انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > التاريخ والسير والتراجم

التاريخ والسير والتراجم السيرة النبوية ، والتاريخ والحضارات ، وسير الأعلام وتراجمهم

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 04-25-2009, 10:51 AM
العائد إلى الله حسن العائد إلى الله حسن غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




Hasrean رجال خالدون.77 رجل متجدد أرجو التثبيث

 

السلام عليكم .. ورحمة الله .. وبركاته ..
يسعدني أن أقدم لكم سلسلة بعنوان رجال خالدون وتتضمن أبرز رجال الأمة
بعد رسولنا صلى الله عليه وسلم
أرجوا من الإخوة المشرفين تثبيث الموضوع لأهميته ولإستكمال السلسلة
أترككم مع السلسلة
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 04-25-2009, 11:03 AM
العائد إلى الله حسن العائد إلى الله حسن غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي



أبو بكر الصدّيق
إسلام أبى بكر الصدّيق:
كان أبو بكر من رؤساء قريش، وعقلائها، وكان قد سمع من ورقة بن نوفل وغيره من أصحاب العلم بالكتب السابقة، أن نبيـًا سوف يبعث في جزيرة العرب، وتأكد ذلك لديه في إحدى رحلاته إلى اليمن؛ حيث لقي هنالك شيخـًا عالمـًا من الأزد، فحدثه ذلك الشيخ عن النبي المنتظر، وعن علاماته، فلما عاد إلى مكة أسرع إليه سادة قريش: عقبة بن أبى معيط، وعتبة، وشيبة، وأبو جهل، وأبو البخترى بن هشام، فلما رآهم قال لهم: هل نابتكم نائبة؟ قالوا: يا أبا بكر قد عظم الخطب، يتيم أبى طالب يزعم أنه نبي مرسل، ولولا أنت ما انتظرنا به فإذا قد جئت فأنت الغاية والكفاية، فذهب إليه أبو بكر، وسأله عن خبره؛ فحكى له النبي*صلى الله عليه وسلم* ما حدث، ودعاه إلى الإسلام؛ فأسلم مباشرة، وعاد وهو يقول: " لقد انصرفت وما بين لابَّتَيها أشد سرورًا من رسول الله *صلى الله عليه وسلم* بإسلامي"، وكان أبو بكر أول من أسلم من الرجال.
هجرة أبى بكر الصدّيق:
لما أذن الله (عز وجل) لنبيه بالهجرة إلى المدينة، أمر النبي(صلى الله عليه وسلم) أصحابه أن يهاجروا، وجعل أبو بكر يستأذن في الهجرة، والنبي(صلى الله عليه وسلم) يمهله، ويقول له: (لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبًا)، حتى نزل جبريل على النبي، وأخبره أن قريشًا قد خططت لقتله، وأمره ألا يبيت ليلته بمكة، وأن يخرج منها مهاجرًا، فخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) وفتيان قريش، وفرسانها محيطون ببيته، ينتظرون خروجه ليقتلوه، ولكن الله أخذ أبصارهم فلم يروه، وتناول النبي (صلى الله عليه وسلم) حفنة من التراب، فنثرها على رؤسهم، وهم لا يشعرون، وذهب (صلى الله عليه وسلم) إلى بيت أبى بكر {وكان نائمًا فأيقظه}، وأخبره أن الله قد أذن له في الهجرة، تقول عائشة: لقد رأيت أبابكر عندها يبكى من الفرح، ثم خرجا فاختفيا في غار ثور، واجتهد المشركون في طلبهما حتى شارفوا الغار، وقال أبو بكر: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا، فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): (فما ظنك باثنين الله ثالثهما؟!)، وأقاما في الغار ثلاثة أيام، ثم انطلقا، وكان أبو بكر أعرف بالطريق، وكان الناس يلقونهما، فيسألون أبا بكر عن رفيقه فيقول: أنه رجل يهدينى الطريق، وبينما هما في طريقهما إذ أدركه سراقة بن مالك (وكان قد طمع في النياق المائة التي رصدتها قريش لمن يأتيها بمحمد)، ولما اقترب سراقة رآه أبو بكر فقال: يا رسول الله هذا الطلب قد لحقنا، ودنا سراقة حتى ما كان بينه وبينهما إلا مقدار رمح أو رمحين، فكرر أبو بكر مقولته على النبي (صلى الله عليه وسلم)، وبكى فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم) : لِمَ تبكي؟ فقال أبو بكر: يا رسول الله، والله ما أبكي على نفسي، ولكنى أبكى عليك، فدعا النبي (صلى الله عليه وسلم) وقال: (اللهم اكفناه بما شئت)، فساخت قوائم الفرس، ووقع سراقة وقال: يا محمد إن هذا عملك فادع الله أن ينجيني مما أنا فيه، فو الله لأعمّينَّ على مَن ورائي، فأجابه النبي(صلى الله عليه وسلم) إلى طلبه، ودعاه إلى الإسلام، ووعده إن أسلم بسوارى كسرى، وإستمرا في طريقهما، حتى بلغا المدينة، واستقبل الصحابة {مهاجرون وأنصا} رسول الله وصاحبه بسرورٍ وفرحٍ عظيمين، وانطلق الغلمان، والجواري ينشدون الإنشودة الشهيرة:
طلع البدر علينـا من ثنيات الوداع
اضطهاد أبى بكر الصدّيق:
كان أبو بكر ذا مكانة ومنعة في قريش؛ فلم ينله من أذاهم ما نال المستضعفين، ولكن ذلك لم يمنع أبا بكر من أن يأخذ حظه وقسطه من الأذى، فقد دخل النبي(صلى الله عليه وسلم) الكعبة، واجتمع المشركون عليه، وسألوه عن آلهتهم {وهو لا يكذب} فأخبرهم؛ فاجتمعوا عليه يضربونه، وجاء الصريخ أبا بكر يقول له: أدرك صاحبك، فأسرع أبو بكر إليه، وجعل يخلصه من أيديهم، وهو يقول: ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله"، فتركوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، وجعلوا يضربونه حتى حمل أبو بكر أهل بيته، وقد غابت ملامحه من شدة الأذى.
جهاد أبى بكر الصدّيق:

كان أبو بكر رفيق النبي (صلي الله عليه وسلم) في جهاده كله، فشهد معه بدرًا، وأشار على النبي (صلي الله عليه وسلم) أن يبنى له المسلمون عريشًا يراقب من خلاله المعركة، ويوجه الجنود، وقد استبقى النبي (صلي الله عليه وسلم) أبا بكر معه في هذا العريش، وكان النبي يرفع يديه إلى السماء ويدعو ربه قائلا: (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد)، فيقول له أبو بكر: يا رسول الله بعّض مناشدتك ربك، فإن الله موفيك ما وعدك من نصره، وشهد أبو بكر أُحدًا، وكان ممن ثبتوا مع النبي (صلي الله عليه وسلم) حين انكشف المسلمون، وشهد الخندق، والحديبية، والمشاهد كلها، لم يتخلف عن النبي في موقعة واحدة، ودفع إليه النبي (صلي الله عليه وسلم) رايته العظمى يوم تبوك، وكان أبو بكر ممن ثبتوا يوم حنين حينما هزم المسلمون في بدء المعركة

رواية أبى بكر الصدّيق:

كان أبو بكر أكثر الصحابة ملازمة للنبي (صلى الله عليه وسلم) وأسمعهم لأحاديثه، وقد روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث كثيرة، وروى عن أبى بكر كثير من الصحابة منهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلى بن أبى طالب، وعبد الرحمن بن عوف، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت{رضى الله عنهم جميعًا}، ومما رواه على قال حدثني أبو بكر( وصدق أبو بكر) أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال: (ما من عبد يذنب ذنبًا فيتوضأ فيحسن الوضوء، ثم يصلى ركعتين فيستغفر، الله إلا غفر له).

