتابه المعروف " بالتصوير الفني في القرآن " لخرج بطامات لا يستهان بها في ميزان العقيدة والتوحيد .. ولكنها حياة منسوخة بالنسبة لسيد بما صدر عنه فيما بعد من كتابات ومواقف.

فليس من الإنصاف والعدل أن يعكف المرء على كتابات سيد في تلك المرحلة ـ التي يسميها سيد نفسه في أكثر من موضع في الظلال وغيره بأنها مرحلة الضياع ـ ثم يخرج للناس ليقول لهم انظروا ماذا يقول سيد .. وهذه هي مواقف سيد ؟!!


أما المرحلة الثانية:


وهي مرحلة التحول إلى العمل الإسلامي والتي انتهت تقريباً في نهاية عام 1950 .. في هذه المرحلة تجرأ سيد على الكتابة في مسائل لم يُسبق إليها من أحد، وقبل أن يتمكن من علوم الإسلام وبخاصة منها علمي الحديث والفقه مما أدى إلى وقوعه في بعض الأخطاء التي أخذت عليه كما في كتابه " العدالة الاجتماعية " الذي يُعتبر أول كتاب إسلامي له .. والذي كتبه عام 1948 تقريباً في أوج استفحال الاشتراكية وانتشارها في الأمصار، مما حمل بعض الدعاة آنذاك أن يتكلموا ويكتبوا عن اشتراكية الإسلام مواكبة للتيار الجارف الداعي للاشتراكية .. من جملة هذه الأخطاء التي أخذت على سيد في كتابه المذكور طعنه ببعض الصحابة وعلى رأسهم عثمان بن عفان رضي الله عنهم أجمعين .. معتمداً في ذلك على روايات غير محققة وأكثرها موضوعة ومكذوبة ـ من صنع الروافض ـ لا تصح من حيث السند ولا من حيث المعنى ..!

فإن قيل أن سيد قطب لم يكن يريد الطعن لمجرد الطعن على طريقة الروافض الخبثاء .. وإنما أراد أن يظهر عظمة النظام الاقتصادي في الإسلام، وما كان قد اعترى هذا النظام من فساد وانحراف في أواخر عهد الخليفة الثالث عثمان -رضي الله عنه- ..؟!

أقول: مهما قيل عن الدافع والملابسات التي حملت سيد ـ في تلك الحقبة والمرحلة ـ على النقد الجارح لبعض الصحابة رضي الله عنهم فهو مخطئ، وخطأه مردود عليه لا يُتابع فيه ..!

لكنها مرحلة كذلك لا يجوز أن يُقيم سيد رحمه الله من خلالها .. وبخاصة أنه يُنقل عن سيد أنه تخلى عنها وعن كثير مما كتب فيها .. كما يُنقل ذلك عن أخيه محمد قطب وغيره من الباحثين [ انظر سيد قطب من الميلاد إلى الاستشهاد، ص 509 ]!

المرحلة الثالثة:

وهي مرحلة النضج والجهاد، والبلاء .. التي تعتبر ناسخة لجميع مراحل حياة سيد المتقدمة والتي بدأت في أوائل الخمسينيات .. وانتهت بنهاية حياة سيد معلقاً على أعواد مشانق الطواغيت، بعد عدة سنوات قضاها في سجون الظالمين !!
وفي هذه المرحلة الناسخة صدر عن سيد رحمه الله الكتب التالية: الظلال، وهذا الدين، والمستقبل لهذا الدين، وخصائص التصور الإسلامي، ومقومات التصور الإسلامي، والإسلام ومشكلات الحضارة، وكتابه العظيم معالم في الطريق ..
فمن أراد أن يقيّم سيد قطب، وإنجازه العلمي عليه أن يعكف على هذه المرحلة من حياته، وعلى إنجازاته العلمية التي أنجزها في تلك المرحلة الجادة من حياته.

--

2- عند تقييم سيد ـ رحمه الله ـ ينبغي النظر إلى جميع جوانب سيد: الإبداعية العلمية منها إضافة إلى مواقفه الدعوية والجهادية، وما تعرض له من بلاء وتعذيب في سبيل الدعوة إلى الله .. كما ينبغي النظر إلى الخاتمة التي ختم عليها سيد التي تجب ما قبلها؛ وهي خاتمة خير وشهادة إن شاء الله ولا نزكيه على الله .. فهذا كله يجب أن يكون معتبراً عند التقييم، والحكم على سيد!

فكثير من الدعاة يكتب كتابات جيدة ومنمقة .. ولكن لا يواكبها مواقف دعوية ترقى بصاحبها إلى مستوى الكلمات التي خطها في كتبه .. ولو نظرت إلى كثير من هؤلاء لوجدتهم يتوسدون عتبات الطواغيت يستعطفونهم المن والعطاء .. مع علمهم أن الطاغوت لا يمكن أن يقبل منهم مقابل ذلك العطاء أقل من الولاء والجدال عنه في الباطل والزور .. فمثل هؤلاء أنى تنفعهم كتبهم ومؤلفاته المنمقة والمدعومة .. وهم في نفس الوقت يكذبونها بمواقفهم العملية والتي هي أصدق تعبيراً عما في أنفسهم من أمراض وآفات!! --

3- قد وقع سيد قطب رحمه الله في أخطاء لا يُتابع فيها، ولا يُقر عليها .. ويُحذر منها ـ أي من الأخطاء ـ كل من أراد أن يطالع كتب سيد .. من تلك الأخطاء: وقوعه في التأويل المذموم وموافقته لمذاهب الأشاعرة في الصفات .. ومنها قوله بعدم حجية خبر الآحاد في العقائد وهذا بخلاف ما عليه أهل السنة والجماعة ..!
فهذه الأخطاء لا يُتابع عليها سيد .. ويجب الاعتراف بأنها أخطاء وأن سيداً قد أخطأ في تلك المسائل .. وأنه لم يوفق إلى الحق والصواب فيها .. وهذا طبع البشر المجبولين على الخطأ .. والكمال عزيز .. وجلّ من لا يُخطئ !!

--

4- لم يكن سيد هو أول وآخر من أخطأ في مسائل الصفات .. وكذلك خبر الآحاد .. فإن كثيراً من فحول الأمة وعلمائها الأقدمين قد وقعوا في هذا النوع من الخطأ .. وسيد متابع لهم ولأقوالهم .. وذلك لم يمنع من إنصافهم والثناء عليهم بما أصابوا فيه .. والاستفادة من علومهم وكتبهم النافعة !!

فالإنصاف في هذه الحالة يقتضي أن يُقال: أصاب سيد في كذا .. وأخطأ في كذا .. وليس أخطأ في كذا ونعمي العين ـ لهوى متبع ـ عما قد أصاب فيه وأجاد .. وما أضخم هذا الجانب عند سيد رحمه الله ؟!!

البتار
08-02-2008, 02:59 AM
5- لسيد قطب ـ رحمه الله ـ حسنات تتمثل في جهاده وصدعه بالحق، وبلائه الكبير في سبيل هذه الدعوة .. نرجو إن شاء الله أن تكون كفارة له عما قد أخطأ فيه .. فإن الحسنات يذهبن السيئات .. وكذلك البلاء فإنه يطهر صاحبه من الخطايا والذنوب والآثام إلى أن يجعله يمشي على الأرض وما عليه خطيئة واحدة .. والبلاء بالنسبة للمؤمنين وبخاصة منهم العلماء العاملين قرينة صريحة على قوة الإيمان والدين.

كما في الحديث:" يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يزال بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة " وقال -صلى الله عليه وسلم- :" وما يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة في نفسه وولده وماله، حتى يلقى الله وما عليه خطيئة ". وقال -صلى الله عليه وسلم- :" أشد الناس بلاء الأنبياء ثم المثل فالأمثل ..".


