المعراج في سبل الإدلاج

[قـَسْوَرَةُ الأَثَرِيُّ]

 

الحمــــد لله عظـيـــــم الِمنـّــَّة ناصر الديـــن بأهـــل السنة مبشر المتـقـينَ الجنـّةَ و منـذر الكافرين نارا عليها كلاليب وأسِّنة و أشهد ان لا إلاه إلّا الله وحده لا معبود بحق سواه و لا مألوه بحق إلاّه رب العالمين خالق الأكوان من عدم و بارئها من غير مثال سبق المتوحد بصفات الكمال والجمال والجلال المتصرف في الأكوان كيفما شاء متى شاء و أشهد ان نبيئنا و حبيبنا محمد عبد الله ورسوله امينه على رسالته و مجتباه فضله على الخلائق إنسهم و جِنهم بختم الرسالة و بالشفاعة يوم القيامة ..

امــــا بعد ,

يخطر في بالي بين الفينة والأُخرى حديثُ نفس عن ماض و حاضر و عن علائق المواضي بالحاضر فألتف إلى الناس من حولي واقول '' يا تُرى هل حاضرهم هو ماضي ام حاضري ماضيهم '' فعقولهم اصناف لا تعد !!
فحمدت الله ان هداني و فضلني علي كثير ممن خلق و ارتابني خوف و هلع فلا احد يعلم ما حاله غدا أشقي هو ام سعيد .......فماهي معالم الثبوت على الطريق الذي نسأل الله ان يكون دَرجََــا نرتقي عليه الى ما يرتضيه لنا لا مرجا نسوح فيه تيها و عجبا و ليس الدرج كالمرج فياليت قومي يعلمون ...

يقول جل و علا في محكم التنزيل على لسان الحكيم لقمان '' { واقصد في مشيك واغضض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير } '' و فيها كنوز وعبر جليلة للمتدبرين العارفين فهي نبراس لكل سائر في طريق الله مبتغيا وجهه الكريم مخلصا مقتصدا و يقول الإمام بن العربي المالكي في تفسير هذه الآية الكريمة قال '' فيها مسألتان : المسألة الأولى : القصد في المشي يحتمل أن يريد به وجهين :

أحدهما : أن تكون السرعة , ويحتمل التؤدة ; وكلاهما صحيح في موضعه . ويحتمل أن يريد به المشي بقصد , لا يكون عادة , بل يجري على حكم النية , ولا يسترسل استرسال البهيمة ; والكل صحيح مراد . '' و كليهما نبغي فالملتزم الصادق في التزامه ذليل امام ربه مقنع الرأس خشوعا وانكسارا لا يرفع رجلا إلاّ والأُخرى علم موضعها و لله در الشاعر حين قال

ولا تمش فوق الارض الا تواضعا****** فكم تحتها قوم هم منك ارفع
فان كنت في عز وحرز ومنعة ****** فكم مات من قوم هم منك امنع

و قال آخر :
منّا الأناة وبعض القوم يحسبنا ********* أنا بطاء وفي إبطائنا سِرَعُ

يتبع باذن الله و تقديره و عونه

[(أم عبد الرحمن)]

جزاكم الله خيرا