انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


أرشيف قسم التفريغ يُنقل في هذا القسم ما تم الإنتهاء من تفريغه من دروس ومحاضرات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-27-2009, 10:35 AM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




Announce تفريغ المحاضرة 5عقيدة فرقة3/4

 

السلام عليكن ورحمة الله وبركاته
أخواتي الفضليات إن شاء الله سنشرع اليوم (الخميس)في المحاضرة الخامسة إلى غداً الجمعة بإذن الله لتسليمها
على أنه سيكون بإذن الله الوقت المقرر لتفريغ محاضرات العقيدة 18 يوم من الأن تقريباً
وسنحاول بقدر الإمكان إنجازها في أقل من ذلك حتى لا ننشغل بشئ في العشر الأواخر بإذن الله
ومن سبقه الوقت قبل ولم يستكمل الجزئية الخاصة به فليحاول استدراكها عاجلاً وأسأل الله لي ولكن القبول والسداد.
المحاضرة الخامسة
http://www.hor3en.com/doros/aziz-mahad/ferka_3/3keda/13-1-2009.mp3
  #2  
قديم 08-28-2009, 04:06 AM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


سم الله الرحمن الرحيم .

تفريغ العقيدة 5 للفرقة 3 و 4 بفضل الله تعالى .

من أول المحاضرة إلى الدقيقة 30 .



الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

وبعد ،

فقد وقفنا إلى قول المؤلف ـ رحمه الله ـ :
خلق الخلْق بعلمه وقدر لهم أقدارا . فضرب لهم آجالا . لم يخْفَ عليه شيء قبل أن يخلقهم .وعلم ما هم عالمون قبل أن يخلقهم . وأمرهم بطاعته ونهاهم عن معصيته وكل شيء يجري بتقديره ومشيئته . ومشيئة تفذ لا مشيئة للعباد إلا ما شاء لهم . فما شاء لهم كان . وما لم يشأ لم يكن . يهدي من يشاء ويعصم ويعافي فضلا . ويضل من يشاء ويخذل ويبتلي عدلا . وكلهم يتقلبون في مشيئته بين فضله وعدله . وهو متعال عن الأضداد والأنداد .

هنا بدأ المؤلف ـ رحمه الله ـ في الحديث عن القدر . سبق الحديث عن القدر بأن قال : خلقَ الخلقَ بعلمه . سيأتي معنا أن القدر له مراتب وأركان أربعة . وهي التي لابد أن نعتمد عليها في فهم هذا الباب . وإذا فُهمت جيدا ، فُهم الباب جيدا . وهي المجموعة في قول القائل :
علمٌ كتابةُ مولانا مشيئتُه وخلقه وهو إيجاد وتكوينُ

إذن أربعة : علم ، كتابة ، مشيئة ، خلق .
هذه هي الأربعة التي سنعتمد عليها في فهم هذا البند . وهي أفضل ما يعرف بها الإمام على القدر على ما سيأتي بإذن الله تعالى .
والمؤلف ـ رحمه الله ـ في هذا الباب ، فرق عبارات كثيرة في أماكن متفرقة . سأحاول أن أجمع لكم هذه العبارات على ما جاء في ترتيب المؤلف ـ رحمه الله ـ .

فبداية ب " خلق الخلق بعلمه " بعد ذلك " كل شيء يجري بتقديره" بعد ذلك " يهدي من يشاء ويعصم ويعافي " . ثم بعد ذلك قوله " ونؤمن باللوح والقلم " . ( تنظر في المتن عند قول المؤلف الأخير . كي تعلِّم عليها أنها من ضمن مباحث القدر . لأنها عندما ستأتي فيما بعد ، سنمر عليها مرورا يوضح المعنى فقط ، على ما سبق بيانه في هذه المحاضرة والتي تليها بإذن الله تعالى في الكلام على مباحث القدر .
فعند قول المؤلف " ونؤمن باللوح والقلم وبما جميع ما فيه قد رُقِم . فلو اجتمع الخلق كلهم على شيء كتبه الله تعالى فيه أنه كائن ليجعلوه غير كائن لم يقدروا عليه . ولو اجتمعوا كلهم على شيء لم يكتبه الله تعالى فيه ليجعلوه كائنا لم يقدروا عليه . جف القلم بما هو كائن إلى يوم القيامة . وما أخطأ العبدَ لم يكن ليصيبه ، وما أصابه لم يكن ليخطئه " .

ثم قول المؤلف " وإن الله تعالى خلق الجنة والنار قبل الخلْق " . هذا أيضا مما يُضاف على مبحث القدر .
وأيضا قول المؤلف " وقد علم الله تعالى فيما لم يزل عدد من يدخل الجنة وعدد من يدخل النار جملة واحدة " ... ( وصلتم إليها في المتن ؟ ... ) جئت بها وجمعتها متسلسلة في أوراق . لو أن أحدا معه المتن يصل إليها بسهولة ويسر) .
المهم يمكن أن تكتبوا فقط أوائل العبارات . ثم بعد ذلك تذهبوا إلى المتن حتى لا يضيع الوقت .

ثم بعد ذلك " وكل مُيسَّر لما خُلق له والأعمال بالخواتيم والسعيد من سعد بقضاء الله والشقي من شقي بقضاء الله . والخير والشر مقدران على العباد " .

ثم قول المؤلف " والاستطاعة التي يجب بها الفعل من نحو التوفيق الذي يجوز أن يوصف المخلوف به فهي مع الفعل ".

"ولم يكلفهم الله تعالى إلا بما يطيقون " إلى " وهو غير ظالم أبدا " .

ثم العبارة التي تليها " وعلى العبد أن يعلم أن الله قد سبق علمه في كل كائن من خلقه " إلى " وكان أمر الله قدرا مقدورا " .

ثم بعد ذلك " وأصل القدر سر الله تعالى في خلقه " .

ثم بعد ذلك " والتعمُّق والنظر في ذلك ذريعة الخذلان " .

ثم " فهذا جملة ما يحتاج إليه من هو منوَّر قلبه من أولياء الله تعالى وهي درجة الراسخين في العلم . لأن العلم علمان " .

