انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > ( القسم الرمضاني )

( القسم الرمضاني ) { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ }

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-12-2009, 11:19 AM
أم مُعاذ أم مُعاذ غير متواجد حالياً
لا تنسوني من الدعاء أن يرْزُقْنِي الله الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى وَحُسْنَ الخَاتِمَة
 




افتراضي واقبلت نفحات العشر(اظلتكم عشر مباركة فيها ليله القدر)

 

وأقبلت نفحات العشر
أيها الأخ الحبيب: بأي حروف نتكلم؟ وبأي عبارات نتحدث؟!
قبل أيام قليلة عمَّ الفرح قلوبنا، وتحدث السرور إلى أفئدتنا، وصافح السعد أرواحنا.
قبل أيام قليلة عانقنا شهر الخير والإحسان، شهر الكرم والفضائل، وها نحن اليوم نلتقي على أعتاب العشر الأخيرة من شهر الخير والإحسان، نلتقي لنتذكر ذلك الفرح الذي غمر قلوبنا بقدوم هذا الشهر العظيم، ثم نعيش هذا الوداع الذي يعصر قلوبنا، الوداع الذي يسلبنا البسمة من أفواهنا، ويجعلنا نعاني ألم الفراق، وأي فراق؟ إنه فراق الفضائل والخيرات والبركات، فراق فرص عظيمة قد لا تعود على بعضنا مرة أخرى .. آه رمضان..
رمضانُ ما لك تلفظ ُ الأنفـاسا أولمْ تكــنْ في أفقنا نبراسا؟!
لطفاً رويدك بالقلوب فقد سَمَتْ واستأنسـتْ بجلالِك استئناسا
أتغيبُ عن مهجٍ تجلّك بعدمـا أحيـا بـك الله الكريمُ أُناسا
اسمع وداعك في نشيج مُشيّـعٍ ولظى فراقك يلهبُ الإحساسا
لكن رغم هذا فإننا أيضاً نلتقي اليوم على أعتاب هذه العشر نهنئ أنفسنا ببلوغها فنقول: ما زال في الخير بقية، ما زال للفرصة أمد، لقد جاءت خير ليالي العام.
لقد رحلت العشرون من رمضان بما قدمنا فيها، رحلت شاهد صدق على ما عملنا فيها، فمنا المقدم ومنا المؤخر، ومنا المحسن ومنا المسيء، ومنا الظالم لنفسه، ومنا المقتصد، ومنا السابق بالخيرات، فيا كل من قصّر فيما مضى من هذا الشهر، أو بطّأ به عمله، أو أذنب وأساء؛ لا تقنط من رحمة الله.
هاهي العشر الفاضلة قد أظلتك، عشر ليال هي خير عشر الدنيا كلها. لأن فيها ليلة واحدة رفيعة الشأن عظيمة القدر، إنها ليلة القدر {وما أدراك ما ليلة القدر ، ليلة القدر خير من ألف شهر ، تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر ، سلام هي حتى مطلع الفجر}
فهيا استأنف العمل فيها، وبادر بالطاعة. عجِّل بالمعروف فخير البر عاجله، وسارع بالإحسان وسابق فـ((التؤدة في كل شيء إلا في أمر الآخرة)) رواه أبو داود وصححه الألباني
شمِّر في هذه العشر الباقية لعلك تدرك ليلة القدر، لعلك تتدارك ما فات، لعلك تمحو ما مضى من إثم أو تقصير.
أقبل على الله عز وجلّ، وجدّ السير فهذا أوان المنافسين والمسابقين والمسارعين في الخيرات.
يا لله ما أعظمها من سعادة ، وما أجلّها من منحة تظفر بها إن فزت بقيام ليلة القدر فخرجت بعدها كيوم ولدتك أمك قد غفر لك ما تقدم من ذنبك.
يا لله كم في هذه الليالي من جباه ساجدة ، وقلوب خاشعة ، وعيون باكية ، وأفئدة ضارعة ، وأقدام منتصبة في محاريبها.
خشوع ودموع .. تضرع ودعاء .. بُكيٌّ تعلقت أفئدتهم بمالك الملك فتجافت جنوبهم عن مضاجعهم يتلذذون بمناجاة مولاهم والخلوة به و الأنس بقربه .. قد أنسَتهم لذة الطاعة كل لذائذ الدنيا .. فجدوا وشدوا المئزر .. وأطار ذكر المرجع والمعاد النوم من عيونهم .. فقاموا خاشعين متبتلين.. يدعون ربهم خوفاً وطمعاً .. يخرون للأذقان سجداً .. حال الواحد منهم أنه : قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه .. لسان الواحد منهم: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني .. أولئك هم الأخيار، قد عرفوا هول المطلع وعظمة الجبار، فأعدوا للموقف عدته، فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين جزاء بما كانوا يعملون..