أعمال أبى بكر الصدّيق ومواقفه:

لأبى بكر الصدّيق (رضى الله عنه) مواقف وأعمال عظيمة في نصرة الإسلام منها:
انفاقه كثيرًا من أمواله في سبيل الله، ولذا قال النبي(صلى الله عليه وسلم): (ما نفعنى مال قط مثلما نفعنى مال أبى بكر)، فبكى أبو بكر وقال : " وهل أنا ومالى إلا لك يا رسول الله " (رواه أحمد والترمذى وابن ماجة). وقد أعتق أبو بكر من ماله الخاص سبعة من العبيد أسلموا، وكانوا يعذبون بسبب إسلامهم منهم : بلال بن رباح، وعامر بن فهيرة.
عندما مرض النبي (صلى الله عليه وسلم) قال لمن حوله: (مروا أبا بكر فليصل بالناس)، فقالت عائشة: يا رسول الله لو أمرت غيره، فقال: (لا ينبغى لقوم فيهم أبو بكر أن يؤمهم غيره)، وقال علي بن أبى طالب: قدم رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أبا بكر، فصلى بالناس، وإني لشاهد غير غائب، وإني لصحيح غير مريض، ولو شاء أن يقدمنى لقدمنى، فرضينا لدنيانا من رضيه الله ورسوله لديننا.
عندما قبض النبي (صلى الله عليه وسلم) فتن الناس حتى أن عمر بن الخطاب قال: إن رسول الله لم يمت، ولا يتكلم أحد بهذا إلا ضربته بسيفي هذا، فدخل أبو بكر، وسمع مقالة عمر، فوقف وقال قولته الشهيرة:
أيها الناس من كان يعبد محمدًا فإن محمدًا قد مات
ومن كان يعبد الله فإن الله حيّ لا يموت

بعد مبايعة أبى بكر بالخلافة، أصر على إنفاذ جيش أسامة، الذي كان النبي(صلى الله عليه وسلم) قد جهزه، وولى عليه أسامة بن زيد، وكان فريق من الصحابة منهم عمر، قد ذهبوا لأبى بكر، وقالوا له: إن العرب قد انتفضت عليك، فلا تفرق المسلمين عنك، فقال: والذى نفسي بيده لو علمت أن السباع تأكلني بهذه القرية لأنفذت هذا البعث الذي أمر الرسول بإنفاذه، ولا أحلّ لواءًا عقده رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بيده، واتخذ الجيش سبيله إلى الشام تحت إمرة أسامة.

واجه أبو بكر في بدء خلافتة محنة كبرى، تمثلت في ردة كثير من قبائل العرب عن الإسلام بعد وفاة النبي(صلى الله عليه وسلم)، ومنعت بعض القبائل زكاة أموالها، وأمام هذه الردة، جهز أبو بكر الجيش، وقرر حرب المرتدين جميعًا، واعتزم أن يخرج بنفسه على قيادة الجيش، غير أن علىّ بن أبى طالب لقيه، وقد تجهز للخروج، فقال له: إلى أين يا خليفة رسول الله؟ ضم سيفك، ولا تفجعنا بنفسك، فو الله لئن أصبنا بك ما يكون للإسلام بعدك نظام أبدًا، فرجع أبو بكر، وولى خالدًا على الجيش، وسار خالد فقضى على ردة طليحة الأسدىّ ومن معه من بنى أسد وفزارة، ثم توجه إلى اليمامة لحرب مسيلمة بن خسر ومن معه من بنى حنيفة، وكان يوم اليمامة يومًا خالدًا، كتب الله فيه النصر لدينه، وقتل مسيلمة، وتفرق جنوده ومضى المسلمون يخمدون نار الفتنة والردة حتى أطفأها الله، ثم استمر جيش خالد في زحفه حتى حقق نصرًا عظيمًا على الروم في معركة اليرموك.

لما أحس أبو بكر بقرب أجله، شاور بعض كبار الصحابة سرًا في أن يولى عمر بن الخطاب الخلافة من بعده فرحبوا جميعًا، غير أن بعضهم اعترض على غلظة عمر، فقال أبو بكر: " نعم الوالي عمر، أما إنه لا يقوى عليهم غيره، وما هو بخير له أن يلي أمر أمة محمد، إن عمر رأى لينـًا فاشتد، ولو كان واليًا للان لأهل اللين على أهل الريب "، ثم أمر أبو بكر عثمان فكتب كتابًا باستخلاف عمر.

