شارك الآن في فريق المراجعة اللغوية بالحور العين

[أبو عمر الأزهري]

 

شارك الآن في فريق المراجعة اللغوية بالمنتدى


الحَمْدُ للهِ رّبِّ العَالَمِينَ، الذِي أحسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ، وَبَدَأَ خَلْقَ الإنْسَانِ مِنْ طِينٍ، ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ في سُلالَةٍ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ، ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ، فَتَبَارَكَ اللهُ أحْسَنُ الخَالِقِينَ.

ثُمَّ أمَّا بَعْدُ:
إذَا هَبَّتْ رِيَاحُكَ فاغْتَنِمْهَا .:. فإنَّ لِكُلِّ عَاصِفَةٍ سُكُون
وَلا تَغْفَلْ عَن الإحْسَانِ فِيهَا .:. فَلا تَدْرِي السُّكُون مَتَى يَكُون
وَإنْ دَرَّتْ نِيَاقُكَ فَاحْتَلِبْهَا .:. فَلا تَدْرِي الفَصِيلَ لِمَنْ يَكُون

فينبغي على من وجدَ في نفسه القدرة على صنع المعروف أن يُعَجِّلَ بصنعه وإسدائه، فلا يدري المرءُ منا متى يلقى من نفسه النشاطَ ومتى يلقى منها الخمولَ والدَّعَةَ، فإنما المعروف في زماننا هذا فرصةٌ ثمينةٌ، قد أفلحَ من اغتنمها وحازَ عِطرَهَا، وقد أحسنَ من قال: "مَنْ أضاعَ الفرصةَ عن وقتِها، فليكن على ثقةٍ من فوتها". (فيض القدير: 4/206).
وها نحن ندعوكم عِبَادَ اللهِ إلى فرصةٍ عظيمةٍ، وخيرٍ كثيرٍ، ومعروفٍ لا يأخذ من الأوقات إلا اليسير، فمن يقول أنا لها.

تعلنُ إدارة منتدى الحور العين الإسلامي عن حاجتها لمراجعين مجيدين لقواعد الإملاء، وأساسيات النحو، كي يتولوا مراجعةَ المحاضرات المكتوبة (لمعهد العزيز بالله) ، و(لمعهد التوحيد بالمنصورة).
حيث إنَّ هناكَ مشروعًا قائمًا بالفعل منذ مدةٍ كبيرةٍ، وهو مشروعُ تفريغ محاضرات هذين المعهديْن، ولكن نحتاجُ لمن يَقومُ بمراجعةِ هذه التفريغات وتدقيقها قبل طرحِها على طلاب العلمِ.
فمن رأى في نفسه القدرة على المشاركةِ في فريق الحور العين للمراجعة اللغوية، فما عليه إلا أن يفتح موضوعا بقسم الاقتراحات والشكاوى، ويبدي فيه استعداده للمشاركة، وسيقوم مشرفو المعهدَيْن بإرشاده وتوجيهه إلى المطلوب منه، على الرابط التالي:
هـــنـــــا


وتذكَّرْ يا رعاكَ اللهُ، وتذكَّرِي يا رعاكِ اللهُ ما رواه ابن أبي الدنيا والطبراني وحسَّنَه الألبانيُّ في صحيح الجامع، من حديث ابن عمر (رضي الله عنهما)، أنَّ النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال: [أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله (عز وجل) سرور تدخله على مسلم أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينًا، أو تطرد عنه جوعًا، ولأنْ أمشي مع أخي المسلم في حاجةٍ أحب إليَّ من أن أعتكف في المسجد شهرًا، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ثبَّتَ اللهُ قدَمَهُ يومَ تَزِلُّ الأقدامُ].
وقد قالَ محمدٌ بن الحنفية (رحمه الله تعالى) فيما صحَّتْ نسبتُه إليه: "صانع المعروف لا يقع، ولو وقعَ لاينكسر" (تنبيه المغترين: صـ140).