ثم قوله " فويل لمن صار لله في القدر خصيما ( وفي بعض النسخ " سقيما " ) .
فقط هذه هي العبارات التي تتعلق بمباحث القدر . فقط هذه فائدة لأنه ستتكرر معنا هذه العبارات . فكل مرة نأتي عندها نتكلم عن القدر . فأنا أربط لك المتن بعضه ببعض لأنه غير مرتب.
وإن شئتم مشينا على قول المؤلف وانتهينا . لكن أنا أحب أن أيسِّر .

الإيمان بالقضاء والقدر

القضاء لغة ، كما يقول ابن فارس ، وأنت تعتمد على ما يقوله ابن فارس في "مقاييس اللغة "والمُجمَل لأشياء كثيرة . لأنه يأتي بالكلمة بعد تجريدها صرفيا ثم يقول لك مدار هذه الكلمة .
إما تكون على أصل الواحد أو اثنين أو ثلاثة . وهو كتاب مفيد جدا ومن أهم كتب الغريب .
هو يقول : القاف والضاد والحرف المعتل . يعني أنها " قضى " أصل صحيح يدل على إحكام أمر وإتقانه وإنفاذه لجهته .
والدليل على ذلك ، قال الله تعالى :
{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}فصلت12
أي أن الله تبارك وتعالى أحكم أمر خلق السماوات والأرض . وأنفذ هذا الخَلْق على أحسن صورة. القضاء هو من قضى يقضي وهو قاضي إذا حكم وفصل وأمضى وقطع وأتم . هذه المعاني ستأتي معنا أيضا في الكلام عن القدر ، والربط بين الكلمتين .

وإطلاقات القضاء في القرآن الكريم كثيرة . أولا يأتي القضاء في القرآن الكريم بمعنى الوصية والأمر . قال الله تعالى :
{وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ}الإسراء23
أي أمر ووصى . وهذه هي قراءة ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ . وهنا القضاء ، كما في قراءة ابن مسعود أنه أمر ووصى ، لا نقول أن هذا القضاء كوني إنما هو شرعي . أي أن الله تبارك وتعالى أمر العباد أمرا شرعيا أن يفعلوا أنهم لا يشركوا بالله شيئا . وأن يبروا الوالدين . لكن قد يستجيب العباد وقد لا يستجيبوا .

ثم يأتي أيضا يمعنى الإخبار في القرآن الكريم . قال الله تعالى :
{وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً }الإسراء4
أي أخبرناهم أنهم سيفسدوا في الأرض مرتين .

وأيضا يأتي بمعنى الفراغ . قضيت . أي فرغت من كذا . قال الله تعالى :
{فَإِذَا قَضَيْتُم مَّنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُواْ اللّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْراً }
أي إذا فرغتم من مناسككم .

وقول الله تعالى :
{فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ} أي انتهيتم وفرغتم من الصلاة .

والأمر الرابع الفعل . قال الله تعالى ، في قول السحرة ، قالوا :
{فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ} .. طبعا نقول السحرة على سابق ما كان . هم لم يموتوا على هذا الفعل .
لكن نقول هذا فقط من باب يُعرف لنا . قالوا هذا بعدما آمنوا . فَاقْضِ مَا أَنتَ قَاضٍ إِنَّمَا تَقْضِي هَذِهِ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا }طه72
يعني ، إفعل ما أنت فاعل .

ثم بعد ذلك يأتي بمعنى الوجوب والحتم . قال الله تعالى :
{َقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ } أي ووجب الأمر وحُتِم .

وأيضا قول الله تعالى :
{قُضِيَ الأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ }يوسف41
أي ، تمَّ .

ثم يأتي أيضا القضاء في القرآن الكريم بمعنى الكتابة . كل هذه ستفيدك في تفهم معنى كلمة القضاء . سنتكلم كذلك على القدر بنفس هذه المباحث .

يأتي أيضا بمعنى الكتابة :
{وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً }مريم21
أي ، مكتوبا .

وكذلك يأتي بمعنى الإتمام . أن يكون هناك عمل ثم يتمه .
{فَلَمَّا قَضَى مُوسَىالْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ }
قضى هنا بمعنى ، أتمَّ الأجل .

وكذلك {أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ} .. أتممت .

ويأتي أيضا بمعنى الفصل . قال الله تعالى :
{وَقُضِيَ بَيْنَهُم بِالْحَقِّ} .. هنا أي ، فُصِل بينهم بالحق والعدل .

وأيضا تأتي بمعنى الخَلق . قال الله تعالى :
{فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ}..أي خلقهن .

وأحيانا في القرآن يأتي بمعنى القتل {فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ} .. بمعنى أنه قتله .

هذه هي الإطلاقات التي ترد في القرآن الكريم غالبا . قد يكون هناك إطلاقات أخرى . لكن هذه أغلب الإطلاقات التي ترد في القرآن الكريم .

ثم بعد ذلك القدر . وهو من القاف والدال والراء .
قال ابن فارس :القاف والدال والراء أصل صحيح يدل على مبلغ الشيء وكنهه ونهايته .
مبلغ الشيء أن تقول هذا قدره ومقامه وملبغه عال .
يُقال : قدره كذا ، أي : مبلغه كذا .

ثم قال ـ رحمه الله ـ : وكذلك القدَر . وقدَرت الشيء أقدِره وأقدُره . من التقدير ( الذي تستطيع أن تعرف به ماهية الشيء وتعريفه وكنهه ومن أين يبتدئ وإلى أين ينتهي ) .
والفرق بين القدَر والتقدير ، يقول أبو هلال العسكري أن التقدير يُستعمَل في أفعال العباد .
ولا يُستعمَل القدر إلا في أفعال الله . (هذه كعبارة لفظية . لما تقول :هذا قدَر أي : هذا فعْل الله عز وجل) .

ثم بعد ذلك نتكلم عن إطلاقات القدَر في القرآن الكريم .