أقوال أبى بكر الصدّيق:
كان أبو بكر إذا مدحه أحد قال: " اللهم أنت أعلم بي من نفسي وأنا أعلم بنفسي منهم، اللهم اجعلني خيرًا مما يظنون، واغفر لي ما لا يعلمون، ولا تؤاخذني بما يقولون ".
لما بايعه الناس خليفة للرسول (صلى الله عليه وسلم)، خطب فيهم، فقال: " أما بعد أيها الناس، فإني قد وليت عليكم، ولست بخيركم، فإن أحسنت فأعينوني، وإن أخطأت فقوموني، ولا تأخذكم في الله لومة لائم، ألا إن الضعيف فيكم هو القوى عندنا حتى نأخذ له بحقه، والقوى فيكم ضعيف عندنا حتى نأخذ الحق منه طائعًا أو كارهًا، أطيعوني ما أطعت الله فيكم فإن عصيته فلا طاعة لي عليكم ".
عندما امتنع بعض المسلمين عن أداء الزكاة، قرر أبو بكر قتالهم، فذهب عمر إليه وقال له: " كيف تقاتلهم، وقد قال النبي (صلى الله عليه وسلم): (أمرت أن أقاتل الناس، حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، فإن قالوا ذلك عصموا منى دماءهم، وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله)، فقال أبو بكر: "والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة من حق الله، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدونه إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، لقاتلتهم على منعه، قال عمر: " فلما رأيت أن الله شرح صدر أبى بكر للقتال، عرفت أن الحق معه".
من مواعظ الصدّيق:
إن العبد إذا دخله العجب بشيء من زينة الدنيا مقته الله تعالى حتى يفارق تلك الزينة.
يا معشر المسلمين استيحوا من الله، فو الذي نفسي بيده إني لأظل حين أذهب إلى الغائط في الفضاء متقنعًا حياءً من الله.
أكيس الكيس التقوى، وأحمق الحمق الفجور، وأصدق الصدق الأمانة، وأكذب الكذب الخيانة.
وكان يأخذ بطرف لسانه ويقول: " هذا الذي أوردني الموارد ".
أعلموا عباد الله أن الله قد ارتهن بحقه أنفسكم، وأخذ على ذلك مواثيقكم واشترى منكم القليل الفاني بالكثير الباقي، وهذا كتاب الله فيكم، لا تفنى عجائبه، فصدقوا قوله، وانصحوا كتابته، واستضيئوا منه ليوم الظلمة.
قبل موته دعا عمر بن الخطاب وقال له: " إني مستخلفك على أصحاب رسول الله.... يا عمر: إن لله حقـًا في الليل لا يقبله في النهار، وحقـًا في النهار لا يقبله في الليل، وإنها لا تقبل نافلة حتى تؤدى الفريضة، وإنما ثقلت موازين من ثقلت موازينه باتباعهم الحق وثقله عليه، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الحق غدًا أن يكون ثقيلاً، وإنما خفت موازين من خفت موازينهم يوم القيامة باتباعهم الباطل، وحق لميزان لا يوضع فيه إلا الباطل أن يكون خفيفـًا، يا عمر إنما نزلت آية الرخاء مع آية الشدة، وآية الشدة مع آية الرخاء ليكون المؤمن راغبًا راهبًا، فلا ترغب رغبة فتتمنى على الله ما ليس لك، ولا ترهب رهبة تلقى فيها ما بيديك، يا عمر إنما ذكر الله أهل النار بأسوأ أعمالهم ورد عليهم ما كان من حسن فإذا ذكرتهم قلت: إني لأرجوا ألا أكون من هؤلاء، وإنما ذكر الله أهل الجنة بأحسن أعمالهم لأنه تجاوز لهم ما كان من سيء فإذا ذكرتهم قلت: أي عمل من أعمالهم أعمل؟ فإن حفظت وصيتي فلا يكن غائب أحب إليك من الموت، وهو نازل بك، وإن ضيعت وصيتي فلا يكن غائب أكره إليك من الموت، ولست تعجزه ".
وفاة أبى بكر الصدّيق:
توفي أبو بكر (رضى الله عنه) في شهر جمادى الآخرة سنة ثلاث عشرة من الهجرة، قيل : يوم الجمعة لسبع بقين من جمادى الآخرة، وقيل : مساء ليلة الثلاثاء لثمان بقين من جمادى الآخرة، وصلى عليه عمر بن الخطاب، وكان أبو بكر قد ولد بعد النبي(صلى الله عليه وسلم) بسنتين وأشهر، ومات بعده بسنتين وأشهر مستوفيًاُ ثلاثة وستين عاما، وهو نفس العمر الذي مات عنه النبي(صلى الله عليه وسلم)، واستمرت خلافة أبى بكر سنتين وثلاثة أشهر وأيامًا. قال عمر في حقه: رحمة الله على أبى بكر، لقد أتعب من بعده تعبًا شديدًا.
أبو بكر الصدّيق:
هو عبد الله بن عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي القرشى التميمي، كنيته: أبو بكر، ولقبه الصدّيق، وكنية أبيه أبو قحافة، وأمه هي: أم الخير سلمى بنت صخر بن كعب بن سعد التميمية بنت عم أبى قحافة، وكان أبو بكر يسمى أيضًا: عتيقًا، وقيل إن سبب هذه التسمية أن النبي (صلى الله عليه وسلم) قال له: (أنت عتيق من النار)، وقيل : إنه سمى كذلك لحسن وجهه وجماله، ولقب بالصدّيق لتصديقه بكل ما جاء به النبي(صلى الله عليه وسلم) وخاصة تصديقه لحديث الإسراء وقد أنكرته قريش كلها، وأبو بكر الصدّيق أفضل الأمة مكانة ومنزلة بعد رسول الله (صلى الله عليه وسلم) فهو أول من أسلم من الرجال، وهو رفيق الرسول (صلى الله عليه وسلم) في هجرته، وخليفته على المسلمين، يقول حسان بن ثابت في حقه:
إذا تذكرتَ شَجْوًا من أخي ثقــةٍ
فاذكر أخاك أبا بكر بما فعــــلا
خيرَ البريَّةِ أتقاها وأعدَلـــَهـا
بعد النبي وأوفاها بما حمــــلا
الثانيَ التاليَ المحمودَ مشهـــدُهُ
وأول الناسِ منهم صدَّق الرُسُـلا
وقد رثاه على بن أبى طالب يوم موته بكلام طويل منه: " رحمك الله يا أبا بكر، كنت إلف رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وأنيسه ومكان راحته، وموضع سره ومشاورته، وكنت أول القوم إسلامًا، وأخلصهم إيمانـًا، وأحسنهم صحبة، وأكثرهم مناقب وأفضلهم سوابق، وأشرفهم منزلة، وأرفعهم درجة، وأقربهم وسيلة، وأشبههم برسول الله هديًا وسمتـًا... سماك الله في تنزيله صديقـًا فقال: (والذي جاء بالصدق وصدق به) فالذي جاء بالصدق محمد (صلى الله عليه وسلم) والذي صدق به أبو بكر، واسيته حين بخل الناس، وقمت معه على المكاره حين قعدوا، وصحبته في الشدة أكرم صحبة، وخلفته في دينه أحسن الخلافة، وقمت بالأمر كما لم يقم به خليفة نبي...".
إسلامه:
كان أبو بكر من رؤساء قريش وعقلائها، وكان قد سمع من ورقة بن نوفل وغيره من أصحاب العلم بالكتب السابقة أن نبيًا سوف يبعث في جزيرة العرب، وتأكد ذلك لديه في إحدى رحلاته إلى اليمن حيث لقي هنالك شيخا عالمًا من الأزد فحدثه ذلك الشيخ عن النبي المنتظر وعن علاماته، فلما عاد إلى مكة أسرع إليه سادة قريش: عقبة بن أبى معيط، وعتبة، وشيبة، وأبو جهل، وأبو البخترى بن هشام، فلما رآهم قال لهم: هل نابتكم نائبة؟ قالوا: يا أبا بكر قد عظم الخطب، يتيم أبى طالب يزعم أنه نبي مرسل ولولا أنت ما انتظرنا به فإذا قد جئت فأنت الغاية والكفاية، فذهب إليه أبو بكر وسأله عن خبره، فحكى له النبي (صلى الله عليه وسلم) ما حدث ودعاه إلى الإسلام فأسلم مباشرة، وعاد وهو يقول: " لقد انصرفت وما بين لابَّتَيها أشد سرورًا من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بإسلامي"، وكان أبو بكر أول من أسلم من الرجال.
هجرته:
لما أذن الله (عز وجل) لنبيه بالهجرة إلى المدينة أمر النبي(صلى الله عليه وسلم) أصحابه أن يهاجروا، وجعل أبو بكر يستأذنه في الهجرة والنبي (صلى الله عليه وسلم) يمهله ويقول له: (لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبًا)، حتى نزل جبريل على النبي (صلى الله عليه وسلم) وأخبره أن قريشًا قد خططت لقتله، وأمره ألا يبيت ليلته بمكة وأن يخرج منها مهاجرًا، فخرج النبي (صلى الله عليه وسلم) وفتيان قريش وفرسانها محيطون ببيته ينتظرون خروجه ليقتلوه ولكن الله أخذ أبصارهم فلم يروه، وتناول النبي (صلى الله عليه وسلم) حفنة من التراب فنثرها على رؤوسهم وهم لا يشعرون، وذهب (صلى الله عليه وسلم) إلى بيت أبى بكر{وكان نائمًا فأيقظه} وأخبره أن الله قد أذن له في الهجرة، تقول عائشة: " لقد رأيت أبا بكر عندها يبكى من الفرح "، ثم خرجا فاختفيا في غار ثور، واجتهد المشركون في طلبهما حتى شارفوا الغار، وقال أبو بكر: لو أن أحدهم نظر تحت قدميه لأبصرنا فقال له النبي (صلى الله عليه وسلم): (فما ظنك باثنين الله ثالثهما ؟!).
كان أبو بكر ذا مكانة ومنعة في قريش، فلم ينله من أذاهم ما نال المستضعفين، ولكن ذلك لم يمنع أبا بكر من أن يأخذ حظه وقسطه من الأذى، فقد دخل النبي (صلى الله عليه وسلم) الكعبة واجتمع المشركون عليه وسألوه عن آلهتهم وهولا يكذب فأخبرهم فاجتمعوا عليه يضربونه وجاء الصريخ أبا بكر يقول له: أدرك صاحبك فأسرع أبو بكر إليه وجعل يخلصه من أيديهم وهو يقول: " ويلكم أتقتلون رجلاً أن يقول ربى الله "، فتركوا رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وجعلوا يضربونه حتى حمل أبو بكر أهل بيته وقد غابت ملامحه من شدة الأذى.
جهاده:
كان أبو بكر رفيق النبي (صلى الله عليه وسلم) في جهاده كله، فشهد معه بدرًا وأشار على النبي (صلى الله عليه وسلم) أن يبنى له المسلمون عريشًا يراقب من خلاله المعركة ويوجه الجنود، وقد استبقى النبي (صلى الله عليه وسلم) أبا بكر معه في هذا العريش، وكان النبي يرفع يديه إلى السماء ويدعو ربه قائلاً: (اللهم إن تهلك هذه العصابة لا تعبد) فيقول له أبو بكر: " يا رسول الله بعض مناشدتك ربك فإن الله موفيك ما وعدك من نصره، وشهد أبو بكر أُحدًا وكان ممن ثبتوا مع النبي(صلى الله عليه وسلم) حين انكشف المسلمون وشهد الخندق والحديبية والمشاهد كلها لم يتخلف عن النبي في موقعة واحدة، ودفع إليه النبي (صلى الله عليه وسلم) رايته العظمى يوم تبوك، وكان أبو بكر ممن ثبتوا يوم حنين حينما هزم المسلمون في بدء المعركة.
روايته:
كان أبو بكر أكثر الصحابة ملازمة للرسول (صلى الله عليه وسلم) وأسمعهم لأحاديثه، وقد روى عن النبي (صلى الله عليه وسلم) أحاديث كثيرة، وروى عن أبى بكر كثير من الصحابة منهم: عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعلىّ بن أبى طالب، وعبد الرحمن بن عوف، وحذيفة بن اليمان، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت {رضى الله عنهم أجمعين}، ومما رواه على قال: حدثني أبو بكر {وصدق أبو بكر} أن النبي(صلى الله عليه وسلم) قال: (ما من عبد يذنب ذنبًا فيتوضأ فيحسن الوضوء ثم يصلى ركعتين فيستغفر الله إلا غفر له).



رد مع اقتباس
  #3  
قديم 04-26-2009, 02:10 PM
العائد إلى الله حسن العائد إلى الله حسن غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي عثمان بن عفان

عثمان بن عفان

ثالث الخلفاء الراشدين بعد النبي



هو عثمان بن عفان بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي القرشي الأموي يجتمع نسبه مع النبي في عبد مناف.
كنيته أبو عبد اللّه وأبو عمر وأشهرهما الثانية.
ولد في السنة السادسة بعد عام الفيل، أمه أروى بنت كريمة بنت ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف. وأمها البيضاء بنت حكيم بن عبد المطلب عمة رسول اللّه.

