التوبــــــــــــــــة

[أم حفصة السلفية]

 

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مُضِل لهُ، ومن يضلْل فلا هادىَ لهُ.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهدُ أنًَ محمدًا عبدهُ ورسولهُ

التوبة

قال العلماء: التوبةُ واجبة من كل ذنب، فإن كانت المعصية بين العبد وبين الله تعالى لا تتعلق بحق أدمى، فلها ثلاثةُ شروط هي:-

أحَدُها: أن يقلع عن المعصية

والثَّانِي: أن يندم على فعلها

والثالث: أن يعزم ألا يعود إليها أبدًا

فإن فقد أحد الثلاثة لم تصح توبته، وإن كانت المعصية تتعلق بآدمي فشروطها أربعة:

هذه الثلاثة، وأن يبرأ من صاحبها، فإن كانت مالاً أو نحوه رده إليه، وإن كانت حدَّ قذفٍ ونحوه مكنهُ منهُ أو طلب عفوه وإن كانت غيبةً استحله منها، ويجب أن يتوب من جميع الذنوب،

فإن تاب من بعضها صحت توبتهُ عند أهل الحق من ذلك الذنب، وبقى عليه الباقي، وقد تظاهرت دلائل الكتاب، والسنة،
وإجماع الأمة على وجوب التوبة.

قال تعالى:

(وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تفلحون).{النور:31}.
وقال تعالى: (وأن استغفروا ربكم ثم توبوا إليه).{هود:3}،
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا توبوا إلى الله توبة نصوحا) {التحريم: 8}.

فيا أيها المسلمون توبوا إلى الله جميعًا لعلكم تفلحون أخي في الله أختي في الله أَبَعْدَ هذه الأدلة نيأس من رحمة الله ولا نرجع إلى الله،
يا من أسرف في المعاصي ليلاً ونهارًا يا من سهر ليلهُ أمام الدش والتلفاز وسماع الموسيقى والأغاني وفي قاعات الأفراح وأصبح ليتزين للناس بحلق اللحية وأضحى وهو يخوض في أعراض المسلمين
والكذب والغش والمداهنة والنفاق وأمسَ وهو مع صُحبة الغافلين المسرفين في معصية الله ففات يومه ولم يذكر الله أضاع حق الله عليه وهو يذهب هنا وهناك في غفلة أضاع المهمة التي خُلِقَ من أجلها أضاع عبادة الله، قال تعالى:

(وما خلقت الجن والأنس إلا ليعبدون) {الذاريات:55}.

أختاه يا من تخرجين من بيتك لتفتني شباب ورجال المسلمين تخرجين في تبرج وسفور وتذهبين إلى فتنة المسلمين تخرجين متطيبة بطيب قوى الرائحة، تفتني كل من في قلبه مرض من الرجال.

وقد قال النبي:
"إن المرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا –يعنى زانية-"

{رواه الترمذي: وقال حسن صحيح}.

وتخرجين على الرجال وتخضعين بالقول وتقومين بالاختلاط الحرام فكيف تمازحي هذا وتضحكي مع هذا.

يقول الله تعالى لنساء نبيه وهن القدوة:-

(وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى){الأحزاب:33}.
ومع كل هذا الإسراف في المعاصي.

يقول الله تعالى:
(قل يا عبادي اللذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا أنه هو الغفور الرحيم) {الزمر:52}.
فكفا بها من بشرا تطمئن بها القلوب وتُسَرُ بها النفوس وتدمع منها العيون فها هو كلام الله الذى نزل من فوق سبع سماوات على نبيه محمد r لِيُطمئِن به عباد الله، فهيا بنا يا عباد الله نفر من عذاب الله إلى رحمة الله.

قال تعالى:

(ففروا إلى الله إنى لكم منه نذير مبين (50) ولا تجعلوا مع الله إلهًا أخر إني لكم منه نذيرًا مبين) {الذاريات}.

فها هو أمر الله يا عباد الله ولكن كيف نفر.

أولاً: بأن نعلن التوحيد التام لله كما ذكر من كلام ربنا في الآية السابقة قال تعالى: (ولا تجعلوا مع الله إلهًا أخر إني لكم منه نذيرًا مبين).

