الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
![]()
لسنا بحاجة إلي \"عيد الحب\" : فالحب في ديننا قيمة إيمانية، واجتماعية، وإنسانية .. ؟؟ المتأمل لما آلت إليه القيم الإنسانية الرفيعة، لا يجد قيمة ضاعت حقيقتها وأهدافها، وشوهت صورتها ومعالمها، وأختُـزل معناها وجوهرها، وغابت ثمارها، وتذوقها الحقيقي.. كقيمة الحب. فكلما يممت سمعك أو بصرك أو فكرك تجد أغانٍ وأحاديث وأشعار وروايات وأفلام وأعياد (عيد الحب/ \"يوم فالنتين\"، Valentine\'s day في 14 من فبراير من كل عام) تتغنى بالحب والهيام بالمحبوب، وتمجد (الذات) وتعلى شأنها، وتدعو إلى الإخاء الإنساني والعيش المشترك. لكن عندما تُرجع البصر كرة أخرى إلى الواقع تجد قلقاً واكتئاباً وإدماناً بين أفراد، وتنافراً واضطراباً وانفراطاً بين مجتمعات، وطغياناً وظلماً واستعلاءً بين شعوب، وفساداً وتناحراً واستخرابا بين أوطان، فأين هذا الحب المُتغنى والمُحتفى به؟، وأين مضمونه الحقيقي وشواهده وثماره في حياة الأفراد والمجتمعات والشعوب؟. وقد يعترض معترض: لماذا نتحدث عن الهيام والغرام في الأغاني والأشعار والأفلام؟، لماذا نتحدث عن تصورات وأحلام تدور حول الحب والحبيب وشريك الحياة والإنسانية؟، وللمعترض، ولمن يشيح بوجهه، وينأى بجانبه: لقد تعبدنا الله تعالى بالحب والبغض:\"من أحب لله وابغض لله، فقد أستكمل الإيمان\"(1)، وقال ![]() ولقد فرح المسلمون بثمار وآثار الحب فرحهم بدخولهم الإسلام: فعن أنس رضى الله عنه قال: جاء أعرابي إلى رسول الله ![]() ![]() ![]() الحب في الإسلام: قيمة إيمانية الحب في الإسلام قيمة جليلة لها ثقلها الإيماني، وثمارها الحقيقية..تعبداً لله تعالي، ثم تعديها علي عباد الله تعالي ومخلوقاته. إنها محل توسل في الدعاء، رغبة في معونته ـ تعالى ـ بتحقيقها ـ أي قيمة الحب ـ في سائر جوانب الحياة، فهاهو رسول الله ![]() ومن كمال الإيمان حب رسول الله ![]() ![]() ![]() ![]() المجتمع المسلم.. مجتمع الحب والمودة، والتراحم والتكافل. الحب مَعلمٌ أساس من معالم حياة المسلمين والمؤمنين، له منهج وحدود وطرائق وقيود، تحقق التماسك النفسي والأسرى والاجتماعي، وتقيم أسس التواصل الإنساني. فهو يسمو بالغرائز الطبيعية، التي يعترف بها دون أن يستقذرها أو يكبتها، ولكن يوجهها الوجهة السليمة، انسجاما مع الفطرة التي فطر الله تعالى الكون عليها، وعندما يتم حسن الاختيار بين الزوجين على أساس الدين تتكون الأسرة المستقرة الآمنة، آية من آيات الله تعالى، يمتن الله تعالى عليها بمنة المودة والرحمة: \"ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة، إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون\"( الروم:21). إن الحب الصادق والحقيقي يشذب الأخلاق والعواطف مما يعصم من الجنوح والانحراف: \"وفرق بين الحب والاستسلام لوعد من الرجل غالبا ما يكون زائفا، فالرغبة تقوده ليحققها، فإذا أخذ من المرأة مراده ترك في يدها ما أعطى، وعوداً وآلاماً وغروراً، وتحسب الفتاة أنها تعطى أعز ما تملك ميثاقا للحب