أولا ، التضييق .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته

  #3  
قديم 08-28-2009, 07:31 PM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي


ما شاء الله
---------
من الدقيقة 87
-------------
طالب يسأل..؟
الشيخ:
هنا قال(جف القلم)إذن كتابُك ..لا يقل أنه أوجب عليك أن ستكون من كذا ،المعنى أنه عَلِم أنك ستكون مثلاً من أهل الجنة فكتب ذلك .
طالب يسأل؟
الشيخ:(اعملوا فكل مُيسر لما خُلِقَ له)هل أنت تعلم ما سيكون من حالك؟لا تعلم.فسر في حياتك واجتهد لا تدي هل ستكون من أهل الجنة أم من أهل النار نسأل الله السلامة .
طالب يسأل؟
الشيخ:بالنسبة لـ(إذا ذُكر القدر فأمسكوا)ههذ مسألة ليست على الإطلاق وإلا فالصحابة سألوا وهذه من ضمن المسائل التي سنتكلم عنها- إن شاء الله-
سبحان الله المداخلات هذه أكثر شئ بيتعب الرأس ،يعني أجتهد في أين وقفت وأحياناً يكون في تسلسل ربما أصل إليه فينقطع .ومش معنى كدا إن أنا بتضايق من أحد أنا أمنى أن يصل إليكم العلم سهلاً ميسرا واجتهدُ في ذلك .
مما ورد على ألسنة الحكماء والعلماء من الصحابة ومن بعدهم ،يقول الوليد ابن الصحابي الجليل عُبادة بن الصامت :دخلتُ على عُبادة وهو مريض أتَخَايلُ في الموت ،فقلتُ يا أبتاهُ أوصني واجتهد لي .فقال:أجلسوني.فلما أجلسوه قال:يا بني إنك لن تجد طعم الإيمان ولن تبلغ حقيقة العلم بالله تبارك وتعالى حتى تؤمنَ بالقدر خيره وشره.
قلتُ:يا أبتاهُ وكيف لي أن أعلمَ ما خير القدر وما شرُّه.قال:تعلم أن ما أخطأك لم يكن ليُصيبك،وما أصابك لم يكن ليُخطأك ،يابني إني سمعتُ رسول الله -صلَّ الله عليه وسلم-يقول:إن أول ما خلق الله تعالى القلم ،ثم قال اكتب،فجرى بتلك الساعة بما هو كائنٌ إلى يوم القيامة)فالله عزوجل عنده العلم فسُجِل هذا العلم في كتاب وانتهت المسألة .
ثم قال:يا بني إن مُتَّ ولست على ذلك دخلت النار.هذه هي العقيدة التي من المفترض أن تكون عليها.
هذا فهم لعبادة بن الصامت-رضوان الله عليه-لهذا المعنى وهذا أخرجه الإمام أحمد في مسنده والترمذي .
قال ابن عباس رضي الله عنه وعن أبيه:القدر نظام التوحيد ،فمن وحَّد الله عزوجل وأمن بالقدر فهي العروة الوثقى التي لا انفصام لها،ومن وحَّدَ الله تعالى وكذَّب بالقدر نقض التوحيد.هذه في كتاب السُّنة لعبد الله بن الإمام أحمد-رحمه الله تعالى-وأيضاً في كتاب الشريعة لـ(لم يظهر الاسم)
وأيضاً قال ابن عباس رضي الله عنهما:كل شئ بقدر حتى وضعُك يدك على خدك .
هو يمثل بمثل بسيط ومع بساطته أنه من قدر الله عزوجل .
قال عكرمة:سُئِل ابن عباس- رضي الله عنهما- كيف تفقد سليمان الهدد من بين الطير ؟
قال:إن سليمان -صلوات الله عليه-نزل منزلاً فلم يدري ما بُعد الماءِ،وكان الهدد مهندساً ،قال:فأراد أن يسأله عن الماء ففقده .
فهذا جعل عكرمة يسأل سؤالاً أخر:قال:وكيف يكون مهندساً والصبيُّ له الحبالَ فيصيلُ-يعني ممكن طفل صغير يقدر يصيد الهدد،والهدد المفترض عنده تقدير وبُعد نظر فهيقدر ينجو من ذلك-
قال:إذا جاء القدر حال دون البصر.
وتفقده:أي بحث عنه فلم يجده
وقال كعب بن زُهير :لو كنتُ أعجب من شئ لأعجبني.. سعي الفتى وهو مخبؤ له القدرُ..يسعى الفتى لأمور ليس يُدركها ..والنفس واحدةٌ والهم منتشرُ..والمرؤ ما عاش ممدود له أمله ..لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثرُ
طبعاً سبق في القصة التي سبق ذكرها ويرويها بعض القُصاص في كتبهم في الأمير والوزير ،وهذه أيضاً مثال جلي يوضح سواء حصل أولا ،لكن هي تُقرب كالمثال الذي ضربناه في المدرس والطلاب،فهذا الأمير يمشي وكلما يحدث له شئ يقول له الوزير(قضاء الله خير).فلعله تعب ،لكنه وإن كان يوقل(قضاء الله خير)لا يجد في ظاهر هذا الأمر الخير،فقال:أنا كل يحصلُ لي أنت تقول قضاء الله خير؟فزج به في السجن.
