ماذا لو كانت الحالة ( غير متصل ) ؟!

[أبو يوسف السلفي]

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ..

فقد روى ابن ماجة والترمذي وابن حبان رحمهم الله مرفوعا: " أكثروا ذكر هاذم اللذات" يعني الموت. وفي رواية للطبراني رحمه الله بإسناد حسن مرفوعا: "أكثروا ذكر هاذم اللذات، فإنه ما كان في كثير إلا قلله ولا قليل إلا أجْزَلَه(1)". أي كثَّره، وهاذم بالذال المعجمة، أي قاطع.

وروى ابن أبي الدنيا والطبراني رحمهما الله بإسناد جيد أن رجلا من الأنصار قال: يا رسول الله، من أكيس الناس، وأحزم الناس؟ قال: "أكثرهم ذكرا للموت، وأكثرهم استعدادا للموت، أولئك الأكياس ذهبوا بشرف الدنيا وكرامة الآخرة".

لقد نظرت إخوتي في كثير من الموضوعات القديمة فوجدت إخوة لنا كان لهم تواجد قوي يكتبون يشاركون ويعلقون ولكني لا أراهم اليوم بيننا ، فيا ترى أين ذهبوا ؟!
هل شغلتهم دنياهم عن متابعة المنتدى أم ذهبوا إلى الدار الآخرة ؟! تلك الدار التي نؤمن بها جميعاً ولكن القليل منّا من يستعد لها حقاً وأقل القليل من يداوم على ذكرها ولا تشغله دنيا ولا تجارة ولا أولاد عنها ، لا يخشى إلا الله ولا يشغله غير آخرته .

أقول إخوتي نحن الآن متواجدون والحالة ( متصل ) ولكن ماذا لو جاء اليوم وأصبحت الحالة ( غير متصل ) ينتظرك إخوانك فلا تدخل .. طال غيابك وطال انتظارهم .. يراسلونك عبر البريد .. يتصلون بهاتفك .. ولكن لا مجيب .. أين ذهبت ؟ لماذا لا تدخل ؟ لماذا لا ترد علينا ؟ لماذا لم تخبرنا أنك ( معتذر لفترة ) والإجابة هي أنك لم تكن تعلم بالميعاد حتى تخبرهم لقد جاء أمر الله وانتهت رحلتك .

خطّ النبي صلى الله عليه وسلم خطاً مربعاً ، وخطّ خطّاً في الوسط خارجاً منه ، وخط خططا صغارا إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط ، وقال : ( هذا الإنسان ، وهذا أجله محيط به - أو : قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله ، وهذه الخطط الصغار الأعراض ، فإن أخطأه هذا نهشه هذا ، وإن أخطأه هذا نهشه هذا ) .
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6417
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

انظروا لقوله صلوت ربي وسلامه عليه ( وهذا الذي هو خارج أمله ) أي أن أمل الواحد منا يتعدى أجله يأمل ويأمل وبينا هو يأمل إذا جاءه الموت

فهلا نستعد له ؟ هلا نبني لآخرتنا ؟ هلا نقدم لحياتنا حتى لا يأتي اليوم الذي نقول فيه ( يا ليتني قدمت لحياتي )

فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ

[ام يحيي حمزه]

جزاك الله خيرا
اللهم اغفر لنا وارحمنا
قبل ان ياتى يوم نقول فيه
ربى ارجعون لعلى اعمل صالحا

[أبو يوسف السلفي]

خط النبي صلى الله عليه وسلم خطوطا ، فقال : ( هذا الأمل وهذا أجله ، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب )
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6418
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]



وقال صلى الله عليه وسلم ( هذا ابن آدم وهذا أجله ؛ ووضع يده عند قفاه ، ثم بسطها فقال : وثم أمله ، وثم أمله )
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الترمذي - المصدر: سنن الترمذي - الصفحة أو الرقم: 2334
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح



وقال : لا يزال قلب الكبير شابا في اثنتين : في حب الدنيا وطول الأمل
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري - المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 6420
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]

وكل هذه الأحاديث تدل على أن ابن آدم لا يزال يأمل ويأمل حتى يأتيه أجله بغته ، فجأة ، وبدون مقدمات

