انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقيات علوم الغاية > عقيدة أهل السنة

عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ.

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 11-03-2008, 12:10 PM
دانه الاسلام دانه الاسلام غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي رسالة إمام دار الهجرة مالك بن أنس الى الحليفه هارون الرشيد

 



رسالة إمام دار الهجرة
مالك بن أنس رضي الله عنه
إلى الخليفة هارون الرشيد


تم تحقيقُ ألفاظها، وتصحيحُها وتنقيحُها وشرحُها وشكلُها، والتعليق عليها، وتيسيرُ الاستفادة منها للقارئ بالرجوع إلى بعض مخطوطاتها، على يد فضيلة الشيخ عبد الكريم محمد مطيع الحمداوي


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإنِّي أكتُبُ إليكَ بكتابٍ لَمْ آلُـكَ فيه رُشْداً، ولم أدَّخِرْ فيه نُصْحا، تحميداً لله وأدباً عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتَدَبَّرْهُ بعقلِك وَرَدِّدْ فيه بصرَك وأَرْعِهِ سَمْعَك، ثُمَّ اعْقِلْهُ بقلبِك وأحْضِرْهُ فهمَك، ولا تُغَيِّبَنَّ عنه ذهنَك. فإن فيه الفَضْلَ في الدنيا وحُسْنَ ثوابِ الله تعالى في الآخِرَةِ، واللهَ أسألُ لنا وَلَكَ التوفيقَ.
اُذْكُرْ نفسَك في غَمَراتِ الموت وكَرْبِه، وما هو نازلٌ بِكَ منه، وما أنتَ مَوْقوفٌ عليه بعدَ الموتِ مِنَ العَرْضِ على الله سبحانه، ثم الحسابِ ثم الخلودِ بعد الحسابِ، وأَعِدَّ لله عز وجل ما يُسَهِّلُ به عليكَ أهوالَ تلك المَشاهِدِ وكُرَبَها؛ فإنك لو رأيتَ أهلَ سَخَطِ الله تعالى وما صاروا إليه منْ أهوالِ العذابِ وشِدَّةِ نِقْمَتِه عليهم، وسمِعتَ زفيرَهم في النارِ وشَهيقَهم مع كُلوحِ وجوهِهِم وطولِ غمِّهم، وتَقَلُّبِهم في دَرَكاتِها على وجوهِهِم لا يَسْمعون ولا يُبْصِرون، ويَدْعُون بالوَيْلِ والثُّبُورِ ، وأعظمُ من ذلك حسرةً وبَلِيَّةً عليهم إعراضُ الله تعالى عنهم، وانقطاعُ رَجائِهم، وإجابتُه إيَّاهُمْ بعد طولِ غَمِّهم ودوامِ حُزْنِهم بقوله: { قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ} ، لم يَتعاظَمْ شيءٌ مِنَ الدنيا إلا طَلَبْتَ به النَّجاةَ مِنْ ذلك، وأرَدْتَ به الأمانَ مِنْ أهْوالِهِ، ولو قَدَّمْتَ في طَلَبِ النَّجاةِ مِنْ تلك الشَّدائدِ جميعَ ما مَلَكَ أهلُ الدنيا لكانَ صغيراً حقيراً.
ولو رأيتَ أهلَ طاعةِ الله تعالى، وما صاروا إليه مِنْ كَرَمِ الله عز وجل، وشريفِ مَنْـزِلتِهم عندَه، مع قُرْبِهم منه عز وجل، ونَضْرةِ وجوهِهِم ونورِ ألوانهم، وسُرورِهم بالنعيمِ المُقيمِ، والنظَرِ إليه سبحانه والمَكانَةِ منه، لتَقَلَّلَ في عينِك عظيمُ ما طَلَبْتَ به صغيرَ ما عندَ الله، ولَصَغُرَ في عينِك جَسيمُ ما طَلبْتَ به صغيرَ ذلك من الآخرة.
فاحْذَرْ على نفسِك - يرحمك الله - حَذَراً غير تَغْرير ، وبادِرْ بنفسِك قبْلَ أن تُسْبَقَ إليها وما تَخافُ الحَسْرةَ منه عنْدَ نُزولِ الموتِ، وخاصِمْ نفسَك على مَهَل وأنت تَقْدِر بإذن

---------------------
1 - لم أقصر في إرشادك
2 - أرعه سمعك: أصْغِ إليه
3 - الثبور: الهلاك والخسران
4 - سورة "المؤمنون " 108
5 - التغرير: حمل النفس على الغَرَر، غرر بنفسه تغريرا وتَغِرَّةً
----------------------------------------------------------------------------


الله عز وجل على جَرِّ المَنْفَعَةِ إليها ودَفْعِ البَلِيَّةِ عنها، قبل أن يَتَولَّى اللهُ حسابَها، ثم لا تَقدِرُ على صَرْفِ المَكْروهِ عنها ولا اكتِسابِ المَنْفَعةِ لها، ولا تجدُ لها حُجَّةً ولا عُذرا، فَتَبُوء بسوءِ كَسْبِها.
واجْعَلْ لِلَّهِ نصيباً مِنْ نفسِك بالليلِ والنهارِ: صَلِّ بالنهارِ اثنتَيْ عشرةَ ركعةً، واقرأْ في كلِّ ركعةٍ بالحمدِ وما أحْبَبْتَ من القرآن، إن شِئْتَ صَلَّيْتَهُنَّ جميعا وإن شئتَ صليْتَهُنَّ متفرقاتٍ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ صلَّى من النهار اثنَتَيْ عَشْرَةَ ركعةً بَنَى اللهُ له بيتاً في الجنة)؛ وصَلِّ مِن اللَّيلِ ثمان ركعاتٍ بِجُزْءٍ من القرآن، وأعْطِ كلَّ ركعةٍ حَقَّها والذي يَنْبغي فيها من تَمامِ الركوعِ والسجود، وصَلِّهِنَّ مَثْنَى مَثنَى، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُصَلِّي من الليل ثمان ركعاتٍ والوترَ ثلاثَ ركعات سوى ذلك، يُسَلِّم من كل اثنتين.
وصُمْ ثلاثةَ أيامٍ من كلِّ شهر، الثالثَ عشرَ والرابعَ عشرَ والخامسَ عشرَ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( ذلك صِيامُ الدهْرِ).
وأعْطِ زكاةَ مالِكَ طَيِّبَةً بِها نفسُك حين يَحُولُ عليه الحَوْلُ، ولا تُؤخِّرْها بَعْدَ حَلِّها ، وضَعْها فيمَنْ أمَرَ الله ُتعالى، ولا تضَعْها إلا في أهلِ مِلَّتِك من المسلمين، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إن الله تعالى لم يَرْضَ في الصَّدَقةِ بِحُكْم نَبِيٍّ ولا غيرِه حتى جَزَّأَها هو عز وجل على ثمانيةِ أجزاء، فقال: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ} .
واحْجُجْ حجَّةَ الإسلامِ مِنْ أطْيبِ مالِكَ وأزْكاهُ عِندَك، فإن الله لا يَقْبَلُ إلا طَيِّباً، وبلغني أن قوله تعالى {وَاذْكُرُواْ اللّهَ فِي أَيَّامٍ مَّعْدُودَاتٍ فَمَن تَعَجَّلَ فِي يَوْمَيْنِ فَلاَ إِثْمَ عَلَيْهِ وَمَن تَأَخَّرَ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ لِمَنِ اتَّقَى} فإنه يُغْفَرُ للمُتَعَجِّلِ والمُتَأخِّرِ.
مُرْ بِطاعةِ الله وأَحْبِبْ عليها، وَانْهَ عن مَعاصي الله وأَبْغِضْ عليها، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :( مُرُوا بالمعروفِ وانْهَوْا عن المنكر، فإنه ما هَلَكَ مَنْ كان قَبْلَكم إلا بتَرْكِهِم النَّهْيَ عن المعاصي ولم يَنْهَهُم الربَّانِيُّون والأحْبارُ، فَمُرُوا بالمعروفِ

----------------------------------
1 - بعد حلول وقتها
2 - التوبة 60
3 - البقرة 203
--------------------------------------------------------------------------

وانْهَوْا عن المنكرِ قبل أن يَنْـزِلَ بكم الذي نَزَلَ بِهم، فإن الأمرَ بالمعروف والنهيَ عن المنكرِ لا يُقَدِّم أجلاً ولا يَقْطَعُ رزقا).
أحْسِنْ إلى مَنْ خَوَّلَكَ الله تعالى، واشكُرْ تفْضيلَه إياكَ عليهم، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يُصَلِّي فانْصَرَف وقال : (أطَّتِ السماءُ وحُقَّ لها أن تَئِطَّ، ما فيها موضِعُ أربعِ أصابع إلا عليه مَلَكٌ ساجدٌ، فمن كان له خَوَلٌ فلْيُحْسِنْ إليهم، ومن كَرِهَ فَلْيَسْتَبْدِلْ، ولا تعذِّبوا خَلْقَ الله).
اِِلزَمِ الأدبَ فيمَنْ وُلِّيَت أمرَ أدَبِه ومَنْ يَجِبُ عليك النظرُ في أمرِه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لِلْفَضْلِ بنِ العباس: ( لا ترفَعْ عصاكَ عَنْ أهلِك، وأخِفْهُمْ في الله عز وجل).
لا تَسْتَسْلِم إلى الناس واسْتَهْدِهم في طاعة الله .
لا تَغْمِصِ الناسَ واخفِضْ لهم جناحَك، فإنه بلغَنِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ألا أُحَدِّثُكم بوصيةِ نوحٍ صلى الله عليه وسلم ابْنَه، قال: آمُرُكَ باثنتين وأنْهاك عن اثنتين، آمُرُك بقول لا إله إلا الله، فإنها لو كانت في كِفَّةٍ والسماواتُ والأرضُ في كِفةٍ وزنَتْهُمَا، ولو كانتا حَلَقةً قَصَمَتْها، وآمُرُك أن تقول: سبحان الله وبحمده، فإنهما عبادةُ الخَلْقِ وبِهَا يُعْطَوْن أرزاقَهم، وإنهما يُكَثِّرَان لِمَنْ قالَهما الوُلوجَ على الله عز وجل؛ وأنْهاك عن الشِّرك والكِبْر، فإن الله مُحْتَجِبٌ منهما، فقال له بعضُ أصحابِِه : أمِنَ الكِبْر أن يكونَ لي الدابةُ النَّجيبةُ؟ قال: لا، قال أمِنَ الكبر أن يكونَ لي الثوبُ الحسن؟ قال: لا، قال: أمِنَ الكبر أن يكون لي الطعامُ أجمعُ عليه الناس؟ قال : لا، إنَّما الكِبر أن تَسْفَهَ الحقَّ وتَغْمَصَ الخلقَ ).