فقال الوزير:قضاء الله خير.
هنا الأن هذا الرجل يحتاج إلى درس عملي ،هو الأن الأمر نظري(قضاء الله خير)،لكن بقي مسألة التفعيل،فلما قُطِع أصبعه فقال له الوزير:قضاء الله خير.
فاغتاض فزجَّ به في السجن ،فقال :قضاء الله خير.
خرج في رحلة فأخذ بعض القراصنة وبعض المعتدين مَن جسمه كامل ليتقربوا به إلى الأله فتركوا الأمير وهنا يتبين لنا أن الفعل الذي حصل له في الأول ظاهره الشر ومئاله خير ،فأيقن بالدرس جيداً
فقال له-للوزير-:أنا حصل لي كذا وأيقنت بكلامك وأنت تقول قضاء الله خير ،قال: نعم قضاء الله خير ولو كنت معك لقُتِلْتُ.
وهكذا قِس في أمور كثيرة يُبتلى الإنسان في أمور كثيرة جداً ويجد أن مئالها إلأى الخير،يعني بعض الناس مثلاً وضعوا في أماكن بعيدة-أجارنا الله وإياكم-وكانوا لا يعرفون شيئاً عن دين الله عزوجل ثم تعلموا كتاب الله وسنة رسوله -صلَّ الله عليه وسلم-وبعضهم أصبح من الحفظة ،هذا أراد الله به خيراً.
ويوسف- عليه السلام -لما زُجَّ به في السجن كان مئالهُ إلى الخير(وقد أحسنَ بي إذ أخرجني من السجن وجاء بكم من البدو من بعد أن نزغ الشيطان بيني وبين إخوتي).
هو بلاءٌ يتبعه بلاءٌ لكن في النهاية يكون مئاله إلى خير ،لكن أهم شئ الإيمان به(إن أمره كله له خير)
طالب يسأل..؟
الشيخ:الإنسان الأن لما يفعل المعصية هذه كانت بإرادته أم لا؟بإرادته.فهو الذي اختار ذلك ،فالله تعالى قدره عليه لأنه أراد ذلك .
فقضاء الله خير في أنه جاز هذا العاصي بالعدل ،فقضاء الله خير.
ثم بعد ذلك قال الحسن البصري-رحمه الله-قال:إن الله خلقَ خلقاً فخلقهم بقدر،وقسَّم الأجال بقدر،وقسَّم أرزاقهم بقدر ،والبلاء والعافية بقدر .
وقال أيضاً:من كذب بالقدر فقد كذب بالإسلام.
وقال في مرضه الذي مات فيه "إن الله قدَّر أجلاً وقدَّر معه مرضاً،وقدَّر معه معافاة ،فمن كذَّب بالقدر فقد كذَّب بالقرءان،ومن كذَّب بالقرءان فقد كذَّب بالحق.
يعني الله تبارك وتعالى قدر لهذا الإنسان يموت في وقت معين،وقدر أنه في خلاال هذا الأجل سيمرض ويُعاف وهكذا ،وقد يون هلاكه ونهاية أجله مع هذا المرض،بل قد يكون في عافيته .
ثم أبيات للشافعي-رحمه الله تعالى-قال:
وما شِئت كان وإن لم أشأ...وما شئتُ إن لم تشأ لم يكن
خلقتَ العباد على ما عَلِمْتَ...وفي العلم يجري الفتى والمُسِن
على ذا مننت وهذا خذلتَ..وهذا أعنتَ وذا لم تُعِن
فمنهم شقيٌ ومنهم سعيدٌ..ومنهم قبيحٌ ومنهم حسن
الإمام ابن عبد البر يقول أنها من شعره الذي لا يُختلف فيه وهو أصح شئ عنه
فهنا يقول:(وما شئت كان )أي ياربنا،(وإن لم أشأ..وما شئتُ إن لم تشأ لم يكن)
أنا مثلاً أريد أن أجمع مالاً لإانا أريدُ هذا وأشائه على التعبير لو قلنا أن الإشائه تكون في الكونية لكن أنا أقول في التعبير العادي العلم
إن لم تشأ أن يحصل هذا لم يحصل(وما تشائون إلا أن يشاء اللهُ ربُّ العالمين)
(خلقتَ العبادَ على ما عَلِمْت)فاللذي علمه الله تبارك وتعالى خلقه
(وفي العلم يجري الفتى والمُسِن)فالله تبارك وتعالى في سابق علمه عَلِم أن هذا الفتى سيكون أجله إلى كذا وهذا المُسِن سيكون أجله إلى كذا وسيفعل كذا وسيفعل كذا
(على ذا مننت)الذي اختار طريق الخير وعلمت منه الخير ،(هذا خذلت..وهذا أعنت وذا لم تُعِن..فمنهم شقيٌ ومنهم سعيد..ومنهم قبيحٌ ومنهم حسن)
وأيضاً نختم بكلام الإمان لبن القيم-رحمه الله تعالى- في تعليقه على كلام الإمام أحمد -رحمه الله تعالى-قال الأمام أحمد:القدر قدرة الله
قال ابن القيم تعليقاً على هذه الكلمة :واستحسن ابن عَقِيل هذا الكلامَ جدا وقال :هذا يدل على دقة علم أحمد وتبحره في معرفة أصول الدين .
وهو كما قال أوبو الوفاء.
بقي لي 6 دقائق إن شاء الله 112:42

