انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


أرشيف قسم التفريغ يُنقل في هذا القسم ما تم الإنتهاء من تفريغه من دروس ومحاضرات

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-27-2009, 09:58 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي تفريغ العقيدة 7 للفرقة 3 و 4

 




بسم الله الرحمن الرحيم


تفريغ العقيدة 7 للفرقة 3و4 بفضل الله .

من أول المحاضرة إلى الدقيقة 37:30

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .


كنا قد ختمنا الدرس السابق بالكلام عن الثمرات الأخلاقية والنفسية بالنسبة للإيمان بالقدر . وقلنا بأننا بإذن الله تعالى سنتعرض لإشكالات حول مسألة القدر ، والفرق التي ضلت في هذا الباب .
ولن نعرج كثيرا في ذكر الفِرَق التي خالفت في باب القدر . ولكن سنتعرض لذكر عموم الفريقين المشهورين وهما الجبرية والقدرية وما تفرع منهما . ولكن قبل البدء في هاتين المسألتين ، نتكلم عن نقطة كنا قد وعدنا بالحديث عنها ، ألا وهي نقطة " إذا جاء ذكر القدر فأمسكوا " .
هل هذه العبارة على إطلاقها صحيحة أم لا ؟ . وهي تنسب إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهو لا يصح عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . ونقول بأن " إذا ذُكر القدر فأمسكوا " هذه ليست عبارة مطلقة . إن صحت لفظة العبارة . ومعناها أي : إذا دخلت المسألة في مسألة الجدال والمِراء فلابد أن نُمسك . فيأتي إنسان يتكلم في مسألة من مسائل القدر فيخلط . ولا يحسن الكلام فيها ، فلابد من الإمساك عن الكلام .
أما الكلام عموما عن القدر ، فالصحابة رضوان الله عليهم قد سألوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ذلك . وأجابهم عليه الصلاة والسلام . فقال : إعملوا ، فكل مُيسر لما خُلق له . وتلا قول الله تعالى {فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى }الليل5 {وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى }الليل6 {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى }الليل7 {وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى }الليل8 {فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى }الليل10

وسنتكلم عن هذه العبارة في نقاط :
ـ النقطة الأولى وهي أن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان . إذن لابد من الحديث عنه . فحتى تكون مؤمنا بالله تبارك وتعالى لابد أن تكون مؤمنا بالقدر . لذلك عبد الله ابن عمر ـ رضي الله عنه وعن أبيه ـ يقول : لو أن لأحدهم مثل أحُد ذهبا ، فأنفقه ، ما قبل الله منه حتى يؤمن بالقدر .

ـ النقطة الثانية أن القرآن الكريم فيه آيات كثيرة في الحديث عن القدر . وكذا أحاديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ . فلابد أن تكون هذه الآيات بالنسبة لنا بمثابة بيان واضح يبين أنه لابد من الحديث عن القدر حتى نؤمن به حقا . لقول الله تعالى {إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ }القمر49 .
وكذلك ورد في حديث رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ في غيرما حديث مثل الأحاديث التي ذكرناها عن عبد الله ابن عمر وغيره .
كذلك في حديث جبريل المشهور ، الذي هوحديث عمر ـ رضي الله عنه ـ في آخر الحديث يقول النبي عليه الصلاة والسلام " هذا جبريل أتاكم يعلمكم أمور دينكم " .
إذن القدر من أمور الدين . وأمور الدين لابد أن تُبيَّن وتوضَّح . بجانب أن الصحابة ، وهم أسلم طريقة {فَإِنْ آمَنُواْ بِمِثْلِ مَا آمَنتُم بِهِ فَقَدِ اهْتَدَواْ}البقرة137 ... أي يا صحابة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ
وهم قد سألوا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ذلك . لذلك ما جاء في حديث سُراقة ابن مالك ، كما في صحيح مسلم ، من أنه قال : يا رسول الله ، بين لنا ديننا كأنا خُلقنا الآن .
فيم العمل اليوم ؟ .. أفيما جَفَّت الأقلام وجرت المقادير أم فيما يُستقبل ؟ .
فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ : لا . بل فيما جفت به الأقلام وجرت به المقادير . قال : ففيم العمل؟
قال : اعملوا ، فكل ميسر لما خُلق له . ( وفي رواية : اعملوا ، فكل مُيسر لعمله ) .

وهذا النهج الذي نهج به الصحابة . وما كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن يحصل الخطأ ويقف عن التنبيه عليه . وهذا يسمى في السنة التقريرية . السنة إما قول أو فعل أو تقرير أو صفة . فهذه من السنة التقريرية . سواء كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ شاهدا لحادثة أو غير شاهد .( موجود أو غير موجود ) ما دامت أنها في حياة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ، فالصواب أنها من سنته . سواء رآها ـ صلى الله عليه وسلم ـ أم لم يرها ، في أمور العقائد أو في غير أمور العقائد ، كأمور الفقه مثلا .
فعندنا مثلا حديث في الصحيحين ، حديث ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ مر بأثان فتركها ترتع بين الصفوف . ثم دخل في الصف . والنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ
كما في صحيح مسلم ، من حديث عبد الله ابن الصامت عن أبي ذر ، فيه أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذكر بطلان صلاة من مر أمامه الكلب الأسود والحمار والمرأة . قال : فإنه يقطع صلاتك الكلب الأسود والحمار والمرأة .( وفي رواية : الحائض ) .
الإمام البخاري بوبه " سترة الإمام سترة المأمومين " . الشاهد في المسألة أن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ كان موجودا في هذه الحادثة ، لكن لم يرها . ونجعل هذا من سنة النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ

ثم كذلك الصحابة نهجوا على هذا النهج . وعلموا التابعين الإيمان بالقدر والكلام عن القدر . فهذا أيضا من نهج الصحابة ومن تبعهم إلى يوم الدين .
لذلك جاء في صحيح مسلم أن أبا الأسود الدؤلي واسمه ظالم ابن عمرو قال : قال لي عمران ابن الحصين : أرأيت ما يعمل الناس اليوم ؟ . ويكدحون فيه . أشيء قُضي عليهم . ومضى عليهم من قدَرٍ ما سبق ؟ أو فيم يُستقبلون به مما أتاهم به نبيهم وثبتت الحجة عليهم ؟ .
فقلت ( أي عمران ابن حصين ) : بل شيء قُضي عليهم .
قال : فقال : أفلا يكون ظلما ؟ .(أليس أمر انتهى ؟ ) .
قال : ففزعت من ذلك فزعا شديدا . قلت : كل شيء خلْق الله . ( أو خلَق الله) ومِلْك يده . فلا يُسأل عما يفعل وهم يُسألون .
فقال لي : يرحمك الله . إني لم أرد بما سألتك إلا لأحزر عقلك . ( لأعرف مدى تقديرك لهذا الأمر . فكأنه يريد أن يختبر قدرة عقل عمران ابن الحصين . وهو الصحابي الجليل الذي تخرج من مدرسة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وهي أعظم مدرسة على الإطلاق .
وطبعا هذا الأثر موجود في صحيح مسلم في باب القدر .

العلماء ـ رحمهم الله تعالى ـ نهجوا هذا النهج أيضا . وبدؤوا يعلمون الناس الإيمان بالقدر . فهم في ذلك لم يمسكوا وإنما بينوا .
الأمر الذي يليه هو أننا لو تركنا الناس هكذا يمشون على عقيدة بعض المشركين وبعض المنحرفين عن العقيدة ، ونقول : نحن نمسك عن الكلام في القدر . هذا ليس بصحيح . لابد من تعليم الناس دينهم .

وأما ما جاء من حديث ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : إذا ذُكر القدر فأمسكوا ... هذا من كلامه هو . لقد تكلم فيه أهل العلم ـ رحمهم الله ـ . وعلى فرض الصحة ، فالمقصود في حال الجدال والمراء ، لابد من السكوت . وهذا الذي سبق وتكلمنا عليه . أن الإنسان لا يجر نفسه إلى المناظرات والمناقشات . لكن إن تهيأ لك المكان لتبين وتوضح عقيدة الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ
فلابد أن تبين وتوضح . وإذا رأيت الخطأ واستطعت أن تبين ، فلتبين لزوما ووجوبا عليك .
وهذا الأثر رواه بعضهم رفعا ووقفا من كلام النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ . وبعضهم رواه من كلام ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ .
لكن الصواب أنه لا يصح مرفوعا ولا موقوفا . لكن بعضهم صححه وقفا عن ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ . والذي حسنه مثل العراقي وحسنه بعض المعاصرين كالشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ بشواهده .
لكن الصواب فيه أنه لا يصح عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سواء من حديث عبد الله ابن مسعود أو من حديث ثوبان .

جاء عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ أنه غضب غضبا شديدا عندما خرج على أصحابه يوما وهم يتنازعون في القدر . هذا الحديث هو الذي يوضح المعنى . " إذا ذكر القدر فأمسكوا " على فرض الصحة .
.. قال : حتى احمر وجهه ـ صلى الله عليه وسلم ـ حتى كأنما فُقِئ في وجنتيه حب الرمان .
فقال : أبهذا أمِرتم ؟ . أم بهذا أرسِلتُ إليكم ؟ . إنما أهلَك من كان قبلكم حين تنازعوا في هذا الأمر . عزمتُ عليكم ألا تنازعوا فيه .
فهذا الحديث أوضح المعنى من أنه " إذا ذُكر القدر .. " على فرض الصحة . هذا عند الترمذي .

فجاء عن النبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ من حديث عمر ابن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ أنه قال : قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ " لا تُجالسوا أهل القدر . ولا تفاتحوهم " .

أنا أقول بمجموع الطريقين ، الحديث صحيحا لغيره ، إنما يكون حسنا لغيره . وهو عند أبي داوود والإمام أحمد . لكنه من حديث عمر كما ذكرت .

إذن يتبين لنا على فرض صحة حديث ابن مسعود ، سواء صح موقوفا أو مرفوعا ، أن المعنى يفسره الحديث الآخر . وأنه محمول على الجدال والمِراء والتنازع . فإذا ذكر القدر بهذه الحالة ، فلابد من الوقوف .

إذن فالخوض بلا علم ولا دليل ، الإنسان منهي عنه . حيث قال الله تعالى :
{وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً }الإسراء36

وكذلك قال الله تعالى للمجرمين :
{مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ }المدثر42 قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ{43} وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ{44} وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ{45} وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ{46}
هذا يدخل في الخوض والمراء والجدل .

الأمر الأول قلنا أن هذا يعتبر خوضا بلا دليل .
الأمر الثاني الذي نستنتجه أيضا من الجمع بين الحديثين أنك منهي عن الخوض في شيء بعقلك المجرد . وهي تابعة للنقطة الأولى . فالإنسان عندما يتكلم بعقله منفردا فكانه يتكلم بغير علم .

والأمر الثالث وهو الذي يُفهم أيضا من الحديث هو التسليم بقدر الله تعالى . فإذا جاءك إنسان يتكلم ويقول : لماذا يبتليني الله عز وجل دائما وأنا كذا .. ؟ .. فأنت تبين له الصواب في هذه المسألة . لكن أنك تحاول أن تتكلم معه بدون علم في هذه المسألة ، فهنا لابد أن تمسك وأن تقف حتى لا تقع في المصيدة . تقول له : تعالى نسأل أهل العلم .

الأمر الذي يليه وهو أن القدر سر الله عز وجل في خلقه . الله عز وجل يعلم عنك أنك ستفعل كذا وكذا وكذا . وأنت لا تعلم ماذا ستفعل أو ماذا سيحصل لك . إذن حينما تتكلم عن شيء مستقبل ، هذا لا ينفع . فلابد أن تمسك عن مثل هذا الأمر .
وكذلك أن تعاتب فيما مضى ، كأن تقول : لو وليت وما إلى ذلك ، هذا أيضا لابد من الإمساك عنه .