وسيد قطب ـ رحمه الله ـ قد ابتلي بلاء شديداً في سبيل الدعوة إلى الله وإلى دينه .. في سبيل شهادة التوحيد أن لا إله إلا الله .. حيث امتد اعتقاله في زنازين الطواغيت إلى أكثر من عشر سنوات .. إلى أن صدر الطاغوت بحقه حكم الإعدام شنقاً .. وكان سيد رحمه الله بإمكانه أن يريح نفسه من كل هذا العناء بكلمة اعتذار يخطها للطاغوت، كما كان يتمنى الطاغوت ذلك منه ـ كلمة اعتذار بل كلمات تبجيل وولاء وفداء يخطها كثير من الدعاة في هذا الزمان ممن ينقمون على سيد جهاده وصبره على البلاء .. من أجل فتات يسير يرميه إليهم الطاغوت، أو حظ من حظوظ الدنيا يلتمسونه عنده .. وليس من أجل أن يعتقوا رقابهم من حكم الإعدام شنقاً ـ ولكن أبى سيد إلا أن يكون صادقاً مع الكلمة التي طالما كتب ودافع عنها ألا وهي شهادة التوحيد لا إله إلا الله .. وإن أدى ذلك إلى تعليقه على أعواد مشانق الطواغيت الظالمين !

--

6- قبل أن يلتزم سيد بالإسلام كان أديباً حاذقاً .. قد اشتغل بالأدب وفنونه كتابة وقراءة وتدريسا، حتى فاق فحول الأدب والبلاغة في زمانه .. وهذا ـ مما لا شك فيه ـ قد أثر على أسلوبه عندما كتب عن الإسلام في مراحله المتأخرة .. لذا قد يجد القارئ أحياناً بعض العبارات والاطلاقات المشكلة على الأفهام يغلب عليها الطابع الأدبي البياني .. فليس من العدل مثلاً أن يُحكم على " الظلال " هذا العمل النافع الضخم الذي تجاوزت عدد صفحاته أربعة آلاف صفحة .. بأنه " ضلال وظلام " وغير ذلك من الأوصاف الجائرة المجحفة .. من أجل تلك الاطلاقات أو العبارات المشكلة على الأفهام ..!

ليس من العدل والإنصاف أن يُحكم على " الظلال " هذا الكتاب العظيم .. الذي تجاوزت عدد صفحاته أربعة آلاف صفحة بالحرق والتلف ـ كما يقول بذلك بعض المعاصرين المشبوهين ـ من أجل أخطاء قد تحصر في صفحة أو صفحتين ..؟!!

ولو صح هذا المنطق الأعوج الظالم لتعين حرق كتب ومؤلفات جميع أهل العلم .. ولما بقي كتاب لعالم سالماً للأمة!
فما من عالم إلا وأخذ عليه في مسألة ومسائل .. وما من كتاب إلا وقيل فيه ورد عليه .. حاشا كتاب الله تعالى .. والكتب الحاوية للسنة الصحيحة الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- .

--

7- ما وقع فيه سيد من خطأ ـ قد تقدمت الإشارة إليه ـ لم يمنع الشيخ المحدث محمد ناصر الدين الألباني ـ رحمه الله ـ من أن يثني خيراً على سيد، وأن يستدل بكلام سيد كما في مقدمة كتابه " مختصر العلو " حيث استدل بكلام لسيد قطب ـ بصيغة المدح والتأييد ـ ما يعادل ثلاث صفحات، وابتدأ كلامه: فها هو الأستاذ الكبير سيد قطب رحمه الله .. وبدأ بسرد كلامه ..!
والسؤال: إذا كان الشيخ الألباني يصف سيد قطب بالأستاذ الكبير ويترحم عليه .. ويستدل بكلامه في أكثر من ثلاث صفحات متتاليات في مقدمة الكتاب فقط .. فكيف بربيع المدخلي ومن تابعه من المقلدة الجهال يشتمون سيداً ويرمونه بالضلال وغير ذلك من الاطلاقات الجائرة .. ويحذرون منه ومن كتبه ..؟!


فأيهما: على حق وصواب الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!!

وأيهما أدرى بمادئ وقواعد الجرح والتعديل .. الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!!

وأيهما أولى بالاتباع والتقليد ـ إن جاز التقليد في مثل هذه المواضع ـ الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!

وأيهما السلفي ويمثل الرأي السلفي المعاصر الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!


قلتم: أن الشيخ بكر أبو زيد قد أخطأ وخرج عن السلفية .. ونصر أهل البدع .. عندما لم يوافق المدخلي على جهالاته وإطلاقاته الجائرة بحق سيد رحمه الله .. فهل تجرؤون أن تقولوا في الشيخ ناصر ما قلتموه في الشيخ بكر ..؟!


--

8- ومما استدل به الشيخ ناصر من كلام سيد بصيغة المدح والتأييد .. هو نفسه مما ينكره المدخلي على سيد أشد الإنكار، ويعتبر ـ بسبب جهله لقواعد التكفير ـ أن سيداً قد كفر الناس والمجتمعات بهذه الكلمات ..!!
وإليك الكلمات التي استدل بها الشيخ ناصر من كلام سيد رحمهما الله تعالى، فقال الشيخ ناصر: ثم ذكر ـ أي سيد ـ رحمه الله عاملين آخرين، ثم قال:" نحن اليوم في جاهلية كالجاهلية التي عاصرها الإسلام أو أظلم . كل ما حولنا جاهلية .. تصورات الناس وعقائدهم، عاداتهم وتقاليدهم، موارد ثقافتهم، فنونهم وآدابهم، شرائعهم وقوانينهم، حتى الكثير مما نحسبه ثقافة إسلامية، ومراجع إسلامية، وفلسفة إسلامية، وتفكيراً إسلامياً .. هو كذلك من صنع هذه الجاهلية .. فلا بد إذن في منهج الحركة الإسلامية أن نتجرد في فترة الحضانة والتكوين من كل المؤثرات الجاهلية التي نعيش فيها ونستمد منه ..".


هذا الكلام يستدل به الشيخ الألباني بصيغة المدح والتأييد كما في مقدمته لكتابه مختصر العلو .. بينما المدخلي يعتبر هذا الكلام ـ بسبب جهله بضوابط وقواعد التكفير ـ أنه تكفير للناس والمجتمعات بأعيانها ..!!


ومما حمل المدخلي على الحنق والحقد على سيد هذه العبارات وأمثالها التي تغيظ الطواغيت الظالمين .. ولكن أنظر ـ أيها الأخ السائل ـ الفرق بين موقف وفهم الشيخ ناصر لهذه الكلمات وبين موقف وفهم المدخلي لها ..؟!!

ونعيد هنا ما كنا قد سألناه من قبل: أيهما السلفي، ويمثل السلفية المعاصرة الشيخ ناصر .. أم المدخلي .. وأيهما أكثر فهماً للسلفية الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!!

وأيهما أكثر غيرة على السلفية الشيخ ناصر أم المدخلي ..؟!!

--

9- كل ما تقدم يجعلنا نضع إشارات استفهام عديدة على موقف ربيع المدخلي المغالي تجاه سيد وكتب سيد ..؟!
ما الذي حمله على هذا الحنق والحقد، وهذه الدعاية المكثفة ضد سيد وكتبه تحديداً .. أهو نصرة الحق والمنهج السلفي كما يدعي .. أم الرغبة الجامحة في خدمة طواغيت الحكم المعاصرين الذين تغيظهم كتب وأفكار سيد .. من خلال تنفير الناس عن فكر وكتب سيد رحمه الله ؟!

من المستفيد من هذه الحملة الشعواء الطائشة على سيد وفكره وكتبه .. طلاب العلم .. المنهج السلفي .. أم طواغيت الحكم والكفر والجور .. الذين استهدفهم سيد في كثير من كتاباته وكلامه، ومواقفه؟!

آتوني بطاغوت واحد من طواغيت الأرض ممن يحكمون المسلمين بقوانين الكفر والشرك والظلم .. قد تكلم عليه ربيع المدخلي كلمة واحدة .. وليس كما يتكلم على سيد .. أو ألف فيه مقالاً وأوراقاً وليس كتباً ومؤلفات كما كتب في سيد .. أو حذر الأمة من شره وكفره وخطره كما يحذر الناس من سيد ومن فكره ..؟!

أم أن تحذير الأمة من كفر الطواغيت وإجرامهم وباطلهم لا تخدم الدعوة السلفية والشباب السلفي .. كالتحذير من سيد وكتبه ؟!!

كل هذا مما يجعلنا نضع عشرات إشارات الاستفهام على هذه الحملة المشبوهة والمريبة التي يتزعمها ربيع المدخلي ومن معه من أتباعه ومقلديه .. كالحلبي والهلالي .. على سيد، وعلى كتب وفكر سيد رحمه الله ..؟؟!!