كان عثمان قبل أن يسلم تاجر بز وكان غنيا كريما محببا من قومه لكرم أخلاقه ومحترما لديهم حتى قيل إن المرأة كانت ترقص صبيها وهي تقول:
أحبك الرحمن حب قريش عثمان.
فلما بعث النبي إلى جماعة في مقدمتهم أبو بكر دعاهم إلى الإسلام فأسلم فأحبه النبي وجعله موضع ثقته، ثم زوجه ابنته رقية فماتت في السنة الثانية من الهجرة فزوجه بابنته الأخرى أم كلثوم ولذا سمي ذا النورين. ثم توفيت أم كلثوم فقال رسول اللّه لو أن لنا ثالثة لزوجناك.
وروي أنه لما أسلم أخذه عمه الحكم بن أبي العاص بن أمية فأوثقه رباطا وقال له: ترغب عن ملة آبائك إلى دين محدث واللّه لا أدعك أبدا حتى تدع ما أنت عليه.
فقال عثمان واللّه لا أدعه أبدا ولا أفارقه. فلما رأى الحكم صلابته في دينه تركه.
ولما اشتدت قريش في اضطهاد المسلمين هاجر إلى الحبشة مع رقية بنت رسول اللّه فكان أول من هاجر ثم هاجر الهجرة الثانية إلى المدينة.

بذل عثمان في نصرة الإسلام نفسه وماله وجاهه حتى أنه حمل في تجهيز جيش العسرة ألف بعير وخمسين فرسا وكان هذا الجيش متوجها إلى تبوك.

وعن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان إلى النبي بألف دينار حين جهز العسرة فنثرها في حجره فجعل رسول اللّه يقلبها ويقول ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم ما ضر عثمان ما عمل بعد اليوم.
ثم اشترى بئر دومة بعشرين ألف درهم فجعلها للمسلمين يستقون منها.

لما حضرت عمر الوفاة أوصى أن يجتمع الستة الرجال الذين مات رسول اللّه وهو عنهم راضٍ وأن ينتخبوا واحدا منهم، وهم علي وعثمان وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وشرط أن يكون معهم ابنه عبد اللّه وليس له شيء غير الشورى.
فاجتمعوا وتناجوا ثم ارتفعت أصواتهم فقال عبد اللّه بن عمر: سبحان اللّه إن أمير المؤمنين لم يمت بعد.
فسمعها عمر فانتبه فقال: ألا أعرضوا عن هذا أجمعين فإذا مت فتشاوروا ثلاثة أيام وليصل بالناس صهيب ولا يأتين اليوم الرابع إلا وعليكم أمير منكم. ويحضر عبد اللّه بن عمر مشيرا ولا شيء له من الأمر، وطلحة شريككم في الأمر فإن قدم في الأيام الثلاثة فأحضروه أمركم. ومن لي بطلحة؟ فقال سعد بن أبي وقاص أنا لك به ولا يخالف إن شاء اللّه.
فقال عمر أرجو أن لا يخالف إن شاء اللّه وما أظن أن يلي إلا أحد هذين الرجلين علي وعثمان فإن ولي عثمان فرجل فيه لين وإن ولي علي ففيه دعابة وأحر أن يحملهم على طريق الحق. وإن تولوا سعدا فأهلها هو، وإلا فليستعن به الوالي، فإني لم أعزله عن خيانة ولا ضعف. ونعم ذو الرأي عبد الرحمن بن عوف مسدد رشيد له من اللّه حافظ فاسمعوا إليه.
وقال لأبي طلحة الأنصاري: يا أبا طلحة إن اللّه عز وجل طالما أعز الإسلام بكم فاختر خمسين رجلا من الأنصار فاستحث هؤلاء الرهط حتى يختاروا رجلا منهم.
وقال للمقداد بن الأسود: إذا وضعتموني في حفرتي فاجمع هؤلاء الرهط في بيت حتى يختاروا رجلا منهم.
وقال لصهيب: صل بالناس ثلاثة أيام وأدخل عليا وعثمان والزبير وسعدا وعبد الرحمن بن عوف وطلحة إن قدم وأحضر عبد اللّه بن عمر ولا شيء له من الأمر وقم على رؤوسهم. فإن اجتمع خمسة ورضوا رجلا وأبى واحد فاشدخ رأسه أو اضرب رأسه بالسيف. وإن اتفق أربعة فرضوا رجلا منهم وثلاثة رجلا منهم فحكموا عبد اللّه بن عمر فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف واقتتلوا الباقين إن رغبوا عما عليه الناس.
فخرجوا فقال علي لقوم كانوا معه من بني هاشم: إن أطع فيكم قومكم لم يؤمنوا أبدا.
وتلقاه العباس فقال له علي: عدلت عنا. فقال وما علمك؟ فإن قرن بي عثمان وقال كونوا مع الأكثر فإن رضي رجلان رجلا ورجلان رجلا فكونوا مع الذين فيهم عبد الرحمن بن عوف. وعبد الرحمن صهر عثمان لا يختلفان فيوليها عبد الرحمن عثمان أو يوليها عثمان عبد الرحمن فلو كان الآخران معي لم ينفعاني، بل إني لا أرجو إلا أحدهما.
فقال العباس: لا أدفعك في شيء إلا رجعت إليّ مستأخرا بما أكره. أشرت عليك عند وفاة رسول اللّه أن تسأله فيمن يلي هذا الأمر فأبيت وأشرت عليك حين سماك عمر في الشورى أن لا تدخل معهم فأبيت. احفظ عني واحدة. كلما عرض عليك القوم فقل لا إلا أن يولوك واحذر هؤلاء الرهط فإنهم لا يزالون يدفعوننا عن هذا الأمر حتى يقوم لنا به غيرهم. وأيم اللّه لا يناله إلا بشر لا ينفعه خير.
فقال علي: أما لئن بقي عثمان لأذكرنه ما أتى ولئن مات ليتداولنها بينهم، ولئن فعلوا ليجدونيحيث يكرهون. والتفت فرأى أبا طلحة فكره مكانه.
فقال أبو طلحة: لم ترع أبا الحسن.
فلما مات عمر وأخرجت جنازته تصدى علي وعثمان أيهما يصلي عليه. فقال عبد الرحمن كلا كما يحب الأمرة لستما من هذا في شيء. هذا إلى صهيب، استخلفه عمر يصلي بالناس ثلاثا حتى يجتمع الناس على إمام.
فصلى عليه صهيب.
فلما دفن عمر جمع المقداد أهل الشورى في بيت المسور بن مخرمة، ويقال في بيت المال، ويقال في حجرة عائشة بإذنها وهم خمسة معهم ابن عمر وطلحة غائب. وأمروا أبا طلحة أن يحجبهم وجاء عمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة فجلسا بالباب فحصبهما سعد وأقامهما. وقال تريدان أن تقولا حضرنا وكنا في أهل الشورى.


اجتمع أهل الشورى وكثر بينهم الكلام فقال أبو طلحة أنا كنت لأن تدافعوها أخوف مني لأن تنافسوها. لا والذي ذهب بنفس عمر لا أزيدكم على الأيام الثلاثة التي أمرتم. ثم أجلس في بيتي فأنظر ماذا تصنعون.
//-->


رد مع اقتباس
  #4  
قديم 04-26-2009, 02:16 PM
العائد إلى الله حسن العائد إلى الله حسن غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي عمر بن الخطاب

عمر بن الخطاب
عمر بن الخطاب هو الخليفة الثاني لرسول اللّه وهو أول من دعي أمير المؤمنين
كان في الجاهلية من الذين انتهى إليهم الشرف من قريش. أما صناعته فكان تاجرا وبقي كذلك إلى أن ولي الخلافة.
كان عمر مشهورا في الجاهلية بالشدة وعزة الجانب والمنعة على أنه لم يكن غنيا. وكان يرعى الغنم لأبيه وهو صغير حتى قال يوما وقد مر بمكان اسمه ضحيان بعد أن ولى الخلافة.
« كنت أرعى للخطاب بهذا المكان فكان فظا غليظا فكنت أرعى أحيانا وأحتطب أحيانا فأصبحت أضرب الناس ليس فوقي أحد إلا رب العالمين
.


وقد أعز اللّه المسلمين بإسلام عمر. فقد كانوا قبل إسلامه يجتمعون في دار الأرقم مستخفين لشدة قريش عليهم وكان النبي يتوقع خيرا للمسلمين بإسلام أحد العمرين وهما عمر بن الخطاب وعمرو بن هشام أعني أبا جهل.
فأسلم عمر في ذي الحجة لمضي ست وعشرين سنة.
فلما أسلم قال يا رسول اللّه، علام نخفي ديننا ونحن على الحق وهم على الباطل؟ فقال له رسول اللّه قليل عديدنا وقد رأيت ما لقينا. فقال له عمر، والذي بعثك بالحق لا يبقى مجلس جلست فيه بالكفر إلا جلست فيه بالإيمان. ثم خرج رسول اللّه في صفين من المسلمين حمزة في أحدهما وعمر في الآخر حتى دخلوا المسجد فنظرت قريش إلى حمزة وعمر فأصابتهم كآبة شديدة.