الأمر الآخر وهو الأسئلة الاعتراضية مثلا التي تُقال بأنها إستفزازية . فيستخدمها البعض ربما بعلم أو بدون علم ليسأل في مسألة معينة من حول مسائل القدر . فقد يؤدي إلى إلقاء شبهة في متحدث ومُلقي . فلا تتكلم ولا تسأل سؤالا إلا أيض بعلم . إلا إذا أشكل عليك ، وأنت واقع في مشكلة ، فلا مانع من أن تتكلم . لكن شيئا لست واقعا فيه ، فلا تسأل .
وكذلك أيضا إذا حصل هذا الخطأ في بعض أقرانك مثلا . فتسأل ، لا إشكال .
لكن الافتراض العقلي ، لربما حصل له كذا .. لربما جرى له كذا .. هذا أنت منهي عنه أيضا .
وكذلك لا سيما في أفعال الله عز وجل : تخيل أن الله تعالى فعل كذا ! .. إذن أنت الآن تتكلم عن شيء من الغيبيات .
ويُفهَم منه أيضا التنازع في القدر . بدأت المسألة تشتد وخرجت عن نقاش علمي إلى تنازع بتراشق السباب والشتائم ، فلابد من الوقوف . أما النقاش مع بعض الفرق الضالة إذا كان عالما يتقن ويستطيع أن يحاججهم ودعت الضرورة لذلك وعلم ولو بنسبة بسيطة أنه قد يكون لكلامه حلاوة في قلوبهم وسببا في هدايتهم .
هذه المسألة هي التي أحببت في البداية أن أشير إليها على أني قد وعدت بالحديث عنها .

س/ ..... ؟
ج/ المسألة ليست بالتوسع . فقط أنت تريد أن يؤمن الناس بالقضاء والقدر . فما هو السبيل لذلك؟ .. السبيل بالبيان الشافي الواضح بدون استطرادات . إذا سأل مستفهم عن مسألة تحصل له أو لبعض أقرانه أو أقاربه مثلا ، فتجيبه وتتكلم معه وتناقشه حتى يصل إلى الطريق الصواب.
ولا بأس أن تناقش بعض الفرق الضالة لبيان المذهب الصحيح . لكن يجب أن تكون عالما بالمسألة لا تخرج إلى حد المنازعة والسباب والشتائم ، كما يحصل الآن، لا سيما في المسائل البسيطة .
وإن كان الدين كله مسائل كبيرة لكن هذا في نظر العموم .
على العموم ، يجب على الإنسان أن يزن الأمور بموازينها وقدرها . أنت تنظر إلى المفسدة والمصلحة . فأنت مثلا في مسجد كلهم على هذا النهج . إن أشرت فقط إشارة بخطئهم فسيشيرون إشارة بهلاكك ! .. المهم أن الأمور توزن بموازينها . ودائما الذي ينجيك هو قربك من الله عز وجل في هذه الأمور .
هو يريد أن يغير . ليس ليقول لهم أنتم خطأ . أنت تريد أن تبين لهم ما هو الصواب . لكن لا تقل لهم هذا خطأ أو هذا صواب ، هذا لا يهمك . المهم أن يكونوا على النهج . وهذا كل داعية يشعر به . يجد الشر يتألم ويحمل الهم . نحن نتكلم عموما . نقيس المفاسد والمصالح . لكن أحيانا يجري الله على لسانك الخير في مواطن يكون الظاهر فيها أنك ستهلك . وغلام الأخدود كان بهلاكه نجاة أمة . طبعا نجاتهم من نار الآخرة . فأنت قس المفاسد والمصالح واقترب من الله عز وجل ستجد أنه تعالى يجري على لسانك الخير . ودائما يكون مع العلم والدعوة خشية الله عز وجل .
قال الله تعالى :
{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَداً إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيباً }الأحزاب39
قورن بين تبليغ الرسالة وخشية الله عز وجل . وهذه فيها فائدة عظيمة جدا . فحتى تكون داعية ناجحا ، لابد أن تكون ممن يخشى الله تبارك وتعالى إلى جانب أنك تعبد وتدعو على بصيرة .

إنما الأعمال بالخواتيم . مثلا إنسان مسلم في حياته . لكنه ، نسأل الله السلامة والعافية ، كفرقبل أن يموت ، هل يُعامَل على أنه مسلم ؟ .
واحد في الدراسة مجتهد جدا . وجاء في الامتحان وأخطأ في الإجابة ، هل تكتب له ناجح ؟ . ولربما أنت تعلم عنه أنه إنسان ذكي مجتهد ومذاكر ، لكن لا محاباة . أنا أصلا أقومك على الاختبار الذي أمامي . " إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس ... "
إنما الأعمال بالخواتيم ، هذه رواية تفرد بها البخاري .
لكن "فيما يبدو .. " في الصحيحين من حديث سهل ابن سعد .
الشاهد في المسألة أن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة ، لو تحذف عبارة " فيما يبدو للناس " مثلا تقرأ حديث أبي مسعود " إن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيصدق عليه الكتاب ، فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها " .

إذن أنت الآن في حيرة .الآن هذا الرجل يعمل بعمل أهل الجنة . إذن الآن الله عز وجل قلب قلبه ، فكان على الشر والعياذ بالله . فيتبادر إلى ذهب الجبري ، وليس المسلم الموحد ، بأن هذا ظلم . أو هذا أمر جبره الله عز وجل عليهم .