كاملاً غير منقوص، ليؤدم بينهما، ولكن الرجل يحسب أنها لم تعطه إلا شيئاً هيناً سهلاً، هو عندها وعند غيرها، فتراه يرثى لما صارت إليه، فيهرب منها لأنها لا بد وأن تفرط فيه، فلم تعد تصلح له، ولا يصلح لها\"(8). والمجتمع المسلم يربى أبنائه على الحب، فعن النبي ![]() ![]() كما أن المسلم يعيش وهو يعلم أن غايته الكبرى لا ينالها إلا بالحب.. سبيل مؤدية لدخول الجنة، والتظلل بظل الله تعالى يوم لا ظل إلا ظله، قال ![]() كما يرشدنا الله تعالى للتحلي بصفات لها مردود نفسي وخلقي واجتماعي وإنساني كبير لنكون أهلا لمحبته تعالى، فالمولى جل شأنه يحب من عباده: المتبعون لرسوله، ويحب المُحسنين، ويحب التوابين، ويحب المتطهرين، ويحب المُـتقين، ويحب الصابرين، ويحب المتوكلين، ويحب المُـقسطين، ويحب المجاهدين في سبيله، فيكون من ثمار ذلك أن يلقى ـ تعالى ـ محبته عطاء على مَن أحب: ففي الحديث القدسي:\"فإذ أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشى بها، ولئن سألني لأعطينه ولئن إستعاذني لأعيذنه..\". فما حال مجتمع شأن أفراده أنهم أفراد ربانيون؟. كما نجد أنه ـ تعالى شأنه ـ يحب من يجتنب ما نهى عنه (والشرع كما هو أمر هو نهي) من أعمال ذميمة بغيضة تودي بتماسك الأسرة والمجتمع والإنسانية ![]() لو كان حبك صادقا لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع كم أحب رسولنا صلي الله عليه وسلم \"مكة\"..حباً حقيقياً؟. علمتنا السيرة النبوية العطرة ما كان يكنه قدوتنا ![]() وفي الآونة الأخيرة بات واضحاً ـ وإن كان يستلزم المزيد من الجهود ـ توجه أناشيد وروايات وأفلام نحو قيمة الحب كما أكدت عليها وسطية الإسلام التي تنفرد برؤيتها الجمالية والفنية والتجريدية ثراء للتذوق الفني، ودفعا عن كل ما يشين السمو النفسي والاستعلاء الروحي. والحب في الإسلام.. قيمة إنسانية لخير البشرية. أن النزعة الاستهلاكية السائدة في عصر العولمة (المستندة إلى الفرودية، والحتمية البيولوجية، والنفعية، والعلمانية)، لا تعترف إلا بحب اللذة المادية.. المؤقتة والعابرة والمتغيرة، وهى تحول الإنسان (مجموعة من الحاجات والغرائز المادية) إلى وحدة تعمل/ تنتج / تستهلك بشراهة ليحقق كينونته وسعادته، مبتعدة كثيرا عن حاجات الوجدان والمشاعر والروح. لذا فالإنسانية المعاصرة أحوج ما تكون لأن تتعلم الحب من الإسلام، فإنسانها المأزوم نفسيا وروحيا بحاجة إلى أنموذج واقعي للحب يعالج به مشاكله المستعصية. هو بحاجة لهدى الإسلام في إعادة الاعتبار للأسرة \"الرابطة المقدسة\"، وأهدافها من تحقيق التوازن العاطفي والنفسي والجسدي والتناسلي، ودورها التربوي والاجتماعي والديموغرافى (تتعرض فئات من البشرية للانقراض بانعدام نسلها)،علاجا للتفكك الأسرى والاجتماعي، وهو بحاجة إلى أن يستنير بقيم الإسلام الوسطية للحفاظ على صحته الجسدية (عفة ونظافة وعدم إسراف) :\"كلوا واشربوا ولا تسرفوا\"(الأنعام:31)، ولقاعدة: \"لا ضرر ولا ضرار\"(15)، ففي ذلك علاج للأمراض المرتبطة بنمط الحياة (كالإسراف في التغذية والسمنة