انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 07-17-2012, 01:12 AM
أبو عائشة السوري أبو عائشة السوري غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي عقدة المظلومية أو ما يسمّى الشعور بالاضطهاد

 

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستهديه و نستغفره و نتوب إليه ، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، و من يضلل فلا هادي له ، و نشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ، و أن نبينا محمداً صلى الله عليه و سلم عبده و رسوله .
يعتقد الكثير من الناس أن هذا المصطلح خاص بسلوك ونفسية الرافضة هدانا الله وإياهم في نسبهم إياها لآل البيت النبوي عليهم الصلاة والسلام وهم منها براء كما سنرى، إلا أن هؤلاء نظروا من منظار ضيق للغاية،فهذه العقدة كما سنرى رافقت الخلق منذ خلق أبينا آدم عليه الصلاة والسلام وستظل إلا أن يرث الله الأرض ومن عليها وما عليها، وسنتعرض لتاريخها من البداية إلا يومنا هذا من الحديث عن تفاصيل أعراضها وتشخيصها
أول ما نشأت هذه العقدة عند إبليس قبحه الله،أمره رب العزة جل شأنه بالسجود لآدم عليه الصلاة والسلام فأبى واستكبر،فنلاحظ أولاً بأن إبليس عارض النقل بعقله الفاسد،فالنقل هو أمر الله بالسجود،واغتر بكثرة عبادته ومكانته يومها ،وظن بأنه خير من آدم ومن الملائكة عليهم الصلاة والسلام بأنهم سمعوا وأطاعوا الأمر الإلهي وأن عقله وكثرة عبادته مبرر لرفضه وخروجه على أمر الله تبارك وتعالى،فكانت النتيجة لعنة الله عليه وإقصائه إلى يوم الدين،فتحرك في داخله الحسد والحقد والأنانية على آدم عليه الصلاة والسلام وذريته فأراد أن يستدرجهم بكل الوسائل إلى صفه إلى يوم الدين ونشر الفتن والفساد في الأرض والإباحية والكفر والإلحاد والعياذ بالله،وترافق كل هذا مع شعور داخل نفس إبليس بالمظلومية والشعور بالاضطهاد وهضم حقه
المخلوقات المكلفة التي هي الإنس والجن على ثلاثة أقسام:الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً،المغضوب عليهم وهم اليهود كما في التفاسير، والسر وراء ذلك أنهم ضالون مضِلُّون، والضالون وهم كما في التفاسير النصارى، والسر وراء ذلك هو أنهم انقادوا لأكاذيب اليهود وتضليلهم ولم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجأوا إلى ركن وثيق،وحتى من كان في أمة محمد صلى الله عليه و سلم ،فمن عرف الحق وكتمه وأظهر الباطل وضلل الخلق فهو متشبه باليهود،ومن آمن على عمى بكل شيء وأطفأ سراج عقله وقلبه عن الحق واتبع كل ناعق ينعق فهو متشبه بالنصارى .
ثم انتقلت إلى قابيل ابن آدم عليه الصلاة والسلام،فلقد شعر بأن أباه هضم حقه في أخته التوأم وأنه أحق من أخيه هابيل في أخته وخرج على أمر أبيه آدم عليه الصلاة والسلام،فكانت النتيجة أنه سفك دم أخاه وتزوج من أخته بشكل غير شرعي وهرب معها
وممن عانى من المظلومية والشعور بالاضطهاد أخوة يوسف عليه الصلاة والسلام،فلقد ظنوا بأن أباهم يعقوب عليه الصلاة والسلام ٍقد ظلمهم وهضم حقهم بتفضيل ولده يوسف عليه الصلاة والسلام عليهم،فكانت النتيجة كما نعرفها من سورة يوسف في القرآن الكريم
وممن عانى من المظلومية هم بني إسرائيل،فلقد خرجوا على أوامر الله ونقضوا عهوده عروة عروة وكابروا واستكبروا وعاندوا وكفروا وأشركوا ووصل بهم الأمر إلى طلب رؤية الله جهرة ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم،وساهم تشردهم في التيه وغير التيه على مر العصور على يد نبوخذ نصر وغيره في تكريسها وفي عصرنا الحالي ساهمت عقدة الهيليوكوست في تعزيزها،والهيليوكوست هي الأفران النارية التي كان النازيون يستخدمونها لحرق اليهود،ونلفت النظر إلى أن المؤرخين لازالوا إلى يومنا هذا في حيرة فيما إذا كانت الهيليوكوست حقيقة أم كذبة مختلقة منهم لكسب الدعم العالمي لهم،وانتقلت بعدهم إلى سبينوزا الفيلسوف اليهودي،فلقد تم تهجيره مع قومه على يد محاكم التفتيش في إسبانيا بعد فراغهم من الموحدين أبناء الأندلس عند سقوط الدولة الإسلامية، ونراها في فلسفته وفلسفة كارل ماركس مؤسس الشيوعية الذي احتذى حذو سلفه سبينوزا،وزاد في الطين بلة كما هو معروف فقر كارل ماركس وفشله الدراسي وموت ابنتيه منتحرتين ،ونجد الشيوعيين تحت مبدأ"الأرض للفلاح والمعمل للعامل"يأخذون مالاً ليس من حقهم، ويسفكون دماءاً محرمة عند الله،بل ويتعدى ذلك باتهام الأغنياء على وجه العموم دون الاستثناء بأن هذا الأموال ليست من حقهم على الإطلاق وأنها من حق الشعب والعامة