القضية لو وقفت عند نقد سيد فيما قد أخطأ فيه وبيان الحق في ذلك ـ من غير جنوح إلى إفراط ولا تفريط ـ وبتجرد وإنصاف، لما وجدت مشكلة ـ حول سيد ـ مع ربيع المدخلي ولا غيره ممن يقلدونه .. لأنه لا أحد يقول بعصمة سيد أو أنه فوق أن يُعقب عليه .. بل هو ممن يخطئ ويصيب .. يؤخذ منه ويرد عليه .. ولكن ذلك كله ينبغي أن يكون في حدود الإنصاف والعدل الذي ينبغي أن يتحلى به الباحث الإسلامي .. وهذا لم نلمسه من المدخلي عندما يكتب أو يتكلم عن سيد وجهاد سيد، وعلم سيد ..!!

رحم الله سيد قطب رحمة واسعة .. وعفا عنه وعن زلاته وأخطائه .. وأسكنه فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء .. كما صدع بالحق .. وأبان الطريق .. وجاد بنفسه في سبيل الله .. وخط ببنانه الظلال ومعالم في الطريق.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

عبد المنعم مصطفى حليمة
" أبو بصير الطرطوسي "

أبو الفداء الأندلسي
08-02-2008, 04:03 AM
بارك الله في الأخ بتار

أبو أنس الأنصاري
08-02-2008, 05:07 AM
ويقول رحمه الله في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم
خير الكلام
فهذه صور من كتاب كتب وشخصيات
لمؤلفها سيد قطب
فيها الطعون الصريحة في صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم

أسلوبكَ غيرُ مقبولٍِ، فلا مجال للسخرية هاهنا أخي!
الرجل أفضى إلى ما قدّم، ويكفيه أنه مات وهو يدافع عن قضيةٍ نتمنى أن نطبقها إلى يومنا هذا.
أما عما أثرت من كلامه في صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ورضي عنهم؛ فقد تقدمت الإشارة إليه، وتُكُلم فيهِ طويلاً.
فإما أن تلتزم بآداب الحوار والكلام ولا تعمي عينكَ عن فهم الحق واتباعه أو فلتغادرنا!

فالإنصاف في هذه الحالة يقتضي أن يُقال: أصاب سيد في كذا .. وأخطأ في كذا .. وليس أخطأ في كذا ونعمي العين ـ لهوى متبع ـ عما قد أصاب فيه وأجاد .. وما أضخم هذا الجانب عند سيد رحمه الله ؟!!
إي واللهِ صدقتُم .

البتار
08-02-2008, 09:18 AM
هل تراجع سيد قطب عن كتبه القديمة ؟؟


يقول القرضاوي في مذكراته :

" وقد حدثني الأخ د. محمد المهدي البدري : أن أحد الإخوة المقربين من سيد قطب وكان معه معتقلاً
في محنة 1965م أخبره أن الأستاذ سيد عليه رحمة الله ، قال له : إن الذي يمثل فكري هو كتبي الأخيرة :

المعالم ، والأجزاء الأخيرة من الظلال ، والطبعة الثانية من الأجزاء الأولى ، وخصائص التصور الإسلامي ومقوماته ، والإسلام ومشكلات الحضارة ، ونحوها مما صدر له وهو في السجن ، أما كتبه القديمة فهو لا يتبناها ،فهي تمثل تاريخا لا أكثر.
فقال له هذا الأخ من تلاميذه : إذن أنت كالشافعي لك مذهبان : قديم وجديد ، والذي تتمسك به هو الجديد لا القديم من مذهبك.
قال سيد رحمه الله : نعم، غيرت كما غير الشافعي رضي الله عنه . ولكن الشافعي غير في الفروع ، وأنا غيرت في الأصول! "

---

ويقول المستشار عبد الله العقيل في مجلة المجتمع العدد 112 تاريخ 8/8/1972 م :

" إن سيد قد بعث لإخوانه في مصر والعالم العربي أنه لا يعتمد سوى ستة مؤلفات له وهي : هذا الدين , المستقبل لهذا الدين , الإسلام ومشكلات الحضارة , خصائص التصور الإسلامي , في ظلال القرآن , ومعالم في الطريق"
---

ويقول الناشر اللبناني للظلال عن كتب سيد رحمه الله المعتمدة لديه :

(نكتفي في القائمة التالية بالكتب المتداولة , دون الكتب التي نفدت , وليس في النية إعادة طبعها , للشعور بأنها قد أدت دورها في حينها , ولم يعد لها إلا الدور التاريخي .. وبعضها مما يحتوي اّراء أو اتجاهات للمؤلف , تبين له خطؤها فعدل عنها ....)


----

وأخيراً هذا جواب الأستاذ محمد قطب رحمه الله رحمة واسعة على رسالة منشورة ما نصها:

" الأخ الفاضل عبد الرحمن بن محمد الهرفي حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


سألتني عن كتاب " العدالة الاجتماعية " فأخبرك أن هذا أول كتاب ألفه بعد أن كانت اهتماماته في السابق متجهة إلى الأدب والنقد الأدبي وهذا الكتاب لا يمثل فكره بعد أن نضج تفكيره وصار بحول الله أرسخ قدماً في الإسلام .

وهو لم يوصِ بقراءته إنما الكتب التي أوصى بقراءتها قبيل وفاته هي الظلال ..

( وبصفة خاصة الأجزاء الإثنا عشرة الأولى المعادة المنقحة وهي آخر ما كتب من الظلال على وجه التقريب وحرص على أن يودعها فكره كله )

(معالم في الطريق ومعظمه مأخوذ من الظلال مع إضافة فصول جديدة )

و"هذا الدين" "والمستقبل لهذا الدين" ، "خصائص التصورالإسلامي" ، ومقومات التصور الإسلامي ( وهو الكتاب الذي نشر بعد وفاته ) "والإسلام ومشكلات الحضارة" ، أما الكتب التي أوصى بعدم قراءتها فهي كل ما كتبه قبل الظلال ، ومن بينها " العدالة الاجتماعية "

البتار
08-02-2008, 09:35 AM
الإخوة الأفاضل أبو الفداء , أبو أنس :
جزاكم الله خيراً

الديلمى
08-02-2008, 01:10 PM
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على نبيه ومصطفاه محمد صلى الله عليه وآله وسلم
أسأل الله العظيم أن يردنا إلى الحق ...آمين
أما بعد:روى عبد الرزاق والحاكم والطبرانى وهناد فى الزهد وبن عبد البر فى التمهيد عن عبد الله بن مسعود رضى الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم((إنكم فى زمان كثير علماؤه قليل خطباؤه وإن بعدكم زماناً كثير خطباؤه والعلماء فيه قليل)) صححه الألبانى رحمه الله.
أولا اود أن أقرر أننا لا نتبنى إلا كلام العلماء مما هو موافق للنقل الصحيح مع العقل الصريح ,,وكل ذو فطنة وفطرة سليمة وتسديد من الله جل وعلا يعرف أهمية العقيدة ووجوب تصحيحها بما يوافق الكتاب والسنة على فهم سلف الأمة.

وأود ان أقول أنه يجب ألا تتحول عقيدة الولاء والبراء لأشخاص بعينهم..."التجرد"..وبعيداً عن التعصب والتحزب والتدابر والتقاطع تُبنى العقيدة الصحيحة.
ونقرر أقوال أهل العلم بأنه:
أولا:مصائر الخلق لا يعلمها إلا الله سبحانه وتعالى.
قال على بن المدينى الإمام رحمه الله(إنا لنطعن فى أقوام لعل أحدهم قد حط رحله فى الجنة منذ مئتى عام).
قال الشافعى رحمه الله(ما من أحد إلا وتذهب عليه سنة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتعزب عنه فمهما قلت من قول أو أصلت من أصل فيه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خلاف ما قلت فالقول ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو قولى)
وقال رحمه الله (إذا وجدتم فى كتابى خلاف سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ,فقولوا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ودعوا ما قلت)

ثانياً:إنا ما نتكلم فيه الآن ليس بالأمر الهين من أمور الإعتقاد بل أصل عظيم من أصول الإعتقاد ووجود ذلك فى كتاب ذائع متداول مما يحتم التحذير منه والدلالة على موطن المخالفة للإعتقاد الصحيح فيه.