  #4  
قديم 08-31-2009, 08:02 PM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي


من الدقيقة73 إلى 87
------
ويجدها في راحة قلبه ،لذلك ورد عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنه يقول (القدر نظامُ التوحيد) أي ونظام الحياة فلا تستقيمُ حياةٌ إلا بالإيمان بالقدر .
هذه هي الأدلة والأصل أننا لا نحتاج أن ندلل على ذلك فالأمر واضح جليٌ .
طيب نرجع إلى الأركان التي ذكرناها
الركن الأول:العلم
الركن الثاني:الكتابة
الركن الثالث:المشيئة
الركن الرابع:الخَلْق
الشيخ يجيب أحد استفسارات الطلبة:أنا أقول بتفهمك للغة العربية تعلم أن كلمة مكتوبٌ أي معلومٌ .
قلنا أولاً العلم:أنا سأمثل بمثال وهو مثلاً أنت تدرِّس لمجموعة من الطلبة ،وترى بعض الطلبة غير مجتهدين في الفصل ،وبعض الطلبة مجتهدون ،فأنت تقول لواحد من المجتهدين :أنت ستكون من الناجحين في أخر السنة ،وتقول للأخر غير المجتهد:ستكون من الراسبين في أخر السنة-نحن نتكلم الأن عن الواقع البشري-
طيب هل تقول لهذا المدرس مُنَجِّم؟أو عالم الغيب؟هو بنائاً على علمه بأن هذا الطالب مجتهد فالنتيجة الغالبة سيكون ناجحاً،وهذا غير مجتهد فالنتيجة الغالية أنه سيكون راسباً.
إذن نستفيد فائدتين:
هل المدرس لما قال أنه ناجح هل أوجب عليه النجاح؟ هذه الفائدة الأولى.
وهو استنتج هذا من سابق العلم أنه مجتهد،طيب لما الله -تبارك وتعالى- يقول بأن فلاناً من أهل النار(تبتْ يدآ أبي لَهَبْ وَتَب*مآأَغْنَى عنه مَالُهُ وما كَسَب *سَيَصْلَى ناراً ذاتَ لَهَب*وامرأَتُهُ حَمَّالةَ الحَطَب*في جِيدِها حبلٌ مِّن مَسَد)
طيب الله تبارك وتعالى هل جعلَهُ رَغماً عنه يدخل النار ؟ أم أنه عَلِم ما هو عليه فلما هو أختار طريق الشر يسره الله عزوجل له ؟الشاهد في هذه أنك لما تُخبر بشئ ليس معناه أنك توجبُ هذا الشئ عليك (سيقولُ الذينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَآءَ اللهُ مَا أَشْرَكْنَا)
نردُّ بـ(إنَّا هَدَيْنَاهُ السبيلَ إما شاكراً وَإما كفوراً)
الطالب يكون أمامه فرصة سنة دراسية ،وعنده اختبار في النهاية فهو إن شاء الله اجتهد وذاكر فنجح،وإن شاء قصر فرسب ،والحياة الدنيا كذلك إن شاء العبدُ أن يكون من الناجحين في الأخرة اجتهد فيُيَسر الله عزوجل له سبيل الهداية وبالتالي الجنة،وبالعكس فأنا أستخرج من هذا أن الذين يقولون أن الله -عزوجل-أوجب علينا المعصية أو أجب علينا الكفر أو كذا أو كذا فنقول هذا فهمٌ باطل،ونقول بدايةً الله عزوجل خَلَقَ الكون وخَلَقَ الإنسان وجعلَ له إرادة وبيَّن الله-تبارك وتعالى-أن هناك طريق خير وطريق شر ،والله-عزوجل- يعلم أن هذا الشخص سيسلك طريق الخير (يعلم)وخلَقً لهذا الإنسان مشيئة أو إرادة ،والإرادة هذه هي التي تختار ،تختار طريق الخير أو طريق الشر ،والله-عزوجل-قبلها يعلم ما الذي سيختاره هذا الشخص،فاختار الخير فأعانه الله -عزوجل-على هذا الطريق،اختار الشر فاختار يسر الله له طريق الشر لأنه اختار الشر ،لم يُلزمه الله -عزوجل-على الشر.
فنقول الأن عَلِمَ الله-تبارك وتعالى-وأعطى العبد إرادة ،الإرادة هذه اختارت أحد الطريقين فلما اختار أحد الطريقين ،وهو مثلاً أن يسرق وهو من طريق الشر وسعى في ذلك خَلَقَ الله عزوجل فعلَهُ وهو الشر ،فشاء الله-عزوجل -أن يكون هذا فخلقه (الفعل الذي يتهم به الله تبارك وتعالى بأنه هو الذي فرضه عليه وأوجبه عليه فيقول الذين أشركوا( لو شاء الله ماأشركنا ولا أبائونا ولا حرمنا من دونه من شئ)).
فبدايةً العلم ،فالله -تبارك وتعالى-عَلِمَ كل شئ قبل حصوله وقبل حدوثه وهذا بمقتضى اسمه العليم ،ثم بعد أن عَلِمَ -تبارك وتعالى-يعلم أنه سيختار مثلاً الخير أو سيختار الشر فجائت مسألة التنفيذ ،فجاء هذا الشخص ونفَّذ نفس الذي يعلمه الله-تبارك وتعالى-فاختار طريق الخير ،فشاء الله -عزوجل-أن يكون هذا الفعل- فعل الخير -فبعد ذلك خلق الله-عزوجل-فعلَهُ وهو الطاعة وذها مُقتضى قول الله تعالى (واللهُ خلَقَكُمْ وما تعملون)أي والذي تعملون،غا(ما)هنا موصولة.هذه هي الأركان الأربعة والتي سيكون عليها محو الحديث لاسيما في المحاضرة القادمة ،وبفهمك لهذه الأركان تستطيع أن تُقنع غيرك ممن هو صاحب شُبُهات وتستطيع أن تؤمنَ إيماناً صادقاً بالقدر ،وبعد ما ننتهي من مبحث القدر سنحاول أن نورد بعض الشُبُهات التي يُوردها بعض الناس في القدر وسيكون هذا في المحاضرة الثالثة ،ثم بعد ذلك نعود إلى المتن وبعودتنا إلى المتن سيكون الأمر يسير جداً لأننا سنقرأ ونُفسر معنى كلام الإمام وإن وجدنا مُخالفة نرد على ما سبق ذكره قبل ذلك وينتهي الأمر في عبارات يسيرة
في المرة القادمة إذن عندك المراتب الأربعة تحفظُها وتقرأ حولها وتقرأ كلام أهل العلم فيها وسنحاول بإذن الله تعالى تفصيلها أكثر .
الأن نُبيِّن فهم السلف -رحمهم الله تعالى-للقدر
وما هي أقوالهم في ذلك ،إنما ذكرنا الكتاب والسنة والإجماع ودلاالة الفطرة ودلاالة الحِس ودلاالة العقل ،هنذكر ما جاء على ألسنة العلماء والحكماء ما يدل على الفهم الصحيح للقدر
طالب يسأل؟
الشيخ:هو عندنا ارتباط بين العلم والكتبة ،المعلوم يُكتَب فاجفَّ القلمُ بما سيحصلُ لك فمعروف أن الإنسان هذا سيسلك طريق الخير ثم يمشي في طريق الشر ثم يعود إلى الخير ،كل هذه الذهاب والإياب كل هذا معلومٌ وبالتالي مكتوب
  #5  
قديم 09-01-2009, 04:31 AM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم .

تفريغ الجزء الأول من الجزء الثالث من الدقيقة 01:00:51 إلى 01: 15:01

وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .
سبق وذكرنا في أدلة الإيمان بالقدر :

أولا الإيمان بالكتاب .
قال الله تعالى :{وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَراً مَّقْدُوراً }الأحزاب38
{إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }القمر49
وذكرنا في أدلة السنة ما جاء في حديث عمر ـ رضي الله عنه ـ حديث جبريل المشهور . والوارد في صحيح الإمام مسلم من أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال :
" الإيمان أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره " . وذكرنا الإجماع . توقفنا عنده .

والإجماع نقله غير واحد من أهل العلم ـ رحمهم الله تعالى ـ منهم الإمام النووي ـ رحمه الله ـ قال :
" وقد تظاهرت الأدلة القطعيات من الكتاب والسنة وإجماع الصحابة وأهل الحل والعقد من السلف والخلق على إثبات قدر الله سبحانه وتعالى " .

ويقول الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ " مذهب السلف قاطبة أن الأمور كلها بتقدير الله تعالى " .