فعلينا أن يكون إِلَهُنا إلهًا واحد وهو الله وأن نوحده بجميع أنواع التوحيد من توحيد (ألوهية- ربوبية- أسماء وصفات)
وأن نشرك بكل إله غير الله فبذلك نقيم كلمة التوحيد وهى (لا إله إلا الله)ب
معنى (لا إله) نفى جميع ما يعبد من دون الله، أما (إلا الله) فهي إثبات العبادة لله وحده لا شريك له.

ثانيًا: نطرح المعاصي أرضًا وأن نقوم بالمهمة التى خلقنا من أجلها وهى عبادة الله، ما هي عبادته؟،
توحيده وطاعته. والدليل على ذلك،

قول الله تعالى: (وما خلقت الجن والإنسان إلا ليعبدون).

أخى في الله حبيبي في الله هيا بنا إلى طاعة الله وعبادة الله وذكر الله وشكر الله ولا نكفر بالله. قال تعالى:
(فاذكروني أذكركم واشكروا لي ولا تكفرون). {البقرة: 151}.

فَادعُوا يا عباد الله رب العباد وحده ولا تشركوا به شيئا فهو قريب ادعوه يغفر لكم ويرحمكم قال تعالى: (وإذا سألك عبادي عنى فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون) {البقرة:185}.
فلماذا بعد سماع هذه الآيات والأوامر لا نستجيب إلى أوامر الله فلماذا نأخذ إلهنا هوانا، ونطوف حول القبور والأضرحة وإذا كنا نحارب هؤلاء القبورين أصحاب الموالد والبدع فلماذا يحتفل من يدعون الإلتزام بالمولد النبوي فالنتقي الله،

فإذا كان الاحتفال بالمولد من المباح لكان أولا الناس بالاحتفال به هم السلف الصالح إذًا فلماذا لا نترك المعاصي ونحفظ عقيدتنا من الخلل والحزبية ولماذا لا نغض أبصارنا عن الحرام كمشاهدة التلفاز والنظر للنساء المتبرجات ونحفظ أسماعنا من سماع المحرمات كالموسيقى وغيرها ونحفظ ألسنتنا من الكذب والتَوسُل بالأولياء هذه أوامر الله فلنستجيب فإن الله غفور رحيم ولكن إن أعرضنا فإن الله عذابه أليم.

قال تعالى:
(نبئ عبادي أني أنا الغفور الرحيم 49 وأن عذابي هو العذاب الأليم). {الحجر}ف
من يستطيع على تحمل عذاب الله نسأل الله أن يرحمنا في الدنيا والآخرة فلنعبد الله حق العبادة ولا نعصيه فنحمده ونشكره ونكون من الساجدين ونعبده حتى يأتينا اليقين.
قال تعالى:

(فسبح بحمد ربك وكن من الساجدين 98 واعبد ربك حتى يأتيك اليقين). واستغفروا الله وتوبوا إليه.
وعن الأغر بن يسار المُزني قال: قال رسول الله :
"يا أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة" رواه مسلم
وعن أبي موسى عبد الله بن قيس الأشعري عن النبي قال:
"إن الله تعالى يبسط يدهُ بالليل ليتوب مسئ النهار ويبسط يده بالنهار ليتوب مسئ الليل حتى تطلع الشمس من مغربها"

رواه مسلم.
فها قد حان الوقت لنتوب إلى الله يا عباد الله أستحلفك بالله يا أخي الكريم أن تتوب إلى الله وأن تتوبى يا أختاه إلى الله حينما تتصفحون هذه الورقة الطيبة بما فيها من آيات وأحاديث تدل على أن الله يغفر الذنوب حينما تكون توبة العبد خالصة لله.
فنسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يرحمنا ويعتقنا من النار وأن يجعلنا من عباده المخلصين وأن يرزقنا الجنة أجمعين عباد الله توبوا إلى الله.

وجزا الله خيرًا كل من قام بطبع وتوزيع هذه الرسالة

م ن ق و ل

[أم مُعاذ]

جزاكم الله خيراً اللهم تب علينا لنتوب امين

[أم حفصة السلفية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم مُعاذ

جزاكم الله خيراً اللهم تب علينا لنتوب امين

وخيرا جـــــــــزاك ونفع بك
اللهم آآآآآآآآآآمـــــــــــــين