س/ .... ؟
ج/ لأنك تعلم أنك مفتقر إلى الله عز وجل . ولو شاء الله لجعلكم على الهدى . ولو شاء الله لجعلكم على الضلالة . سواء كنت مهتديا أو غير مهتدي . يستطيع الله عز وجل أن يفعل ذلك أم لا ؟ .. يستطيع . لذلك أنت تدعو الله تعالى . وهو من عدله سبحانه وتعالى أنه يضعك في أي حالة . فالإنسان بفقره وذله لا نقول أنه يدخل الجنة إلا برحمة من الله عز وجل .
الله تعالى يتفضل علينا . يمن علينا بأن يجعل من عبادة من هم في أهل الجنة . هذا يظهر في حديث آخر من يدخل الجنة من المسلمين . ففيه تفضُّل من الله تبارك وتعالى عليه . هذا هنا الشاهد
في حديث : يا مقلب القلوب .. أو يا مصرف القلوب على خلاف الروايتين .
فلأنك تعلم أن الله عز وجل هو الذي يملك قلبك . والنبي ـ عليه الصلاة والسلام ـ يقول : إن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن ، في حديث ك يا مصرف القلوب .
ويقول أيضا في حديثه الآخر " القلوب كريشة في فلاة . يقلبها الله تبارك وتعالى كما يشاء " .

إذن ، الله تبارك وتعالى يهدي من يشاء ويضل من يشاء وهو سبحانه على كل شيء قدير .

لذلك أنت تتوسل إلى الله تبارك وتعالى أن يبقيك على الإيمان ... فهل هذا توسل محض بدون عمل ؟ .. لا أنت تبين وتُظهر ما يدل على صدقك لله تبارك وتعالى . أنا أدعو وكذلك أبذل .
سنتكلم عن هذه المسألة في الاحتجاج بالقدر التي معنا الآن . لذلك شيخ الإسلام ابن تيمية يقول:
وليس لأحد أن يحتج بالقدر على الذنب .
طيب ، لو أتى واحد مثلا ، واستدل بالحديث في الصحيحين ، حديث محاججة آدم لموسى . فحاج آدم موسى . ( دائما يكون عدم فهم النصوص هو الذي يؤدي إلى الانحراف والضلال نسأل الله العافية ) .. أنت لابد أن تقرأ الحديث كاملا .
الشاهد في الحديث أن موسى عليه السلام يقول لآدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام :
ـ أنت الذي أخرجتنا من الجنة . ( ولم يقل له أنت الذي فعلت معصية كذا وكذا . وإلا لو قال له أنت الذي فعلت معصية كذا وكذا ، لقيل له : وأنت الذي فعلت معصية كذا وكذا . فالكلام ليس في المعاصي ) .. فنقول هنا أنه لم يتكلم معه في مسألة الذنب إنما تكلم معه في الإخراج من الجنة .
والإخراج من الجنة من فعل من ؟ .. هل آدم هو الذي أخرجنا من الجنة ؟ .. فقال :
ـ أتلومني على أمر قد قدره الله علي ؟ . ( الذي هو الخروج من الجنة . وليس الذنب ) . فحج آدم موسى . ( نكمل بعد الصلاة ) .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته

  #2  
قديم 09-02-2009, 06:17 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي



بسم الله الرحمن الرحيم ،الحمد لله رب العالمين وصلى وسلم وبارك على نبينا وحبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين .

تفريغ الجزء الأول من الجزء الثالث من الدقيقة :60:10:30 إلى 85:30

... وكذلك الذي يقول بأن الله عز وجل جبره فهو يدعي علم الغيب . فالقدر سر الله عز وجل الذي أخفاه عن عباده . الذي يقول أنني مجبور . إذن هو يدعي علم الغيب . ولكن هذا محال .

ثم بعد ذلك قلنا بأننا إذا سلمنا لهذا الذي يحتج لعطلنا الشرائع . (وهذه تابعة للنقطة التي ذكرناها من قول الله تعالى {فاتقوا الله ما استطعتم } .. كذلك إحتجاج إبليس عليه لعنة الله
{ {قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ }الأعراف16 ولم يق// الله عز وجل منه (01:11:22 ) .
وذكرنا حجج قريبة من هذا المنحى .

وعليه ذكرنا آخر شيء كان : إذا أراد الإنسان الولد فلابد عليه أن يتزوج . فنقول لهذا الجبري عليك ألا تتزوج إلى أن يرزقك الله عز وجل بالولد . وكذلك الذي يهاجمه سبع . فالمفترض أنه لا يهرب . المفترض أنه يمكث ويكون صيدا ثمينا لهذا السبع . إن شاء الله عز وجل عافاه وإن لم يشأ افترسه السبع ! ...
فلابد من الأخذ بالأسباب .{ثم أتبع سببا }

ونقول أيضا أن الذي يحتج بالقدر فعله يشبه فعل المجانين . الإنساء يقول أنا مجبور على فعل شيء معين ، بجانب ما ذكرناه أنك مثلا لو اعتديت عليه وضربته يقول : أنت ضربتني . ولو قلت له هذا قدر . لقال بالمذهب الصحيح في هذه المسألة : لا بل أنت الذي ضربتني .
هذا حال المجانين نسأل الله السلامة والعافية .

كذلك ، لماذا شرَّع الله تعالى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ؟ ...
أمر قدره الله عز وجل على هذا العاصي . رجل كان في مكان يتغزل بالبنات مثلا . والآن جاء رجل يعظه ويذكره بالله .. فنقول : لا تذكره يا أخي ، دعه . هذا أمر قدره الله عز وجل عليه .
هذا هو المفترض أن يكون حسب كلامهم .

إذن ، لا أمر بالمعروف ولا نهي عن المنكر . دعك من هذه المسألة أصلا . فهذا أمر قدره الله عز وجل على هؤلاء ! ... وهذا محال .
لماذا يقول الرسول عليه الصلاة والسلام " لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر " . ولماذا يقول الله تعالى {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِوَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ }آل عمران104
أولئك هم المفلحون : كيف يمدح الله تعالى أناسا يفعلون شيئا لا قيمة له . وهل هذا يكون في حق الله عز وجل ؟ . تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

طيب ، إذا كان يجوز الاحتجاج بالقدر . وجيء بسارق لقطع يده . إذن المفترض ألا يقام عليه الحد.
والمفترض أن يحاجج القاضي . فلماذ لا تحاجج القاضي وتحاجج الله تبارك وتعالى ؟ .
هل يستطيع هذا الذي سرق أن يقول للقاضي : لماذا تحاسبني وتريد أن تقطع يدي على شيء قدره الله علي ؟ .. هل يقول هذا أحد ؟ . هل يقول هذا عاقل ؟ .. محال .
لكن يتجوزون به على الله تبارك وتعالى ... والله حليم .