من هذا اليوم سمى رسول اللّه عمر بالفاروق لأنه أظهر الإسلام وفرق بين الحق والباطل.
لما أسلم عمر قال المشركون قد انتصف القوم اليوم منا وأنزل اللّه{ يا أيها النبي حسبك اللّه ومن اتبعك من المؤمنين} الأنفال: 64 .


صحب عمر رسول اللّه أحسن صحبة وبذل في نصره ماله ونفسه، وجاهر بالإسلام حتى أعزه. ولما أمر النبي بالهجرة هاجر جميع الصحابة مستخفين إلا عمر. فإنه لشدة بأسه هاجر على ملأ قريش، فتقلد سيفه وتنكب قوسه وانتضى في يده اسهما واختصر عنزته ومضى قبل الكعبة والملأ من قريش بفنائها، فطاف بالبيت سبعا ثم أتى المقام فصلى متمكنا ثم وقف على حلقات قريش واحدة فواحدة وقال لهم: شاهت الوجوه لا يرغم اللّه إلا هذه المعاطس من أراد أن تثكله أمه ويؤتم ولده وترمل زوجته فليلقني وراء هذا الوادي. قال علي بن أبي طالب، فما تبعه أحد إلا قوم من المستضعفين علمهم وأرشدهم ومضى لوجهه.

أمضى عمر بن الخطاب أيام صحبته لرسول اللّه في الدفاع عنه وبذل حياته في سبيل دعوته وكان يظهر في ذلك من الغيرة وشدة العناية ما لا يصدر إلا ممن شرح اللّه صدره للإسلام فهو على نور من ربه.
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 04-27-2009, 01:52 PM
العائد إلى الله حسن العائد إلى الله حسن غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي مشاهد من سيرة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه

سيرة الإمام الشهيد أمير المؤمنين
الشيخ عبدالرحمن السحيم
هو الإمام إذا عُـد الأئمـة
هو البطل إذا عُـدّ الأبطال
هو الشجاع المِقـدام
هو البطل الهُـمـام



هو الشهيد الذي قُتِل غدراً ، ولو أراد قاتله قتله مواجهته ما استطاع .

ولكن عادة الجبناء الطعن في الظهر !

فليتها إذ فَدَتْ عمراً بخارجةٍ = فَدَتْ علياً بمن شاءت من البشر

انه اسد الله الغالب انه علي بن ابي طالب رضي الله عنه

هو أمير المؤمنين الإمام الكريم : علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي ، أبو الحسن . رضي الله عنه وأرضاه .

كُنيته : أبو الحسن .
وكنّاه النبي صلى الله عليه وسلم : أبا تراب ، وسيأتي الكلام على سبب ذلك .

مولده : وُلِد قبل البعثة بعشر سنين .
وتربّى في حجر النبي صلى الله عليه وسلم ولم يُفارقه .

فضائله :
فضائله جمّـة لا تُحصى
ومناقبه كثيرة حتى قال الإمام أحمد : لم ينقل لأحد من الصحابة ما نقل لعلي .
وقال غيره : وكان سبب ذلك بغض بني أمية له ، فكان كل من كان عنده علم من شيء من مناقبه من الصحابة يُثبته ، وكلما أرادوا إخماده وهددوا من حدّث بمناقبه لا يزداد إلا انتشارا .
ومن هنا قال الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية : باب ذِكر شيء من فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه .
ثم أطال رحمه الله في ذكر فضائل أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه ،
قال : فمن ذلك أنه أقرب العشرة المشهود لهم بالجنة نسبا من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
قال الحافظ ابن حجر : وقد ولّـد له الرافضة مناقب موضوعة ، هو غنى عنها .
قال : وتتبع النسائي ما خُصّ به من دون الصحابة ، فجمع من ذلك شيئا كثيراً بأسانيد أكثرها جياد .
وكتاب الإمام النسائي هو " خصائص عليّ رضي الله عنه " .
وهذا يدلّ على محبة أهل السنة لعلي رضي الله عنه .
وأهل السنة يعتقدون محبة علي رضي الله عنه دين وإيمان .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله :

حُبُّ الصَّحابَةِ كُلُّهُمْ لي مَذْهَبٌ = وَمَوَدَّةُ القُرْبى بِها أَتَوَسّل
من فضائله رضي الله عنه :
أول الصبيان إسلاماً .
أسلم وهو صبي ، وقُتِل في الإسلام وهو كهل .


قال عليه الصلاة والسلام لعلي رضي الله عنه يوم غدير خم : ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى . قال : اللهم من كنت مولاه فعليّ مولاه . اللهم والِ من والاه ، وعاد من عاد . رواه الإمام أحمد وغيره .

وروى الإمام مسلم في فضائل علي رضي الله عنه قوله رضي الله عنه : والذي فلق الحبة ، وبرأ النَّسَمَة إنه لعهد النبي الأمي صلى الله عليه وسلم إليّ أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق .

وروى عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه قال في حق عليّ رضي الله عنه :
ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول الله صلى الله عليه وسلم فلن أسبّه ؛ لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم . سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له ، خَلّفه في بعض مغازيه فقال له عليّ : يا رسول الله خلفتني مع النساء والصبيان ؟! فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ، إلا انه لا نبوة بعدي ؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلا يحب الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لي علياً . فأُتي به أرمد ، فبصق في عينه ودفع الراية إليه ، ففتح الله عليه . ولما نزلت هذه الآية : ( فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ ) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة وحسنا وحسينا ، فقال : اللهم هؤلاء أهلي .

روى عليّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم كثيراً .

شهد المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا غزوة تبوك ، فقال له بسبب تأخيره له
بالمدينة : ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى ،إلا أنه لا نبي بعدي .
وهذا كان يوم تبوك خلفه النبي صلى الله عليه وسلم على المدينة ، وموسى خلف هارون على قومه لما ذهب موسى لميعاد ربه .

وهو بَدري من أهل بدر ، وأهل بدر قد غفر الله لهم .
وشهد بيعة الرضوان .
وهو من العشرة المبشرين بالجنة .
وهو من الخلفاء الراشدين المهديين فرضي الله عنه وأرضاه .
وهو زوج فاطمة البتول رضي الله عنها ، سيدة نساء العالمين .
وهو أبو السبطين الحسن والحسين ، سيدا شباب أهل الجنة

قال صلى الله عليه وسلم :
الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما خير منهما .
رواه ابن ماجه ، وصححه الألباني .

من خصائص عليّ رضي الله عنه :ما رواه البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلاً يفتح الله علي يديه ، يحبّ الله ورسوله ، ويحبه الله ورسوله . قال : فَباتَ الناس يدوكون ليلتهم أيهم يعطاها . قال : فلما أصبح الناس غدوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم كلهم يرجون أن يعطاها ، فقال : أين علي بن أبي طالب ؟ فقالوا : هو يا رسول الله يشتكى عينيه . قال : فأرسلوا إليه . فأُتيَ به ، فبصق رسول الله صلى الله عليه وسلم في عينيه ودعا لـه فبرأ حتى كأن لم يكن به وجع فأعطاه الراية .

ولذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ . كما عند مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه .لا لأجل الإمارة ، ولكن لأجل هذه المنزلـة العالية الرفيعة " يحبّ الله ورسوله ويُحبُّـه الله ورسوله "

اشتهر عليّ رضي الله عنه بالفروسية والشجاعة والإقدام .
وكان اللواء بيد علي رضي الله عنه في أكثر المشاهد .
بارز عليٌّ رضي الله عنه شيبة بن ربيعة فقتله عليّ رضي الله عنه ، وذلك يوم بدر .

وكان أبو ذر رضي الله عنه يُقسم قسما إن هذه الآية ( هَذَانِ خَصْمَانِ اخْتَصَمُوا فِي رَبِّهِمْ) نزلت في الذين برزوا يوم بدر ؛ حمزة وعلي وعبيدة بن الحارث ، وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة . رواه البخاري ومسلم .

وفي اُحد قام طلحة بن عثمان صاحب لواء المشركين فقال : يا معشر أصحاب محمد إنكم تزعمون أن الله يعجلنا بسيوفكم إلى النار ، ويعجلكم بسيوفنا إلى الجنة ، فهل منكم أحد يعجله الله بسيفي إلى الجنة أو يعجلني بسيفه إلى النار ؟! فقام إليه علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقال : والذي نفسي بيده لا أفارقك حتى يعجلك الله بسيفي إلى النار ، أو يعجلني بسيفك إلى الجنة ، فضربه عليّ فقطع رجله فسقط فانكشفت عورته فقال : أنشدك الله والرحم يا ابن عمّ . فكبر رسول الله
وقال أصحاب عليّ لعلي : ما منعك أن تُجهز عليه ؟ قال : إن ابن عمي ناشدني حين انكشفت عورته ، فاستحييت منه .