لقد اقتدوا بإمامهم عليه الصلاة والسلام، الذي عرّفهم فضل هذه العشر، وكان أسبقهم فيها وأتقاهم وأعلمهم. كان عليه الصلاة والسلام يشمر فيها، ويبادر بالطاعة، ويسابق بالخير؛ حتى قالت عنه زوجه عائشة رضي الله عنها : "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا دخل العشر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجدَّ، وشدَّ المئزر" رواه مسلم.
" كان يجتهد في العشر الأواخر مالا يجتهد في غيرها " رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني
" كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان ، ويقول : ((تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان)) " رواه البخاري
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان )) رواه البخاري
" كان يوقظ أهله في العشر الأواخر من رمضان " رواه أحمد والترمذي بإسناد صحيح
كان يقول : ((التمسوها في العشر الأواخر من رمضان ، ليلة القدر ، في تاسعة تبقى ، في سابعة تبقى ، في خامسة تبقى )) رواه البخاري
وكان يقول: ((تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان)) رواه البخاري
فبادر أيها الموفق في هذه العشر، وليكن لك في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة، فهو الذي قد غفر له ما تقدم من ذنبه، ويجتهد في العشر ما لا يجتهد في غيره. وكان يقول: ((أفلا أكون عبداً شكوراً)) رواه البخاري ومسلم.
أخي الصائم القائم
مازالت أبواب الجنة مفتحة، وأبواب النار مغلقة، ومردة الشياطين مصفدة.
مازلنا نعيش أجواء هذا النداء العظيم (يا باغي الخير أقبل ، ويا باغي الشر أقصر).
مازلنا نعيش ليالي العتق من النيران. وها هي خير الليالي أقبلت لتتوج هذا الضيف الذي أوشك على الرحيل.
فالبدار البدار..
بادر بالصدقة والإحسان فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان.
بادر بالصلاة والقيام فإنه من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه. ومن قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة.
بادر بقراءة القرآن فإنه قد نزل في رمضان ، وفي ليلة من ليالي العشر، ليلة خير من ألف شهر. وإنه يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه. ويقال لصاحب القرآن : اقرأ وارق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا ، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها.
بادر بالاعتكاف تفرغاً لعبادة ربك ودعائه ومناجاته، وتحرياً لليلة القدر، فهو سنة حبيبك صلى الله عليه وسلم.
بادر بالذكر والدعاء ... فربك سميع قريب يجيب دعوة الداعِ إذا دعاه، وينزل ربنا - تبارك وتعالى - كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له .
بادرفي كل باب من أبواب الخير والمعروف؛ والبر والصلة، فإن هذه العشر من فرص الزمان التي قد لا تدركها في غير هذا العام، فقد تأتي وأنت تحت أطباق الثرى، قد فاضت روحك، وانتهى عمرك.
اللهم أعنَّا على اغتنام أوقاتنا، ووفقنا لإدراك ليلة القدر وقيامها، ووفقنا فيها للطاعة والخير والمعروف ، واكتب لنا فيها خير ما كتبته لعبادك الصالحين، واختم لنا شهرنا بالعتق من النيران.
والحمد لله رب العالمين.
التوقيع