ثالثاً:إن العقيدة لا تقبل المحاباة ولا تقبل التجزء ,وإذا كانت قضية سيد الكبرى الحكم بما انزل الله فإن من أول أوليات الحكم بما أنزل الله جل وعلا تصحيح العقيدة ونفى الدغل والبدعة عنها ...وما أحسب منصفاً يجادل فى هذا الذى نقول.والله المستعان.

قال أخى الذى كتب الموضوع أن سيد قطب رحمه الله قد تراجع عن جميع مؤلفاته فى عهده القديم ويقول كما فى الرد" أما الكتب التي أوصى بعدم قراءتها فهي كل ما كتبه قبل الظلال ، ومن بينها " العدالة الاجتماعية ".إنتهى.

وإن سلمنا بهذا:
نقول وبالله الأستعانة , فما قولكم إذا كانت الإحالات فى الظلال على التصوير الفنى قد بلغت (ثمانين موضعاً على التمام)
1-إثنا عشر موضعاً فى المجلد الأول
2-أربعة عشر موضعاً فى المجلد الثانى
3-ستة عشر موضعاً فى المجلد الثالث
4-ثلاثة عشر موضعاً فى المجلد الرابع
5-عشرة مواضع فى المجلد الخامس
6-خمسة عشر موضعاً فى المجلد السادس

وفى الجزء الخامس حاشية صفحة "2799 "الحاشية: (مقتطف من كتاب التصوير الفنى فى القرآن فصل"التناسق الفنى".

وأيضاً فى كتاب الظلال !! قد وقع التطاول على كليم الله موسى عليه وعلى سائر الأنبياء أفضل الصلاة والسلام.والله المستعان
ففى المجلد الخامس صفحة "2682 "قال (هذه الإرتعاشة العنيفة وقبلها الإندفاع العنيف تصور لنا شخصية موسى عليه السلام ,شخصية إنفعالية!! حارة الوجدان!! قوية الإندفاع!! وسنلتقى بهذه السمة البارزة فى هذه الشخصية فى مواضع اخرى كثيرة).
وفى صفحة "2683 " قال(يترقب يصور هيئة القلق الذى يتلفت ويتوجس! ويتوقع الشر!!! فى كل لحظة وهى سمة الشخصية الإنفعالية فى هذا الموقف كذلك).

وقال فى صفحة "2684 " (ولعل وصفها بأنها ظلم للنفس إنما نشأ من إندفاع موسى بدافع العصبية القومية!!).....الله المستعان.


إن سيداً ذكر موسى عليه السلام بما لا يجوز أن يذكر به وصوره فى صورة لا تناسب طبيعة الرسالة التى كلفه الله تعالى بها وتناقض ما أخبر الله رب العالمين عنه عليه السلام.
بل إن كثيراً ممن وصف به سيد رسول الله موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام لا يقبل أحد من محبى سيد أن يطلق شيئاً منه على سيد نفسه!!

ومن من محبى سيد رحمه الله يقبل أن يقال فيه "إنه مندفع عصبى المزاج"؟ أويقال عنه يبدو عليه التعصب القومى كما يبدو عليه الإنفعال العصبى"؟!

اويقال عنه "سرعان ما تذهب دفعنه العصبية فيثوب إلى نفسه شأن العصبيين ؟؟ وفى إحدى حالاته كانت هيئته هيئة المتفزع المتلفت المتوقع للشر فى كل حركة وتلك سمة العصبيين أيضاً"؟
ومن يقبل من محبى سيد أن يقال فيه "إنه وعد بأنه لن يكون ظهيراً للمجرمين فلننظر ما يصنع ثم وينسيه التعصب والإندفاع إستغفاره وندمه وخوفه وترقبه لولا أن يذكره من يهم به بفعلته فيتذكر ويخشى"!

فهذا جميعه قد قاله سيد فى حق رسول الله وكليمه موسى عليه السلام.
فياعباد الله فلنتقى الله ولنُنصف حقاً

(ويجب أن لا ننكر على من حذر و نصح)
عن أبى رقية تميم بن أوس الدارى رضى الله عنه أن النبىَّ صلى الله عليه وسلم قال ((الدين النصيحة)) ثلاثاً ,قلنا لمن يارسول الله قال((لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم))رواه مسلم.

والله المستعان وعليه التكلان وصلى الله على نبينا محمد خير الأنام

الوليد المصري
08-02-2008, 01:58 PM
أخي الكريم الديلمي بارك الله فيك ورزقنا وإياك حسن الفهم والعمل,

ما أظن بوجود أحد من الأفاضل الذن تحدثوا قبلي يوافقون سيدا فيما قال,بل يخطئون سيدا في كل هذه المواضع التي ذكرتها وما شابهها.

ولكنهم يزنون بميزان أهل السنة الأشخاص,فسيد نواليه فيما وافق فيه الحق ونخطئه ونعاديه فيما جانب الصواب فيه.

فماذا تريد منهم بعد ذلك؟

رحم الله الإمام الأديب سيد قطب.

أبو أنس الأنصاري
08-02-2008, 03:45 PM
أحسنَ اللهُ إليكَ أبا عيسى وجعل الجنة مثوانا وإياك ، وأنار بصائرنا ورزقنا حسن الفَهمِ والعمل .
وأود ان أقول أنه يجب ألا تتحول عقيدة الولاء والبراء لأشخاص بعينهم..."التجرد"..وبعيداً عن التعصب والتحزب والتدابر والتقاطع تُبنى العقيدة الصحيحة.


وهل رأيتُم مثلَ ذلكَ هنا يا رحمكمُ الله ؟!
راجع كلام الإخوة جيداً أخي الفاضل !

الديلمى
08-02-2008, 04:53 PM
آمين..جزاك الله خيراً أخى الفاضل
أخى الكريم أود تفهم أولاً أنى لست ممن يرتمى فى خزعبلات الجدل والمراء عافانى الله وأياك.
ثانياً:النصيحة ليست على شرط القبول ولكن على شرط التجرد والإخلاص.
ثالثاً:أننا لا نزن بمنهج الموازنات والقضية ليست فى الشخص بعينه ,وانظر أخى الكريم بارك الله فيك لو عرض ما تقدم من كلام سيد رحمه الله على يحيى بن معين أو أى إمام من أئمة الجرح والتعديل من المتقدمين هل كان نهجهم كما قلت أنت .."وهل بعد هذا كله يكون إماماً" ...لا يرتقى لهذة المرتبة إلا من صح نهجه على ما كان عليه السلف .
وسيد رحمه الله له طامات فى العقيدة لم نغض عنها الطرف؟
إننا الآن لدينا مادة دسمة من المخالفات الشنيعة مما هو فى (الظلال) وغيره من مؤلفاته
وقد سأل العلامة بن باز رحمه الله عما قاله سيد فى نبى الله موسى عليه السلام..
فقال بالنص:(الاستهزاء بالأنبياء ردة مستقلة)
واستفسر أحد السائلين فى النهى عن القراءة فى تلك الكتب :
قال السائل: ألا ينهى عن هذه الكتب التي فيها هذا الكلام ؟
فقال سماحة الشيخ بن باز رحمه الله((ينبغي أن تمزق)) .وقد قيل هذا الكلام فى شرح رياض الصالحين لسماحته بتاريخ يوم الأحد 18/7/1416


والله إنى لأعجب مما يقال!!
إذا كانت هذه هى بضاعته
فأين الذى نواليه فيه؟
وإذا كان دفاعنا عن سيد بهذا الشغف والإزعان لم لم تتمعر وجوهنا مما قيل فى نبى الله موسى عليه السلام أو مما قيل فى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم.
نحن لا نتهم أحد فى إخلاصه وجهده لنصرة دينه حتى يفهم الكلام على وجهه الصحيح ومدلوله القويم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.

الوليد المصري
08-02-2008, 05:04 PM
أخي الحبيب بارك الله فيك
[=الديلمى;104298] ثالثاً:أننا لا نزن بمنهج الموازنات والقضية ليست فى الشخص بعينه
وقد سأل العلامة بن باز رحمه الله عما قاله سيد فى نبى الله موسى عليه السلام..

