السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى أختى وحبيبتى فى الله
حبيبتى الغالية..
هذا الرسالة لمن أسلمت لله حقاً..
لمن عرفت من هو الله..
لمن عرفت كيف توحد الله..
لمن عرفت كيف تعبد الله ..
فأنتِ جديرة بقراءتها لانى أعلم أنكِ ستعى ما فيها بل
وستسارعى بحول الله وقوته لتطبيق كل ما فيها ليكمل إسلامك..
حبيبتى الغالية..
ما هى الشبهات؟؟
هى الاحكام التى يلتبس عليكِ الامر فيها..
هل هى حلال أم حرام؟
هل هى فرض أم سُنة؟
هل هى حرام أم مكروهه؟
فما التصرف الذى يرضى الله
عز وجل عز وجل فى مثل هذا
وسُيخبرك إلى التصرف الأمثل حبيبك ونبيك
صلى الله عليه وسلم..
- عن النُعمان بن بشير
رضى الله عنه قال: سمعت رسول الله
صلى الله عليه وسلم
يقول( إن الحلال بين وإن الحرام بين
وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن أتقى
الشبهات فقد أستبرئ لدينه وعرضه ومن وقع فى الشبهات
وقع فى الحرام كالراعى يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع
فيه ألا وإن لكل ملك حمى ألا وإن حمى الله محارمه..)
رواه البخارى ومسلم...
- تأملى فى قوله
صلى الله عليه وسلم:
(فمن أتقى الشبهات فقد أستبرئ لدينه وعرضه)
أى: أنكِ إذا أردتِ السلامة فى دينك وعرضك فأجتنبى أى شُبة
(إن كانت فى معصية بتركها , وإن كانت فى طاعة بفعلها)..
- وتاملى قوله
صلى الله عليه وسلم:
( من وقع فى الشُبهات وقع فى الحرام)
فهذا أسلوب تحذير من الوقوع فى الشُبهة لأنه صار
بمثابة الوقع فى المُحرم..
- وتأملى قوله
صلى الله عليه وسلم:
(ألا وإن لكل ملك حمي ألا وإن حمى الله محارمه)
فكذلك التى تقع فى الأمور المُشتبه هى بذلك أوشكت أن تقع
فى محارم الله عز وجل ..
- تخيلى معى موقف يوم القيامة وقد وقفتِ بين يدى سيدك
الملك سبحانه وتعالى ليسألك عن كل صغيرة وكبيرة فلعتيها
مُنذ بلوغك حتى لحظة خروجك من الدُنيا, وقد ظهر لكِ أن تلك
التى وقعتِ فيها وتظنين أنها مُباحة كانت معصية!!
والتى تركتيها وأنتِ تظنين أنه سُنة كانت فريضة!!
فقولى لي كيف سيكون حالك فى هذا الموقف العصيب؟
وكيف سيكون ندمك؟ وكيف ستكون حسرتك؟
وأنتِ تري من فازوا بفعل ما تركتيه.. وبترك ما وقعتِ فيه؟
هل ستقولين:
( ياليتنى كُنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً)
حبيبتى .. الفرصة الآن مُتاحة لكِ..
قوليها الآن
(يا ليتنى كُنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً)
قبل أن تقوليها فى يوم لا ينفع فيه الأمانى ولن
تُقبل فيه الأعذار..
قوليها الآن لعلها تكون دافعاً لكِ أن تكونى فعلا مع الذين
أجتنبوا الشُبهات, مع الذين فعلوا الطاعات , مع الذين
تركوا المعاصى..
قوليها حبيبتى الآن.. وأنضمى إلى ركب الأوفياء
قوليها حبيبتى الآن.. وأنضمى إلى ركب الأتقياء
قوليها حبيبتى الآن.. وأنضمى إلى ركب الأنقياء
لا تخافى.. ولا تترددى .. وإلا فأين عزيمتك؟
وأين شخصيتك المتميزة؟ وأين أمانتك فى دينك؟
حبيبتى الغالية ..
الجنة غالية , ورضا الله أكبر وأغلى , فلا تكونى ممن ضحى بهما
لأجل هذه الشبهات..
وانا أعلم وعلى يقين أنكِ لم تتعمدى معصية الله
ولن تُضحى برضا الله والجنة مُقابل هذه المعصية
مهما كانت مُحببة إليكِ..
وكما ذكرت لكِ .. إحذرى أن تكون تضحيتك برضا الله
والجنة كانت فى سبيل الشُبهات , فهى كالسم فى العسل
مُهلكة لصحابها أشد الهلاك..
- حبيبتى تأملى حالك فى الدُنيا
مثلا:
إذا مَُرضتِ فهل تطلبين العلاج من أى طبيب أم تبحثين
عن أكثر الأطباء خبر؟ ثم تأخذين بنصائحم بدقة وذلك لحرصك
على الأخذ بكل أسباب الشفاء..
فهل سيكون حرصك على الشفاء أعظم قدراً من حرصك
على الله والجنة؟؟
- إذن حبيبتى أهديكِ هذه القاعدة
- فدينك غالى..غالى جدا لا يؤخذ إلا ممن هم أهله
ممن رسخ دين الله فى قلوبهم .. ممن قائدهم كتاب الله
وسُنة رسوله
صلى الله عليه وسلم عملاً وتطبيقاً لا قولاً فحسب..
ممن يحرصون على التشبه بالجيل الأول, جيل ليس ككل الأجيال
جيل فريد متميز,جيل الصحابة رضى الله عنهم أجمعين..
فهم وحدهم الذين يؤخذ منهم ديننا, هم تلامذة خير معلم
رباهم أفضل مُربِ عرفته البشرية, أدبهم بدين الله
وبإقتفاء آثارهم تكون الفوز والنجاة
ويكون رضا الله وتكون الجنة بإذن الله
..
- وتأملى مقولة الإمام مالك رحمه الله
(لن يصلح أمر أخر هذه الأُمة إلا بما صلح عليه أمر أوله)
- أختى على قدر صدقك فى طلب رضا الله يكون توفيق الله لكِ..
أختى الغالية..
العاقلة هى التى تُضحى بأهوائها وشهواتها وجميع مُرادها فى سبيل رضا الله..
هى التى تشتاق لأن تكون ظاهراً وباطناً على هدى نبينا
صلى الله عليه وسلم وصحابته وكل من سار على نهجهم إلى يوم الدين..
فهناك تكون السعادة.. وتكون النجاة.. ويكون الفوز العظيم