-------------------------------------------------------------------------
1 - الأطيط هو صوت الشيء إذا حن وأنقض، ومنه أطيط الباب إذا فتح أو أغلق
2 - الخاء والواو واللام أصل واحد يدل على تعهد الشيء، خول الرجل حشمه ومتعهدو أمره، مفرده خائل وهو الراعي. يقال فلان يخول على أهله أي يرعى عليهم.
3 - عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لا تكونوا إمعة تقولون إن أحسن الناس أحسنا وإن ظلموا ظلمنا ولكن وطنوا أنفسكم إن أحسن الناس أن تحسنوا وإن أساءوا فلا تظلموا"
4 - غمَص بفتح الميم وكسرها غَمَصا، الناس استصغرهم واحتقرهم
5- الجيدة الكريمة
6 - تسفه الحق: تجهله أو تتجاهله وتنكره
7 - تحتقرهم
----------------------------------------------------------------------------

إياكَ والكِبْرَ والزَّهْوَ فإن اللهَ عز وجل لا يُحِبُّهما، وبلغني عن بعض العلماء أنه صلى الله عليه وسلم قال:( يُحْشَرُ المُتَكبِّرون يوم القيامة في صور الذَّرِّ تَطَؤُهم الناسُ بِتَكَبُّرِهم على الله عز وجل).
لا تَأْمَنْ على شيءٍ مِنْ أمْرِك مَنْ لا يَخَافُ اللهَ، فإنه بَلغني عن عمرَ بنِ الخطابِ رضي الله عنه أنه قال: (شاوِرْ في أمرِكَ الذين يَخافون اللهَ).
اِحْذَرْ بِطانةَ السوءِ وأهلَ الرَّدَى على نَفْسِك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( ما مِنْ نَبِيٍّ ولا خليفةٍ إلَّا وَلَهُ بِِطانَتانِ، بِطانةٌ تأمُرُه بالمعروف وتنهَاهُ عن المُنْكرِ وبِطانةٌ لا تَأْلُوهُ خَبَالاً ، وهو مَعَ التي اسْتَوْلَتْ علَيْه، فمَنْ وُقِيَ بِطانةَ السُّوءِ فقد وُقِيَ شرّاً كثيرا )، فاسْتَبْطِنْ أهْلَ التقْوَى من الناس.
أكْرِمْ ضيفَك فإنه يَحِقُّ عليك إكْرامُه، وَأَدِّ حَقَّ جارِك بِبَذْلِ المعروفِ وَكَفِّ الأذَى عنه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ كان يؤمِنُ بالله واليومِ الآخرِ فَلْيُكْرِمْ جارَه ومن كان يؤمنُ بالله واليوم الآخر فلْيُكْرِمْ ضيفَه) .
تَكَلَّمْ بِخَيْرٍ أو اصْمُتْ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فَلْيَقُلْ خيراً أوْ لِيُمْسِكْ)، واتَّقِ فُضولَ المَنْطِقِ ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( أُنْذِرُكُمْ فُضولَ المنْطِقِ).
أكْرِمْ مَنْ وَادَّكَ وكافِئْهُ بِمَوَدَّتِهِ إياكَ، فإنه بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( ومَنْ أتَى إليكم معروفا فكافِئوهُ فإنْ لم تَجِدوا فَادْعُوا له حَتَّى يَعْلَمَ أنْ كافَأْتُموهُ).
وإياك والغَضَبَ في غَيْرِ الله، وقد بلغني أن رجلا قال يا رسولَ الله أوْصِنِي ولا تُكْثِرْ عَلَيَّ فأنْسَى فقال: لا تَغْضَبْ.
لا تأمرْ بخيرٍ إلا بَدَأْتَ بِفِعْلِه، ولا تَنْهَ عن سوءٍ إلا بدأتَ بِتَرْكِه.
دَعْ مِنَ الأمْرِ ما لا يَعْنيكَ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مِنْ حُسْنِ إسلامِ المرءِ تركُهُ ما لا يَعْنيهِ).

-------------------------------------------------------------
1 - الزهو: الفخر
2 - الذر: صغار النمل مفرده: ذرة
3 - الردى: الهلاك، ومعناه هنا الفساد
4 - لا تقصر في إفساده
5 - اتخذهم بطانة لك
6 - الثرثرة وحشو الكلام
--------------------------------------------------

صِلْ من قطَعَك واعْفُ عمَّنْ ظلمك وأَعْطِ من حَرَمَك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إنَّها أفْضَلُ أخلاقِ الدنيا والآخرة).
اِتَّقِ كَثْرةَ الضحِكِ فإنه يَدْعُو إلى السَّفَهِ ويَذهَبُ بنورِ الوَجْهِ وبَهاءِ المؤمنِ، فإنه بلغني أن ضَحِكَ النبي صلى الله عليه وسلم كان تَبَسُّماً.
لا تَمْزَحْ بما تُذَمُّ به نفسُك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( إِنِّي لَأَمْزَحُ ولا أقولُ إلا حَقّاً).
لا تُخالِفْ إلى ما نَهَيْتَ عنه، وإذا نَطَقْتَ فَأوْجِزْ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( وهل يكُبُّ الناسَ في نارِ جهنمَ إلا هذا) – يعني اللسان-.
ولا تصَعِّرْ خدَّك للناس وأَلِنْ لَهُم جَناحَك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (أهْلُ الجنةِ كل هَيِّنٍ لَيِّنٍ سهْلٍ طَلْقٍ).
اُتْرُكْ مِنْ أعمالِ السِّرِّ ما لا يحسُنُ أن تعمَلَه في العَلانِيةِ، وَاتَّقِ كُلَّ شَيْءٍ تخافُ فيه تُهْمَةً في دينِك ودُنْياك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ كان يُؤْمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يَقِفْ مواقفَ التُّهَمِ).

أَقْلِلْ طَلَبَ الحَوائجِ من الناس، فإن في ذلك غَضاضَةً ، وقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجلٍ: ( لا تَسْألِ الناسَ شَيْئاً).
لِيَكُنْ مَجْلِسُك بيتَك أو مسجدَك، فإنه بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (المساجدُ بُيوتُ المُتَّقين ).
لا تُكْثِرِ الشُّخوصَ من بيتِك إلا في أمرٍ لابُدَّ لك منه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (ثمانيةُ مجالسَ المسلمُ ضامنٌ عَلَى اللهِ: ما كان في شَيْءٍ مِنْهُنَّ في سبيلِ الله، أو في بيتِ الله، أو في عيادةِ مريض، أو شُهودِ جنازةٍ، أو جمعةٍ، أو صلاةِ فريضةٍ، أو في طَلَبِ علمٍ ، أو عِنْدَ إمامٍ مُقْسِطٍ يُعَزِّرُه ويُوَقِّرُه).

---------------------------------------------------------------------
1 - الغضاضة: الذلة والمنقصة
2 -الشخوص من بيتك: الخروج من بيتك، يقال: شخص من بلد إلى بلد، أي ذهب
3 - إمام عادل ينصره

-------------------------------------------------------
أحْسِنْ خُلُقَك مع أهْلِك ومَنِ اعْتَـزَّ بِك، فإن في ذلك رضاً لِرَبِّك ومَحَبَّةً في أهلِك ومَثْراةً في مالِك ومَنْسَأَةً في أجَلِكَ، فإنه بلغني عن بعض العلماء من الصحابة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذلك وأمَرَ به مُعاذَ بنَ جَبل .
أحْسِنِ البِشْرَ إلى عامَّةِ الناس، فإنه بلغني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (إنَّ اللهَ يُحِبُّ طَلْقَ الوَجْهِ ويَكَْرَهُ العبوسَ).
اتَّقِ شَتْمَ الناس وغِيبَتَهم، فإن الله تعالى قال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ} ، وبلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اِحْذَروا حَسَناتِكُم لا تَنْسَلَّ منكم كما يَنْسَلُّ الماء من يَدِ أحَدِكم، قالوا بماذا يا رسول الله؟ قال: بالاغتياب ) وقال: ( لا تَشْتُمِ الناس).

اتَّقِ الفُحْشَ ومجالسةَ أهْلِ الرَّدَى والفسوقِ، ومحادثةَ السَّفِلةِ من الناس، فإنه بلغني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: ( اعْتَبِرِ الناسَ بأخْدانِهم فإنما يُخادِنُ الرجلُ الرجلَ مثلَه) .
أكْرِمِ اليتيمَ وارْحَمْه واعْطِفْ عليه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ كَفَل يتيما له أو لِغَيْرِه كُنْتُ أنا وَهُوَ في الجنة كَهاتَيْن، وأشارَ بإِصْبَعَيْه السَّبَّابَةِ والوُسْطَى فَضَمَّهما).

-----------------------------------------------------------------------
1 - تكثيرا لمالك
2- نسأ الله في أجله وأنسأ أجله: أخره ومد في عمره
3 - معاذ بن جبل الأنصاري الخزرجي،الصحابي الجليل، الإمام المقدم في الحلال والحرام، قال عنه أبو نعيم في الحلية:"إمام الفقهاء وكنز العلماء، شهد العقبة وبدرا والمشاهد، وكان من أفضل شباب الأنصار حلما وحياء وسخاء"، روى عنه من الصحابة عمر وأبو قتادة وعبد الرحمن بن سمرة وغيرهم، بعثه النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن وقال له لما ودعه:"حفظك الله من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك ومن فوقك ومن تحتك، ودرأ عنك شرور الإنس والجن".
4 - ومنه الحديث المرسل: عن الحسن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من الصدقة أن تسلم على الناس وأنت طلق الوجه" شعب الإيمان 6/253
5- الحجرات 12
6 - الهلاك والفساد
7-- لغة: السَّفِلَة بفتح السين وكسر الفاء السّقاط من الناس، يقال هو من السَّفِلة ولا يقال هو سفلة، لأنها جمع، واحد: سافل أي نذل وضيع، وقد اختلف العلماء في تعيين السفلة على أقوال فذكر ابن المبارك عن سفيان أن السفلة هم الذين يتقلسون، ويأتون أبواب القضاة والسلاطين يطلبون الشهادات. وقال ثعلب عن ابن الأعرابي: السفلة الذين يأكلون الدنيا بدينهم قيل له: فمن سفلة السفلة؟ قال: الذي يصلح دنيا غيره بفساد دينه. وسئل علي رضي الله عنه عن السفلة فقال: الذين إذا اجتمعوا غلبوا وإذا تفرقوا لم يعرفوا. وقيل لمالك بن أنس رضي الله عنه: من السفلة؟ قال: الذي يسب الصحابة. وقيل: السفلة المتسرعون إلى الشر، وهو في الأصل صغار الجراد حين يبدأ بالطيران.
8 - أخدان مفرده خدن بكسر الخاء: الأصحاب، خادن يخادن: صاحب يصاحب
-------------------------------------------------------------------------
اِعرِفْ لابْنِ السبيلِ حَقَّهُ واحْفَظْ وصيةَ الله تعالى فيه، فإنه بلغني أن أوَّلَ من ضَافَ الضيفَ إبراهيمُ الخليلُ عليه السلام.
أَعِِنِ المظلومَ وانصُرْه ما استطعتَ، وخُذْ على يَدِ الظالمِ واكْفُفْهُ عن ظُلْمِه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( مَنْ مَشَى مع مظلومٍ حتى يُثَبِّتَ له حقَّه ثَبَّتَ الله قدمَه يومَ تَزولُ الأقدامُ).
اتَّقِ اتِّباعَ الهَوَى في تَرْكِ الحقِّ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إني أخافُ عليكم اثنتين: اتِّباعَ الهوى وطولَ الأمَلِ ، فإن اتِّباعَ الهوى يَصُدُّ عن الحقِّ، وطولَ الأمَلِ يُنْسِي الآخرةَ).
أنْصِفِ الناسَ مِن نفسِك ولا تَسْتَطِلْ عليهم، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( أشْرَفُ الأعمالِ ثلاثةٌ: ذِكْرُ الله على كل حال، ومُوَاساةُ الأخِ في المَالِ، وإنْصافُ الناسِ مِنْ نَفْسِك).
اُغْضُضْ بصرَك عن مَحارِمِ الله، فإنه بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لِعَلِيٍّ كرَّم الله وجهَه : ( لا تُتْبِعِ النظرةَ النظْرةَ فإنَّمَا لك النَّظْرةُ الأولى وليسَتْ لك الأخرى).
اتَّقِ المَطْعَمَ السوءَ والمَلْبَسَ الوَبِئ فإن ذلك كلَّه تَذْهَبُ لَذَّتُه وتَبْقَى عاقبتُه. وإن الله سبحانه أَمَرَ المؤمنين بما أدَّبَ به رُسُلَه فقال: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} ، وبلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ أكَلَ بأخيه المسلمِ أُكْلَةً أطْعَمَه الله مكانَها أُكْلَةً من نارٍ، ومن سَمَّع بأخيه المسلمِ سَمَّع الله به يومَ القيامة، ومن لَبِسَ بأخيه المسلم ثوباً ألْبَسَه الله مكانَهُ ثوباً من نار).
ِاقْبَلْ عُذرَ مَنِ اعْتَذرَ إليك وَرَجَعَ عما كَرِهْتَ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنِ اعْتَذَرَ إلى أخيه المسلمِ فلم يَعذِرْه كان عليه مِثْلُ وِزْرِ صاحبِ مَكْس ).