بل أهل السنة يزنون الشخص بمنهج الموازنات وهذا هو المنهج الحق بعيدا عن غلو أهل سباب وضباب من مبتدعة هذا الزمان.

فقال سماحة الشيخ بن باز رحمه الله((ينبغي أن تمزق)) .
والله إنى لأعجب مما يقال!!

إن كنت صادقا فيما تقول فعليك بحرق كل من تلبس ببدعة من أهل العلم سلفا وخلفا,أما أن تكيل بمكيالين فتريد حرق كتب سيد وترك كتب ابن سينا والنووي وابن حجر فهذا عين الغلو والكذب.

إذا كانت هذه هى بضاعته
فأين الذى نواليه فيه؟

نواليه على إسلامه وإيمانه ودفاعه عن عقيدة الإسلام..أما إن كنت تراه مرتدا فأخبرنا بذلك.

وإذا كان دفاعنا عن سيد بهذا الشغف والإزعان لم لم تتمعر وجوهنا مما قيل فى نبى الله موسى عليه السلام أو مما قيل فى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنهم.

عفا الله عنا وعنك..فلستم بأغير منا على رسل الله ولا صحابة نبينا صلى الله عليه وسلم

قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ
08-02-2008, 05:08 PM
سيّد قطب رحمه الله أفضى الى ربّه و له طوام تزول منها الجبال و له حسنات في كتبه

و العلماء هم من يحكم على المناهج لا غثاء النت يجعل من شاء اماما و من شاء سفيها

و نشهد ان مشايخنا متفواتون في التحذير منه و من كتُبه منهم من يردّها كلّها و يقول لا نحتاج العسل المدسوس فيه السمّ و منهم من يقول تُنقّح و تحقق و تُنشر بعد بيان مواطن الزلل و الاعتذار للشيخ حين تخونه العبارة و منهم من لا نكاد نراه يذكره مدحا او ذمّا و ان كان يستشهد بكلامه حين يراه صوابا .

و كلّهم في نظري مصيبون لكن هي درجات في الورع امّا ورع في تنقية الدّين من الشوائب او ورع في عدم الخوض في الدعاة العاملين او ورع في الاشتغال بالاخذ بالدليل و عدم الجدل المقيت مع من لا يرعوي من المطبلين في المحافل و صابّي الزيت على النّار كلّما خمدت شأوته .

رحم الله سيد قطب و رفع قدر اهل السنّة و اصلح بالهم

أبوهمام الأثري
08-02-2008, 05:31 PM
أوردها سعد وهو مشتمل.....ماهكذا ياسعد تورد الإبل.

الديلمى
08-02-2008, 05:41 PM
بارك الله فيكم إخوانى
وقد قلت سابقا ان( النصيحة ليست على شرط القبول ولكن على شرط الإخلاص)
وقد اتضحت الأمور تماماً!!
أسأل الله العظيم أن يرزقنى وإياكم الفهم فى الدين
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم.

البتار
08-03-2008, 01:07 AM
الإخوة الأفاضل الوليد المصري , وأبو أنس الأنصاري :
جزاكم الله خيراً
--
الأخ الفاضل المكرم أبو اليسع الأثري وفقه الله :
بعيداً عن الموضوع لدي بعض الكلمات أرجو أن تتقبلها بصدر رحب :
-نحن في منتدي حواري ياحبيب , ويمكننا النقاش في أي موضوع بهدوء بدون غمز ولا لمز ولا كلمات قد يفهم إخوانك أنهم المخاطبين بها .
-ليس كل حوار بجدال مقيت , وفي أي حوار لابد أن تكون هناك مساحة للأخذ والرد والنقاش ..
- لست أنا من فتح النقاش حول سيد رحمه الله ما له وما عليه , ولكني كنت أرد علي مشاركة لأحد الإخوة لم تخل من الاستهزاء والسخرية فرددت إنصافا لسيد رحمه الله وتقبله في الشهداء ..
-لو خففت حدة الألفاظ لكان خيراً بدلا من بعض الكلمات التي قد توغر الصدور ..
- رددت علي مشاركتك أخي أبا اليسع لأني أحبكم في الله , ولا بأس بعتاب من أخيك ..
نسأل الله ألا يجعل للشيطان بيننا سبيلاً..

أبو أسيد
08-04-2008, 04:16 AM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم إخوانى وجعلنا الله وإياكم ممن يتبعون الحق
فقد قرأت هذا الموضوع وقرأت الردود ولكن الذى يقرأ من النظرة الأولى (والنظرة الأولى حمقاء)قد يفند المتكلمين إلى غالٍ ومتساهل وآخر (يوهم البعض) بأنه قد أقام العدل على سننِهِ .
وليس الأمر هكذا..
فقد ابتلينا بزمانٍ مدلهم عم فيه الجهل المركب وعز فيه الفهم وتكلم من لا يحسن الفهم دون ما برهان ولا حجة كيفما شاء وكثرت شقشقة اللسان والله المستعان وعليه التكلان.
ولا أنصب نفسى حكماً ولا أرتضى لنفسى هذا,فالعلماء الربانيون قد قطعوا الطريق على كل من تكلم فى دين الإسلام من غير ما حجة ولا برهان فوجب علينا السير على منهاجهم وعدم رد أقوالهم بحجة الغلو من غير دليل, وسبحان الله العظيم.
فإنه مما استوقفنى قول أخى الحبيب"الوليد المصرى" فى مسألة الموازنات:
بل أهل السنة يزنون الشخص بمنهج الموازنات وهذا هو المنهج الحق بعيدا عن غلو أهل سباب وضباب من مبتدعة هذا الزمان.
نقول لك أخى رحمك الله قد رميت أهل العلم فى هذا الزمان بالغلو والبدعة من غير ما برهان ولا دليل يستقيم له العقل فأين حجتك فى هذا الإتهام أم هى شقشقة لسان .
::ولا تكتب بكفك غير شئ: يسرك فى القيامة أن تراه::
وإليك أقوال الأئمة ممن قلت فيهم هذا القول ولا أحسب منصفاً يختلف عليهم إلا أن يكون مبتدعاً أو جاهلاً عافانا الله وإياك .
1 ـ سُئل الإمام العلامة عبدالعزيز بن باز رحمه الله السؤال التالي :
بالنسبة لمنهج أهل السنة في نقد أهل البدع وكتبهم ؛ هل من الواجب ذكر محاسنهم ومساوئهم ، أم فقط مساوئهم ؟
فأجاب رحمه الله :
( المعروف في كلام أهل العلم نقد المساوئ للتحذير ، وبيان الأخطاء التي أخطؤوا فيها للتحذير منها ،
أما الطيب معروف ، مقبول الطيب ، لكن المقصود التحذير من أخطائهم ، الجهمية .. المعتزلة .. الرافضة ..
وما أشبه ذلك.
فإذا دعت الحاجة إلى بيان ما عندهم من حق ؛ يُبين ، وإذا سأل السائل : ما عندهم من الحق ؟ ماذا وافقوا فيه أهل السنة ؟ والمسؤول يعلم ذلك ؛ يُبين ، لكن المقصود الأعظم والمهم بيان ما عندهم من الباطل ؛ ليحذره السائل ولئلا يميل إليهم ) .
فسأله آخر : فيه أناس يوجبون الموازنة : أنك إذا انتقدت مبتدعاً ببدعته لتحذر الناس منه يجب أن تذكر حسناته حتى لا تظلمه ؟
فأجاب الشيخ رحمه الله : ( لا ؛ ما هو بلازم ، ما هو بلازم ، ولهذا إذا قرأت كتب أهل السنة ؛ وجدت المراد التحذير ، اقرأ في كتب البخاري "خلق أفعال العباد" ، في كتاب الأدب في "الصحيح" ، كتاب "السنة" لعبدالله ابن أحمد ، كتاب "التوحيد" لابن خزيمة ، "رد عثمان بن سعيد الدارمي على أهل البدع" .. إلى غير ذلك . يوردونه للتحذير من باطلهم ، ما هو المقصود تعديد محاسنهم .. المقصود التحذير من باطلهم ، ومحاسنهم لا قيمة لها بالنسبة لمن كفر ، إذا كانت بدعته تكفره ؛ بطلات حسناته ، وإذا كانت لا تكفره ؛
فهو على خطر ؛ فالمقصود هو بيان الأخطاء والأغلاط التي يجب الحذر منها ) اهـ.
وكلام الشيخ رحمه الله هذا مسجل من دروس الشيخ رحمه الله التي ألقاها في صيف عام 1413هـ في الطائف ، وقد نقله الشيخ ربيع المدخلي في مقدمة كتابه "منهج أهل السنة والجماعة في نقد الرجال والكتب والطوائف" الطبعة الثالثة (ص4ـ6) ، كما أن كلام الشيخ ابن باز رحمه الله منقول بصوته في شريط "الكلمات النافعة في الفتن الواقعة" لمجموعة علماء .

