انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-27-2009, 10:44 AM
أم مُعاذ أم مُعاذ غير متواجد حالياً
لا تنسوني من الدعاء أن يرْزُقْنِي الله الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى وَحُسْنَ الخَاتِمَة
 




افتراضي عدة مباحث مهمة في اسماء الله تعالى للشيخ العثيمين

 

عدة مباحث مهمة في اسماء الله تعالى للشيخ العثيمين
وأسماء الله سبحانه وتعالى البحث فيها من عدة أوجه :


البحث الأول : أسماء الله سبحانه وتعالى كلها حسنة ليس فيها نقص بوجه من الوجوه ولا بحال من الأحوال ، قال الله تعالى : (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (الأعراف:180) ) .


وقال تعالى : (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (الحشر:23) (هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(الحشر: الآية 24) فوصفها باسم التفضيل فليس فيها نقص بوجه من الوجوه .البحث الثاني : أن أسماء الله تعالى مشتقة ، أي أنها تتضمن معاني وأوصافا فكل اسم منها يتضمن الصفة التي اشتق منها ، حتى اسم ( الله ) يتضمن صفة وهي الإلوهية ، فأسماء الله تعالى إذاً أعلام دالة على صفة ، ولولا ذلك ما كانت حسنى ،

لأنها إذا لم تتضمن معنى صارت أسماء جامدة لا معنى لها ، وإذا كانت أسماء جامدة لا معنى لها فلا توصف بالحسنة ، والله عز وجل وصفها بأنها حسنة أي بالغة في الحسن كماله .

إذا ما من اسم إلا ويتضمن صفة وقد يتضمن بعضها صفتين أو أكثر ، عن طريق الالتزام ، يعني من باب دلالة اللزوم أو الالتزام .

فمثلا الخلاق من أسماء الله ، قال تعالى : (إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ) (الحجر:86) ، فالخلاق يتضمن صفة الخلق ، ويستلزم صفة العلم والقدرة إذ لا خلق إلا بعلم وقدرة ، فهو إلى على الخلق بمقتضى مادته ، ودال على العلم والقدرة بلازمه ، فالخلاق دال على الخلق بمقتضى المادة ،

لأن الخلاق من الخلق ، ودال على العلم والقدرة دلالة التزام ؛ لأن من لازم الخلق العلم والقدرة ، فمن لا علم عنده لا يمكن أن يخلق ، إذ كيف يخلق وهو لا يعرف أن يخلق ؟ ومن لا قدرة عنده لا يخلق ؛ إذ كيف يخلق وهو ضعيف ؟
ونضرب مثلا في الإنسان ، فإذا قيل لإنسان : اصنع لنا مسجلا ، وهو إنسان عنده المواد الخام ، وعنده قدرة ونشاط وذكاء ، لكن ليس عنده علم . فهذا لا يمكن أن يصنع المسجل لعدم علمه.
وإذا كان هناك إنسان عنده علم ، فهو مهندس ودارس ويقرأ ويعرف ، لكنه مشلول لا يقدر أن يصلح شيئا ، فهذا لا يقدر أن يصنع المسجل لعدم القدرة .

إذا اسم الله الخلاق تضمن ثلاث صفات : الخلق ، والعلم ، والقدرة ،ولهذا قال الله عز وجل :( اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاَطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْماً) (الطلاق:12) ،

يعني أخبرناكم بذلك لتعلموا أن الله على كل شيء قدير ، وأن الله قد أحاط بكل شيء علما ، ولولا علمه وقدرته ما خلق السموات والأرض

ويعبر عن هذا البحث بأن أسماء الله أعلام وأوصاف ، فباعتبار دلالتها على الذات هي أعلام ؛ وباعتبار دلالتها على المعاني هي أوصاف.
ويترتب على هذا البحث : هل أسماء الله متباينة أو مترادفة ؟
والجواب أن نقول :إما باعتبار دلالتها على الذات فهي مترادفة ؛ لأنها دلت على شيء واحد وهو الله ، وأما باعتبار دلالتها على المعنى فهي متباينة ؛ لأن لكل اسم منها معنى غير المعنى في الاسم الآخر .

والمترادف : هو متعدد اللفظ متحد المعنى ، والمتباين : هو متعدد اللفظ والمعنى ، فحجر وإنسان متباين ؛ لأن اللفظ مختلف والمعنى مختلف ، وبشر وإنسان مترادف ؛ لأن اللفظ متعدد والمعنى واحد .
فالله والرحمن ، والرحيم ، والملك ، والقدوس ،والسلام ، إلى آخر ما ذكر في سورة الحشر باعتبار دلالتها على الله ،فهي مترادفة لأنها تدل على شيء واحد ، وباعتبار دلالة كل واحد منها على معناه فهي متباينة .