توفيت امنا هجرة الي الله السلفية
اللهم اغفر لامتك هالة بنت يحيى اللهم ابدلها دارا خيرا من دارها واهلا خيرا من اهلها وادخلها الجنة واعذها من عذاب القبر ومن عذاب النار .
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-12-2009, 11:20 AM
أم مُعاذ أم مُعاذ غير متواجد حالياً
لا تنسوني من الدعاء أن يرْزُقْنِي الله الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى وَحُسْنَ الخَاتِمَة
 




افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :

فمن فضل الله ومنته أن شرع لعباده مواسم عظيمة وساعات جليلة يتقربون فيها إليه عز وجل هاهم يتشوقون لمقدم شهر الخير والبركة وتطول عليهم الليالي والأيام رغبة في إدراك هذا الشهر العظيم ولذا كانوا يدعون الله عز وجل أن يبلغهم شهر رمضان.

وإذا دخل الشهر الكريم وبانت أنواره تدرجوا في العبادة وتعودوا على الأنس بالقيام والصبر على الصيام حتى تنقضي العشر الأول ثم هاهم يرون هلاله قد ارتفع في السماء إيذانا ببداية الانصرام فهم يتشوقون إلى عظيم النوال حتى إذا أظلتهم العشر المباركة فإذا النفوس قد تطلعت إلى مزيد من العبادة رجاء المغفرة والعتق من النار.
قال ابن رجب – رحمه الله - : " المحبون تطول عليهم الليالي فيعدونها عدا لانتظار ليالي العشر في كل عام ! فظفروا بها نالوا مطلوبهم وخدموا محبوبهم ".

وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم خير نبراس وهدى عن عائشة رضي الله عنها قالت : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر )", وفي رواية مسلم : عن عائشة رضي الله عنها : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره ". قال ابن حجر – رحمه الله - : " وفي الحديث الحرص على مداومة القيام في العشر الأخير إشارة إلى الحث على تجويد الخاتمة ".

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : دخل رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إن هذا الشهر قد حضركم وفيه ليلة خير من ألف شهر من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم».

الأعمال الخاصة بالعشر الأواخر من رمضان :

الساعات الغالية النفيسة التي لا تعود إلا مرة في العام يسارع إليها الموفقون يغتنمون لحظاتها ودقائقها ويتعرضون فيها لنفحات الجواد الكريم وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص العشر الأواخر بأعمال لا يعملها بقية الشهر :

فمنها : إحياء الليل فيحتمل أن المراد إحياء الليل كله ففي حديث عائشة قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلط العشرين بصلاة ونوم فإذا كان العشر – يعني الأخير – شمر وشد المئزر ", ويؤيده ما في صحيح مسلم عن عائشة قالت : " ما أعلمه صلى الله عليه وسلم ليلة حتى الصباح ".

ومنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيره من الليالي وقد صح عن النبي صلى اله عليه وسلم أنه كان يطرق فاطمة وعليا ليلا فيقول لهما : «ألا تقومان فتصليان ».

وكان يوقظ عائشة بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يوتر وورد الترغيب في إيقاظ أحد الزوجين صاحبه للصلاة ونضح الماء في وجهه وفي الموطأ أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة يقول لهم : " الصلاة الصلاة ويتلو هذه الآية : {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ} [طه:132]".

قال سفيان الثوري – رحمه الله - : " أحب إلى إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل ويجتهد فيه وينهض أهله وولده إلى الصلاة إن طاقوا ذلك ".

ومنها : اغتساله صلى الله عليه وسلم بين العشاءين لحديث عائشة : " واغتسل بين الأذانين ", والمراد : أذان المغرب والعشاء قال ابن جرير : " كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر وكان النخعي يغتسل في العشر كل ليلة ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر وكان أيوب السختياني يغتسل ليلة ثلاث وعشرين وأربع وعشرين ويلبس ثوبين جديدين ويستجمر ويقول : ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة أهل المدينة والتي تليها ليلتنا يعني البصريين ".

أخي المسلم : لقد كان الصالحون إذا دخلت العشر الأواخر من رمضان تهيأوا لها واستقبلوها بالطهارة ظاهرا و باطنا !

فتبين بهذا أنه يستحب في الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر التنظف والتزين والغسل والتطيب بالطيب واللباس الحسن كما يشرع ذلك في الجمع والأعياد وكما يشرع أخذ الزينة بالثياب في سائر الصلوات ولا يكمل التزين الظاهر إلا بتزين الباطن بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى وتطهيره من أدناس الذنوب.

ومنها : الاعتكاف ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها : «أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى» وفي صحيح بخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين» وإنما كان يعتكف النبي صلى اله عليه وسلم في العشر التي يطلب فيها ليلة القدر قطعا لأشغاله وتفريغا لباله وتخليا لمناجاة ربه وذكره ودعائه.

فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه فما بقى له سوى هم سوى الله وما يرضيه عنه وكلما قويت المعرفة بالله والمحبة والأنس به أورثت صاحبها الانقطاع إلى الله تعالى بالكلية على كل حال
قال الإمام الزهري – رحمه الله - : " عجبا للمسلمين تركوا الاعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل ".

ليلة القدر

من أعظم ليال العام فيها يفيض الرب عز وجل على عباده وتنزل عليهم الرحمات في ليلة خير من ألف شهر.
قال تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ(1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ(2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ(3)} [القدر:1-3], وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال في شهر رمضان : «فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم» وقال مالك: بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العكر فأعطاه الله ليلة القدر خير من ألف شهر.