2 ـ قال الإمام العلامة محمد بن صالح بن عثيمين ـ رحمه الله ـ في "لقاء الباب المفتوح" (61ـ70 )
(ص153) : ( عندما نريد أن نقوم الشخص ، فيجب أن نذكر المحاسن والمساوئ ، لأن هذا هو الميزان العدل وعندما نحذر من خطأ شخص فنذكر الخطأ فقط ، لأن المقام مقام تحذير ، ومقام التحذير ليس من الحكمة فيه أن نذكر المحاسن ، لأنك إذا ذكرت المحاسن فإن السامع سيبقى متذبذباً ، فلكل مقام مقال ) اهـ.

3 ـ سئل الإمام محمد بن صالح بن عثيمين في شريط "الأسئلة السويدية" :
ما تقولون في منهج الموازنة بين الإيجابيات والسلبيات والحسنات والسيئات فإن بعض الناس يقولون بالموازنة مطلقا حتى في أهل البدع على اختلاف مراتبهم ويقولون إذا ذكرت بدعة شخص للتحذير منها والنصيحة فإن لم تذكر وتعدد محاسنه فإنك تكون قد ظلمته ، فما هو قولكم حفظكم الله ؟
فأجاب الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : ( قولنا في هذا إذا كان الإنسان يتكلم عن الشخص تقويماً له يعني ليقيمه كما يقولون فالواجب ذكر الحسنات والسيئات وحينئذا إما أن تطغى السيئات على الحسنات فيكون من قسم أهل الذم والقدح وإما أن يكون بالعكس فيكون من قسم أهل المدح .
هذا إذا أردت أن تقوم الرجل أما إذا أردت أن ترد عليه بدعته فليس من المستحسن إطلاقاً أن تذكر حسنه ، فإن ذكر الحسنة له في مقام الرد عليه يوهن الرد ويضعفه ، ويقول المخاطب أو القارئ يقول إذاً هذا يقابل
هذا والحمد لله ، فلكل مقام مقال .
فالتقويم له شيء أو له حال وحكم والرد على الباطل له حال وحكم …
ثم قال السائل : إذا يعني في موضع البيان بيان أوهام الشخص أو أخطاءه أو بدعه في موضع التحذير والنصيحة لا يلزم الموازنة ؟
فقال الإمام ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : ولا يحسن أيضاً كما قلت لك ، لأنك لو ذكرت حسنات له أوهن جانب الرد على باطله ولهذا نجد العلماء الذين يردون على أهل البدع وغيرهم لا يذكرون محاسنهم ، لكن إذا أردت أن تقوم الرجل فهذا لابد من ذكر الحسنات والسيئات ثم تنظر وعلى هذا درج المحدثون أيضاً في كتب الرجال) اهـ .
4 ـ سئل الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ في شريط "اقوال العلماء في ابطال قواعد عدنان عرعور"
(شريط رقم 1) :
( يقول انه من العدل والانصاف عند النصيحة والتحذير من البدع واهلها ان نذكر حسناتهم إلى جانب سيئاتهم.
الجواب : اقول لك لا لا لا هذا غلط .
السائل : طبعا يا شيخ تبعا لهذه القاعدة يقول : انك ان ذكرت محاسن اهل السنة من العدل والانصاف ان تذكر مساويهم الى جانب حسناتهم .
الشيخ : اسمع يا رجل في مكان الرد لا يحسن ان تعد محاسن الرجل . اذا ذكرت محاسن الرجل وانا ارد عليه ضعف ردي .
السائل : حتى من اهل السنة ياشيخنا ؟
الشيخ : اهل السنة وغير اهل السنة . كيف ارد عليه وانا امدحه هذا معقول ؟ ) اهـ .

5ـ سئل الإمام العلامة الألباني ـ رحمه الله ـ في شريط ( رقم 850 ) من سلسلة الهدى والنور وهو بعنوان "الأجوبة الألبانية على أسئلة أبي الحسن الدعوية" السؤال التالي :
( س : الحقيقة يا شيخنا إخواننا هؤلاء أو الشباب هؤلاء جمعوا أشياء كثيرة ، من ذلك قولهم : لابد لمن أراد أن يتكلم في رجل مبتدع قد بان ابتداعه وحربه للسنة أو لم يكن كذلك لكنه أخطأ في مسائل تتصل بمنهج أهل السنة والجماعة لا يتكلم في ذلك أحد إلا من ذكر بقية حسناته، وما يسمونه بالقاعدة في الموازنة بين الحسنات والسيئات، وألفت كتب في هذا الباب ورسائل من بعض الذين يرون هذا الرأي، بأنه لابد منهج الأولين في النقد ولا بد من ذكر الحسنات وذكر السيئات، هل هذه القاعدة على إطلاقها أو هناك مواضع
لا يطلق فيها هذا الأمر ؟ نريد منكم بارك الله فيكم التفصيل في هذا الأمر.
فأجاب الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ :
( التفصيل هو : وكل خير في اتباع من سلف ، هل كان السلف يفعلون ذلك ؟
فقال الشيخ أبو الحسن المصري: هم يستدلون حفظك الله شيخنا ببعض المواضع، مثل كلام الأئمة في الشيعة مثلاً، فلان ثقة في الحديث ، رافضي خبيث، يستدلون ببعض هذه المواضع ، ويريدون أن يقيموا عليها القاعدة بكاملها دون النظر إلى آلاف النصوص التي فيها كذاب ، متروك ، خبيث ؟
فقال الشيخ الألباني : هذه طريقة المبتدعة ، حينما يتكلم العالم بالحديث برجل صالح وعالم وفقيه، يقول عنه: سيئ الحفظ، هل يقول إنه مسلم، وإنه صالح ، وإنه فقيه ، وإنه يرجع إليه في استنباط الأحكام الشرعية ، الله أكبر ، الحقيقة القاعدة السابقة مهمة جداً ، تشتمل فرعيات عديدة خاصة في هذا الزمان.
من أين لهم أن الإنسان إذا جاءت مناسبة لبيان خطأ مسلم ، إن كان داعية أو غير داعية ؛ لازم ما يعمل محاضرة ويذكر محاسنه من أولها إلى آخرها ، الله أكبر ، شيء عجيب والله ، شيء عجيب.
فقال الشيخ أبو الحسن المصري : وبعض المواضع التي يستدلونها مثلاً : من كلام الذهبي في "سير أعلام النبلاء" أو في غيرها ، تُحمل شيخنا على فوائد أن يكون عند الرجل فوائد يحتاج إليها المسلمون ، مثل الحديث ؟
فقال الشيخ الألباني : هذا تأديب يا أستاذ مش قضية إنكار منكر ، أو أمر بمعروف يعني الرسول عندما يقول: " من رأى منكم منكراً فليغيره" هل تنكر المنكر على المنكر هذا ، وتحكي إيش محاسنه ؟
فقال الشيخ أبو الحسن المصري : أو عندما قال : بئس الخطيب أنت ، ولكنك تفعل وتفعل، ومن العجائب في هذا قالوا : ربنا عز وجل عندما ذكر الخمر ذكر فوائدها ؟
فقال الشيخ الألباني : الله أكبر ، هؤلاء يتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله ، سبحان الله ، أنا شايف في عندهم ما عندنا نحن ) اهـ .