وبارز مَرْحَب اليهودي يوم خيبر
فخرج مرحب يخطر بسيفه فقال :
قد علمت خيبر أني مرحب =
شاكي السلاح بطل مجرب
إذا الحروب أقبلت تلهب


فقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه :

أنا الذي سمتني أمي حيدرة =
كليث غابات كريه المنظرة
أوفيهم بالصاع كيل السندرة

ففلق رأس مرحب بالسيف ، وكان الفتح على يديه .
وعند الإمام أحمد من حديث بُريدة رضي الله عنه : فاختلف هو وعليٌّ ضربتين ، فضربه على هامته حتى عض السيف منه بيضة رأسه ، وسمع أهل العسكر صوت ضربته . قال : وما تتامّ آخر الناس مع عليّ حتى فتح له ولهم .

ومما يدلّ على شجاعته رضي الله عنه أنه نام مكان النبي صلى الله عليه وسلم لما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهجرة .

ومع شجاعته هذه فهو القائل : كُنا إذا احمرّ البأس ، ولقي القوم القوم ، اتقينا برسول الله صلى الله عليه وسلم ، فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه . رواه الإمام أحمد وغيره .

فما أحد أشجع من رسول الله صلى الله عليه وسلم </B>



رد مع اقتباس
  #6  
قديم 04-27-2009, 01:57 PM
العائد إلى الله حسن العائد إلى الله حسن غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي عـمر بـن عـبد العـزيز

عـمر بـن عـبد العـزيز
هو عمر بن عبد العزيز بن مروان بن الحكم من خلفاء بني أمية
وهو خامس الخلفاء الراشدين
ولد بحلوان بمصر سنة (60) هـ، أمه أم عاصم بنت عاصم بن عمر بن الخطاب. روي العلم عن أنس وعبد اللّه بن جعفر بن أبي طالب ويوسف بن عبد اللّه بن سلام وسعيد بن المسيب وعروة بن الزبير والربيع بن سبرة وغيرهم.
كان أبيض الوجه، وسيم حسن الجسم حسن اللحية غائر العينين، بجبهته أثر حافر دابّة. قيل إن أباه لما ضربه الفرس وأدماه جعل يمسح الدم ويقول إن كنت أشج بني مروان أنك لسعيد وذلك أن النبي قال: الناقص والأشج أعدلا بني أمية. قال المؤرخون الناقص هو هشام بن عبد الملك لأنه نقص من أعطيات جيوشه فلقب بالناقص. بعثه أبوه من مصر إلى المدينة ليتأدب بأدب أهلها فكان يختلف إلى عبد اللّه بن عبيد اللّه يسمع منه، ولما مات أبوه عبد العزيز طلبه عمه عبد الملك إلى دمشق وزوجه بابنته فاطمة، وهي التي يقول الشاعر فيها:
بنتُ الخليفةِ والخليفة ُجدهـــــــا
أختَ الخلائفِ والخليفة ُ زوجها
وكان قبل ذلك يبالغ في التنعم ويفرط في الاختيال في المشية. قال أنس بن مالك، ما صليت خلف إمام أشبه برسول اللّه من هذا الفتى عمر بن عبد العزيز. وقال زيد بن أسلم كان يتم الركوع والسجود ويخفف القيام والقعود. سئل محمد بن علي بن الحسين عن عمر بن عبد العزيز فقال هو نجيب بني أمية وأنه يبعث يوم القيامة أمة وحده. وقال عمرو بن ميمون بن مهران عن أبيه كانت العلماء مع عمر بن عبد العزيز تلامذة. لما طلب للخلافة كان بالمسجد فسلموا عليه بالخلافة فعقر فلم يستطع النهوض حتى أخذوا بضبعيه فأصعدوه المنبر، فجلس طويلا لا يتكلم. فلما رآهم جالسين قال ألا تقومون فتبايعوا أمير المؤمنين فنهضوا إليه فبايعوه رجلا رجلا. وقد عمل له ابن الجوزي سيرة مجلدا ضخما وهو الذي أمر بجمع أحاديث رسول اللّه وتدوينها كما جمع أبو بكر الصديق القرآن وعدل بين الناس عدلا لم يره الناس إلا من جده عمر بن الخطاب فرتع الناس في بحبوبة الأمن والخصب، وتمنوا لو خلد في الخلافة، ولكن بني أمية تألبوا عليه ودسوا إليه السم فمات مسموما. وسبب كراهيتهم له أنه ضيق الخناق عليهم ولم يتركهم يستغلون ضعف الضعفاء نقعا لغلتهم فتوفي بدير سمعان سنة (101) هـ.
كانت آخر خطبة خطبها : حمد الله وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإنكم لم تخلقوا عبثاً ، ولم تتركوا سدىً وإن لكم معاداً ينزل الله فيه للحكم فيكم والفصل بينكم ، فخاب وخسر من خرج من رحمة الله تعالى ، وحرم جنة عرضها السماوات والأرض ، ألم تعلموا أنه لا يأمن غداً إلا من حذر اليوم الآخر وخافه ، وباع فانياً بباقٍ ، ونافداً بما لا نفاد له ، وقليلاً بكثير ، وخوفاً بأمان ، ألا ترون أنكم في أسلاب الهالكين وسيكون من بعدكم للباقين ، كذلك ترد إلى خير الوارثين ، ثم إنكم في كل يوم تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله لا يرجع، قد قضى نحبه حتى تغيبوه في صدع من الأرض ، في بطن صدع غير موسد ولا ممهد ، قد فارق الأحباب ، وواجه التراب والحساب ، فهو مرتهن بعمله ، غني عما ترك ، فقير لما قدم ، فاتقوا الله قبل القضاء ، راقبوه قبل نزول الموت بكم ، أما إني أقول هذا … ثم وضع طرف ردائه على وجهه فبكى وأبكى من حوله ، وفي رواية : وأيم الله إني لأقول قولي هذا ولا أعلم عند أحد من الذنوب أكثر مما أعلم من نفسي ، ولكنها سنن من الله عادلة أمر فيها بطاعته ، ونهى فيها عن معصيته ، وأستغفر الله ، ووضع كمّه على وجهه فبكى حتى بلّ لحيته فما عاد لمجلسه حتى مات رحمه الله .

رد مع اقتباس
  #7  
قديم 04-27-2009, 02:01 PM
العائد إلى الله حسن العائد إلى الله حسن غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي جعفر بن أبي طالب

جعفر بن أبي طالب
السيد الشهيد، الكبير الشأن، علم المجاهدين، أبو عبد الله إبن عم رسول الله صلىالله عليه وسلم، أخو علي بن أبي طالب، وهو أسن من علي بعشر سنين.

هاجر الهجرتين، وهاجر من الحبشة إلى المدينة، فوافى المسلمين وهم على خيبر إثرأخذها، فأقام بالمدينة شهراً، ثم أمره رسول الله صلى الله عليه وسلم على جيش غزوةمؤتة بناحية الكَرَك، فاستشهد.
وقد سُرَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم كثيراًبقدومه، وحزن والله لوفاته.

عن ابن مسعودقال: بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، إلى النجاشي ثمانين رجلاً : أنا،وجعفر، وأبو موسى، وعبد الله بن عُرفطة، وعثمان بن مظعون، وبعثت قريش عمرو ابنالعاص، وعمارة بن الوليد بهدية، فقدما على النجاشي، فلما دخلا سجدا له،وابتدراه، فقعد واحدٌ عن يمينه، والآخر عن شماله، فقالا: إنَّ نفراً من قومنانزلوا بأرضك، فرغبوا عن ملتنا. قال: وأين هم ؟ قالوا : بأرضك . فأرسل في طلبهم،فقال جعفر: أنا خطيبكم، فاتّبعوه. فدخل فسلم، فقالوا: ما لك لا تسجُدُ للملك ؟قال: إنا لا نسجد إلاَّ لله. قالوا : ولم ذاك ؟ قال: إن الله أرسل فينا رسولاً،وأمرنا أن لا نسجد إلاَّ لله، وأمرنا بالصلاة والزكاة، فقال عمرو: إنهم يخالفونكفي ابن مريم وأمه. قال: ما تقولون في ابن مريم وأمه ؟ قال جعفر: نقول كما قالالله: روح الله، وكلمته ألقاها إلى العذراء البتول التي لم يمسها بشر. قال: فرفع النجاشي عوداً من الأرض وقال: ما يا معشر الحبشة والقسّيسين والرهبان ! ماتريدون، ما يسوؤوني هذا ! أشهد أنه رسول الله، وأنه الذي بشر به عيسى في الإنجيل، والله لولا ما أنا فيه من الملك لأتيته فأكون أنا الذي أحمل نعليه وأوضّئه. وقال:انزلوا حيث شئتم، وأمر بهدية الآخرين فردت عليهم. قال: وتعجل ابن مسعود ، فشهدبدراُ.