المحتج بالقدر يقول : لا نؤاخَذ . لأن الله كتب ذلك علينا . فكيف نؤاخذ بما كُتب علينا ؟ .
نحن نقول : أن مسألة الكتابة ، كما ذكرنا ، تابعة للعلم :علِمَ الله عز وجل بعلم أزلي وكتب هذا العلم . ليس فيه أنه جبرك على ما ستفعله . وإنما هو فقط سبحانه وتعالى لأنه علِمَ .

شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ كان يتكلم عن فحوى هذه العبارة ، فقال : ولهذا قال بعض العلماء فيمن هذا شأنهم ( يتكلم عن هذا الرجل الذي هو متخبط ) .فيقول له أنت عند الطاعة قدري . وعند المعصية جبري . أي مذهب وافق هواك تمذهبت به .
عند الطاعة : الحمد لله أنا الذي قمت بهذا العمل .
عند المعصية : أمر قدره الله عز وجل علي .
المفترض ، حتى الأقل ، خذ قولا واحدا وتكون تدين الله عز وجل به . إما أن تكون قدريا أو جبريا أو {وكذلك جعلناكم أمة وسطا }.

لذلك يقول شيخ الإسلام ـ رحمه الله ـ عن المحتجين بالقدر : هؤلاء القوم إذا أصروا على هذا الاعتقاد كانوا أكثر من اليهود والنصارى .

فماهي الأمور التي يجوز فيها للإنسان أن يحتج بالقدر ؟ .
كما ذكرنا . إنسان هدم بيته . إنسان تلف زرعه ... إلخ .. من الأشياء التي لا دخل له فيها . فيقول هذا أمر قدره الله عز وجل ... في قضية المصائب . أما في الذنوب ، فلا .


س/ ........... ؟
ج/ نقول بالنسبة لمسألة التحليلات . (هذه نستطيع أن نقول عليها تحليل) . إذا كان يُستفاد منها فائدة.. لكن لا تقول أنها هي السبب أبدا . هو تقدير الله عز وجل . لكن كان من أسباب ذلك كذا وكذا . مثل مسألة العدوى . أنت الآن بجوار أخ عنده برد . عندما ترجع إلى البيت تجد نفسك قد أصبت بالسعال والحرارة .. فتقول السبب عادي . مع الأخ حصل لي كذا وكذا ... هذا طبعا خطأ.
خالفت العقيدة . لكن هو قدر الله عز وجل . وأفضل شيء نجمع به بين الأحاديث نقول أن تجنب المريض ، هذا أخذ بالأسباب . لكن قد أجالس المريض ولا يصيبني المرض . المرض بيد الله تعالى هو الذي يقدر أن تمرض أو لا تمرض .
إذن لا عدوى تعديك إلا بأمر الله تعالى . ولكن عليك أن تأخذ بالأسباب : فر من المجذوم كما تفر من الأسد . وهذا أولى . جمع به أهل العلم ـ رحمهم الله تعالى ـ وهو مذهب أهل السنة والجماعة .

س/ ......... ؟
ج/ يعني يقول الذي أمرضني فلان لأني جلست معه . وانتهت المسألة ... فمن أعدى الأول ؟ .النبي عليه الصلاة والسلام قال ذلك . المسألة أن هناك سبب . ليست المسألة نفي جنس العدوى.
أن لا ليس هناك عدوى مطلقا . لكن هو حتى في سياق الحديث " لا عدوى ولا طيار" المقصود ألا تتعلق بهذا السبب على أنه هو الذي أدى بك إلى هذا المنحى . لكن قد يكون بسبب مجالستك . وممكن تكون أنت بجوار هذا المريض وتصاب بالمرض . ليس منه . وإنما الذي قدره عليك هو الله عز وجل . طبعا في الحالتين الله تعالى هو الذي قدره . لكن هل هو السبب أم غيره . في كلتا الحالتين الله عز وجل هو الذي إبتلاك بهذا المرض . لكن ما السبب ؟ . قد يكون هذا ابتلاء . يريد الله عز وجل أن يخفف عنك . وأنت لم يصلك أي شيء من هذا الأخ المصاب .

س/ ... ؟
ج/ يعني أنه يعتقد أن الذي أمرضه هو جلوسه بجانب هذا الشخص . هذا حرام . حتى لو كان هذا سبب ، لكن لا يعتقد أن المرض جاءه من هذا .
إبراهيم عليه السلام قال {وإذا مرضت فهو يشفين}.
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته

  #3  
قديم 09-06-2009, 01:03 PM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي

من الدقيقة 111
بسم الله الرحمن الرحيم
تم والحمد لله الجزئية الأخيرة من المحاضرة
--------

حتى الكفار كان هذا حالهم،كان لما يشتد بهم الأمر إنما يجئرون إلى الله ويعلمون حقيقة أن الذي يُنجيهم هو الله-تبارك وتعالى-
الإمام ابن القيم يقول لكن في مفتاح دار السعادة إذن على خلاف الأصل.
يقول:وقد مدت الشياطين أيديها إلى العبد من كل جانب تريدُ تمزيق حاله كله ،وإفساد شأنه كُلِّهِ،وأن مولاه إن وكلَّه إلى نفسه وَكَلَهُ إلى ضيعةٍ وعجز وذنب وخطيئة وتفريط،فهلاكُهُ أدني إليه من شِراكِ نعله ،فقد أجمع العلماءُ على أن التوفيق ألا يَكِلَ الله العبد إلى نفسه،وأجمعوا على أن الخذلان أن يُخلي بينه وبين نفسه.
لكن هو يبتليه حتى لا يجعله بينه وبين نفسه وشيطانه وهواه .
من الحِكَم المُستقاه من كلام الإمام ابن القيم-رحمة الله عليه-