وكذلك من الأدلة التي يُستدَل بها على القدر ، دلالة الفطرة . الإنسان مفطور على أن الله تبارك وتعالى يعلم كل شيء . ومفطور على أن الله تبارك وتعالى خلق كل شيء . والذي علم بكل شيء وخلق كل شيء فهو بيده كل شيء ولا يحصل شيء في الكون إلا والله تبارك وتعالى
هو الذي قدره . علمه قبل أن يحصل سبحانه وتعالى . فالإنسان مفطور على ذلك إلا فئات من المشركين .{سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا } يحتجون بالقدر . فهؤلاء مخالفون للفطرة ، ذكرهم الله تبارك وتعالى . وقال : {كَذَلِكَ كَذَّبَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِم } . فهم ومن هم على شاكلتهم من قبلهم وسيأتي من الناس من هم بعدهم يكذبون بالقدر : لو شاء الله ما أشركنا.. لو شاء الله ما سرقنا ... لو شاء الله كذا وكذا .. يحتجون بالقدر .

إذن نحن ، على كلامهم ، أننا مجبورون . ما بيدنا شيء . نحن مشركون . ما بيدنا شيء . الله عز وجل هو الذي جعلنا كذلك .
فيحكي الله عز وجل على لسانهم : {سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ لَوْ شَاء اللّهُ مَا أَشْرَكْنَا وَلاَ آبَاؤُنَا }
هذه العبارة تتكرر عبر الأيام والدهور ، بل على ألسنة بعض الناس ممن إنتكست فيهم الفطرة .
وتجد حتى العرب ، قبل الإسلام يقولون بالقدر . فعنترة يقول :
يا عبلُ أين من المنية مهربي إن كان ربي في السماء قضاها

ويقول طرقة ابن العبد :
فلو شاء ربي كنت قيس ابن خالد ولو شاء ربي كنت عمرو ابن مر//

وقول سويد ابن أبي كاهل :
كتب الرحمن والحمد له سعة الأخلاق فينا والضَّلَع .

على وزن بحر الرمل : فاعلات فاعلات .

وقول المُثَقِّب العَبَدي :
فأيقنت إن شاء الإله بأنه سيلغني أجلادُها وقصيدُها

ويقول زهير ابن أبي سلمى :
فلا تكتمُنَّ الله ما في نفوسكم ليخفى ومهما يُكْتَمِ الله يعلمِ
يؤخر فيوضع في كتاب فيُدَّخَر ليوم الحساب أو يُعَجَّل فيُنقَم

وهؤلاء يعطون درسا لمن هم على دين الإسلام ويخالفون العقيدة التي عليها السلف الصالح .

هذا في أشعارهم . وأيضا في خطبهم ، يقول هاني ابن مسعود الشيباني في خطبته المشهورة في يوم ديقار :
" إن الحذر لا يُنجي من القدر " .

ولا يوجد عربي فصيح أنكر هذا . يقول الإمام ثعلب ، الذي هو أبو العباس أحمد بن يحيى ، يقول: لا أعلم عربيا قدريا . قيل له : يقع في قلوب العرب القول بالقدر ( يقع في قلوبهم فقط لكن لا يقولون به). قال : معاذ الله . ما في العرب إلا مثبت القدر خيره وشره ، أهل الجاهلية والإسلام .( سواء كان في أهل الجاهلية أو في الإسلام ) . وكلامهم كثير بين . ثم أنشد :
تجري المقادير على غرز الإبر ما نتفذ الإبرة إلا بقدر

قال وأنشد لامرئ القيس ، طبعا تعرفون امرؤ القيس . بلغ في الفحش مبلغه . ومع ذلك يقول :
إن الشقاء على الشقي مكتوب . ( مكتوب ومعروف عن الله تبارك وتعالى .

وقال لبيد :
إن تقوى ربنا خير نَفَل وبإذن الله رَيْثي والعَجَل
أحمد الله فلا ند له بيديه الخير ما شاء فعل
من هداه سُبُل الخير اهتدى ناعم البال ومن شاء أضل
وهكذا ... إن سرت مع أشعار العرب فستجد هذه المعاني جلية عندهم .

ثم بعد ذلك ، دلالة العقل .
وهنا ذكرنا الفطرة . لأن هؤلاء الجاهليون لم يتعلموا عقيدة . ولم يعرفوا عقيدة . لكنهم بفطرتهم قالوا هذه الكلمات .
الذين انتكسوا بفطرتهم نخاطبهم بدلالة العقل . أنت تخاطب الناس بالفطرة . طبعا ، من ليس على دين الإسلام لا تخاطبه بكتاب أو سنة . أما من هو على دين الإسلام ويبدأ في تحريف الآيات
والأحاديث على مراده ، تبدأ تخاطبه بالفطرة . ثم بعد ذلك تخاطبه بالعقل .
فالعقل السليم ينظر إلى التقدير في هذا الكون لا يكوم إلا بتقدير حكيم عليم . والحكيم العليم الذي يدبر ويفعل كل شيء لابد أن يعلم الشيء قبل حصوله ويقدِّر له ، ويكون مكتوبا عنده وهو الذي يخلقه سبحانه وتعالى فيكون موجودا . لأنه لو كان خالقا وغابت عنه بعض الأشياء لما استحق أن يسمى بهذا الإسم " الخالق " . ولا أن يتصف بهذا الوصف . تعالى الله عما يقول الظالمون علوا كبيرا .
الله تبارك وتعالى يقرر هذا المعنى في قوله تعالى :
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق12
فبعد أن قرر أن الله تبارك وتعالى هو الذي خلق السموات السبع والأراضين السبع ومن الأرض مثلهن وأنزل شرعه وأمره الكوني وأمره الشرعي لتعلموا أن الله على كل شيء قدير .
وأن الله قد أحاط بكل شيء علما . فلا يحصل شيء إلا بعد أن علمه الله تبارك وتعالى . فهنا الله تبارك وتعالى يخاطب هؤلاء بدلالة العقل :
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً }الطلاق12

ثم بعد ذلك دلالة الحس .
دلالة الحس ، نقول بأن المؤمن الحق هو أسعد الناس . والكافر من أشقى الناس ، وإن ظهر أنه في مقامات عالية . فالمؤمن مستقر في قلبه أن الله تبارك وتعالى قدر عليه ذلك . وهو مؤمن بذلك ، محب لله تبارك وتعالى . فالله يجعله في أمر ظاهر الشر . فيعلم أن هذا هو الخير . لكن الكافر يوضع في المهلكة ، يقول : خلاص ! الأمر انتهى . ويبدأ في تأنيب نفسه وتعذيبها .
كلما حصل له أمر بسيط . أما المؤمن ، حتى الشوكة يُشاكها ، يعلم أنها من قدر الله عز وجل .
يعلم أن له بها أجر وله بها رفعة عند الله تبارك وتعالى . هذه هي دلالة الحس التي يشعر بها المؤمن . ويجدها في راحة قلبه .
لذلك ورد عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ أنه يقول " القدر نظام التوحيد " . أي ، نظام الحياة .
فلا تستقيم حياة إلا بالإيمان بالقدر .