وعن خالد بن شُمير قال: قدم علينا عبد الله بن رباح، فاجتمعإليه ناس، فقال: حدثنا أبو قتادة قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشالأمراء وقال: (عليكم زيدٌ، فإن أصيب فجعفرٌ، فإن أصيب جعفر فابن رواحة) فوثبجعفر، وقال: بأبي أنت وأمي ! ما كنت أرهب أن تستعمل زيداً عليَّ . قال: امضوا،فإنك لا تدري أيُّ ذلك خير، فأنطلق الجيش، فلبثوا ما شاء الله. ثم إن رسول اللهصلى الله عليه وسلم صعد المنبر، وأمر أن ينادى: الصلاة جامعة. قال صلى الله عليهوسلم: (ألا أخبركم عن جيشكم، إنهم لَقُوا العدوّ، فأصيب زيدٌ شهيداً،فاستغفروا له، ثم أخذ اللواء جعفر فشدَّ على الناس حتى قتل، ثم أخذه ابن رواحة،فأثبت قدميه حتى أصيب شهيداً، ثم أخذ اللواء خالد، ولم يكن من الأمراء، هو أمَّرنفسه، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم أصبعيه وقال: (اللهم هو سيف من سيوفك
فانصره) فيومئذٍ سميَّ ( سيف الله )، ثم قال: (انفروا فامددوا إخوانكم، ولايتخلفنَّ أحدٌ)، فنفر الناس في حرٍ شديد.
عن ابن اسحاق: حدثنا يحي بنعبَّاد، عن أبيه قال: حدثني أبي الذي أرضعني، وكان من بني مرة (بن عوف) قال:لكأني أنظر إلى جعفر يوم مؤتة حين اقتحم عن فرسٍ له شقراء فعقرها ثم قاتل حتى قتل.
قال ابن اسحاق: وهو أول من عقر في الإسلام وقال:

يا حبذا الجنةواقترابها طَيِّبةً وباردٌ شرَابُهاوالرُّومُ رومٌ قد دنا عذابها عليَّ إنلاقيتُها ضِرابُها.
وعن ابن عمر قال: فقدنا جعفراً يوم مؤتة، فوجدنا بينطعنة ورمية بضعاً وتسعين، وجدنا ذلك فيما أقبل من جسده.
وعن أسماء قالت:دخل عليَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدعا بني جعفر، فرأيته شمَّهم، وذرفتعيناه، فقلت: يا رسول الله ! أبلغك عن جعفر شيء ؟ قال: (نعم قتل اليوم) فقمنانبكي، ورجع، فقال: (اصنعوا لآل جعفرٍ طعاماً، فقد شُغِلُوا عن أنفسهم).
وعن عائشة قالت: لما جاءت وفاة جعفر، عرفنا في وجه النبي صلى اللهعليه وسلم الحزن.
وعن ابن عباس، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم(رأيت جعفر بن أبي طالب مَلَكاً في الجنة، مضرَّجةً قوادمه بالدماءِ، يطير فيالجنة).
وعن محمد بن أسامة بن زيد، عن أبيه: سمع النبي يقول لجعفر(أشبه خَلْقُكَ خَلقي وأشبه خُلُقُكَ خلقي، فأنت مني ومن شجرتي).
وقال الشعبي: كان ابن عمر إذا سلَّم على عبد الله بن جعفر قال: السلام عليك يا إبن ذي الجناحين.
أسلم جعفر بعد أحد وثلاثين نفساً.
وعن أبيهريرة قال: (ما احتذى النعال ولا ركب المطايا بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم،أفضل من جعفر بن أبي طالب) يعني في الجود والكرم.
عن أبي هريرة قال: كنَّانسمي جعفراً أبا المساكين. كان يذهب بنا إلى بيته، فإذا لم يجد لنا شيئاً، اخرجإلينا عكة [ العكة : ظرف السمن ] أثرها عسلٌ، فنشقها ونلعقها.
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 04-27-2009, 02:03 PM
العائد إلى الله حسن العائد إلى الله حسن غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي حمزة بن عبدالمطلب

حمزة بن عبدالمطلب

الإمام البطل الضرغام، أسد الله، أبو عمارة، وأبو يعلى القرشيُّ الهاشميُّالمكيُّ ثم المدنيُّ البدريُّ الشهيد، عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخوه منالرضاعة .

قال ابن إسحاق : لما أسلم حمزة، علمت قريش أن رسول اللهصلى الله عليه وسلم قد امتنع، وأن حمزة سيمنعه، فكفوا عن بعض ما كانوا ينالون منه .


قال أبو إسحاق : عن حارثة ابن مُضرّب، عن علي : قال لي رسول الله صلىالله عليه وسلم : ناد حمزة، فقلت : من هو صاحب الجمل الأحمر ؟ فقال حمزة : هو عتبةبن ربيعة . فبارز يومئذ حمزة عتبة فقتله .


عن ابن عمر قال : سمع رسولالله صلى الله عليه وسلم نساء الأنصار يبكين على هلكاهن فقال : ( لكن حمزة لا بواكيله ) فجئن، فبكين على حمزة عنده . إلى أن قال : ( مروهن لا يبكين على هالك بعداليوم).


عن جابر مرفوعاً : سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمامجائر، فأمره ونهاه فقتله.

عن جعفر بن عمرو بن أمية الضّمري قال : خرجت وعبيد الله ابن عدي بن الخيار في زمن معاوية غازيين . فمررنا بحمص، وكانوحشيٌ بها، فقال ابن عدي : هل لك أن نسأل وحشياً كيف قتل حمزة . فخرجنا نُريده،فسألنا عنه، فقيل لنا : إنكما ستجدانه بفناء داره على طنفسة له . وهو رجل قد غلبعليه الخمر، فإن تجداه صاحياً تجدا رجلاً عربياً، فأتيناه فإذا نحن بشيخ كبيرأسود مثل البغاث، (هو ضرب من الطير إلى السواد ، وهو ضعيف الجثه كالرخمة وغيرهامما لا يصيد ولا يصاد) على طنفسة له، وهو صاح، فسلمنا عليه، فرفع رأسه إلى عبيدالله بن عديّ . فقال : ابنٌ لعدي والله ، ابن الخيار أنت ؟ قال : نعم ...

فقال : والله ما رأيتك منذ ناولتك أمك السعدية التي أرضعتك بذي طوى،وهي على بعيرها فلمعت لي قدماك . قلنا : إنا أتينا لتحدثنا كيف قتلت حمزة، قال : سأُحدثكما بما حدَّثتُ به رسول الله صلى الله عليه وسلم، كنت عبد جُبير بن مُطعم،وكان عمه طُعيمة بن عدي قُتل يوم بدر، فقال لي : إن قتلت حمزة ، فأنت حر، وكنتصاحب حربة أرمي قلَّما أُخطئ بها . فخرجت مع الناس، فلما التقوا ، أخذت حربتي،وخرجت أنظر حمزة، حتى رأيته في عُرض الناس مثل الجمل الأورق (الذي لونه بينالغبرة والسوادة، وسمي كذلك لما عليه من الغبار)، يهدُّ الناس بسيفه هداًً مايُليق شيئاً (أي : لا يمر بشيء إلا قطعه)، فوالله إني لأتهيأ له إذ تقدمني إليهسِباع بن عبد العُزَّى الخزاعي، فلما رآه حمزة، قال : هلُمّ إليَّ يا ابنمُقطِّعة البُظُور ، ثم ضربه حمزة ، فوالله لكأن ما أخطأ رأسه ، ما رأيت شيئاً قطُّكان أسرع من سقوط رأسه . فهززت حربتي، حتى إذا رضيت عنها دفعتها عليه في ثنته (أسفل البطن إلى العانة ) حتى خرجت بين رجليه . فوقع، فذهب لينوء (لينهض متثاقلاً)، فغلب فتركته وإياها ، حتى إذا مات، قمت إليه، فأخذت حربتي، ثم رجعت إلىالعسكر فقعدت فيه، ولم يكن لي حاجة بغيره .

فلما افتتح رسول الله صلى اللهعليه وسلم مكة هربت إلى الطائف. فلما خرج وفد الطائف ليُسلموا، ضاقت عليّ الأرضبما رحبت، وقلت: ألحق بالشام، أو اليمن، أو بعض البلاد، فوالله إني لفي ذلك منهمّي إذ قال رجل: والله إن يقتل محمد أحداً دخل في دينه، فخرجت حتى قدمت المدينةعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : وحشي ؟ قلت : نعم . قال : اجلس، فحدثنيكيف قتلت حمزة. فحدثته كما أحدثكما، فقال: (غيّب عني وجهك، فلا أرينك) فكنتأتنكب رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث كان (أي أميل عنه)، حتى قُبض .