قال قتادة - رحمه الله - : " إنما هي بركة كلها خير إلى مطلع الفجر ".

وقال الضحاك - رحمه الله - : " لا يقدر الله في تلك الليلة إلا السلامة وفي سائر الليالي يقضي بالبلايا والسلامة ".

قال الحسن البصري - رحمه الله - : " إذا كان ليلة القدر لم تزل الملائكة تخفق بأجنحتها بالسلام من الله والرحمة من لدن صلاة المغرب إلى طلوع الفجر ".

أخي المسلم : إنها ليلة نزول الملائكة ,, ليلة الخيرات ,, ليلة النفحات ,, ليلة العتق من النار,, ليلة الرحمة.
ومن فاتته هذه الليلة فهو محروم حقا, قال صلى الله عليه وسلم : «من حرمها فقد حرم الخير كله ولا يحرم خيرها إلا محروم».

وليلة القدر أنزل فيها القرآن ووصفها الله عز وجل بأنها ليلة مباركة يكتب فيها الآجال والأرزاق خلال العام : {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ}[الدخان:4] ولها فضل عن غيرها من الليالي فهي خير من ألف شهر في العبادة وتنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والربكة وهي ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير : {سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ} [القدر:5] وفيها غفران الذنوب لمن قامها إيمانا واحتسابا ,,,

وأما العمل في ليلة القدر فقد أثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه» وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة وقد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضا.

قال سفيان الثوري : " الدعاء في تلك الليلة أحب إلي من الصلاة ". ومراده أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء وأن قرأ ودعا كان حسنا وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان ويقرأ قراءة مرتلة لا يمر بآية فيها الرحمة إلا سأل ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها.

وقد سئلت عائشة – رضي الله عنها – النبي صلى الله عليه وسلم : أرأيت إن وافقت ليلة القدر ما أقول فيها ؟ قال : «قولي : اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفو عني» ولعظمة هذه الليلة كان الصالحون يتهيأون لها ويستقبلونها كما الأعياد فقد كان لتميم الداري رضي الله عنه حلة اشتراها بألف درهم كان يلبسها في الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر وكان ثابت البناني وحميد الطويل – رحمهما الله – يلبسان أحسن ثيابهما ويتطيبان ويطيبون المسجد بأنواع الطيب في الليلة التي يرجى فيها ليلة القدر.

أخي المسلم : عليك بالمبادرة إلى الخيرات والإسراع في عمل الصالحات ولا تفوت هذه الأيام والليال الغالية فإن الوقت كالسيف وتأمل في حال من صلى وصام العام الماضي واليوم رهبن القبر فأسرع إلى طاعة ربك وتذلل بين يديه واسأله العافية في الدنيا والآخرة.

قال ابن الجوزي : " كم يضيع الآدمي من ساعات يفوته فيها الثواب وهذه الأيام مثل المزرعة فكأنه قيل للإنسان : كلما بذرت حبة أخرجنا لك ألف كر ( مكيال ضخم ) فهل يجوز للعاقل أن يتوقف البذر ويتواني ؟! ".

أخي المسلم : نداء من الرب عز وجل يحتاج إلى حسن استجابة ومداومة على الخير {وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:133].
قال سعيد بن جبير – رحمه الله - :" سارعوا بالأعمال الصالحة {إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ} قال : لذنوبكم ".

كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله ويخافون من رده وهؤلاء هم الذين {يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ}[المؤمنون:60]. روي عن علي رضي الله عنه قال : " كونوا لقبول العمل أشد اهتماما منكم بالعمل ألم تسمعوا الله عز وجل يقول : {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة:27]".

عن الحسن قال : " إن الله جعل شهر رمضان مضمارا لخلقه يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته فسبق قوم ففازوا و تخلف آخرون فخابوا فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون ".

جعلنا الله وإيّاكم من المقبولين في هذا الشهر الكريم وغفر لنا ولوالدينا ولجميع المسلمين وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.



دار القاسم




التوقيع

توفيت امنا هجرة الي الله السلفية
اللهم اغفر لامتك هالة بنت يحيى اللهم ابدلها دارا خيرا من دارها واهلا خيرا من اهلها وادخلها الجنة واعذها من عذاب القبر ومن عذاب النار .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
مباركة, ليله, العشر(اظلتكم, القدر), عشر, فيها, واقبلت, نفحات


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 09:53 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.