ولا بد لنا من لفتة مهمة في شخصية أهل المظلومية،فإنهم وإن استلموا مواقع قيادية في المجتمعات فهم دائماً وبشكل مستمر،أنانيون،حسودون،يحسنون الظن بأنفسهم ويسيئون الظن بغيرهم إلى أبعد الحدود،يعتمدون على مبدأ إما أنا وإما أنت،يفسدون بقصد الإصلاح،أنانيون إلى درجة قد تصل بهم كما سنرى إلى ارتكاب الأفعال المشينة وإلصاقها بالطرف الآخر البريء
وممن عانى من المظلومية أيضاً النصارى،فعقيدتهم أن محمداً صلى الله عليه و سلم _ وحاشاه _ ملك سلطه الله على رقاب الملوك والنساء وأن أتباعه كذلك سفاحون شهوانيون يريدون السيطرة على العالم باسم الفتوحات ونشر التوحيد،والنصارى واليهود أيضاً خالفوا المنقول بمعقول ساداتهم وكبرائهم،وهذا لا يتوقف على رفضهم القرآن الكريم،بل خالفوا حتى كتبهم المقدسة التي يدعون بأنها كلمة الله،والشيوعيون أيضاً خرجوا على الكتب السماوية باسم التجديد وبث الإبداع وإحياء الفكر والعقل والمنطق،وسفكوا الدماء المعصومة واستباحوا الأعراض والأموال بغير الحق واستكبروا وعلوا في الأرض علواً كبيراً،ونضيف أيضاً عاملاً مهماً في نفسية أهل المظلومية وهو المادة والشهوات،فدافع قابيل كان شهوته وماديته كما هو معروف بالبديهة، ودافع الشيوعيين هو المادة التي هي صلب عقيدتهم ومتعلقها كما هو معروف أيضاً، ودافع اليهود كذلك الأمر،ويكفي لنعرف أثر المادة على نفسية اليهود بأن نقرأ ترجمة كلمة يهودية إلى الإنكليزية"Jewish"ولنقرأ ترجمة كلمة مجوهرات إلى الإنكليزية أيضاً"Jewelry"فشهوة الملك والاستعلاء والنساء وحب الدنيا وغيرها من الدوافع ،بالإضافة إلى مبدأ"الغاية تبرر الوسيلة"أودى بكل هؤلاء إلى أحضان إبليس فضلوا وأضلوا وأفسدوا في الأرض بقصد الإصلاح ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
و المؤمن يعيش في الدنيا و قلبه معلق بالله و الدار الآخرة ، و من ابتعد عن المنهج الرباني سيسقط حتماً في نار الشهوات سواءاً كانت رفعة في الدنيا مثل فرعون ، أو مالاً مثل قارون ، أو شهوة النساء و البنين و غيرها .
و ممن عانى من عقدة المظلومية و الشعور بالاضطهاد : الخوارج التكفيريون ،و لننظر إلى أول خارجي بعد بعثة محمد صلى الله عليه وآله وسلم،تأملوا هذا الحديث من صحيح البخاري:" قال أبا سعيد الخدري بينا النبي صلى الله عليه و سلم يقسم ذات يوم قسماً ، فقال ذو الخويصرة ، رجل من بني تميم : يا رسول الله اعدل ، قال : ( ويلك ، من يعدل إذا لم أعدل ) . فقال عمر : ائذن لي فلأضرب عنقه ، قال : ( لا ، إن له أصحاباً ، يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم ، وصيامه مع صيامهم ، يمرقون من الدين كمروق السهم من الرمية)لاحظوا الدافع المادي عند ذي الخويصرة،ثم لاحظوا شعوره بالمظلومية و الاضطهاد،ثم لاحظوا رد عمر رضي الله عنه عليه لتعلموا خطر هؤلاء القوم،ولاحظوا أيضاً بأنه ومن يأتي بعده كثيروا العبادة والصلاة والصيام والزهد في الدنيا،يحسنون الظن بأنفسهم لدرجة أنهم نصبوا أنفسهم حكاماً على دماء الناس وأموالهم وأعراضهم،يسيئون الظن بغيرهم لدرجة أنهم أباحوا لأنفسهم تفجيرهم وقتلهم رجالاً ونساءاً ،شباباً وشيوخاً وأطفالاً،وكل هذا "في سبيل الله وإعلاء كلمة التوحيد على حد زعمهم"،ولقد قال أحد علمائنا الأفاضل على قناة الأثر الفضائية و هو يعلق على حديث تحريم الأكل والشرب في أواني الذهب بقوله :"ولعل الحكمة في هذا التحريم والله أعلم،هو الحرص على ألا تنكسر قلوب الفقراء،ولقد نشأ رؤوس التكفير في العالم في أحياء يسكنها أغنياء مسرفون،وأنا أعرفهم بأسمائهم وأماكن سكنهم".
و ممن عانى من عقدة المظلومية هم المجوس ، و من كان في جذورهم من الوثنيات، و من جاء من بعدهم من الرافضة و المعتزلة و الأشاعرة ، و انتهاءاً بطائفة معاصرة يتسمون بـ: العقلانيين " لكن من هم هؤلاء العقلانيون؟ المسألة بحاجة لشيء من التفصيل أيضاً:
يقول أحد الكتاب :
راقب أفكارك فإنها ستصبح أفعال
راقب أفعالك فإنها ستصبح عادات
راقب عاداتك فإنها ستصبح طباع
راقب طباعك فإنها ستحدد مصيرك
الاكتشافات العلمية مؤخراً أكدت على أن القلب مركز للتعقل و أن عمل الدماغ مثل معالج الحاسوب و الله تبارك و تعالى أعلى و أعلم ، تصديقاً للآية الكريمة: { أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُور}
فالعقل مثله مثل باقي الجوارح ، فكما أن الجوارح إذا تُرِكَت بدون إرشاد و توجيه و تنظيم تحولت إلى الفساد مثل السرقة و الفواحش و الإسراف في الطعام ،كذلك فإن العقل بحاجة لتنظيم و إدارة و توجيه ،فما هو السبيل إذاً لإصلاح القلوب؟
قال أحد العلماء:
لا يستقل العقل دون هداية*بالوحي تأصيلاً ولا تفصيلا
كالطّرف دون النور ليس بمدرك*حتى يراه بكرة واصيلا
و قال آخر :