فلما خرج المسلمون إلى مسيلمة ! خرجت معهم بحربتي التي قتلت بها حمزة، فلما التقىالناس، نظرت إلى مسيلمة وفي يده السيف، فوالله ما أعرفه، وإذا رجل من الأنصاريريده من ناحية أخرى، فكلانا يتهيأ له، حتى إذا امكنني، دفعت عليه حربتي فوقعتفيه، وشد الأنصاري عليه فضربه بالسيف، فربك أعلم أينا قتله، فإن أنا قتلته فقدقتلت خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقتلت شر الناس .


عنأنس قال: لما كان يوم أحد وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمزة وقد جدع ومثلبه، فقال: (لولا أن تجد صفية في نفسها لتركته حتى يحشره الله من بطون السباعوالطير)، وكفن في نمرة إذا خمر رأسه بدت رجلاه، وإذا خمرت رجلاه بدا رأسه .


عن سعد بن أبي وقاص قال : كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله صلىالله عليه وسلم بسيفين ويقول : أنا سيف الله .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 04-27-2009, 02:05 PM
العائد إلى الله حسن العائد إلى الله حسن غير متواجد حالياً
عضو ماسي
 




افتراضي خالد بن الوليد

خالد بن الوليد
هو بن المغيرة بن عبد اللّه بن عمرو بن مخزوم أبو سليمان
كان واحدا ممن انتهى إليهم الشرف في الجاهلية
كان في وقائع بدر والخندق وأحد قائدا لخيل المشركين ولم يشهد مع رسول اللّه إلا ما بعد الفتح من الوقائع.
كان خالد في قومه موصوفا بالشجاعة محببا فيهم مقدما عندهم موفقا للنصر عارفا بأصول الحرب. وكان من طباعه الشدة والتسرع، وكان في عهد أبي بكر قائدا على الجنود، و لشدة تسرعه ألح عمر على أمير المؤمنين بعزله فلم يوافقه على ذلك.
يرجح ان خالدا اسلم سنة سبع من الهجرة . ولما أسلم أرسله رسول اللّه مع جيش من المسلمين أميره زيد بن حارثة إلى مشارف الشام من أرض البلقاء(شمال الاردن حاليا) لغزو الروم فحدثت هنالك وقعة مؤتة العظيمة التي استشهد فيها زيد ثم أخذ الراية منه جعفر بن أبي طالب فاستشهد أيضا ثم أخذها عبد اللّه بن رواحة فاستشهد أيضا.
اتفق المسلمون على دفع الراية إلى خالد بن الوليد فأخذها وقاد الجيش قيادة ماهرة وقاتل بنفسه قتالا عنيفا حتى تكسر في يده سبعة أسياف وما زال يدافع عدوه حتى أجبره على الابتعاد عنه ثم انسحب بسلام إلى المدينة. فسماه رسول اللّه سيفا من سيوف اللّه.

وذلك أنه لما قتل الأمراء الثلاثة وأخذ خالد الراية أوحي إلى النبي بذلك فصعد المنبر وأعلم المسلمين بقتل زيد وجعفر وابن رواحة وقال ثم أخذ الراية سيف من سيوف اللّه خالد بن الوليد وفتح اللّه عليه.
وكان النبي يولي خالدا أعنة الخيل فشهد مع رسول اللّه فتح مكة.
بعثه رسول اللّه إلى بني خذيمة داعيا لا مقاتلا فذهب فقاتلهم وقتل منهم فلما بلغ الرسول ذلك رفع يديه إلى السماء ثم قال (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد) ثم أرسل عليا ومعه مال لفدي الدماء والأموال ثم جاء خالد إلى النبي فاعتذر عما بدر منه.
وكان خالد على مقدمة رسول اللّه يوم حنين فجرح خالد فعاده رسول اللّه ونفث في جرحه فبرئ.
وأرسله إلى أكيدر صاحب دومة الجندل فأسره وأتى به إلى رسول اللّه فصالحه على ان يدفع الجزية.

وأرسله إلى بني الحارث بن كعب بنجران وأمره أن يدعوهم إلى الإسلام فإن أجابوا أقام فيهم وعلمهم شرائع الإسلام وإن أبوا قاتلهم فذهب إليهم وأسلم الناس على يديه وأقام بينهم هاديا ومعلما.
لما توفي الرسول عليه السلام ولاه أبو بكر قتال العرب المرتدين عن الإسلام

أشد ما لقي خالد من العرب المرتدين كان في قتاله مع مسيلمة الذي ادعى النبوة باليمامة إذ خرج يقاتل بستين ألف رجل فلما اشتد القتال انكشف المسلمون حتى أنهم انحسروا عن خيمة بن الوليد قائدهم.

نهض خالد وزيد بن الخطاب وثابت بن قيس وغيرهم من إجلاء القوم وبثوا في الجند روح الحمية حتى ردوا الأعداء إلى أبعد مما كانوا وصلوا إليه ثم اشتد القتال وعظم الخطب وتحمس أتباع مسيلمة فخشي خالد أن ينهزم العرب الذين معه ويستعر القتل في المهاجرين والأنصار. فنادى في الناس أن امتازوا أي ليلزم كل شخص قبيلته فظهر أن عدد القتلى في المهاجرين والأنصار أكثر مما في غيرهم.
علم خالد أن الحرب لا تخمد نارها إلا بقتل مسيلمة فطلبه للبراز فخرج إليه فحمل عليه خالد فانهزم مسيلمة. فدعا خالد إذ ذاك المسلمين للحملة على أعدائهم فحملوا عليهم حملة صادقة فهزموهم ودخل المهزومون حديقة وأغلقوها عليهم. نهض أحد إجلاء الرجال وهو البراء بن مالك فقال يا معشر المسلمين ألقوني عليهم، فحملوه حتى اقتحم الجدار وسقط إلى الباب فقاتل عليه حتى فتحه، فدخل المسلمون الحديقة فاقتتلوا فيها أشد قتال فقتل هنالك مسيلمة. ولما علم قومه بمقتله حاولوا الهرب ولكن السيف كان أسرع وهزموا شر هزيمة.
بعد فراغ خالد من قتاله لمسيلمة في اليمامة أرسله أبو بكر للعراق فكانت أول وقائعه فيها وقعة الحفير قرب خليج البصرة وكان اسم صاحبها هرمز. فطلبه خالد للبراز فبرز إليه ولم يتجاولا إلا قليلا حتى قتله. وحمل القعقاع بن عمرو علىٍ الفرس وهزمهم.
لما انهزم أصحاب هرمز التقوا في الطريق بعسكر أرسله إليهم كسرى وكان هرمز أرسل إليه يطلب المساعدة فاجتمعوا معا ورجعوا إلى محاربة خالد فأعاد عليهم الكرة وهزمهم وقتل وسبى وكان في السبي يومئذ أبو الهمام الحسن البصري وكان نصرانيا.
ثم علم خالد أن كسرى ازدشير بعث إليه بجيش بقيادة الأندرزعز أكثره من العرب الضاحية والدهاقين فسار إليهم ونصب لهم كمينا، فلما التقوا ونشبت بينهم الحرب خرج إليهم الكمين وأحاط بالعدو فقتل منهم خلق كثير منهم قائدهم الأندرزعز وقد كان موته عطشا.

ثم ذهب خالد إلى الحيرة فأتاه الدهاقين من تلك النواحي فصالحوه على ألفي ألف.
وفي تلك الأثناء مات كسرى ازدشير ووقعت الفرس في الإضطرابات السياسية فأخذ خالد يتمم فتح العراق فقصد الأنبار وكان عليها شيرزاد فخرج لقتاله فلم يوفق.
ثم صالحه وصالح خالد من حول الأنبار وسار إلى عين النمر فاستقبله عاملها للفرس مهران بن بهرام جوبين بجند عظيم من الفرس والعرب تحت قيادة عقبة بن أبي عقبة، فبينما كان عقبة يعبىء صفوفه هجم عليه خالد واحتضنه وأخذه أسيرا فانهزم العرب بلا قتال. وتبعهم الفرس وتحصنوا في حصن فما زال به خالد حتى أفتتحه.

ومنها سار خالد إلى دومة الجندل فخرج إليه من فيها فانهزموا وأخذ المسلمون الحصن.
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 05-04-2009, 04:51 AM
ابو سالم ابو سالم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

ما شاء الله
أكمل بارك الله فيك
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 04:34 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.