وهي:استجلاب العبودية ،والتي سبق أن أشرنا إليه (لَعَلَّهُم يَضَّرَّعُون)(لعلهم يَتَضَرَّعُون)
وضِف إليها طبعاً إستخراج العبودية واستخراج تمامها،فقد يكون هو أصلاً مُتعيد لكن يزيد من عبوديته في هذا البلاء كحال الأنبياء-عليهم وعلى نبينا أفضل الصلاة وأتم التسليم-
النقطة التي تليها وهي مهمة:أن يعرف العبد حقيقة نفسه ،يعني الأن يأتي واحد يظن في نفسه إنه بلغ من العلم فيُزَجُّ به فب مكان معين ، فيظن أنه على هذا العلم ، ثم بعد ذلك تظهر حقيقته بدون الكتب وبدون الأوراق وبدون أي شئ ويظهر هل هو كان عالماً أو غير عالم ،فمثلاً الإمام السراخفي -رحمه الله-حُبِس في الجُبِّ خمسة عشر عاماً وألَّف فيها مَبْسُوطة ،فهنا ظهر علم الرجل .
أما بالنسبة لتنزيله على خلق المعاصي فكنا نتكلم عن مسألة أنه يعرف حقيقة نفسه،فإنسان مثلاً لا يُذنب يظن أنه إنسان عالي ،لكنه إذا أذنب فيعرف حقارة نفسه لكن هذا الإنسان المُتدبر، بعض الناس يُذنب ولا إشكال عنده وقد يُنسَب إلى السُّنة والعلم،لكن هذه من ثرائه للمعاصي .
الأمر الذي يليله:تعريف العبد بكرم الله وستره.
يعني مثلاً إنسان الأن يفعل المعصية ويظن أن الناس يعرفون بمعصيته فتجده على وجل ووف وتعب إلى أن يعلم أن الناس ما علموا معصيته فتجده يرتاح ويشعر بستر الله-عزوجل- عليه،وكرم الله-عزوجل-عليه،فضيحة لكن يُنجِّيه الله-عزوجل-منها ،لكن مع التكرار يُفضح -نسأل الله العافية-.
ثم:تعريف العبد بكرم الله في قبول التوبة لاسيما في مقلم القيامة،لما يفعل هو المعصية في الدنيا ثم يتوب إلى الله-عزوجل-ويكون وجلاً إلى أن يُقابل الله-تبارك وتعالى-ثم يأتي الله -عزوجل-به ويضع عليه كَنَفه ،كما في الصحيحين من حديث ابن عمر-رضي الله عنه-فيقول:أتذكر يوم فعلت كذا ؟ أتذكر يوم فعلتَ كذا؟.ثم يخبره الله -عزوجل-بأنه قد تاب عليه ،هذه فرحة ما بعدها فرحة ،فيعلم كرم الله -تبارك وتعالى- عليه.
الأمر الأخر وهو إقامة الحجه على العبد :
فالإنسان الأن لما يفعل المعصية ،يقول الأن أنا من أين أُتيت لابد أني فعلت شيئاً فعاقبني الله-عزوجل - عليه. فيبدأ يُحاسب نفسه ،فيُقيم الحجة على نفسه
الأمر الذي يليه:أن يُعامل العبد بني جنسه بما يحب أن يعامله الله به:
إنسان لاقى أنواع من العذاب ،فتجده لطيفاً مع الناس هذا هو الأصل ،وكذلك إنسان عانى من المعاصي ،تجده رحيماً بأهل المعاصي،يعني بعض الناس تجده عنده ذنب معين مثلاً-نسأل الله العافية-يشرب الدخان،لكنه لا يسرق ويعتبرها جريمة مُنكرة ،فهو يشرب الدخان ولا يُبالي ،لكن يجد الرجل يسرق يقول: أعوذ بالله،إنسان لا يُصلي ويجد رجل يُفطر في رمضان ،يوقل أعوذ بالله كافر،ونقول أن جمهور أهل العلم على عدم تكفير من ترك اليام ،وكذلك جمهور أهل العلم على الصلاة هذا بالنسبة للفقهاء، أنا بالنسبة للصحابة فالأمر يختلف /لكن الشاهد أن في مسألة الصلاة الأمر أشد وأنكل إن الإنسان لا يُصلي ،لكن في الصيام تجد الرجل يُصلي حتى في رمضان لكنه يُنكر على من يُفطر في الشهر، لكن إذا هو تدبر معصيته ومكث عندها سيكون رحيماً بالأخرين ،يأخذه على جنب يقول يا أخي جزاكَ الله خيراً أنت كذا وكذا ورجل مسلم فمن المفترض أن تفعل كذا وكذا ،عنده حياء يعلم أن عنده معصية ويخشى أن يفضحه الله-عزوجل-عليها،ويفضحه بها فإن فضح غيره سُيفضح .
فإنه من تتبع عورة مؤمن تتبع الله عورته ،كما في حديث(كلمة غير واضحة)عند أبي داود وغيره .
يليه طبعاً :إقامة المعاذير التي ذكرناها الأن : أنه يعتذر للخلق