------------------------------------------------------------------------------
1 - عن يحيى بن سعيد أنه سمع سعيد بن المسيب يقول: " إبراهيم عليه السلام أول من اختتن وأول من ضاف الضيف وأول من قلم أظفاره وأول من قص الشارب وأول من شاب، فلما رأى الشيب قال: ما هذا؟ قال: وقار، قال: يا رب زدني وقارا"
2 - طول الأمل: تعلق القلب بما يتمنى المرء تحقيقه في الحياة الدنيا
3 - الوبئ والوبيئ :السيئ، الفاسد، من فعل وبِئ، تقول :وبئت الأرض إذا انتشرت فيها الأوبئة والطواعين
4 - المؤمنون51
5 - المكس بفتح الميم: الظلم، انتقاص الثمن في البيع، المنابذة بين المتبايعين ، الجباية
------------------------------------------------------------------------
لِتَكُنْ يدُك العُلْيا على كلِّ مَنْ خالَطْتَهُ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اليَدُ العُلْيا خَيْرٌ مِنَ اليَدِ السُّفْلَى).
اِِصْحَبِ الأخيارَ فإنَّهُم يُعينونَكَ على أمْرِ الله عز وجل، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( ما تَحَابَّ رَجُلان في الله إلا كان أفضلُهُما أشدَّهما حبّاً لصاحبِه).
صِلْ رَحِمَك وإن قَطَعوك، ولا تُكافِئْهُم بِمِثْلِ ما أَتَوْا إليك به، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم ( أنَّ رَجُلا قال له: إن لي أقْرباءَ أَعْفُو ويَظْلِمون، وأَصِلُ ويَقطَعون، وأُحْسِنُ ويُسيئون أَفَأُكافِئُهُمْ؟ فقال صلى الله عليه وسلم:إذَنْ تُتْرَكوا جميعا، ولكن إذا أساؤوا فأحْسِنْ حتَّى يكونوا هُمْ الذين يَصْرِفون وجوهَهُم عنْك، فإنه لا يَزالُ لك عليهِمْ مِنَ الله ظَهيرٌ ).
اِرْحَمِ المسكينَ المُضْطَرَّ، والغريبَ المحتاجَ، وأعِنْهُم على ما استَطَعْتَ مِن أمورِهم، فإنه بلغني عن ابنِ عباس أنه قال : (كُلُّ مَعروفٍ صَدَقَةٌ وإن اللهَ يُحِبُّ إعانةَ المَلْهوفِ ).
اِرْحَمِ السائلَ وارْدُدْهُ مِنْ بابِك بفضلِ معروفِك بالبَذْل منك أو قولٍ معروفٍ تقولُهُ له، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اُرْدُدْ عنك مَذَمَّةَ السائلِ ولو بِمِثْل رأسِ الطائرِ من الطعامِ).
لا تَزْهَدْ في المَعْروفِ عِنْد مَنْ تَعْرفُه وعنْدَ مَنْ لا تعرفُه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا تَزْهدْ في المعروفِ، ولو أنْ تَصُبَّ من دَلْوِكَ في إناء المُسْتَقِي ).
أرِدْ بكلِّ ما يكونُ مِنْك مِنْ خَيْرٍ إلى أَحَدٍ، اللهَ عز وجل، فإنه بلغني أن قوله عز وجل {فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ ... الآية} ، قال: المنافقُ الذي إنْ صَلَّى راءَى وإن فاتَتْهُ لم يبلغ إليها، {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} ، قال: الماعونُ الزكاةُ التي فرضها الله عز وجل.
إياك والرِّيَاءَ، فإنه بلغني أنه لا يَصْعَدُ عمَلُ المُرائي إلى الله عز وجل، ولا يَزْكو عندَه ما كان لِغَيْرِ الله، فإن استطعْتَ أن تعملَ بكُلِّ ما عمِلْتَه فيما بينك وبين الله فافْعَلْ، فقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( نَضَّرَ الله امْرَأً سمع قولي فَوَعاهُ حتى يُبَلِّغَه

---------------------------------------------------------------------
1 -ظهير: نصير
2 - المستقي: الوارد على البئر طلبا للماء
3 - الماعون 4
4 - الماعون 7
-------------------------------------------------------------------------------

غيرَه، فرُبَّ غائبٍ أحْفَظَ مِنْ شاهدٍ ورُبَّ حاملِ فقهٍ إلى مَنْ هو أَفْقَهُ مِنْه، ورُبَّ حاملِ فقهٍ غيرِ فقيه).
لا يغفُلْ قلبُ امْرِئٍ مسلمٍ عن ثلاثِ خِصالٍ: إخلاصِ العمل لله، والنصيحةِ للإمامِ العادلِ، والنصيحةِ لعامة المسلمين فإنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحيطُ مِنْ ورائهم.
إياكَ وسُوءَ الخُلُقِ فإنه يَدْعو إلى مَعاصي الله تعالى، وقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( خِيارُكم أحْسَنُكم أخلاقا ).
تَواضَعْ لله إذا خَلَوْتَ بِعَمَلِك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أن مَلَكاً أتاه مع جبريل عليه السلام فقال : إن ربَّك يُقْرِئُك السلامَ ويقولُ إنْ شِئْتَ أن أجعلَكَ مَلِكاً نبياً أو عبْداً نبياً، فأشار إليه جبريل عليه السلام أنْ تَواضَعْ، فما أَكَلَ متَّكِئاً حتى مات).


لا تَظْلِمِ الناسَ فيُدِيلُهُم اللهُ عليك، فإنه بلغني عن بعضِ العلماء من الصحابة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( ما ظلمتُ أحداً أشدّ عليَّ ظلما مِنْ أَحَدٍ لا يستعينُ إلا بالله تعالى).
اِحْذَرِ البَغْيَ فإنه عاجِلُ العقوبةِ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنَّ أعْجَلَ الخَيْرِ ثوابا صِلةُ الرَّحِمِ، وإن أعْجَلَ الشَّرِّ عقوبةً البغيُ، واليمينُ الغموسُ تَدَعُ الدِّيارَ بَلاقِع ).
لا تَحْلِفْ بغير الله في شَيْء، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا تحلفوا بآبائكم، لِيَحْلِفْ حالفٌ بالله أو لِيَسْكُتْ )، ولا تحلِفْ بالله في كلِّ شيء، فإن الله تبارك وتعالى قال:{وَلاَ تَجْعَلُواْ اللّهَ عُرْضَةً لِّأَيْمَانِكُمْ }
اِرْحَمِ الناسَ يَرحَمْك اللهُ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (من لا يرحم الناس لا يرحمه الله).
أَحْبِبْ طاعةَ الله يُحْبِبْكَ الله وَيُحَبِّبْكَ إلى خلقه، قال عز وجل لنبيه: {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ}

------------------------------------------------------
1 - يديلهم: ينصرهم ويغلبهم، من الإدالة بمعنى الغلبة،يقال: اللهم أدلني على فلان وانصرني عليه
2 - :بلاقع: البلاقع جمع بلقع وبلقعة وهي الأرض القفر التي لا شيء بها، يريد أن الحالف بها يفتقر ويذهب ما في بيته من الرزق
3 - البقرة 224
-----------------------------------------------------------------------

عليك بالسُّجود الخَفِيِّ لله تعالى، فإنه بلغني أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال لابن عمر:( عليك بالسجود الخَفِيِّ لله تعالى يزيدك الله به في الآخرة هدىً وفي الدنيا عزاً).
اِلْزَمِ الصلاةَ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( جُعِلَتْ قُرَّةُ عيني في الصلاة).
أَصْلِحْ سريرتَك يُصْلِحِ اللهُ علانيتَك، فإنه بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما أَسَرَّ عبدٌ قَطُّ سريرةَ خَيْرٍ إلَّا ألْبَسَهُ الله رِداءَها، ولا أسَرَّ عبدٌ سريرةَ شَرٍّ قَطُّ إلا ألبسه الله رداءَها).
ولْيَكُنْ عليكَ السكينةُ والوقارُ في مَنْطِقِك ومَجلسِك ومَرْكَبِك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال والناس يَزْحَفون حَوْلَه: ( عليكم بالسَّكينةِ فإنَّ البِِرَّ لَيْسَ بالإيضاعِ) .
أَعْطِ دابَّتَك إذا ركِبْتَها حَظَّها من الأرضِ وحَظَّها من المَقْصِد عليها، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا ركِبْتُم هذه الدوابَّ العُجْمَ فأعْطوها حظَّها من الأرض ).
عليك بالحِلْمِ والإغْضاءِ عَمَّا كَرِهْتَ، ولا تَتَّبِعِ البلاغاتِ مِنْ أحَدٍ، فإنه إذا بَلَغَك عن أحَدٍ بلاغةٌ تَكْرهُها فلا تُكافِئْه بها، فإنَّ في ذلك الفضلَ في الدنيا والآخرة ، بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إن الله يُحِبُّ الحليمَ الحَيِيَّ العفيفَ المتعففَ ).
اِدْفَعْ بالتي هي أحسنُ السَّيِّئَةَ فإن الله أمَرَ بذلك.
اِتَّقِ العقوقَ وقطيعةَ الرَّحِمِ فإن في ذلك شَيْناً في الدنيا وتَبِعَةً في الآخرة، وبلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( اِشَتَكَتِ الرحمُ إلى الله عز وجل مِمَّنْ يقطعها فَرَدَّ الله عز وجل عليها أَمَا تَرْضَيْنَ أنْ أصِلَ مَنْ وَصَلَكِ وأقْطَعَ مَنْ قطعك؟).
إذا غضِبْتَ مِن شيءٍ مِن أمرِ الدنيا فاذْكُرْ ثوابَ الله عز وجل على كَظْمِ الغَيْظِ، فإن الله تبارك وتعالى قال : { وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ

--------------------------------------------------
1 - آل عمران 31
2- الإيضاع: سرعة العدو والجري
3- الوشايات
4- الشين:العيب والقبح، المشاين: المعايب والمقابح
-------------------------------------------------------------

الْمُحْسِنِينَ} ، وبلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( ما امْتَلَأَ رجلٌ غيظاً فَكَظَمَه لله عز وجل إلاَّ مَلَأهُ الله رِضْواناً يوم القيامة).
إذا وَعَدْتَ مَوْعدا في طاعةِ الله عز وجل فلا تُخْلِفْه، وإذا قلت قولا فيه رضا اللهِ فأَوْفِ به وَدُمْ عليه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( مَنْ تَكَفَّلَ لي بِسِتٍّ أتَكَفَّل له بالجنة: إذا حدَّث لم يكذب، وإذا وَعَد لم يُخْلِفْ، وإذا اؤتُمِنَ لم يَخُنْ، وغَضَّ بصرَه وحَفِظَ فَرْجَه وكَفَّ يَدَهُ ).
إذا حَلَفْتَ على يَمينٍ ليسَتْ مِنْ طاعةِ الله فلا تَسْتَهِنْ بِها، وكَفِّرْ عن يمينِك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا نَذْرَ في معصيةِ الله عز وجل وكَفّارَتُها كفّارَةُ يَمين) وقال: ( النَّذْرُ يَمينٌ وكفَّارتُه كفارةُ يَمِينٍ)، وإذا حَلَفْتَ على يَمينٍ ثم رأيتَ غيرَها خيراً منها فائْتِ الذي هو خَيْرٌ، وكَفِّر عن يمينِك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا حلفتَ على يَمينٍ فرأيتَ خيراً منها فكَفِّر عن يَمينِك وَائْتِ الذي هو خَيْرٌ).
إيَّاك والتَـزَيُّدَ في القولِ، وأن تقولَ قولاً وأنتَ تعلمُ أنه لم يكُنْ، وأقْبَحُ ذلك للإمامِ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( ثلاثة لا يَنْظُرُ اللهُ إليهم يومَ القيامة: الإمامُ الكذَّابُ والعائِلُ المَزْهُوُّ والشيخُ الزاني).
اُبْرُرْ والديْك وخُصَّهُما منْك بالدعاء في كلِّ صلاة، وأَكْثِرْ لهما الاستغفارَ وابْدَأْ بنفسِك قَبْلَهُما، فإن إبراهيمَ ونوحاً عليهما السلام قالا: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} ، فبدأ كلُّ واحدٍ منهما بِنَفْسِه قبلَ والديه، و قد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( من سَرَّه أن يُنْسَأَ له في عمره ويُزَادَ له في رزقه فَلْيَتَّقِ اللهَ ربَّه ولْيَبَرَّ والديه ولْيَصِلْ رحِمَه).
اشكُرِ الناسَ بما أَتَوْا إليك من خيرِهم، وكافِئْهُمْ بما قَدَرْتَ عليه من خيرٍ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( مَنْ لَمْ يَشْكُرِ الناسَ لم يشكرِ اللهَ عز وجل ).

-------------------------------------------
1 - آل عمران 134
2 - العائل: الفقير ، قال تعالى:" وإن خفتم عَيلة"
3 - المتكبر المفتخر
4 - إبراهيم 41، نوح 28
5 - نسأ الله في أجله وأنسأ أجله: أخره ومد في عمره

-----------------------------------------------------
إذا ركِبْتَ دابةً فوَضَعْتَ رِجْلَك في الرِّكاب فقُـلْ بسم الله، فإذا اسْتَوَيْتَ راكبا فَقُـْل: { سُبْحانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ} ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك كُلَّما ركب دابةً.
إذا أكلتَ وشرِبتَ فاذكرِ اسْمَ الله، فإن نَسِيتَ في أوَّلِ حالِكَ فاذْكُرْه متَى ما ذَكَرْتَه، فإنه بلغني عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقول:( تَذَكَّرِ اسْمَ الله حين تأكُلُ، فإنه يَحولُ بين الشيطان وبين أن يأكل معك، ويتقيأ ما أكل)، فإذا فرغت من طعامِك وشرابِك فقُـْل الحمد لله الذي أطْعَمَنا وسَقانا وجَعَلَنا مسلمين، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك إذا أكل وشرب، وإذا أكلتَ ومعك آخَرُ يأكُلُ، فكُلْ مِمَّا يَليك، وكُلْ بيمينِك ولا تأكلْ بشمالك ولا تشربْ بها، ولا تأكلْ من فوق الطعام ولا مِنْ بين يَدَيْ أَحَدٍ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال لرجلٍ يَفْعَلُه: ( اُذْكُرِ اللهَ وكُلْ مِمَّا يَليكَ وكلْ بِيَمينِك ولا تأكلْ بشمالِك ولا تشربْ بشمالك).
و بَلَغَنِي عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا أنه قال:( إنها أُكْلَةُ الشيطان).
لا تُسافرْ ما استطَعْتَ إلا في يوم الخميس، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يَسْتَحِبُّ يومَ الخميس لا يسافرُ إلا فيه.
إذا أصابك كَرْبٌ فقُـلْ "يا حَيُّ يا قَيُّومُ برحمتك أسْتَغيثُ" فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك عند الكرب.
اِحْتَرِسْ مِمَّنْ يَتَقَرَّب إليك بالنَّميمَةِ، ويُبَلِّغُ الكلامَ عن الناس، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( مَلْعونٌ مَنْ لَعَنَ أَباهُ، ملعونٌ من لَعَنَ أمَّه، ملعونٌ مَنْ غَيـَّرَ تُخومَ الأرض ، ملعونٌ كل صَقَّارٍ ) وهو النَّمَّام.
لا تَجُرَّ ثيابَك من الخُيَلاءِ، فإن الله عز وجل لا يُحِبُّ ذلك، وقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ جَرَّ ثيابه من الخيلاء لم ينظرِ الله ُ إليه يوم القيامة ).

---------------------------------------
1 - الزخرف 12/13
2 - تخوم الأرض: معالمها وأعلامها وحدودها
3 -الصقر: الماء الآجن المتغير، القيادة على الحرم، ومنه الصقار ككتان : النمام، اللعان، ومنه حديث أنس" ملعون كل صقار قيل يا رسول الله وما الصقار؟ قال: نشء يكونون في آخر الزمن تحيتهم بينهم التلاعن، وحديث سهل بن معاذ عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لا تزال الأمة على شريعة ما لم يظهر فيهم ثلاث: ما لم يقبض منهم العلم، ويكثر فيهم الخبث، ويظهر فيهم السقارة، قالوا وما السقارة يا رسول الله؟ قال نشء يكونون في آخر الزمن تكون تحيتهم بينهم إذا تلاقوا التلاعن، روي بالسين والصاد
---------------------------------------------------

أَطِعِ اللهَ في مَعْصِيَةِ الناس، ولا تُطِعِ الناسَ في معصيةِ الله، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصيةِ الخالقِ)، وإذا أصابك حزن أو سَقَمٌ أو غمٌّ أو ذِلَّة أو لَأْواءُ - يعني الجوع – فقُـلْ: اللهُ ربِّي لا أشركُ به شيئا ثلاث مرات، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمُرُ بذلك كلَّ مَنْ أصابَهُ شيءٌ مِمَّا يكربُه .
اِصبِرْ على ما أصابَك من فَجائِعِ الدنيا وأحزانِها فإن الله عز وجل يقول: {قُلْ يَا عِبَادِ الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا رَبَّكُمْ لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَأَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةٌ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} ، وقد بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:(إن الصَّبْرَ مِن الإيمانِ بمَنْـزِلَةِ الرأسِ من الجَسَدِ).
لا تُمارِيَنَّ أحداً وإن كنتَ محقّاً، فإنه بلغني أن قول الله عز وجل: { فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ } أنه المِراءُ.
إذا هَمَمْتَ بأمر من أمورِ الدنيا فَفَكِّرْ في عاقبَتِه، فإنْ وَجَدْتَ ثوابَ الله عز وجل فَأَمْضِهِ، وإن خِفْتَ عقوبةَ الله فيه فَانْتَهِ عنه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا همَمْتَ بأمْرٍ من أمورِ الدنيا ففَكِّرْ في عاقبته فإن كان رُشْدا فأمْضِه وإن كان غَيّاً فانْتَهِ عنه).
إياك والتَّجَرُّدَ خالياً، فإنه ينبغي لك أن تستحيِيَ مِنَ الله إذا خلوتَ، وإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان له أجيرٌ في إبِلٍ له، فخرج إليها فوجَدَهُ عرياناً فقال له: كَمْ لك عندنا؟ فقال: وما لي يا رسول الله أَلَمْ أُحْسِنِ الرِّعايةَ والوِلايةَ؟ قال صلى الله عليه وسلم:( لا أُحِبُّ أن يَلِيَ لي شيئاً مَنْ لا يَستَحْيِي من الله إذا خَلا).
وإياك أن تدخلَ الحمَّامَ والماءَ إلا بإزار، ولا يدخل معك أحدٌ الحمامَ إلا بإزارٍ وأنت تَقْدِرُ على ذلك، فإن لم تقدِرْ فَغُضَّ طرْفَك عن كلِّ أحَدٍ كان مكشوفا، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( لا يَحِلُّ لامرِئٍ يؤْمِنُ بالله واليومِ الآخرِ أن يدخلَ الحمامَ إلا بِمِئْزر).