الوجه الثالث : أسماء الله عز وجل غير محصورة بعدد معين ، ولا يمكن حصرها لقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث المشهور - حديث ابن مسعود رضي الله عنه - في دعاء الغم والهم قال : (( أسالك بكل اسم هو لك ، سميت به نفسك ،أو أنزلته في كتابك ، أو علمته أحداً من خلقك ، أو استأثرت به في علم الغيب عندك ، أن تجعل القرآن العظيم ربيع قلبي ... )

(1)إلى آخره ، الشاهد قوله : (( أو استأثرت به في علم الغيب عندك ) وهذا يدل على أن من أسماء الله ما استأثر الله به ، وما استأثر الله به فلا يمكن الوصول إليه ؛ لأنه لو أمكن الوصول إليه لم يكن مستأثرا به ، ولهذا قال : (( استأثرت به في علم الغيب عندك ) ، فإذا ليست أسماء الله محصورة ، ولا يمكن حصرها .

فإذا قال قائل : كيف نجمع بين هذا وبين قوله صلى الله عليه وسلم : (( إن لله تسعة وتسعين اسماً مائة إلا واحدا من أحصاها دخل الجنة )؟_2)
فالجواب : أن هذا الحديث الثاني لا يدل على الحصر ، وإنما يدل على حصر معين ، وهو أن من أسماء الله تسعة وتسعين اسما إذا أحصيتها دخلت الجنة ، يعني إذا أحصيت تسعة وتسعين اسما من أسماء الله فانك تدخل الجنة .
ونظيره لو قلت : عندي عشر سيارات أعددتها لحمل البطحاء ، فليس معنى ذلك انه ليس عندك إلا هذه العشر ، لكن هذه العشر خصت بأنها معدة لحمل البطحاء ، وقد يكون عندك سيارات أخرى معدة لحمل الخشب ، وأخرى معدة لحمل الرجال ، وأخرى لحمل الأمتعة ، ومثل هذا التعبير لا يدل على الحصر .
فإذا قال قائل : ما الفائدة من هذا الكلام إذا قلنا إنه لا يدل على الحصر ؟
قلنا : الفائدة من أجل أن يبحث المكلف عن هذه الأسماء من الكتاب والسنة حتى يدركها ، وإلا لسردها لنا النبي صلى الله عليه وسلم سردا ونستريح ، لكن من أجل أن يبتلي الله الإنسان الحريص من غير الحريص . فالحريص هو الذي يبحث عن الشيء حتى يصل إليه وغير الحريص هو الذي يقول إن كان الشيء سهلا أخذته ،

وإن كان صعبا يحتاج إلى مراجعة والى بحث فلا حاجة لي به .
البحث الرابع : حكم التسمي بأسماء الله سبحانه وتعالى ؟
إن من أسماء الله ما لا يسمى به غيره ، مثل الله ، فلا يمكن أن نسمي أحداً بهذا الاسم لا على سبيل إرادة المعنى ، ولا على غيره ، كذلك اسم الرحمن أيضاً ، قال العلماء رحمهم الله : لا يجوز أن يسمى به غيره ولا يوصف به غيره ؛ لأن الإلوهية والرحمة الواسعة الشاملة التي هي وصف لازم للراحم ؛ هذه لا تكون إلا لله .
أما بقية الأسماء فهي إن قصد بها ما يقصد بأسماء الله من الدلالة على العلمية والوصفية فإنها ممنوعة ، وإن قصد بها مجرد العلمية فليست ممنوعة ، فالحكم والحكيم من أسماء الله ، فإذا سمينا شخصا بالحكم أو بحكيم ولم نقصد معنى الحكمة فيه ولا معنى الحكم فهنا لا باس به ، وفي الصحابة رضي الله عنهم من اسمه حكيم

، وفيهم من اسمه الحكم .