هذه هي الأدلة . وفي الأصل لا نحتاج أن ندلل على ذلك . الأمر واضح جلي .

نرجع إلى الأركان التي ذكرناها .
الركن الأول وهو العلم . والثاني وهو الكتابة . والثالث وهو المشيئة . والرابع وهو الخلق .

س/ ........... ؟
ج/ العرب لهم لغة فصيحة . فيقول : مكتوب . يعني أن الله عز وجل كتبه . وهو مكتوب عنده أي معلوم . إن ذلك في كتاب .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته

  #6  
قديم 09-01-2009, 07:47 AM
راجية عفو العفو راجية عفو العفو غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


أعتذر لحبيباتي في الله عن التأخير لظروف صحية ، وأسألكم الدعاء





المحاضرة الخامسة عقيدة للفرقة 3,4


13/1/2009


من الدقيقة 30 وحتى الساعة 1:00:50


يعلم الله أني أجتهد قدر المستطاع في تيسير المادة وإلا فالأمر يسهل على جدا في قراءة الشروح فآتي بأى شرح وأقرأه والذي أطلبه أن بعد الخروج من المحاضرة لابد من مراجعة الدرس جيدا وتدوين ما فهمته فستعرض لك إشكالات وفيه نفع كبير .

إطلاقات القدر في القرآن الكريم :
1. التضييق ،قال الله تعالى : " وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه " أى فضيق عليه رزقه .
2. ويأتي بمعنى التعظيم : قال تعالى " وما قدروا الله حق قدره " .
3. ويأتي بمعنى الاستطاعة والتغلب والتمكن ، قال الله تعالى " إلا الذين تابوا مكن قبل أن تقدروا عليهم " .
4. وأيضا يأتي بمعنى التدبير ، قال تعالى " فقدرنا فنعم القادرون أى دبرنا الأمور فكانت على أحسن تدبير .
5. و أيضا تأتي بمعنى تحديد المقدار أو الزمان أو المكان ، قال تعالى " وقدرنا فيها السير " ، وقال " وقدر فيها أقواتها في أربعة أيام " .
6. وتأتي بمعنى الإرادة ، قال تعالى " فالتقى الماء على أمر قد قدر " أى على أمر قد أريد وقوعه .
7. وتأتي بمعنى القضاء والإحكام ، قال تعالى " نحن قدرنا بينكم الموت " أى قدرناه وحكمنا به بينكم .
8. وتأتي بمعنى التمهل والتروي في الإنجاز ، قال تعالى " إنه فكر وقدر " ، وقال " وقدر في السرد " . هذا المعنى مر معنا قبل ذلك .
إجابة على سؤال طالب : سواء أفضل أو ليس أفضل المهم أنها تؤدى هذا المعنى ، نحن نمثل فقط .
9. ثم بعد ذلك الصنع بمقادير معينة ، قال تعالى " قوارير من فضة قدروها تقديرا ".
هذه الإطلاقات التي تطلق على القدر .

إجابة : قلنا القدر بتسكين الدال هو مبلغ الشئ .