والسرطان وأمراض القلب والشرايين والسكري)، ومحاربة للإدمان والقمار وتجارة الجنس والشذوذ والإيدز والرقيق الأبيض، وصحته النفسية (الرضا عن الله تعالى والرضا عن الحياة والنفس والقناعة لمنع أسباب التوتر والقلق والاكتئاب والفصام والانتحار غيرها). لقد كرست الإنسانية المعاصرة: العنصرية، والتراتيبية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية العالمية وفقاً للأقوى ومصالحه، فكانت النازية والفاشية والإمبريالية والتطهير العرقي والاستبداد والقهر، و\"ندرة\" الموارد \"وصناعة\" الفقر والجوع والمرض، وكانت العولمة الاقتصادية التي تعتبر ذوى الاحتياجات الخاصة والمعاقين وكبار السن والأيتام، واللاجئين والمشردين عبئا اقتصاديا، وتغض الطرف عن تجارة الأطفال والزج بهم في سوق العمل أو استغلالهم جنسياً، ثم كان إطلاق ما يسمى \"صراع الحضارات\" والثقافات، \"ونهاية التاريخ\" عند تلك المنظومة الاستهلاكية الليبرالية الغربية. فالبشرية بحاجة إلى الحب لتزيل الكراهية والتعالي والأثرة والتمييز والعنصرية، كما تأسو بها جراحها المثخنة من الحروب والتناحر، والمسلمون يمتلكون مساحة أكبر من الحب للآخرين والتعايش معهم وتقبلهم( تشهد بذلك شواهد تاريخية عديدة)، استنادا إلى إيمانهم بأن البشرية المتحدة في أصل واحد ..المختلفة أجناسا وألوانا ولغاتا، المتفرقة شعوبا وقبائل.. الغاية من جعلكم هكذا ليست التنازع والتناحر، بل التعارف والتآلف: \"يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله اتقاكم\" (الحجرات:13)، فالتنوع يدعو إلى التعاون والتكامل وفق معيار: التقوى والعمل الصالح، وهما أعمال كسبية (وليست وراثية/ عنصرية) يتسابق ويتصالح عليهما البشر .. خدمة لمجتمعاتهم وإنسانيتهم. فإلهاً يمتن على عباده بنعمة زرع الألفة في قلوبهم وتحولهم اخوة بعد أن كانوا أعداءً لإله ودود رحيم، تفيض بهما تعاليمه وتتعدى إلى الإنسانية:\"عسى الله أن يجعل بينكم وبين الذين عاديتم منهم مودة، والله قدير والله غفور رحيم\"(الممتحنة:7). فالاقتصاد الإنساني ذو القيم، والسلام العالمي، وحسن التعايش والتعاون هو ما يسعى إليه المسلمون \"إيماناً منهم بحياة أخرى وراء هذه الحياة للعدل المطلق فيها ميزان، هو الحافز الباقي لكل أمن يرجى وكل أمان\"(16)، فقيم الحب والتواد والألفة والتكافل والعدل (بشتى صوره) كفيلة بالقضاء على صراعات الإنسانية وإحالتها إلى تعاون على البر والتقوى. إن الإسلام لا يكف لحظة واحدة عن مد يده لمصافحة كل ملة ونحلة في سبيل التعاون على إقامة العدل ونشر الأمن وصيانة الدماء وحماية الحرمات وهذا هو مكمن الحرب عليه ممن لا يريدون للإنسانية عافيتها وسلامتها:\"إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون\"(النحل: 90). أين كلما سبق من مظاهر وشكليات ما يسمي: بيوم فالانتين/ Valentine\'s day ؟؟ أين كل ما سبق من قصة ذلك القسيس فالانتين\" (لسنا بحاجة للتذكير بحكايته، ولمن شاء أن يعرف قصته فليطلبها في مظانها) الذي يُحتفل به تخليداً لذكراه؟. أين كل ما سبق في مجتمع إسلامي يسوده الحب الصادق ويروم الاحتساب، والعدل والفضل في العلاقات الأسرية والاجتماعية والإنسانية؟. لما تنتاب البعض \"حمي التبعية\"، ويصيبه \"داء التقليد\" وخاصة لأولئك الذين تفوقوا صناعياً لا قيمياً، حدّث \"أبو واقد\" أنّ رسول الله ![]() ![]() ولعل الاحتفال بهذا العيد وغيره مما شابهه صورة من صور استيراد القيم الغربية لطبيعة العلاقة بين الرجل والمرأة، وبخاصة أن لدينا من بدائلنا الكثير ما لا يحتاج إلى الجري وراء التقليد والتبعية. فالمكانة العظيمة للمرأءة في افسلام.. أماً وزوجة وأختاً وخالة وعمة الخ لا تُناظر بمكانتها عند غيرنا، وكذلك مكانة الأب والزوج والإخوة والأخوال والأعمام الخ. كما أن الهدية والتهادي المُعبر المحبة أمر حثنا عليه إسلامنا وشرعنا \"وجبت محبتي للمتحابّين فيّ، والمتزاورين فيّ، والمتباذلين فيّ\"، و\" تهادوا تحابوا\"، في إطار خصوصيتنا الإسلامية وعدم تميعنا في ثقافات الآخرين واحتفالاتهم وعاداتهم.لذا لسنا بحاجة إلي يومهم وعيدهم هذا. صفوة القول: تبقى المرجعية الإلهية للأخلاق وللقيم، ومنها قيمة الحب، لا تكون إلا في الإسلام، حيث تهيمن على شتى مناحي الحياة، هداية للناس، أنموذجاً تنويرياً وتصحيحاً وافياً لأزمات الإنسانية المعاصرة:\"قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب، ويعفوا عن كثير، قد جاءكم من الله نور وكتاب مبين\"(المائدة:15). -------------------------
الهوامش والمصادر: 1- أبو داود عن أبى أمامه. 2- رواه الترمذي من حديث ابن عباس، وقال : حديث غريب. 3- رواه الشيخان. 4- رواه الترمذي. 5- ابن تيمية: مدارج السالكين، ج 1، ص 99. 6- رواه الشيخان. 7- متفق عليه من حديث أنس رضى الله عنه. 8- بتصرف من كلام أديب الإسلام والعروبة أ. \"مصطفي صادقي الرافعي\": كتاب المساكين، دار الكتاب العربي ، ط 10، 1982م. 9- رواه الطبرانى من حديث على كرم الله وجهه. 10- رواه البخاري. 11- مسلم. 12- متفق عليه من حديث أبى هريرة رضى الله عنه عن السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله. 13- رواه البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضى الله عنه. 14- بتصرف من كلام صاحب الظلال أ. سيد قطب. 15- رواه ابن ماجه والداراقطنى. 16- مجلة العربي، العدد: 143، أكتوبر 1970م. 17- أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح. |
#2
|
|||
|
|||
![]() صدقتى ياحبيبه
جزاكِ الله خيرا ونفع بكِ
|
#3
|
|||
|
|||
![]()
وخيرا جزاكي
|
#4
|
|||
|
|||
![]()
جزاكِ الله كل خير
|
#5
|
|||
|
|||
![]()
وخيرا جزاكم
|
#6
|
|||
|
|||
![]()
جزاكِ الله خيراً
|
#7
|
|||
|
|||
![]()
وخيرا جزاكم
|
#8
|
|||
|
|||
![]()
جزاك الله خير وبارك الله فيك
اقتباس:
|
#9
|
|||
|
|||
![]()
وخيرا جزاكِ
|
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
:, لسنا, الحب\", بداية, ديننا, ـامدة, في, إلى, إيمانية،, \"عيد, واجتماعية،, وإنسانية, قدمت |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|