في يوم من الأيام كنت أسير في طريق وأمامي نخلة على بعد أمتار فقلت لنفسي لو كان ملك الموت في انتظارك عند هذه النخلة حتى إذا وصلت إليها قبض روحك ، أكان يسرك الموت على ما أنت عليه ؟ فتوقفت لحظة ثم قلت لنفسي ليس بهذا تنجو ، وإنما بالمداومة على العمل الصالح ومرضاة الله تنل حسن الخاتمة ، فقد قال نبينا ( من عاش على شيء مات عليه ومن مات على شيء بعث عليه ) فهيا هيا يا عباد الله نحيا على طاعة الله ونذكر لقاء الله كل يوم وليلة حتى نفوز برضى ربنا جل في علاه

وللحديث بقية إن شاء الله

[أبو يوسف السلفي]

جزاك الله خيرا
اللهم اغفر لنا وارحمنا
قبل ان ياتى يوم نقول فيه
ربى ارجعون لعلى اعمل صالحا

جزاكم الله خيراً وبارك فيكم

[(أم عبد الرحمن)]

جزاكم الله خيرا
ومتابعين

[أبو يوسف السلفي]

جزاكم الله خيرا
ومتابعين

بارك الله فيكم

نواصل بأمر الله

[سعيد عناني]

جزاك الله كل خير

[أبو يوسف السلفي]

وخيراً جزاك الله أخي

[أبو يوسف السلفي]

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على خير خلق الله وبعد ..

قلت سابقاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ( هذا ابن آدم وهذا أجله ؛ ووضع يده عند قفاه ، ثم بسطها فقال : وثم أمله ، وثم أمله ) سبق تخريجه

وقد علِمنا أن المراد من ذلك هو أن أمل الإنسان يتخطى أجله بكثير فهو يأمل ويخطط ويبني لسنوات قادمة فهو يحلم بمستقبل أبناءه بل أحفاده كيف يكون ، ويظل الكثير منّا يجمع المال لهذا الغرض ويقول لنفسه تأميناً لمستقبلي ثم يدخل في مرحلة جديدة وخدعة جديدة يخدع بها نفسه فيظل يجمع المال قائلاً : تأميناً لصغاري ثم مرحلة جديدة : تأميناً لأحفادي وهكذا ، وغيره يقضي عمره في متابعة أخبار الممثلين والممثلات والمغنيين والمغنيات ، وآخر يظل عمره يتابع الكرة فهو يخرج من مباراة إلى مباراة ومن بطولة إلى أخرى وغيره .. وغيره ، وهكذا يظل طيلة عمره في شغل من أمره لا يجد وقتاً يعبد فيه ربه ، لا يجد وقتاً يقف فيه مع نفسه ليحاسبها ، لا يجد وقتاً يتعلم فيه أمور دينه ، مسكين هو لا ينتهي انشغاله أبداً ، قال ربنا ( أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّى زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ ) فكيف الخروج من ذلك المأزق ؟

طالما أن الأمل طويل والعمر القصير فهلا نجعل أملنا الآخرة حتى إذا ما جاءنا الموت ونحن نأمل فيكون أملنا خيراً ويصل بنا إلى رضا الرحمن وجنة الرضوان وحور عين .. حور عين ؟!

لماذا لا نجعل اسم منتدانا هو أملنا ؟ نعم أعزكم الله ، فالإخوة يجعلون أملهم أن يجعل الله لهم من حور الجنة نصيباً ، أما الأخوات فيجعلن أملهن أن يُصبحن أعلى قدراً وأشرف منزلة من الحور العين ؟ أقولها حقيقة لماذا لا نجعل هذا هو أملنا الذي نحيا عليه ؟ لماذا لا تحلم بمجتمع إسلامي يحيى فيه الناس على منهاج السنة ، تخيل .. تخيل لو أن كل المسلمين أصبحوا من أهل السنة والجماعة ، لماذا لا تسعى لهذا بالدعوة إلى الله ؟ لماذا ؟ لماذا لا تحلم أن ترفع صوتك بالآذان ؟ مهلاً يرحمك الله لم أُكمل ، لماذا لا تجعل أملك أن ترفع صوتك بالآذان فوق سطح المسجد الأقصى ؟ (وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ )

هيا يا أحبة نسموا بأحلامنا .. بآمالنا .. بأهدافنا في هذه الحياة الدنيا ولا نجعل آمالنا دنيا سريعاً ما نتركها ونرحل

مهلا ما انتهيت بعد ( نكمل إن شاء الله ) ولا نترك بعضنا إلا وكل منّا يتفقد نصيبه في جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين ثم نلتقي عند ربنا حينما تنادي علينا الملائكة : يا أهل الجنة إن الله يستزيركم فحي على زيارة الرحمن

اللهم آمين

اللهم آمين

اللهم آمين

[أبو يوسف السلفي]

للرفع ، رفع الله قدركم