::دع عنك بنيات الطريق::

فإذا أردت العدل والإنصاف فعليك بنقض كلام هؤلاء الأئمة مستدلا عليهم بدليل وإلا فلا.
أما قولك:إن كنت صادقا فيما تقول فعليك بحرق كل من تلبس ببدعة من أهل العلم سلفا وخلفا,أما أن تكيل بمكيالين فتريد حرق كتب سيد وترك كتب ابن سينا والنووي وابن حجر فهذا عين الغلو والكذب.
فلا شك أن هذا خلط عجيب وحجة داحضة فى ان تزج بإسم "ابن سينا " مقترناً بأسماء هؤلاء الأئمة ,فقد تكلم العلماء فى عقيدة "ابن سينا"بما شفى وكفى ,وأما "النووى وبن حجر رحمهما الله"فهما من الأئمة الأعلام، والجهابذة المحققين فإن الإمام النووي -رحمه الله- من الأئمة الكبار والعلماء الربانيين ، وقد كتب الله لمؤلفاته القبول والانتشار ، ولم يكن الإمام النووي -رحمه الله- أشعرياً محضاً ، فإنه وإن وافق الأشاعرة في تأويل جملة من صفات الله –تعالى- أو تفويضها ، إلا أن اشتغاله بحديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حفظه عن الوقوع في كثير من مزالق الأشاعرة .

وكذا الحافظ ابن حجر ، فإنه من الأئمة الأعلام، والجهابذة المحققين ، وقد وافق الأشاعرة في تأويل صفات ٍ لله -تعالى- أو تفويضها ، لكن نقد الأشاعرة في جملة من عقائدهم كمسألة الإيمان وأول واجب على المكلف .
وقد كان هذا الذى منهم مبنى على اجتهاد غير مقلدين للأشاعرة فى جملة عقائدهم.
فوجب عليك أخى ألا تشتت أفكار القارئ فى تلك المقارنات وتكلم فى صلب الأمر بالحجة الدامغة وإن كنت حقاً تريد ألا تكيل بمكيالين فالتزم بأقوال أهل العلم الثقات ولا تضرب بها عرض الحائط.
وأما قول أخى الكريم "أبو اليسع الاثرى" فى رده:
العلماء هم من يحكم على المناهج لا غثاء النت يجعل من شاء اماما و من شاء سفيها
لك هذه يا أخى لكنى أراك قد سلبت كل من هو دونك واجب النصح مستشهداً عليهم بأمر قد لابسته ووقفت تتكلم على منبره !!

أسأل الله تبارك وتعالى أن يجعلنا على الصراط المستقيم فى الدنيا والآخرة وأن يجعل آخر كلامنا من الدنيا لا إله إلا الله محمد رسول الله..آمين .وصلى الله على النبى الامين وعلى آله أجمعين.

أبو مصعب السلفي
08-04-2008, 04:42 AM
الأخ الفاضل أبو السيد -حفقظك الله-, لك أن تفرق يارحمك الله بين التحذير وبين التقييم, فإننا متفقون على إن وقت التحذير لا مجال لذكر الحسنات; وما نقلته أنت نحن نرتضيه لأنفسنا, وأما عند التقييم فيجب الموازنة بين حسناته وسيئاته, وهذا الموضوع ليس للتحذير من أقواله, فهناك من المواضيع الموجودة التى تبه حول أخطائه بفضل الله, فانتبه يارعاك الله, أم أنك ترى منهج الموازنات مبتدع على طول الخط..؟! والحمد لله.

أبو الفداء الأندلسي
08-04-2008, 05:09 AM
غلاة الجرح و التجريح

كل من تلبس ببدعة أو خطأ بدعوه و حذروا منه الناس و بدعوا من لم يبدعه و هكذا

هؤلاء القوم أتوا بقاعدة جديدة {من لم يبدع المبتدع فهو مبتدع}

فطبقوها بتسلسل

فهم يبدعون سيد قطب و يجعلونه أشد خطرا من الكفار و يبدعون من لم يبدع سيد قطب فبدعوا الشيخ محمد حسان و الشيخ محمد صالح المنجد و هكذا التسلسل.

و صدق الشيخ أبي محمد المقدسي لما وصفهم{خوارج مع الدعاة مرجئة مع الحكام}

أسأل الله العظيم أم يهديهم إلى سواء السبيل

البتار
08-04-2008, 08:57 AM
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ، وعلى نبينا محمد أفضل الصلوات وأتم التسليمات ، أما بعد :

_لا أعرف شخصاً من المعاصرين ظلم كما ظلم الأستاذ سيد قطب رحمه الله من قبل البعض ، حتى أن بعضهم جعله إماماً لكل بدعة ، بل أنه جعل سيدًا شراً من اليهود والنصارى .. وأشد خطراً على الإسلام منهم _اللهم إلا المجاهدين الموحدين الغرباء الذين تكالب عليهم العرب والعجم_..

يقول الشيخ أبو محمد المقدسي حفظه الله :

(قد كتب الناس في سيد بين إفراط وتفريط، وظلمه البعض وغالى فيه آخرون، ولسنا بحمد الله من هؤلاء ولا هؤلاء، بل ندور مع الحق حيث دار، ولا نعتقد العصمة في أحد من الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحفظ لسيد وأمثاله من أنصار الدين حقهم ولا نبخسهم ما قدموه، فنحب فيهم ثباتهم على الحق ونصرتهم للدين وشرعه وبراءتهم من الطاغوت وشركه.)

ويقول حفظه الله :

(إن من عجائب هذا الزمان الذي لا تنقضي عجائبه أن يسأل عن سيد أمثالي ويتكلم فيه جرحا أو تعديلا، وهو الذي فارق هذه الدار مستعليا على زخرفها وحطامها وفتاتها الذي تهالك عليه وأخلد إليه أكثر الخلق، ويبذله الطواغيت لأهلها المنقادين الخاضعين لهم، وأبى هو رحمه الله أن يخط ببنانه الذي سطر به ظلال القرآن والتوحيد؛ كلمات تعتق رقبته من الموت، يلبس بها الحق بالباطل أو يقر بها حكم الطاغوت.

في الوقت الذي يسود فيه كثير من أهل زمانها وجوههم وصحائفهم، ومنهم بعض أولئك الطاعنين الذين أطالوا ألسنتهم فيه؛ ما هو أحط من تلك الكلمات التي ترفع عنها رحمه الله، ويطوعون دينهم ليل نهار للطواغيت ويبيعونه بثمن بخس دون أن يكرهوا أو يهددوا بالموت والإعدام...)


_لم ينتقل سيد رحمة الله عليه من حياة الضياع إلى أن أصبح مفكراً إسلاميا في سنة أو سنتين , بل أخذ وقتا طويلاً حتى نضجت أفكاره ، وكان في هذه الفترة يؤلف ويكتب فكان لا بد من وقوعه في أخطاء ..

يقول الخالدي في كتابه ( سيد قطب من الميلاد للاستشهاد):

(( لم ينتقل سيد نقلته الجديدة الإيمانية فجأة , ولم يتحول بين يوم وليلة , من ذلك الحائر الضائع إلى هذا المفكر الإسلامي الرائد .

كانت النقلة بالتدريج , وكان التفاعل مع العالم الجديد بالتدريج !

بدأت النقلة عندما أقبل على القرآن الكريم , يدرسه لدواع أدبية في مكتبة القرآن الجديدة ..

ووقف على بعض التوجيهات القرآنية الفكرية التي سجلها في كتابه " العدالة الاجتماعية في الإسلام " !

وسافر إلى أمريكا , وهناك تعمقت معاني الإيمان في نفسه وشعشع النور في شغاف قلبه ))


وهذا يوضح أن سيد كان يكتب شيئاً ثم يتراجع عنه بعد فترة نتيجة لمعرفته لأشياء كان يجهلها , أو تصحيحه لمفاهيم خاطئة عنده .

----

-مر سيد رحمه الله بمراحل عديدة في حياته :

أولا : مرحلة الضياع الكامل:
وهي المرحلة التي قال عنها الدكتور صلاح الخالدي أنها بدأت من 1925 – 1939 م وهي مرحلة ضياع كامل لسيد قطب رحمه الله ..

يقول الخالدي في كتاب ( سيد قطب من الميلاد للاستشهاد) :
(( رحلة ضياع سيد هي الفترة الزمنية التي عاشها وهو جاهل بنفسه وهدفه ورسالته ووظيفته , وهو جاهل بسر الحياة , وطبيعة الكون , والصلة بينه وبين الحياة والكون .