---------------------------------------------------
1 - يحزنه
2 - الزمر 10
3 - البقرة 197
----------------------------

أَفْشِ السَّلامَ، وإن استطعتَ أن لا يَسبِقَك أحدٌ إليه فافْعَلْ تُعْطَ بذلك فَضْلا على الناس، وقد بلغني عن ابن مسعود أنه قال: ( السَّلامُ اسْمٌ مِن أسماء الله عز وجل وَضَعَه فيكم فأَفْشُوهُ بينكم، فإن الرجل إذا سلَّم على أخيه المسلم كُتِبَتْ له عشرُ حسنات ).
أَدِّبْ أهلَك وولدَك ومَنْ وُلِّيتَ أمرَه، واحْمِلْهم على خُلُقِك وأدَبِك حتى يتأدَّبوا على ما أنتَ عليه، فيكونوا لك أعوانا على طاعة الله، فإنه بلغني عن ابن مسعود أنه قال:( كلُّ مُؤدِّب يُحِب أن يُؤخَذَ بأدبه، وإن أَدَبَ اللهِ هو القرآن ).
إذا اسْتشارَكَ أحدٌ فإن شِئْتَ فَأَشِرْ واجتهدْ رأيَك، وإن شئتَ فأمْسِكْ عن المشورةِ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( المُستَشارُ بالخِيار إن شاءَ تكلَّمَ وإن شاء سكت)
لا تُفْشِ على أحدٍ سِرّاً أفْشاهُ إليك، فإنما هي أمانةٌ اِسْتَوْدَعَكَهَا وائْتَمَنَك عليها، إلا أن يكونَ إفشاؤُه خيراً له في دنياه وآخرتِه فَأَفْشِهِ عليه وانْصَحْه فيه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( مِن حقِّ المسلمِ على المسلمِ إذا اسْتَنْصَحَه أنْ يَنْصَحَه ).
تَفَقَّدْ من أخيك حقوقَهُ عليك، فإنه بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (حقوقُ المسلمِ على المسلمِ ستةٌ: يُحَيِّيهِ إذا لَقِيَه، ويُشَمِّتُه إذا عَطَسَ، ويُجيبُه إذا دعاه، وينصَحُه إذا اسْتَنْصَحَه، ويَعُودُه إذا مَرِض، ويشهده إذا مات ).
إذا تعلمتَ عِلْماً من طاعةِ الله فَلْيُـرَ عليكَ أثَرُهُ وَلْيُـرَ فيك سَمْتُه، وتَعَلَّمْ للذي تَعْمَلُه، وتَعَلَّمْ له السكينةَ والحِلْمَ والوَقارَ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( ما انْضَمَّ شيءٌ إلى شيءٍ أحسن مِن عِلْمٍ إلى حِلْمٍ) وقال:( العلماء وَرَثَةُ الأنبياء).
اُرْدُدْ جوابَ الكتابِ على كلِّ أحَدٍ كَتَبَ إليك، فإنَّما هو كَرَدِّ السلام، وقد قال عز وجل { وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً} ، وبلغني عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال:( أرى رَجْعَ الجوابِ عليَّ حقّاً كما أرى رَجْعَ السلام).
اِلْزَمِ الحياءَ فإنه خُلُقُ الإسلام، وقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لكل دِينٍ خُلُق وخُلُقُ الإسلام الحياءُ).

----------------------------------
1 - النساء 86
-----------------------------
إذا سافرْتَ فقُـلْ: اللهمَّ إنِّي أعوذُ بك من وَعْثاءِ السفر، وكآبةِ المُنْقَلَبِ، ودعوةِ المظلومِ، وسوءِ المنظرِ في الأهلِ والمالِ، والحَوْرِ بعد الكَوْرِ ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك إذا سافر.
إياك وظلمَ الضعيفِ ومَنْ لا يستعينُ عليك إلا بالله عز وجل، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( ثلاثةٌ لا تُرَدُّ دعوتُهم: الإمامُ العادل، والصائمُ حين يُفْطِرُ، ودعوةُ المظلومِ يَرْفَعُها فوق الغمام وتُفْتَحُ لها أبوابُ السماء ويقول الله عز وجل لها: وعِزَّتي وجَلالي لَأَنْصرُكِ ولو بَعْدَ حِينٍ ).
إذا ودَّعتَ مسافرا فقُـلْ: زَوَّدَك الله ُالتقوى، وقَضَى لك بالحُسنى، وغَفَر لك ذنْبَك، ويَسَّرَ لك الخيرَ حيثما كنتَ، أسْتَوْدِعُ الله َدينَك وأمانتَك وخواتيمَ عملك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمُرُ بها أصحابَه.
إذا حَضَرْتَ أمراً ليس لله بطاعةٍ ولا تَقْدِرُ على أن تَدْفَعَه، فلا تقْعُدْ حيث هُوَ وقُمْ عنه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( لا يَمْنَعَنَّ أحدَكم مخافةُ الناس أن يقولَ الحقَّ إذا شَهِده أو عَلِمَه).
اِلْزَمِ السِّواكَ فإنه سُنَّة، وقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( السِّواكُ مَطْيَبَةٌ للفم مَرْضاةٌ للرَّبِّ وهو من سُنَنِ المرسلين).
لا تَتْرُكِ الصدقةَ فإنها تدفع مِيتَةَ السُّوءِ، ولْيَكُنْ ذلك من أطيب مالك، فإن الله تعالى لا يقبلُ إلا الطَّيِّب، وإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( إن أحدَكم لَيَتَصَدَّقُ بالتَّمْرةِ إذا كانت من طَيِّبٍ، ولا يَقْبَلُ الله عز وجل إلا الطَّيِّبَ فيجعلُها في كفِّه فيُرْبِيها كما يُربي أحدكم فَلُوَّهُ أو فصيلَه حتى تكونَ في يده عز وجل مثلَ الجبل).
إذا نزلَتْ بك كُرْبةٌ من كُرَبِ الدنيا فَلْيَكُنْ فزعُك فيها إلى الله عز وجل حين تَنْـزِلُ بك، فقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( لنْ يَنْـزِلَ بعبدٍ قَطُّ أمْرٌ كان مَفْزَعُهُ فيه إلى الله إلا فَرَّج الله عنه).

------------------------------------------
1 : وعثاء السفر مشقته
2 - الحور بعد الكور: النقصان بعد الزيادة، فساد الأمر بعد صلاحه
3 - ينميها كما في قوله تعالى:" يَمْحَقُ اللّهُ الْرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ" البقرة 276
4 - الفلو بفتح الفاء وتشديد الواو: المهر، ويقال أيضا بكسر الفاء وتخفيف الواو
5 - الفصيل:ولد الناقة إذا فصل عن أمه
------------------------------------------------------

لا تَضْطَجِعَنَّ على بطنِك في منامِك ولا في غيرِ نومِك فإنه، بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( إن هذه ضِجْعَةٌ يُبْغِضُها الله ).
أَوْفِ بالعَهد إذا أعطيتَه من نفسِك لِكُلِّ أَحَدٍ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( أحَقُّ ما وُفِّيَ به عَهْدُ الله عز وجل ).
إذا حَضَرْتَ السلطانَ فاشفَعْ بِخَيْرٍ، وإياكَ والكلامَ عنده إلا بما يُرْضي اللهَ، فإنه بلغَني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( إنَّ الرجلَ لَيَتَكلَّمُ بالكلمةِ من سَخَطِ الله عز وجل ما يَظُنُّ أنََّها تبلُغُ ما بلغَتْ، يَكتُب اللهُ له بِها سَخَطَه إلى يوم القيامة، وإن الرجل لَيَتَكلمُ بالكلمةِ مِنْ رِضوانِ الله عز وجل ما يَظُنُّ أنها تبلغُ ما بلغَتْ، يكتُبُ الله له بِها رِضوانَه إلى يوم القيامة).
أَخْفِ ما أرَدْتَ به اللهَ ما استطعتَ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:(صَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غضَبَ الرَّبِّ).
اِتَّقِ التَّـزْكيةَ لنفسِك، ولا تَرْضَ بِها من أحَدٍ يقولُها لك في وجهِك، فإنه بلغني أن رجلا امْتَدَحَ رجلا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: ( وَيْحَك قَطَعْتَ عُنُقَهُ ولَوْ سَمِعَها ما أَفْلَحَ أبدا).
إياك ومَدْحَ الناسِ والثَّنَاءَ عليهم في وجوهِهِم، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( اُحْثُوا الترابَ في وُجوهِ المَدَّاحِين).
طَهِّرْ ثيابَك وَنَقِّهَا منْ مَعاصي الله تعالى، فإنه بلغني أن قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} ، يأمره ألا يلبسَها على دَنَسٍ.
اِكْرَهْ للناسِ ما تَكْرَهُهُ لنفسك، فإنه يُقالُ: لا يَكْمُلُ إيمانُ المؤمنِ حتى يُحِبَّ للناس ما يُحبُّ لنفسه، وقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه بايع جريراً البَجَلِيَّ على الإسلام والنصيحةِ لكلِّ مسلم .

--------------------------------------------
1 - المدثر 4
2 - هوجرير بن عبد الله بن جابر البَجَلِيّ من بَجيلة، وهي حي من اليمن، والنسبة إليها بَجَليّ بفتح الباء والجيم. قال فيه الرسول صلى الله عليه وسلم حين أقبل وافدا عليه ليُسْلِمَ:" يطلع عليكم خير ذي يمن، كأن على وجهه مسبحة ملك"، فطلع جرير.وقال عنه أيضا صلى الله عليه وسلم:"إذا أتاكم كريم قوم فأكرموه". وهو الذي كان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول له في حجة الوداع:"استنصت الناس"

-----------------------------------------------------------------------
إياكَ والحسدَ والشَّرَهَ ، فإنه بلغني أنهما خُلُقانِ مُرْدِيانِ لصاحبهما في الدنيا والآخرة، وقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( لا حَسَدَ إلا في اثنتين: رجلٍ آتاهُ الله مالا فسلطه على هَلَكَتِه في الحق، ورجلٍ آتاهُ الله حِكْمَةً فهُوَ يَقْضي بها ويُعَلِّمُها).
اِقْتَدِ في أمورك بِرَأْيِ ذوي الأسْنانِ والإنصافِ من أهل التَّقْوَى، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( خِيارُكم شُبَّانُكم المُتَشبِّهون بشُيوخِكم وشِرارُكم شُيوخُكم المُتَشَبِّهون بشبانِكم ).
لا تَحْكِرْ أحداً ولا تُجالِسْ مَأْبونا ولا تُخالِطْ فاجراً ولا تَصْحَبْه، ولا تُؤَاخِ إلا تَِقيا أو كريماً، فإن الوَحْدةَ خَيْرٌ من جليسِ السوءِ.
وعليك بمَعَالي الأخلاقِ ومَكارمِها واتَّقِ رذائلَها وما سَفْسَفَ منها، فإنه بلغني أن الأخلاقَ مخزونةٌ عند الله، فإذا أحَبَّ الله عبدا أعطاه منها خُلُقا، وقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( إن الله يُحِبُّ معالِيَ الأخلاقِ و يَكْرَهُ سَفْسافَها)، وبلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( بُعِثْتُ لأتَمِّمَ مكارمَ الأخلاق )
إذا رأيت مَنْ فُضِّلْتَ عليه في دينِك ودنياك فَأَكْثِرْ حمْدَ الله عز وجل علَى ذلك واشْكُرْه، فقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( ما أنعَمَ الله على عبدٍ بنعمةٍ فقال الحمدُ لله إلا كان ذلك أعظمَ من تلك النِّعمةِ وإنْ عَظُمَتْ).
وإذا رأيتَ أحدا من أهلِ البَلاء فقُـلْ: الحمد لله الذي عافاني مِمَّا ابْتَلاكَ به.
لا تَرْكَبِ المِيثَرَةَ الحمراءَ ولا تَلْبَسِ المُعَصْفَرَ فإنه بلغني عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نَهَى عن ذلك.