مما ذكر في إطلاقات القضاء والقدر لا سيما في القرآن الكريم وجدنا تشابه بين القضاء والقدر ، إذن أحيانا يأتي أحدهما بمعنى الآخر والعكس ، لما قلنا في القضاء قلنا أن القدر يأتي بمعنى القضاء والإحكام إذن فمعاني القضاء تؤول إلى إحكام الشئ وإتقانه ونحو ذلك من معني القضاء ، ومعاني القدر تدور حول التقدير والحكم والخلق إلى آخره والحتم فالمعاني تتشابه في بعض الأشياء .
إذن نستطيع قبل أن نفرق بين اللفظين ، نأتي بتعريف لهما مجتمعين وأولى و أجمع تعريف الذي ذكره الشيخ /عبد الرحمن محمود في رسالته "القضاء والقدر" -و أيضا ذكر هذا التعريف في موقف بن تيمية من الأشاعرة وهذه الرسالة قيمة جدا جدا أظن أنها دار الرشد- فقال: تقدير الله تعالى للأشياء في القدم وعلمه سبحانه أنها ستقع في أوقات معلومة وعلى صفات مخصوصة ( وهذا الجزء جزء العلم ) ثم قال : وكتابته لذلك (إذن الكتابة ) ثم قال ومشيئته له ( هذه الثالثة ، المشيئة ) ، ووقوعها على حسب ما قدرها وخلقه لها (إذن الخلق والايجاد ) .
إذن في تعريفه هذا ذكر الأركان الأربعة :
علم كتابة مولانا مشيئته وخلقه وهْو إيجاد وتكوين
ثم بعد ذلك النقطة التي نريد أن نجمع بها ما سبق وهى الفروق بين القضاء والقدر:
طبعا أنك تصل إلى فرق بين القضاء والقدر هذا قد لا يفيدك إلا في معرفة مصطلحات الأئمة قد يذكر القدر أو القضاء ويريد شيئا آخر لكن المحصلة النهائية لعباراتك لا يترتب عليها شئ ،لكننا نستفيد من هذا أنك لابد أن تنتبه لإطلاقات بعض أهل العلم أحيانا يطلقون القضاء بمعنى والقدر بمعنى لكن سيتبين لنا أنهما إذا افترقا اجتمعا وإذا اجتمعا افترقا ، والعلماء رحمهم الله تعالى اختلفوا في تحديد الفرق بين القضاء والقدر .
بداية قالوا بالمراد بالقدر التقدير ، نحن ذكرنا قبل ذلك تفريق أبي هلال العسكري بين القدر والتقدير ، قلنا القدر أفعال الله والتقدير أفعال العباد ويطلقون القضاء بمعنى الخلق ، إذن قدر الله تعالى يعني قدر و لم يحصل بعد ، وقضى أى تم وحصل .
فمثلا قدر الله كذا فهذا الأمر ربما لم يحصل ولكنه سيحصل ، وقضى أى أن هذا الشئ بعدما قدر حصل ، إذن هناك تلازم : حصول التقدير ثم حصول الشئ بعد هذا التقدير .
إجابة سؤال طالب : نحن قلنا هم أربعة مراتب ؛ العلم ومعه تقدير ثم مشيئة وهناك كتابة بقى الخلق وهو حصول هذا الشئ -أى القضاء على هذا المعنى- ، الأركان الثلاثة الأولى قدر والرابعة قضاء، وبعض العلماء قالوا بالعكس .
ففي المعنى الأول يقول الراغب الأصفهاني (طبعا تقول أصفهان أو أصبهان واحد فالباء تقلب عند الفارسيين فاء ) : فالقضاء عند الله أخص من القدر لأنه الفصل بين التقدير فالقدر هو التقدير والقضاء هو الفصل والقطع .
ثم الذين قالوا بالعكس ان القضاء هو التقدير (وهو المراتب الثلاثة الأولى) والقدر هو الخلق مثل قول الجرجاني : والفرق بين القدر والقضاء هو أن القضاء وجود جميع الموجودات في اللوح المحفوظ مجتمعة والقدر وجودها متفرقة في الأعيان بعد حصول شرائطه ، إذن هنا على خلاف المعنى الأول وهو أن القدر هو التقدير والقضاء هوالخلق والثاني عكسه.
القول الثالث : أنه لا فرق بين القضاء والقدر . فكل واحد منهما بعنى الاخر .
لكن نقول أن كلمة القضاء والقدر إذا اجتمعا في الذكر افترقا في المعنى وإذا افترقا في الذكر اجتمعا في المعنى .
فاذا افترقافي المعنى تأتي على اطلاقاتها التي ذكرناها ، أى إذا جاء كل واحد منهما في جملة يحمل الأركان الأربعة ، أما إذا اجتمعا يكون على حسب السياق فقد يكون على المعنى الذي أراده الجرجاني وقد يكون على المعنى الذي أراده الأصفهاني .
وكما ذكرنا أن أصل الخلاف هذا لا يترتب عليه شئ .
نحن يجب علينا أن نؤمن بالقضاء والقدر وفي هذا أدلة من الكتاب والسنة وإجماع أهل العلم .
أولا ما جاء في كتاب الله تعالى ، قال تعالى :" وكان أمر الله قدرا مقدورا " ، ومعنى هذه الآية أن الله تبارك وتعالى قدر أن يخلق خلقا ويأمرهم وينهاهم ويجعل لهم ثوابا لطاعته وعقابا لأهل معصيته ، فلما قدره الله تبارك وتعالى كتب ذلك فسماه الغيب ، وهكذا خلق للخلق آجالا و أرزاقا و أعمالا وكذلك قال الله تعالى " إنا كل شئ خلقناه بقدر " ، وهنا أى أن الله تبارك وتعالى خلق الأشياء وقدر لها مقاديرها وأحوالها وأزمانها قبل إيجادها ، وهذه الآية أساس في هذا الباب ، والآيات في هذا المعنى كثيرة .
ومن الأحاديث وعمدة الباب حديث جبريل عليه السلام وأصل القصة التي صاحبت الحديث قصة يحيى بن يعمر مع حميد بن عبد الرحمن الحميري لما قال إن أول من قال بالقدر بالبصرة معبد الجهني فكان يتكلم عن مسألة القدر فقالوا لو لقينا أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألناه عما يقول هؤلاء في القدر فوفق لنا عبد الله بن عمر قال فاكتنفته أنا وصاحبي أحدنا عن يمينه والآخر عن شماله فيقول يحيى بن يعمر "ظننت أن صاحبي سيكل الكلام إلى فسأل عبد الله بن عمر عما يقول هؤلاء في القدر فكانت عبارة عبد الله بن عمر واضحة في أنه ذم هذا المذهب بداية وزكى المذهب الصحيح ودلل عليه من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم من رواية أبيه رضى الله عنهم أجمعين فقال عبد الله بن عمر فإذا لقيت أولئك فأخبرهم أني برئ منهم و أنهم براء مني ، الذي يحلف به عبد الله بن عمر " لو أن لأحدهم مثل أحد ذهب فأنفقه ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر" ثم ساق حديث أبيه وفيه أن أحد أركان الإيمان بالله تعالى هو أن تؤمن بالقدر خيره وشره ، وطبعا هذا الحديث أيضا وارد في الصحيحين بدون هذه القصة من حديث أبي هريرة رضى الله عنه أما بهذه القصة من حديث عمر في صحيح مسلم .
وهذا الحديث هو عمدة الباب .
وأيضا من الأدلة قول الرسول صلى الله عليه وسلم " لا يؤمن عبد حتى يؤمن بالقدر خيره وشره من الله " ، وكذلك ما جاء في صحيح مسلم عن طاووس بن كيسان قال أدركت ناسا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون " كل شئ بقدر " ، قال وسمعت عبد الله بن عمر يقول "كل شئ بقدر حتى العجز والكيس " ،وكذلك قول الرسول صلى الله عليه وسلم " إذا أصابك شئ فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا ولكن قل قدَر ( أو قدَّر ) الله وما شاء فعل " .
وأيضا من الأدلة إجماع أهل العلم على الإيمان بالقدر طبعا الكل يقول بذلك لكن على التفصيل (كما قلنا في الأسماء والصفات أن الكل يقول بالكمال لله تعالى لكن الاختلاف في الهيئة )
طيب نترك الاجماع لبعد الصلاة .
  #7  
قديم 09-01-2009, 07:56 AM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي


جزاكِ الله خيراً وبارك فيكِ وأتم الله شفائك قريباً.
  #8  
قديم 09-01-2009, 03:48 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

بارك الله فيك وعجل بشفائك ..
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته

 

الكلمات الدلالية (Tags)
5عقيدة, المحاضرة, تفريغ, فرقة3/4


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:26 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.