رحلة ضياع سيد هي المرحلة التي تلقى فيها المبادئ والأفكار والتصورات والفلسفات الأوروبية والغربية المادية الجاهلية عن الكون والحياة والإنسان ..

رحلة الضياع عنده هي تلك المرحلة التي وقع فيها صراع بين التصورات الإسلامية التي تلقاها من قبل , والتصورات المادية الغربية التي تلقاها في شبابه ))



ثانيا : مرحلة الإسلاميات الفنية الأدبية:
تبدأ من عام 1939 ( مقال سيد عن التصوير الفني للقرآن ) إلى 1947 ..

وهي مرحلة دراسة القرآن دراسة ( أدبية ) للبحث عن النواحي الجمالية الفنية في القرآن .. ومن كتب هذه المرحلة : التصوير الفني / مشاهد القيامة في القرآن .


يقول سيد رحمه الله :

(( فلا أقل من أن يعاد عرضه – أي القرآن - وأن ترد إليه جدته , وأن يستنقذ من ركام التفسيرات اللغوية والنحوية والفقهية والتاريخية والأسطورية أيضا ، وأن تبرز فيه الناحية الفنية وتستخلص خصائصه الأدبية , وتنبه المشاعر إلى مكامن الجمال فيه . وذلك هو عملي الأساسي في مكتبة القرآن )) من كتاب مشاهد القيامة في القرآن ص 8 .

وهذا يوضح أن الأستاذ سيد قطب رحمه الله كَتَبَ ما كَتَبَ في هذه المرحلة كأديب لا يلتفت للنواحي الفقهية ولا لغيرها ..


ثالثا : مرحلة الإسلاميات الفكرية العامة:
تكلم الدكتور الخالدي عن هذه المرحلة الثالثة وسماها :

مرحلة الإسلاميات الفكرية العامة .. حيث قال الخالدي أنها بدأت عام 1947 بكتاب العدالة الاجتماعية وانتهت عام 1953 حينما انضم سيد رحمه الله لجماعة الإخوان المسلمين .


رابعا : مرحلة النضج الفكري:
هذه المرحلة بدأت من عام 1953 إلى محنته الأخيرة .. وكتب هذه المرحلة هي التي أودع فيها سيد خلاصة تجربته وأفكاره ، وهي : هذا الدين ، المستقبل لهذا الدين ، خصائص التصور الإسلامي ، مقومات التصور الإسلامي ، معالم في الطريق ، في ظلال القرآن .


أخيراً: محنة سجنه الأخيرة :
وفيها أوصي سيد بعد قراءة كتبه القديمة , وتخلي عنها كما ذكر الأستاذ الشيخ محمد قطب رحمه الله , والمستشار العقيل والقرضاوي وغيرهم وقد سبق أن وضعت هذه الشهادات في رد سابق..

وتجدر الإشارة إلي أن البعض لا يثبتون هذه المرحلة كالدكتور صلاح الخالدي , والشيخ يوسف العظم , فهم يقرون بتراجعه عن أفكاره القديمة , ولكنهم لا يقرون بطلب سيد رحمه الله من إخوانه عدم طبع كتبه القديمة ..

والدليل علي إقرارهم بتراجعه عن أفكاره القديمة علي سبيل المثال:

يقول الدكتور الخالدي :

((ونورد نموذجين لشعر الضياع في الأربعينات )) ..... إلى أن قال الخالدي : (( قصيدة قافلة الطريق : نشرها في مجلة الكتاب عدد يونيو عام 1946 م )) "

أي بعد التصوير الفني بسنة ! لأن سيد كتب أصول كتاب التصوير الفني عام 1939 ونشره ككتاب عام 1945 ! وبالطبع لا يقول الخالدي بأن سيد يتمسك بأفكاره التي كتبها في فترة ضياعه أو فترة ( الإسلاميات الأدبية ) ..

والخالدي يقول أيضا في نفس الكتاب :

" كانت النقلة بالتدريج , وكان التفاعل مع العالم الجديد بالتدريج !

بدأت النقلة عندما أقبل على القرآن الكريم , يدرسه لدواع أدبية في مكتبة القرآن الجديدة ..

ووقف على بعض التوجيهات القرآنية الفكرية التي سجلها في كتابه " العدالة الاجتماعية في الإسلام " !

أي أن العدالة الاجتماعية كتبه سيد لنواح ( أدبية ) وقبل أن يتحول للكتابات الإسلامية !

---

الشاهد أن كلا الفريقين يتفقان علي تراجع سيد عن أفكاره القديمة المخالفة للتصور الإسلامي , ولا يثبت البعض أنه أوصي بعدم طبع كتبه القديمة ..

والراجح هو قول الشيخ محمد قطب رحمه الله فهو أعرف الناس بأخيه ، والمستشار العقيل يثبت وجود رسالة من سيد قطب يعلن فيها تراجعه عن كتبه القديمة ، وأنه نشر هذه الرسالة وأرسلها لإخوانه في العالم الإسلامي .

----

وتبقي هناك نقطة واحدة بخصوص التراجع ، ألا وهي إحالة سيد قطب في الظلال لكتاب التصوير الفني في القرأن ..


فأقول وبالله التوفيق :


كتابات سيد قطب القديمة ... فيها ما هو حق و فيها ما هو باطل ... فينبغي النظر في المواضع التي أحال عليها سيد قطب ... من أي الصنفين هي ؟؟؟

و من المتصور أن يتبرأ سيد قطب من كتب جمعت ما هو حق و ما هو باطل ... بل بعض هذه الكتب يكاد يخلو من الأخطاء إلا في مواضع بعينها ... أقول من المتصور أن يتبرأ منها بالكلية من باب الإحتياط ... لكنه كذلك قد يحيل على مواضع معينة فيها يري أنها خالية من الأخطاء ...

فما المانع إذاً من الإحالة لكتاب تخلى صاحبه عنه ؟؟

ولو كنت تتكلم عن سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم وذكرت جزء من قصيدة البردة فهل يعني أنك توافق البوصيري على كل ما فيها ؟

ولو أحلت لكتاب به بعض الأخطاء العقدية فهل يعني هذا تبنيك لكل ما فيه ؟؟

بل لو أحلت للإنجيل أو التوراة للاستشهاد وزيادة البيان فهل نقول أنك تؤمن بما فيهما ؟؟

لو كان سيد رحمه الله يحيل للمواضع التي فيها كلام سيئ عن الصحابة ، أو فيها دعوة لهذا القدح ، ومدح لمن فعله وتزيين له ودفاع عن فاعله … لكان هذا دليل إدانة ، والحاصل أنه كان يحيل لمواضع غير هذه من باب زيادة التوضيح … فما هو المانع ؟

وهل هناك فرق بين من يحيل لأبيات من الشعر الجاهلي الذي يحوي تعظيماً للأصنام والشرك وكبائر الذنوب للاستشهاد وزيادة الإيضاح ، وبين من يحيل لموضع من كتاب فيه أخطاء ولكن في باب غير هذا الباب ؟

والشاهد هنا أن الإحالة للكتاب لا تعني الموافقة لكل ما فيه ..

والأهم من ذلك أن سيدا رحمه الله أعلن تراجعه وتخليه عن كتبه وأفكاره السابقة .. وهذا يعني بالتالي عدم جواز محاسبته على ما فيها من أخطاء .

يتبع
-----

أبو الفداء الأندلسي
08-04-2008, 03:57 PM
بارك الله في الأخ البتار

واصل أخي

أبو أنس الأنصاري
08-04-2008, 10:06 PM
ما شاءَ اللهُ تعالى !!!
مُتابعٌ يا رحمكَ الله !!

أبو عمر الأزهري
08-05-2008, 12:20 AM
فليس هناك جبهة تديّن يقف معها الإسلام في وجه الإلحاد، هناك دين هو الإسلام، وهناك لا دين؛ هو غير الإسلام، ثم يكون هذا اللادين عقيدة أصلها سماوي ولكنها محرفة أو عقيدة أصلها وثني باقية على وثنيتها، أو إلحاد ينكر الأديان، تختلف فيما بينها كلها .. ولكنها تختلف كلها مع الإسلام، ولا حلف بينها وبين الإسلام ولا ولاء ..!

كلمات قيمة والله
رحم الله الأستاذ سيد وغفر لنا وله
جزاك الله خيرا أخي الحبيب البتار