بسم الله الرحمن الرحيم
1_ عن أبي هريرة قال: لقيته امرأة وَجَدَ منها ريحَ الطيب ينفح ولذيلها إعصار،
فقال: يا أمةَ الجبَّار، جئتِ من المسجد؟ قالت: نعم، قال: وله تطيَّبْتِ؟
قالت: نعم، قال: إني سمعتُ حِبِّي رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((لا تُقبل صلاةٌ لامرأةٍ تطيَّبت لهذا المسجد حتى ترجعَ فتغتسلَ غُسلها من الجنابة)).
رواه أبو داود -في كتاب التَّرجُّل،
باب ما جاء في المرأة تتطيَّب للخروج، (4174)- وصحَّحه العلاَّمة الألبانيُّ.
2_ عن مولى أبي رُهم -واسمه عُبَيْد- أنَّ أبا هريرة لَقِيَ امرأةً متطيِّبة، تُريد المسجدَ،
فقال: يا أمةَ الجبار! أين تريدين؟ قالت: المسجدَ، قال: ولهُ تطيَّبْتِ؟
قالت: نَعَمْ، قال: فإنِّي سَمِعْتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يقول:
((أَيُّما امرأةٍ تطيَّبَتْ، ثُمَّ خَرَجَتْ إلى المسجدِ، لَمْ تُقْبَلْ لها صلاةٌ حتَّى تغتسلَ)).
رواه ابن ماجه -في كتاب الفتن، باب فتنة النساء، (4002)-،
وقال العلاَّمة الألبانيُّ: " حسن صحيح ".
3_ وفي كتاب " جلباب المرأة المسلمة " للعلاَّمة الألبانيِّ -رحمه الله-:
عن موسى بن يسار عن أبي هريرة:
" أنَّ امرأةً مرَّتْ به تعصف ريحها، فقال: يا أمة الجبار! المسجد تريدين؟
قالت: نعم، قال: وله تطيَّبْتِ؟ قالت: نعم، قال: فارجعي فاغتسلي؛
فإنِّي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
((ما من امرأة تخرج إلى المسجد تعصف ريحها فيقبل الله منها صلاة حتى ترجع إلى بيتها فتغتسل)).
قال العلاَّمة الألبانيُّ في تخريج الحديث:
" أخرجه البيهقي (3/ 133 و246) من طريق الأوزاعي عن موسى بن يسار.
وإسناده صحيح إن كان ابن يسار هذا هو الكلبي مولاهم المدني، فإن له رواية عن أبي هريرة، وإن كان هو الأردني فهو منقطع،
وهذا هو الأقرب، فقد ذكروا في الرواة عنه -دون الأول- الأوزاعي،
وهذا الحديث من روايته عنه كما ترى، وقد ذكروا في ترجمته أنه أرسل عن أبي هريرة. والله أعلم.
والحديث عزاه المنذري في " الترغيب " (3/94)
لابن خزيمة في " صحيحه "،
وأخرجه البيهقي من طريق أخرى عن أبي هريرة، وله طريق، أو طرق ذكرتها في
كتابي المذكور آنفا، ثم في المجلد الثالث من " الصحيحة " (1031-مكتبة المعارف/ الرياض) "
انتهى من " جلباب المرأة " ص138.
4_ وفي " السلسلة الصحيحة " (1031):
((إذا خَرَجَتِ المرأة إلى المسجد، فلتغتسلْ من الطِّيب كما تغتسل من الجنابة)).
قال العلامة الألبانيُّ -رحمه الله-:
" أخرجه النسائي (2/283) عن صفوان بن سليم عن رجل ثقة عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلتُ: رجاله ثقات غير هذا الرجل، فإنه لم يُسمّ، وإن وُثِّق فإن توثيق مثله ممَّا
لا يُعتدُّ به حتَّى يُسمَّى ويُعرف، كما تقرَّر في " المصطلح ".
وأخرج البيهقيُّ في " السنن الكبرى " (3/133)
من طريق عبد الرحمن بن الحارث بن أبي عبيد -من أشياخ كوثي مولى
أبي رهم الغفاري- عن جده قال:
" خرجتُ مع أبي هريرة من المسجد ضحًى، فلقينا امرأة بها من العطر شيء لم
أجدْ بأنفي مثله قطّ، فقال لها أبو هريرة: عليكِ السلام، فقالت:
وعليك، قال: فأين تريدين؟ قالت: المسجد، قال: ولأي شيء تطيَّبْتِ بهذا الطِّيب؟
قالت: للمسجد، قال: آلله؟ قالت: آلله. قال: آلله؟ قالت: آلله. قال: فإنَّ حِبِّي أبا القاسم أخبرني:
((أنَّه لا تُقبل لامرأة صلاة تطيَّبَتْ بطيبٍ لغير زوجها، حتَّى تغتسل منه غُسلها من الجنابة))
فاذهبي فاغتسلي منه، ثم ارجعي فصلي ".
وقال: " جده أبو الحارث عبيد بن أبي عبيد، وهو عبد الرحمن بن الحارث بن أبي الحارث
بن أبي عبيد، ورواه عاصم بن عبد الله عن عبيد مولى أبي رهم ".
قلتُ: أخرجه ابو داود (4174)، وابن ماجه (4002) من طريق سفيان عن عاصم به.
وعبيد بن أبي عبيد وثَّقه العجلي وابن حبان، وروى عنه جماعة من الثقات، ويحتمل أن يكون هو الرجل الثقة الذي لم يُسمَّ في طريق النسائي،
ويحتمل أن يكون غيره، وعلى كلِّ حال فالحديث صحيح، فإنَّ عبد الرحمن بن الحارث بن أبي عبيد
قال ابن أبي حاتم (2/2/224) عن أبي زرعة:
" لا بأس به ".
وقد تابعه عاصم بن عبيد الله، وهو وإن كان ضعيفًا، فلا بأس به في المتابعات.
والله أعلم " انتهى من " سلسلة الأحاديث الصحيحة " (3/27، 28).