يعني بعض الناس كان أحد المشايخ يسمع الأخبار ،هو يحكي ومتأسي جداً،وهو يسمع الأخبار في الغالب بعد الأخبار وأول الأخبار يكون في موسيقى فهو كان يسمع الأخبار وبعدين دق جرس الهاتف فترك التلفاز ورد وانهمك مع المتكلم ،طبعاً الموسيقى شغاله وهو ما كان يدي،فخرج هذا الأخ بعد المكالمة وقال الشيخ فلان الفلاني يسمع الأغاني -نعوذ بالله من ذلك- فهذا لو تدبر معصيته لاعتذر للناس ،ودائماً كثير من الناس -إلا من رحم الله عزوجل- بفترض سوء الظن في الشخص ،فواحد يمشي مع امرأة فيقول هذه ليست زوجته ،هذا الأصل إنها ليست زوجته-نعوذ بالله من ذلك.
الأمر الذي يليه:دخول الإنكسار والذِلة على العبد:
فلما يشعر أنه أذنب والله عزوجل اطلَعَ عليه ورءاه ،يشعر بالخجل والحزن والإنكسار والذِلة أمام الله -عزوجل-لكن الذي يعتقد أنه لا يُخطئ ما يُهمه .
وأيضاً الإمام ابن القيم-رحمه الله-يذكرهياج العبوديات هذا سبق أيضاً معنا
الأمر الذي يليه:أن يعرف العبدُ نعمة معافاة الله تعالى
فمثلاً هو الأن فعل معصية وتاب منها ثم بعدذلك رأى إنساناً على هذه المعصية مثلاً نفسها ،فيشعر بالفرح بدايةً أن الله عزوجل من عليه وعافاه من هذه المعصية .
يقول مفاد كلام ابن القيم-رحمة الله عليه-:أن للتوبة أثاراً عجيبة في القلب هذه يستعرها التائب الذي يتوب حقاً.فهذه أيضاً من الفوائد التي يستفيدها العبد.
أيضاً:استكثار القليل من النِّعم.
الإمام ابن القيم-رحمة الله عليه- يقول في مفتاح دار السعادة:يقول وهو من ألطف الوجوه-المعنى الذي ذكرناه أنه يستكثر القليل من النعم-
طالب يسأل؟
الشيخ:يعني أنا أقول لك إنسان مثلاً كان مُبتلى بالمعاصي لما يجد الذلة والإنكسار في نفسه،فالذي يعطيه الله عزوج ليكون هو أصلاً عنده حياء وخجل من الله تبارك وتعالى،فيقول بأن الله عزوجل أعظَمَ عليه المِنَّة ولا شئ أكثر من ذلك فهو يستكثر القليل الذي يأتيه من الله تبارك وتعالى
لذلك الإمام ابن القيم يقول :وهو من ألْطَف الوجوه،و(ألْطَف)أي غامض أو خفي.
فعليك بمراعته فله تأثيرٌ عجيب ، ولو لم يكن من فوائد الذنب إلا هذا لكفى ،فأين حال هذا من حال من لا يرى لله عليه نعمه ويرى أنه ينبغي أن يُعطى ما هو فوقها وأجل .
إلى أن قال:وهذا الضرب من الناس من أبغض الخلق إلى الله (من يعطيهم الله نعمه وهم يريدون ما فوقها)وأشدهم مقتاً عنده،وحكمة الله تقتضي أنهم لا يزالون في سِفال،فهم بين عتبٍ على الخالق وشكوى له-يعاتب الله تبارك وتعالى أن أعطاهم ذلك ويشكون له-وبين ذُلٍ لخلقٍ وحاجة إليهم وخدمةٍ لهم.
فهو الأن أُعطي عشرة جُنيهات يقول أنا لي مهارات وحصلت على كذا وكذا ،وفلان هذا يأخذ عشرين ليه؟؟فأنا شهاداتي أعلى منه وعقلي أفضل منه إلى أخره ، هذا الأن يُعاتب الله تبارك وتعالى ويشتكي إليه والله عزوجل يُعطيه ما قسمه له فماذا يفعل؟ يذهب إلى المدير العام ويذلل له حتى يُعطيه العشرين جنيه ،فهو بين عَتَبٍ على الخالق وشكوى له وذُل وانكسار للخلق ،والمفترض أن يكون الذُّل والإنكسار لله-تبارك وتعالى-.
الذنب يُوجبُ لصاحبه التحرز والتيقظ من مصائد العدو
فلما أصاب الله -عزوجل-بعض الناس بمرض السرقة ،هو يبدأ الأن يعرف إن الناس يسرقون إذن لابد من أخذ الحذر واليقظة ويكون إنسان واعي يتيقظ لحال الناس،لكن إذا دائماً المسألة كله أمامه لا إشكال..يعني قد يُصاب الإنسان بعدم اليقظة لكثرة إنه لا يَحرص على حاجته أصلاً لكن يُسرق مرة اتنين فالذنب الذي أصاب هذا الشخص جعل الأخر متيقظاً.
مُراغمة الشيطان وإغاظتُهُ
بأنه يتوب إلى الله عزوجل ويترك معصية الله تبارك وتعالى.
فمفَاد عبارات الإمام ابن القيم يقول:والقلب المهين كالرجلِ الضعيف المَهِين إذا جُرِحَ ولَّى هارباً والجروحات في أكتافه ،وكذلك الأسد إذا جُرِح فإنه لا يُطاق فلا خير فيمن لا مرؤة له وكذلك لا يطلب أخذ سأره من أعدى عدوٍ له ،لذلك جاء عن بعض السلف وهذا ذكره الإمام ابن القيم قال:إن المؤمن ليُمضي شيطانه.
(أمضى ثوبه)يعني خلعه،فهنا كأنه يرمي شيطانه
إن المؤمن ليُمضي شيطانه كما يُمضي أحدكم بعيره في سفره .فيتركها ترتع هنا وهنا حتى تأكل من خَشَاشِ الأرض .
معرفة الشر
عَرَفْتُ الشرَّ لا للشرِّ..لكن لتواقِيه
ومن لم يعرف الخير من الشر ..يقع فيه
وحذيفة-رضي الله عنه-يقول:كان الناس يسألون النبي-صلَّ الله عليه وسلم-عن الخير وأنا أسأله عن الشر مخافة أن يُدركني .
من الحِكم:ابتلاء العبد بالإعراضِ عنه