------------------------------------------------------------------------
1 - شره يشره إلى الطعام أو المال ،على وزن فرح: أشتد حرصه وطلبه له، الشَّرَهُ أسوأ الحرص على الدنيا
2 - مرديان: مهلكان
3 - ذوي التجربة من كبار السن
4 - الحَكْر بفتح فسكون: الظلم والتنقص وإساءة المعاشرة، من حكره يحكره على وزن ضرب: ظلمه وتنقصه
5 - - أبنه يأبنه على وزن نصر وضرب:اتهمه وعابه، ومن هذا الفعل أخذ لفظ المأبون، والأبنة في الحسب: العيب والتهمة
6 - السفساف: الرديء من كل شيء
7 - عن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" من رأى صاحب بلاء فقال الحمد لله الذي عافاني مما ابتلاك به وفضلني على كثير ممن خلق تفضيلا إلا عوفي من ذلك البلاء كائنا ما كان ما عاش" الترمذي 5/493
8 - الميثرة الحمراء وطاء محشو يوضع فوق السرج تحت الراكب، وكانت تتخذ من الحرير والديباج
9 - المعصفر: المصبوغ بالعصفر وهو نبات يصبغ به، والمقصود بالنهي عن ركوب الميثرة الحمراء والثوب المعصفر تجنب لباس الشهرة والخيلاء والكبر
-------------------------------------------------------------------------

إذا غَضِبْتَ وأنت قائمٌ فاقْعُدْ، وإن كنتَ قاعدا فاضْطَجِعْ، فإنه بلغني ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم (قال: إذا غضِبْتَ فإن كنتَ قائما فاقعُدْ، وإن كنت قاعداً فاتَّكِئْ، وإن كنت مُتَّكِئاً فاضطجعْ).
لا تَتَطَيَّرَنَّ مِنْ شَيْءٍ تَرَاهُ أوْ تَسْمَعُه، وإذا كان مِنْ ذلِك شَيْءٌ فَقُـلْ ( اللهمَّ لا يأتي بالخَيْرِ إلا أنت، ولا يَدْفَعُ السوءَ إلا أنْتَ، ولا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إلا بالله) فإنه بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يأمُرُ بذلك مَنْ تَطَيَّرَ .
لا تَتَوَضَّأْْ بشيءٍ مِمَّا تأكلُ من الطعام ولا تَتَدَلَّكْ به في الحَمَّام، فإن ذلك من الجَفاءِ، ولا تَتَخَلَّقَنَّ بالخَلُوق إلا أن يكون في إِثْرِ النُّورة ليُذْهِبَ ريحَها، بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( بينما رجل في بُرْدتين له مُتَخَلِّقٌ يَتَبَخْتَر فيهما إذ ساخَتْ به الأرضُ فهو يَتَجَلْجَل فيها إلى يوم القيامة).
لا تُغَيِّرَنَّ أظفارَك بالحناءِ ولا يدَيْك إذا دخلتَ الحمامَ، فإنه ليس مِنْ سِيما أهلِ الفضْلِ.
ولا تحلِفْ بالطلاق ولا بالعَتَاق فإنها من أَيْمانِ الفُسَّاق، بلغني عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال:( أربع جائزةٌ إذا تُكُلِّمَ بِهِن: الطلاق والعَتاق والنكاح والنذْرُ، وأربعة يُمْسونَ والله عليهم ساخط ويُصْبِحون والله عليهم غضبان: المتشَبِّهون من الرجال بالنساء والمتَشَبِّهاتُ من النساءِ بالرجال، ومَنْ أَتَى بهيمةً أو عَمِلَ عَمَلَ قومِ لوطٍ ).
لا تَتَطَيَّبَنَّ بشيء من الطِّيبِ يَظْهَرُ لوْنُه، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال:( طِيبُ الرجال ما بَطَنَ لونُه وظَهرَ رِيحُه وطيبُ النساءِ ما ظَهَرَ لونُه وبَطَنَ ريحُه).
اِلْزَم الرأي الحسَنَ والهدْيَ الحسَنَ والاقتصادَ، فإنه بلغني عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( الرأيُ الحسنُ جُزءٌ من خمسةٍ وعشرين جُزءا من النُّبُوَّةِ ).

------------------------------------------------------
1- لا تتشاءم من الفأل الرديء
2- وفي رواية عروة بن عامر قال: ذكرت الطيرة عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال:" أحسنها الفأل ولا ترد مسلما فإذا رأيت من الطيرة ما تكره فقل اللهم لا يأتي بالحسنات إلا أنت ولا يدفع السيئات إلا أنت ولا حول ولا قوة إلا بك" سنن البيهقي الكبرى 8/139
3- الخلوق ضرب من الطيب، والتخلق به: التطيب به
4 - النورة بالضم: مادة كلسية كانت تحرق ويحلق بها شعر العانة وما في حكمه
5 - بردتين: مفردها بردة: كساء كان يلبس وقتئذ
6 - ساخت الأرض: انخسفت
7 - يتجلجل: يضطرب ويتخبط
8 - سيما أهل الفضل: علامات أهل المروءة وصفاتهم

-----------------------------------------------
إن استطعتَ ألا تَدَعَ العِمامةَ والبُرْدةَ في العيدين والجمعة فافعلْ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يلبَسُ العمامةَ والبردة في العيدين والجمعة، وقال: ( إن الله عز وجل أعز الإسلام بالعمائم والألوية).
إذا طَلاكَ أحد بالنُّورَةِ فبَلَغ المَرَاقّ فلا يَتَوَلَّى أحدٌ ذلك مِنْك، إلا أن يكون مِمَّنْ يَحِلُّ لك من النساء، وإلا فَتَوَلَّهُ من نفسك، فإنه بلغني عن بعض العلماء أنه كان يتولى ذلك مِنْ نفسه. ولا بأسَ أن تَغْتَسِلَ بماء الحمَّام وأنت جُنُبٌ، وأن تصليَ بذلك الغسل، فإنه بلغني عن ابن عباس أنه سُئِل عن الجُنُب يغتسل في الحمَّام فقال (إن الماءَ لا يَجْنُبُ).
وإذا تَنَخَّمَت في المسجد فادفنْها، فإنه بلغني عن بعض العلماء أنه قال:( هي خَطيئةٌ وكَفَّارَتُها دَفْنُها).
إذا نِمْتَ فقُـلْ عند منامك : ( اللهم أنت الدائمُ الذي لا يزول ملكُك، خَلَقْتَ كلَّ شيء، لا شريك لك، عَلِمْتَ كلَّ شيء بغيرِ تَعَلُّمٍ، اغفرْ لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت) فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا قُلْتُمْ كما قال علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- وكان يقول هذا القول.
إذا أتيتَ الحاجَةَ فلا تَسْتَقبلِ القِبْلةَ بفَرْجِك ولا تَسْتَدْبِرْها ولا تَسْتَنْجِ بيمينك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمُر أصحابَه أن لا يَسْتَقْبِلوا القبْلةَ بفروجِهم ولا يَسْتنجُوا بأَيْمانِهِمْ ولا يَستنْجوا بِعَظْمٍ ولا رَوْثٍ.
إذا انصَرَفْتَ مِنَ الصَّلاةِ فقُـلْ : ( اللهمَّ إني أسألكَ من الخيرِ كُلِّه، ما علِمْتُ منه وما لمْ أعْلَمْ، وأعوذُ بك مِنَ الشرِّ كلِّه ما علِمْتُ منه وما لم أعلمْ، اللهم إني أسألك من الخَيْرِ ما سألَكَ عبادُكَ الصالحون، وأعوذُ بك من شرِّ ما عاذَ منه عبادُك الصالحون، اللهم آتِنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وَقِنَا عذابَ النار) فإنه بلغني عن ابن مسعود أنه قال: ( ما دعا نَبِيٌّ مُرْسَلٌ ولا عبدٌ صالح ٌبشيءٍ حَسَنٍ إلا هُوَ فيه) يعني في هذا الدعاء.

----------------------------------------------------------------
1 - المرَاقّ: ما سَفَل من البطن فما تحته من المواضع التي تَرِقُّ جُلُودُها، واحدُها مَرَقّ. وقال الجوهري: لا واحدَ لها ومنه الحديث: (أنه اطَّلَي حتى إذا بلغ المَراقّ ولِيَ هو ذلك بنفسه)
2- يعني ماء الحمام المشترك بين المستحمين الذي يكون في البرمة أو الجفنة
3- استنجى: مسح مقعدته من النجاسة أو غسلها
------------------------------------------------------------------------


لا تَشْتمْ عبداً لكَ ولا أَمَةً بِزِنا، فإنه بَلغَنـي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( من قَذَف أَمَةً أو حُرَّةً أو يهوديةً أو نصرانيةً فلم يُضْرَبْ في الدنيا ضُرِبَ يوم القيامة ثمانين جلدة).
إذا كنْتَ مسافرا أو مقيما فامْسَحْ إن شئتَ على خُفَّيْكَ ، إن كنتَ مسافرا ثلاثةَ أيام ولياليَها، وإن كنتَ مقيما فيوماً وليلةً، فقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ذلك، وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابن عباس رضوان الله عليهم قالوا ذلك.
إذا صافحَك أحدٌ فلا تَنْـزِعَنَّ يدَك مِنْ يَدِه حتى يكونَ هو الذي يَنْـزِعُ يدَه من يدك، فإنه بلغَنـي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم يصافحْ أحدا فنَـزَع يدَه حتى يكونَ هو الذي ينـزِع يده.
إذا أقبل عليك رجلٌ بوجْهِهِ يُحَدثُك فلا تَصْرِفْ وجهَك عنه حتى يكونَ هو الذي يصرِفُ وجهَه عنك، وإذا جلست إلى جَنْبِ رجُلٍ أو جلس إلى جنبك رجلٌ فلا تقومَنَّ من بين يديه ولا تُجاوِزَنَّ ركبتُك ركبتَه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لم تَتَجاوزْ ركبتُه ركبةَ جليس له.
وإذا أحْسَسْتَ من أميرٍ ظُلامةً أو تَغَطْرُساً فقُـلْ: ( الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أعَزُّ من خلقِه جميعا، الله أكبر مما أخاف وأحذَرُ، أعوذ بالله المُمْسِكِ السماءَ أن تقعَ على الأرض إلا بإذْنِه من شرِّ فُلان، اللهم كُنْ لي جاراً من فلان وجنوده أن يَفْرُطَ عَلَيَّ أحَدٌ منهم أو أنْ يَطْغَى، جَلَّ جلالُك وعَزَّ جارُك ولا إله غَيْرُك)، تقول ذلك ثلاث مرات، فإنه بلغني عن ابن عباس أنه قال ذلك وأمَرَنَا به.
وإذا كتبتَ إلى أحدٍ من غيرِ أهلِ الإسلام فَلا تَكْتُبَنَّ "سَلام الله عليك" ولكن اكتب "السلام على من اتَّبَعَ الهُدَى" فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يكتب ذلك.
إذا عَطَسْتَ في الخَلاء فاذكر اسمَ الله خفِيّاً وأسِرَّ ذلك فإنه يصعَد لقول الله عز وجل: { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ُ} .