علم العليم وعقل العاقل اختلفا
من ذا الذي فيهما قد أحرز الشرفا

فالعلم قال:أنا أحرزت غايته
والعقل قال:أنا الرحمن بي عرفا

فأفصح العلم إفصاحاً و قال له
بأينا الله في قرآنه اتصفا ؟

قأيقن العقل أن العلم سيده
فقبّل العقل رأس العلم وانصرفا
،لقد عبر رسول الله صلى الله عليه و سلم عن الفكرة بكلمة نية فقال في الحديث الذي افتتح به الإمام البخاري رحمه الله صحيحه:
{ الأعمال بالنية ولكل امرىء ما نوى فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله فهجرته إلى الله ورسوله ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأة يتزوجها فهجرته إلى ما هاجر إليه} بمعنى أدقّ،نحن موقنون بأن هذه الدنيا إلى زوال، و في الحقيقة،الدنيا تطلب الهارب، و تهرب من الطالب، فإذا سكنت القلب فلن تنالها اليد، و إذا سكنت اليد فالقلب لا يَعْمُرُهُ إلا توحيد الله و الدار الآخرة ،و لنضع نُصْبَ أعيننا مقولة ابن القيم رحمه الله :{ كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عَقِلَ منها،كذلك فإنه ليس للمرء من حياته إلا ما كان لله}و لقد عبر ابن القيم عن الفكرة بمصطلح "الخطرة" فقال – و ما أحسن ما قال:{ثم الخطرات بعد أقسام تدل على أربعة أصول:
خطرات يستجلب بها منافع دنياه
و خطرات يستدفع بها مضار دنياه
و خطرات يستجلب بها مصالح آخرته
و خطرات يستدفع بها مضار آخرته} .
لقد ذكر لنا إمامنا و قرة أعيننا أربعة أنماط من التفكير الإيجابي .
و لكن ما هي آلية ضبط التفكير و توجيهه و تنميته بشكل إيجابي و تجنب التفكير السلبي؟ هل نحن بحاجة للتبحر في الفلسفة و علم النفس و الاجتماع ، أو ما يُعرَفُ اليوم بالبرمجة اللغوية العصبية ، و مهارات التفكير؟ هذا ما سنعرفه في المباحث القادمة إن شاء الله .
يتبع إن شاء الله ....
التوقيع

من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :{ كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله }
رد مع اقتباس
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 10:33 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.