وإن قصدنا بذلك المعنى الذي اشتققنا منه هذا الاسم فهذا لا يجوز ، لأن هذا من خصائص أسماء الله ، فهي التي يراد بها الاسم والوصف ، ولهذا إذا سمينا رجلا بصالح فإنه جائز ولا يغير الاسم ، لأننا ما قصدنا بذلك التزكية ، أي وصفه بالصلاح وأننا ما سميناه صالحا إلا لأنه صالح ؛ سمينا صالحا مجرد علم .
كذلك إذا سمينا شخصا بسلمان فليس لأنه سالم ، بل قد يكون من أتعس الناس ، يوما تكسر رجله ، ويوما تكسر يده ؛ ويوما يفلق رأسه ، ويوما يخدش ظهره ، وليس فيه السلامة ، ومع ذلك نسميه سلمان ، وكذلك سليمان . فالمهم انه إذا لم يقصد المعنى في الاسم فإنه جائز لمجرد العلم فقط .
البحث الخامس : أن أسماء الله تعالى توقيفية وليس لنا أن نسمي الله بما لم يسم به نفسه .

قال المؤلف رحمه الله : ( لكنها في الحق توقيفية ) : (لكنها ) : أي أسماء الله عز وجل ، ( في الحق ) أي في القول الحق الصحيح ، ( توقيفية ) أي موقوفة على ورود الشرع بها ، والتوقيفي هو الذي يتوقف إثباته أو نفيه على قول الشارع ، فهي توقيفية لا يجوز لنا أن نسمي الله بما لم يسم به نفسه .
ودليل ذلك من الأثر والنظر :
أما من الأثر : فقوله تعالى :(قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ) (الأعراف:33) وإثبات اسم من أسماء الله لم يسم به نفسه هذا من القول عليه بلا علم ، فيكون حراما ،

وقال تعالى : (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الإسراء:36) وإثبات اسم لله لم يسم به نفسه من قفو ما ليس لنا به علم .أما من النظر : أولا : فلأن اسم المسمى لا يكون إلا بما وضعه لنفسه ، وإذا كان الناس يعدون من العدوان أن يسمى الإنسان بما لم يسم به نفسه أو بما لم يسمه به أبوه ، فإن كون ذلك عدوانا في حق الخالق من باب أولى ،

فلو أن رجلا اسمه محمد وناداه آخر : يا عبد الله ، وكلما ناداه أو راسله سماه عبد الله ، لغضب من ذلك ، ورأى أن ذلك تعد عليه ، فإذا كان هذا في حق المخلوق ، فهو في حق الخالق أعظم .

ثانياً : من الدليل النظري أيضاً أن الله قال : ((وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى)(الأعراف: الآية 180)) ، الحسنة البالغة في الحسن كماله ، وأنت إذا سميت الله باسم فليس عندك علم أنه بلغ كمال الحسن ، بل قد تسميه باسم تظن انه حسن ، وهو سيئ ليس بحسن .


وهذا أيضاً دليل عقلي يدل على انه لا يجوز أن نسمي الله بما لم يسم به نفسه . فهذه أربعة أدلة ؛ دليلان أثريان أو شرعيان ؛ ودليلان عقليان نظريان .

ولهذا قال المؤلف رحمه الله : ( لنا بذا أدلة وفيه ) . ( لنا بذا ) : المشار إليه القول بأنها توقيفية . ( أدلة وفية ) أي كافية وافية بالمقصود .

المصدر :
شرح العقيدةالسفارينية للشيخ العثيمين رحمه الله
التوقيع

توفيت امنا هجرة الي الله السلفية
اللهم اغفر لامتك هالة بنت يحيى اللهم ابدلها دارا خيرا من دارها واهلا خيرا من اهلها وادخلها الجنة واعذها من عذاب القبر ومن عذاب النار .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-30-2009, 05:38 PM
هجرة إلى الله السلفية هجرة إلى الله السلفية غير متواجد حالياً
رحمها الله رحمة واسعة , وألحقنا بها على خير
 




افتراضي

بارك الله فيكِ
ونفع بكِ
وجزيتِ الفردوس الأعلي
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 01-06-2010, 07:15 PM
أم مُعاذ أم مُعاذ غير متواجد حالياً
لا تنسوني من الدعاء أن يرْزُقْنِي الله الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى وَحُسْنَ الخَاتِمَة
 




افتراضي

جزاكم الله خيرا
التوقيع

توفيت امنا هجرة الي الله السلفية
اللهم اغفر لامتك هالة بنت يحيى اللهم ابدلها دارا خيرا من دارها واهلا خيرا من اهلها وادخلها الجنة واعذها من عذاب القبر ومن عذاب النار .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
للشيخ, مباحث, مهمة, الله, العثيمين, اسلام, تعالى, عدة, في


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:57 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.