-------------------------------------------------------------
1 - يفرط عليه: يظلمه، يعدو عليه ويطغى
2 - فاطر 10
--------------------------------------------------------

لا تَدَّهِنْ في مَداهِنِ ذهبٍ ولا فضةٍ، ولا تَسْتَجْمِرْ في مجامرهما، ولا تشرَبْ في آنِيَتِهِمَا، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نَهَى عن الشُّرْبِ في آنية الذهب والفضة، ولا تلبَسِ الحريرَ والديباجَ ولا تَنَمْ عليهما، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه نَهى عن لبس الحرير والديباج إلا للنساء.
إذا رأيت أمراً في أهْلِكَ وخاصَّتِك مِمَّا يَنبغي تَغْيِيـرُه فلَا تُحابِيَنَّ منهمْ أحداً، وقُمْ فيه بالذي يَحِقُّ لله عز وجَلَّ عليك، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( انْصُرْ أخاك ظالما أو مظلوما).
إذا هَمَمْتَ بأمرٍ من طاعة الله عز وجل فلا تحبِسْه إن استطعتَ فَواقاً حتى تُمْضِيَهُ، فإنك لا تَأْمَنُ الأحداثَ، وإذا هَمَمْتَ بأمر فيه لله عز وجل معصيةٌ فلا تُمْضِهِ، ولا تَسْتَحْيِ إذا دُعِيتَ إلى أمرٍ ليس بِحَقٍّ أن تقول:"لا"، فإن الله تعالى يقول: { وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ} .
إذا سمعتَ المؤذِّنَ فقُلْ كما يقول، إلا أنك تقول إذا قال"حَيَّ على الصلاة حَيَّ على الفلاح":" لا حول ولا قوة إلا بالله" فإنه بلغني ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
لا تَخْلُوَنَّ بامرأةٍ لَيْسَتْ لكَ بِمَحْرم فإنه بلغني عن عمرَ بن الخطاب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( ما خلا رجلٌ بامرأةٍ ليسَتْ له بِمَحرَمٍ إلا كان ثالثهما الشيطان).
إذا قال الإمامُ عِنْد فراغِه من قراءةِ أُمِّ القرآن: آمين فَقُـل آمين ، فإنه ينبغي إذا فرغ من أم القرآن أن يقول آمين، وأن يقولها مَنْ خَلْفه سِرّاً، ولا يجهر بها أحدٌ منهم فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( إذا أمَّنَ الإمام فأمِّنوا، فإن الملائكة تؤمِّنُ لتأمين الإمام، فمن وافق منكم تأمينَ الملائكة غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ من ذنبه).
إذا قَضَيْتَ الحاجَةَ فلا تبدأْ بشيءٍ حتى تغسِلَ فرْجَك بالماء، فإنه بلغني أنه لَمَّا نزلت هذه الآية { فِيهِ رِجَال يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا} ، بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى

-----------------------------------------------------
1 - لا تتطيب بالبخور في مجامر ذهب أو فضة
2- الفَُوَاقُ بضم الفاء وفتحها ما بين الحلبتين من الوقت لأن الناقة تحلب ثم تترك سويعة يرضعها الفصيل لتدر ثم تحلب يقال ما أقام عنده إلا فواقا وفي الحديث {العيادة قدر فُوَاقِ نَاقَةٍ}.
3- الأحزاب 53
4 - التوبة 108
----------------------------------------------------
عُوَيْمِ بنِ ساعدةَ فقال " مَا هَذَا الطَّهُور الَّذِي أَثْنَى اللَّه عَلَيْكُمْ ؟" فقال: يا رسول الله ما خَرَجَ مِنَّا رجلٌ ولا امرأةٌ من الغائط إلا وغسَلَ فرجَه، أو قال مَقْعَدَتَه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هُوَ ذاكَ.
إذا أكلتَ طعاما فعَلِقَ بين أصابعك فالْعَقْها، وأسنانَك فَتَخَلَّلْ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:( حَبَّذا المُتَخَلِّلون مِنْ أمَّتـي)وقال: ( ليس شيءٌ أشدَّ على المَلَكِ من أن يرى في الرجل طعاما وهو يصلي).
إذا نزلتَ منـزلاً فقُـلْ "أعوذ بكلماتِ الله التاماتِ مِن شرِّ ما خلق"، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مَنْ نَزَل مَنْـزِلا فقال هذه الكلمات وُقِـيَ شَرَّ مَنْـزِلِه حتَّى يرْتَحِلَ منه).
لا تأكلْ شيئاً مِنْ ثَمَنِ طعامٍ لا يَحِلُّ لك أكْلُهُ، ولا شيئاً منْ ثَمَنِ شرابٍ لا يَحِلُّ لك شُرْبُه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في الخمر: ( إنَّ الذي حَرَّمَ شُرْبَها حَرَّمَ بَيْعَها)، ولا تَتَداوَ بشيءٍ لا يَـحِلُّ لكَ أَكْلُه ولا شُرْبُه، ولا تَبِعْه ولا تَشْتَرِهِ ولا تَطْعَمْه ولا تُطْعِمْه أحداً، ولا تَسْقِهِ ولا تُداوِ به صغيراً ولا كبيراً ولا بهيمةً ولا غيرَها، فإنه بلغني عن بعضِ علماءِ الصحابة أنه بُعِثَ لبعيرٍ له خمرٌ فقال : ( لا والله لا أوجِرُه خمراً ولا أطلُبُ نفْعاً بما حرَّم الله).
لا تأكلْ لحمَ شَيْءٍ من السِّباع ولا ذا مِخْلَبٍ من الطيْرِ، فإنه بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم نَهى عن أكْلِ كلِّ ذي نابٍ من السِّباعِ وكلِّ ذي مخلَبٍ من الطير.
إذا فَزِعْتَ في منامك فَقُـلْ: ( أعوذ بكلمات الله التامات من غضبه وعقابه، ومن شرِّ عباده ومن شر الشياطين وأن يحضرون) فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : (إذا فزِعَ أحدُكم في منامه فلْيَقُلْ ذلك).
إذا قلتَ لأحدٍ: "أقْسَمْتُ عليك لَتَفْعَلَنَّ كذا وكذا" فلم يَفْعَلِ الذي أقسمْتَ عليه أن يفعَلَه وَجَبَ عليك الحِنْث وكَفِّرْ عن يَمِينِك ، وكذلك إذا كنتَ وَقَّتَّ له وقتا معلوما فتَرَكَه حتى جاوزَ الوقت.

-------------------------------------------------------------
1 - عويم - بصيغة التصغير - بن ساعدة الأنصاري الأوسي، آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينه وبين عمر بن الخطاب. قال عنه عمر:"ما نصبت راية لرسول الله صلى الله عليه وسلم إلا وتحت ظلها عويم" انظر الإصابة في تمييز الصحابة ط1 ج 3 ص 44
2 - أوجره: أسقيه، أضع في فمه
3 - الحِنث: الخُلف في اليمين، الإثم
---------------------------------------------------------------------

لا تَبْدأَنَّ أحدا مِن غيرِ أهْل الإسلام بالسَّلام، ولكن لو سَلَّمَ هُوَ فَقُـلْ" "وعليكم"، فإنه بلغني أن النبي صلى الله عليه وسلم أمَرَ بذلك.
لا بأس أن تأكلَ وأنت جُنُبٌ وإن كنتَ لم تتوضأ إذا غسَلت يديك.
لا تقُْل لأحَدٍ :"صلى الله عليك"، فإنه بلغني عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: ( لا تَنْبغي الصلاةُ مِنْ أحَدٍ لِأَحَدٍ إلا للنبي عليه السلام)، ولا تَقُل لأحَدٍ "جعلني الله فداءك"، فإنه بلغني أن الزبيـر قال للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ذلك وهو مريضٌ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أما تَرَكْتَ أعْرابِيَتَكَ بَعْدُ يا زبير؟ )، وبلغني عن بعض العلماء أنه قال: ( لا يَفْدِيَنَّ أحدٌ أحداً ).
لا بأسَ بمصافحةِ الجُنُبِ ومُباشَرَتِه ، فإنه بلغني عن ابن مسعود أنه قال: ( أربعةٌ ليس عليهم جنابةٌ: جسدُ الإنسان والماءُ والثوبُ والأرضُ).
لا بأس بِمُصافحةِ اليهوديِّ والنصرانِيِّ والصلاةِ في بيوتِـهم .
لا تَبْلُغْ بشيءٍ من أدَبِك إذا أدَّبْتَ وعاقبتَ أحَداً على جُرْمٍ اجْتَرَمَه أربعين سوطا، قال صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ بَلغَ حَدّاً في غيرِ حَدٍّ فهو من المُعْتَدين).
إذا أحبَبْتَ أحدا لله فأعْلِمْه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلا قال له: إني أحبُّ فلانا لله قال: أمَا أخْبَرْتَه؟ قال: لا، قال فأخْبِرْه، فلما أخبره قال: أحَبَّكَ اللهُ الذي أحبَبْتَنِـي له).
لا تَشْفَعْ في منْ وَجَبَ عليه حَدٌّ من حدود الله إذا انتهى إلى الإمام ولا تَحُلْ دونه، ولا بأس أن تشفع قبل ذلك، وقد بلغني عن بعض علماء الصحابة أنه شَفَع لسارقٍ فقيل له: أتَشْفَعُ فيه وأنت من الصحابة؟ فقال لا بأس أن أشفعَ له قبل أن يبلغ الإمام، فإذا بلغه فلا عفا الله عنه إن عفا عنه.
اِلْزَمِ الصَّمْتَ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا يَسْتَكْمِلُ أحدُكم حقيقةَ الإيمان حتى يَخْزن لسانَه ).

---------------------------------
1 - المباشرة: الملامسة
----------------------------------------------

وإذا أتيتَ قريةً أو بلدا فقلْ قبْلَ دخولها : اللهم ارْزُقْنا خيرَها وخيرَ أهلِها، وأعِذْنا من شرها وشرِّ أهلها، اللهم ارزُقْنا خيْرَها وحِباءَها واصْرِفْ عنا وَباءَها، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول ذلك إذا دنا من قرية.
إذا عطَسْتَ فقل الحمد لله، فإن قال قائل"يرحمك الله" فقل "يَهْديكُمُ الله ويُصْلِحُ بالَكم ويغفرُ لكم"، فإنه بلغني ذلك عن بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال ذلك، ولا تُشَمِّتْ أحدا يَعْطِسُ عندَك حتى تَسْمَعَه يحمَدُ الله، فإذا فعل فشَمِّتْـه، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( مِنْ حَقِّ المسلمِ على المسلمِ تشْميتُ العاطسِ إذا حمِد الله).
وَقِّرِ الكبيرَ وارْحَمِ الصغيرَ، قال النبي صلى الله عليه وسلم ( ليْسَ مِنَّا مَنْ لم يَرْحمْ صغيرَنا ولم يُوَقِّرْ كبيرَنا).
لا تصافِحْ امرأةً ليْستْ لك بزوجةٍ ولا لَكَ بِمِلْك يمين، ولا تضعْ يدَها على شيء من جسدك، ولا تضَعْ يدَك على شيء من جسدها، ولا تُقَبِّلْ يدَك ولا شيئاً من جسدك، ولا تُعانِقْ رجلاً ولا تُقَبِّلْ جبهتَه ولا شيئاً منه، ولا بأس أن تصنعَ ذلك بذي رَحِمِك، فإنه بلغني أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم لما قَدِم عليه جعفر بن أبي طالب من أرضِ الحبشة قامَ إليه وَضَمَّه إلى صدرِه وقَبَّلَ بين عينيه.
لا تَرْفَعْ صوتَك في مسجدِ جماعةٍ، ولا تَشْهَرْ فيه سلاحا، فقد نَهَى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك.
إذا دُعِيتَ إلى تَحَمُّلِ شهادةٍ فإنك مُخَيَّرٌ، فإن شهدْت فلا يَسَعُكَ الامتناعُ إذا دُعيتَ لها.
لا تَمْنُنْ على أحدٍ بإحسانِك فإنه يبطلُ أجرك قال عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تُبْطِلُواْ صَدَقَاتِكُم بِالْمَنِّ وَالأذَى} .
ومن أَوْلاكَ معروفا وعَجَزْتَ عن مُكافأتِه فَأَثْنِ عليه واذْكُرْهُ به، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ أُولِيَ معروفا فلم يقدِرْ على المكافأةِ إلا بالثَّناءِ فَقَدْ شَكَرَه ومَنْ كَتَمَه فقدْ كَفَرَه ).