وأي معروف هذا الذي ستصنعه؟ ولِمَنْ مِن خَلْقِ الله سوف تُسْدِيهِ؟
إنه معروف في العِلمِ الذي علَّمَكَ الله إياه، وستقوم بإسدائه إلى طالب علم، حقَّ لكَ أن تعينَه وتشدَّ من أزره.
إنها حاجة سوف تقضيها للوريث الشرعيِّ، بلى؛ فأهل العلم هم الورثة الشرعيون للأنبياء والرُّسُل، واستمع لأبي الدرداء (رضي الله عنه)، حين يروي عنه حبيبكَ (صلى الله عليه وسلم)، أنه قال: [العلماء ورثة الأنبياء، وإنَّ الأنبياءَ لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر] (صحيح الجامع: رقم 6297).

وحسبُكَ أنَّ أفضل الإنفاقِ وأعظم القرباتِ إلى الله تعالى، ما تقرَّبَ به العبدُ في نشر العلم والإعانة عليه، فأنتَ تُنفِق من وقتكَ وجُهدكَ في سبيلِ إعلاءِ كلمةِ الأمةِ والجهادِ في سبيل رفعتها، وحينما يكونُ طالبُ العلمِ هو محلَّ إنفاقِكَ وهو موضوعَ اهتمامِكَ فإنما أنت تلحقُ به في أجره إن نَوَيْتَ وأخلَصْتَ للهِ تعالى في صنيعِكَ، فإنَّما طالبُ العلمِ مجاهدٌ في سبيلِ اللهِ تعالى.
وكما قالَ (صلى الله عليه وسلمَ) كما رواه الترمذي في سُنَنِه وحَسَّنَهُ: [من خرج في طلبِ العلمِ كان في سبيل الله حتى يرجع].

وكما قال أهل العلمِ: "الجهاد جهادان:
جهادٌ بالعلم والبيان: وهذا ما كان يفعله النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) في المرحلتين المَكِّيَّة والمَدَنِيَّة.
وجهادٌ بالسَّيفِ والسَّنَانِ: وهو ما فعله النبيُّ (صلى الله عليه وسلم) في المرحلة المدنِيَّة وحتى وفاته."
فإن كانَ هذا شأنُ طالبِ العلمِ، وإن كانَ شأنُكَ أنَّكَ قد أعَنْتَهُ في حصولِ مطلوبِهِ، فإنَّما شأنُكَ وشَأنُهُ سَوَاءٌ (إن شاء الله تعالى).

وكما روى مُسْلِمٌ في صحيحه من حديث أبي هريرة (رضي الله عنه)، أنه (صلى الله عليه وسلم) قال: [من دعا إلى هُدًى كان له من الأجر مثل أجور من تَبِعَه، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئًا].
فإن شاركتَ في العلمِ والدَّعوةِ ولو بجَرَّةِ قلمٍ تَجُرُّهَا بِيَمِينِكَ فإنَّمَا أنتَ داعِيَةٌ، بلى واللهِ داعيةٌ.
فاقدَحْ زِنادَ الهِمَّةِ، وارفَعْ لواءَ العَزيمَةِ، وقُلْ أنا لها، أنا لها، أنا لها؛ حتى لا يصدقَ فينا قولُ القائِلِ:
أرَى التفكيرَ أدرَكَه خُمولٌ .:. ولم تَعد العزائم في اشتعالِ
وأصبح وعظنا من غير سِحرٍ .:. ولا نورٌ يَطُلُّ من المقالِ
وجلجلة الأذان بكل صوتٍ .:. ولكن أين صوتٌ من بلالِ
منابركم علَتْ في كلِّ حَيٍّ .:. ومسجدكم من العُبَّادِ خالِ

فختامًا أخي الحبيب، وأختي الكريمة، إن كانَ من بينكم مَن لديه القُدرَةُ على المساعدةِ في مثل هذا العملِ العظيمِ، فما عليه إلا كما قُلنا: أن يذهبَ إلى قسم الاقتراحات والشكاوى على الرابط التالي:
هـــنـــــا

ويقوم بفتح موضوع، يخبرنا فيه عن قدرته واستعداده للمشاركة في فريق المراجعة، وسيجد منا مايثلج صدره إن شاء الله تعالى.
وصلِّ اللهمَّ على نبينا محمدٍ وآله وصحبه وسَلِّمْ تسليمًا كثيرًا، والحمدُ لله رب العالمين.