يبدو المكان المخصص للعب في أحد المراكز الطبية في الرياض مثيراً للاهتمام، فهناك مكتبة صغيرة تضم أنواعاً مختلفة من الألعاب التي تم اختيارها بعناية لتتناسب مع الأطفال، وتنمي قدراتهم الفكرية والتحليلية، وبجانبها يمتد مكان يمكن فيه للأطفال الجلوس واللعب مع بعضهم البعض، وفي ركن داخلي ثمة مساحة واسعة فيها رمل ناعم مع كل ما يحتاجه الأطفال لبناء قلاعهم وحصونهم الرملية.
وعلى جانب آخر طاولة ربما للنقاش والحديث وقراءة القصص، فضلاً عن تلفاز ومساحة إضافية للعب.
هذا المكان تم تعريف الصحفيين به كأول مركز مخصص لتعديل سلوكيات الأطفال السلبية، وتحويلها إلى سلوكيات إيجابية، ليس من خلال الجلسات النفسية، والأدوية، بل من خلال ما يحبه الأطفال ويرغبون به في كل الاوقات.. إنه اللعب.
لقاء مع صاحبة الفكرة
كشفت الدكتورة شيماء أحمد هلال، استشارية تعديل السلوك وتنمية قدرات الأطفال والمراهقين، في عيادات ميدي كير التخصصية، عن افتتاح مركز خاص بتعديل سلوكيات الأطفال من خلال اللعب، والأشياء المحببة للطفل، يتم من خلالها توجيه الأطفال للأمور الإيجابية، وتحييد السلوكيات السلبية، بتنسيق ومتابعة مع الوالدين.
جاء الإعلان عن المركز خلال حفل أقامته عيادات ميدي كير في مركزها الواقع في شارع التخصصي، وبحضور د.أسعد صبر مدير عام العيادات، فضلاً عن أطباء وأخصائيين ومهتمين وإعلاميين.
وتكلمت الدكتورة شيماء عن المركز، معرفاً به وبأهدافه، مشيرة إلى أن المركز تم افتتاحه بالفعل، وهو مستعد لاستقبال الأطفال اعتباراً من اليوم الأربعاء 15 مايو 2013م، مشيرة إلى أن المركز يعتمد في تعديل سلوكيات الأطفال على اللعب، والمرح، والخيال، والقصص، حيث توجد أماكن مخصصة للعب، بما فيها اللعب بالرمل.
تفاصيل التسجيل في المركز
وعن أفضل الفترات التي يمكن أن ينتسب فيها الأطفال إلى المركز، قالت الدكتورة شيماء لموقع صحة أون لاين: إن بعض الأطفال لديهم مشكلات خلال المدرسة، وبعضهم الآخر لديهم مشكلات خلال الصيف، والمركز يستقبل الأطفال لتعديل سلوكياتهم وفقاً لما يراه الوالدين مناسباً.
وكمثال، أشارت الدكتورة شيماء إلى أن الكثير من الأطفال يرفضون فكرة الذهاب إلى المدرسة مع بداية الفصل الدراسي، وتحدث إشكاليات كبيرة كل عام، وأن الأهل يمكنهم اللجوء إلى المركز الاستشاري لتعديل سلوكيات الأبناء قبل شهر تقريباً من بدء المدارس، بحيث يتم تعريفهم من خلال اللعب والمرح والقصص والخيال بالمدرسة، ما يؤدي في النهاية إلى تعديل سلوكياتهم، وتجنب مشكلات بداية العام الدراسي.
كما أكدت أن الأطفال يمكن أن يشتركوا في المركز مع بداية العطلة الصيفية، ليكتسبوا خبرات التواصل والتخاطب والثقة بالنفس، ويتعرفوا على ما يجعل شخصياتهم أكثر إيجابية وتأثير وتفاعل مع ما يحيطهم بصورة جيدة.
وعن فترة البرنامج، أكدت الدكتورة شيماء أن كل برنامج مدته شهر، يتضمن أربعة أسابيع، يتم مقابلة الأم مرة كل أسبوع للتنسيق معها حول السلوكيات التي ترى أنه على ابنها أن يغيرها، ومن أجل التقييم، فيما يتم استقبال الأطفال في المركز المعد خصيصاً لهم 3 مرات في الأسبوع، بواقع 3 ساعات في كل مرة.
واختتمت الدكتورة شيماء أحمد هلال حديثها بالإشارة إلى أن الطاقة الاستيعابية للمركز هي 60 طفلاً تقريباً، مؤكدة أن البرنامج مرن، بحيث تستطيع كل أم أن تختار الأوقات المناسبة لها ولطفلها للاشتراك في هذا البرنامج.