-------------------------------------------
1- حباءها: عطاءها
2 - البقرة 264

---------------------------------
إذا طَعِمْتَ وعندك أحَدٌ فادْعُهُ، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( إن في الجنة غُرَفاً يُرَى ظاهِرُها مِنْ باطِنِها وباطِنُها مِن ظاهِرِها، قيل لِمَنْ هِيَ قال لِمَن أطْعَمَ الطعامَ وتابَعَ الصيامَ وقال طَيِّبَ الكلامِ وصَلَّى بالليل والناسُ نيام).
إذا عَمِلْتَ عمَلا لِلَّهِ فأحْسِنْه لقوله تعالى { لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً} .
لا تَعْجَلْ على أحَدٍ بعقوبةٍ ولا تَتَّهِمْه حتى تَحُقَّه.
لا تأتِ أهلَكَ أو جاريَتَك وغَيْرُها يراكَ أو يسمعُ حِسَّك، قال صلى الله عليه وسلم: ( استَحْيوا من الله حَقَّ الحياء، قالوا كيف نستحيي من الله حقَّ الحياء ؟ قال اِحْفَظوا الرأسَ وما حَوَى والبطنَ وما وَعَى، واذكروا الموتَ والبِلَى وَذَرُوا زينةَ الحياة الدنيا).
إذا أصبحتَ فقلَ:" اللهم لا إله إلا أنت وحدَك لا شريك لك، لك المُلْكُ وَلَكَ الحمدُ، لا شريكَ لك، إنك على كل شيء قدير" عشر مرات، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( مَنْ قالها عشْرَ مراتٍ حين يُصْبِحُ وُكِّلَ به ملكان يحرسانه حتى يُمْسِيَ وإذا قالها ليلا فكذلك حتى يصبحَ ).
إذا كنتَ في العيدين والجمعةِ ويومِ عرفةَ بعرفةَ، فاغتَسِلْ، وإن توضأتَ أجْزَأَك ، فقد سأل رجلٌ عليّاً عن الغسل فقال: للجمعة والعيدين وعرفة.
إذا رأيتَ الهلالَ فلا تَسْتَقبِلْه وتدعو، ولكنِ اسْتقبِلِ القبلةَ وقل: "الله أكبر الله أكبر الحمد لله، اللهم إني أسألك من خير هذا الشهر، وأعوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ القَدَرِ وشرِّ يوم المَحْشَرِ".
لا تَؤُمَّنَّ أحدا في بيتِه ولا سلطانِه إلاَّ أنْ يأْذَنَ لك، وذلك أنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا يَؤُمَّنَّ الرجلُ الرجلَ في بيته ولا في سلطانه إلا بإذْنِه).
ولا تُحِبَّ من الناس أن يَمْثُلوا لك قياما، قال صلى الله عليه وسلم: ( من سَرَّهُ أن يَمْثُلَ له بنو آدم قياما وَجَبَتْ له النار ).
أَجِِبِ الدعوةَ إذا دُعِيتَ، قال صلى الله عليه وسلم: ( الدعوةُ يومَ العرسِ حقٌّ ) وقال: ( لو دُعيتُ إلى كُراعٍ لَأَجَبْتُ).

-----------------------------------------------
1 - هود 7
2- مثل بين يديه مثولا، من باب دخل: انتصب قائما
-----------------------------------------------------

إذا حَلَفْتَ على شيْءٍ وحَلَفَ والداكَ أو أحَدُهما على خِلافِه فَأَطِعْهُما ما لَمْ يكنْ معصيةً.
احْتَجِمْ في سبعَ عشرةَ وتِسعَ عشرةَ وإحدى وعشرين، فقد بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمَرَ بذلك.
إذا عُدْتَ مريضا فَخَفِّفِ العيادةَ وأَقِلَّ اللَّبْثَ .
وإذا مَرَرْتَ بالمقابرِ فقُلْ: "السلامُ عليكم أهلَ الدار المؤمنين والمسلمين وإنَّا إن شاء الله بِكُمْ لاحقون، أنتم لنا فَرَطٌ ونحن لكم تَبَعٌ، أسأل الله لنا ولكم العافية".
لا بأس أن تَمْشِيَ أمامَ الجنازةِ، فإنه بلغني عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن أبي بكر وعمر وعثمان أنهم كانوا يَمْشون أمامَها، وإذا كنتَ راكبا فلا تَسْبِقْها، وإذا انْتُهِيَ بِها إلى القبور فَلا تَنْـزِلَنَّ حتى تُوضَعَ عن عواتِقِ الرجال، فإنه بلغني ذلك عن بعض الصحابة.
لا تنفُخْ في الطعامِ والشرابِ فإن ذلك من الجَفَاءِ، قاله بعض العلماء.
اِرْفَعْ يدَك في عشرةِ مواطنَ: إذا دعوتَ عند افتتاحِ الصلاة، والعيدين، والقنوتِ، والتكبيـرِ، وعند استلام الحَجَر، وعرفة، والجُمَعِ، والصفا، والمروة، والجِمار، رُوِيَ ذلك عن ابن عباس، وعند افتتاحِ الصلاة والقنوتِ والعيدين تَرْفَعُهُما حتى تُحاذِيَ إبْهامُك أذنَك وتَبْسُطهما عند صدْرِك في باقي ذلك.
لا تَلْعَبْ بالنَّرْد، فقد لَعَن النبيُّ صلى الله عليه وسلم اللَّاعبَ به، وقال إياكم وإياه.
لا تَمْضَغِ العِلْكَ ولا تَحْلُلْ إزارَك ولا تَتجرَّدْ ولا تَخْذِفْ ، قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ( إنها مِنْ أخلاقِ قومِ لوطٍ) .
اِجْمَعِ الصُوَّمَ عنْدَ فِطْرِك على طعامِك، قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ فَطَّرَ صائما كان له مِثْلُ أجرِه، ولا يُنْقَصُ من أجرِ الصائمِ شيءٌ).

-----------------------------------------------------
1 - لبث بالمكان مكث فيه، أقام فيه
2 - فرط: سابقون، متقدمون
3 - تحلل إزارك: تفتحه
4 - التجرد: التعري
5 - الخذف أن ترمي بحصاة أو نواة تأخذها بسبابتك أو بمخذفة من خشب ترمي بها، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخذف فقال:"إنه لا يصاد به الصيد ولا ينكى به العدو ولكنه يكسر السن ويفقأ العين.
6 - قوم صُوَّم بضم الصاد وتشديد الواو المفتوحة، وصُِيَّم بكسر الصاد وضمها وتشديد الياء المفتوحة
--------------------------------------------------

واعْلَمْ رحِمَكَ الله أنَّ اللهَ قد ساقَ إليكَ مِنْ موْعِظَتِـي ونُصْحي ما أرْجو أنْ يَنْفَعَك اللهُ به ويَأجُرَني عليه، فَتَفَهَّمْ رحِمَك الله ذلك وَفَّقَكَ الله، واعْلَمْه واعْمَلْ به، وابْدَأْ بِمَا تَرْجو به القُرْبَةَ إلى الله عز وجل، ووظِّفْ ذلك على نَفْسِك، وتَعاهَدْها بِمَا بَيَّنْتُ لك وثابرْ عليه والْزَمْهُ واسْتَعِنْ بالله، فإنه لا حَولَ ولا قوةَ إلا بالله العلي العظيم، وَفَّقَنا اللهُ وإياكَ لطاعَتِه، وجَنَّبَنا وإياكَ مَعاصِيَهُ، وخَتَمَ لنا ذلك بِما يُرْضيهِ، والحمدُ لله ربِّ العالمين، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه أجمعين وسلَّمَ تسليما كثيرا.

منقول من مكتبة صيد الفوائد

:astagfor::anotherone:
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 11-03-2008, 12:22 PM
أبو مصعب السلفي أبو مصعب السلفي غير متواجد حالياً
الراجي سِتْر وعفو ربه
 




افتراضي

إثبات دخول لحين العودة والإستفادة إن شاء الله
جزاكم الله خيراً
ورحم الله سلفنا ورضى عنهم
والحمد لله الذى جعلنا على الأقل نسعى للسير على نهجهم
الحمد لله
..
التوقيع

قال الشاطبي في "الموافقات":
المقصد الشرعي من وضع الشريعة إخراج المُكَلَّف عن داعية هواه, حتى يكون عبداً لله اختيارًا, كما هو عبد لله اضطراراً .
اللـــه !! .. كلام يعجز اللسان من التعقيب عليه ويُكتفى بنقله وحسب .
===
الذي لا شك فيه: أن محاولة مزاوجة الإسلام بالديموقراطية هى معركة يحارب الغرب من أجلها بلا هوادة، بعد أن تبين له أن النصر على الجهاديين أمر بعيد المنال.
د/ أحمد خضر
===
الطريقان مختلفان بلا شك، إسلام يسمونه بالمعتدل: يرضى عنه الغرب، محوره ديموقراطيته الليبرالية، ويُكتفى فيه بالشعائر التعبدية، والأخلاق الفاضلة،
وإسلام حقيقي: محوره كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وأساسه شريعة الله عز وجل، وسنامه الجهاد في سبيل الله.
فأي الطريقين تختاره مصر بعد مبارك؟!
د/أحمد خضر

من مقال
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 11-03-2008, 12:31 PM
دانه الاسلام دانه الاسلام غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو مصعب مشاهدة المشاركة
إثبات دخول لحين العودة والإستفادة إن شاء الله
جزاكم الله خيراً
ورحم الله سلفنا ورضى عنهم
والحمد لله الذى جعلنا على الأقل نسعى للسير على نهجهم
الحمد لله
..
دخولك يشرفنا اخى ابو مصعب
بارك الله فيك
:110:
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 11-03-2008, 12:34 PM
أم هارون السلفية أم هارون السلفية غير متواجد حالياً
مالي إلا أنت يا خالق الورى
 




افتراضي

ما شاء الله

جزاكِ الله خيراً أخيتي وأهلاً بكِ فى منتداكِ

نفع الله بكِ
التوقيع

أما جاءكم عن ربكم: (وَتَزَوَّدُوْا) .. فما عُذر من وافاهُ غيرَ مُزَوِّدِ ..!!
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 11-04-2008, 07:21 AM
دانه الاسلام دانه الاسلام غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أم هارون السلفية مشاهدة المشاركة
ما شاء الله

جزاكِ الله خيراً أخيتي وأهلاً بكِ فى منتداكِ

نفع الله بكِ
ما شاء الله عليكى
اختى
[motr]
[rainbow]ام هارون السلفيه[/rainbow]
علم وفهم
[/motr]
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 11:10 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.