الإنسان الأن لما يُذنب ويبدأ يبتعد عن الله-تبارك وتعالى-يشعر بقساوة القلب ويشعر بالهم والحزن يركبه ،فلما يتوب ويرجع يجد الفرق (فَمَن يُرِدِ اللهُ أن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدَرَهُ للإسلام وَمَن يُرِد أن يُضِلَّهُ يَجَعَل صَدَرَهُ ضيقاً حرجاً كأنَّمَا يَصَعَّد في السَّمآء)يجد الفَرْق وليس الفَرَق والفَرَق هو الخوف.
الحكمة الإلهية اقتضت تركيب الشهوة والغضب في الإنسان
فهذه من غاية الحِكمة ،إنسان عنده الشهوة وعنده الغضب ويريد أن يثأر لنفسه لكنه بعد ذلك يستفد إنه يَحِدُّ من شهوته ويَحِدُّ من غضبه .
لزوم التواضع وترك الترفع
أنا إذا أتعامل مع الناس وأعلم أنني صاحب معصية كذا وكذا وأنت أدر بنفسك ،ستكون معهم في منتدى التواضع ،لكن إذا تتعامل معهم على أنك الشيخ الذي لا يُذنب ولا يُخطئ فلم يجدوا منكَ إلا شراًَ أنا وأنا .
الله تبارك وتعالى إذا أراد بعبدٍ خيراً أنساهُ رؤية طاعاته ورفعها من قلبه ولسانه
هذه يذكرها الإمام ابن القيم -رحمه الله تعالى-في موضعين :مفتاح دار السعادة ومدارج السالكين
يقول الإمام ابن القيم-رحمة الله عليه-:قال بعضُ السلف إن العبد ليعمل الخطيئة فلا تزالُ نَصب عينيه كلما ذكرها بكى وندم واستغفر وتضرع وأناب إلى الله وذلَّ وانكسر وعمِلَ لها أعمالاً فتكون سبباً للرحمة في حقه ،ويعمل الحسنة فلا يزال يَمُنُّ بها ويراها ويعتدي بها على ربه وعلى الخَلْق ويتكبَّرُ بهاويتعجب من الناس كيف لا يعظمونه ويكرمونه ويجلونه عليها فلا تزال هذه الأمور به حتى تقوى عليه أثارها فتدخله النار.
هنا الأن هذا العبد أراه الله-عزوجل -المعصية فظهرت عبوديات غير مُسهَّلَه ،المثال الذي تذكرته الأن:الني عليه الصلاةوالسلام لما ذكر عن الذين يأتون من المسلمين فيما بعده فذكر بأنهم إخوانه عليه الصلاة والسلام،فقال الصحابة-رضوان الله عليهم-ألسنا بإخوانك؟ فقال: أنتم أصحابي.
فالنبي عليه الصلاة والسلام ذكر من فضل هؤلاء أن المستمسك منهم يكون له أجر خمسين شهيداً وأن هذا الطاعة مذللة له وميسرة له طبعاً في المجمل،أما الذي بعد النبي عليه الصلاة والسلام تجد المعصية مذللة له كلما تقادم العصر فلا يأتي عام إلا والذي بعده شرٌ منه فتجد أن المعصية أقرب إليه ومع ذلك يحاول ويجتهد أن يتقرَّب إلى الله-تبارك وتعالى- فهو فعل طاعات لم يراها وبم تُذلل له ولم تُيَسَّر ،وهذه طبعاً يكون أجرها أعظم وأعلى نسأل الله من فضله.
طالب يسأل؟
الشيخ:كما قال النبي ليه الصلاة والسلام كما في الصحيحن يقول:لو أن لأحدهم مثل أُحُدٍ ذهباً فأنفقه ما بلغ مُد أحدهم ولا نصيفه.يعني مثلاً لو إن الإنسان عمل عملاً من هذا العصر والصحابي يفعل هذا العمل وتواز في كل شئ يأخذ هذا إللي في العصر المتأخر أجر أعلى ،لكن في مُجمل الصحابة هم شأنهم عظيم ومن يصل إلى..لكن أنت تُضاعف لك في الأجور بسبب المشقة ومع ذلك لن نصل إليهم لكن إن شاء الله نكون قريب من الصحابة-رضوان الله عليهم- ونحاول أن نكون مثلهم ونجتهد وإن شاء الله نؤجر بالنية .
من الفوائد والحِكَم :الإشتغال بعيوب النفس
فا إنسان مثلاً يُخطئ ويجد هذا الخطأ أو غيره على شخص أخر يقول الله المستعان أنا أشوف نفسي الأول أنا فعلت كذا وكذا وكذا-طبعاً مع نفسه يقول ذلك-دا هو لعله أفضل مني ،ويبدأ يُحاسب نفسه ،فيقول على الأقل أنا لا أدري ما كانت نيته هل سيُعاقبه الله عزوجل عليه أم لا؟لكن أنا حصل معي كذا وكذا وكذا ،وزِد على ذلك أنه يبدأ في الإستغفار للخطَّائين ،فيجد إنسان على المعصية فيقشعر بدنه لا يريد أن يضربه ويقصو عليه ولكن يبدأ في الإستغفار والدعاء له ثم بنصيحة مُشفق يتكلم معه .
ثم ما يترتب على ذلك مسألة خَلْق المعاصي مما يتفرع على ذلك:وهي الحكمة من خَلْ إبيلس

وضف إليه خلق المصائب والألام إلى أخره ،سنستفيد من هذه الحِكَم ونُضيف عليها ،أيضاً هي مستفادة من كلام الإمام ابن القيم-رحمة الله عليه-في عدة مواضع(المدارج-مفتاح دار السعادة-الشفاء العليل) قال:"أولاً أن يَظهر للعبد قدرة الله تعالى "فهو مثلاً يكون في مان يظن إنه يهلك ثم بعد ذلك يُنجِّيه الله عزوجل،ويعلم قدرة الله عزوجل في خلقه للمتضادات،يخلق الشيطان الذي هو يسبب الأذى حتى تظهر مكنون ما عند هذا العبد من عبودية وافتقار إلى أخره،لكن خلق المتضادات هذه تدل على قدرة لله تبارك وتعالى سبحانه وتعالى ،هو الذي خلق الماء والنار والداء والدواء سبحانه وتعالى.
تكميل مراتب العبودية
وهذا قد سبق .
الإبتلاء والإختبار والإمتحان
أنت كيف تستطيع أنك ءامنت حقاً وصدقاً،كيف تستطيع أن تعرف أنك ذاكرت واجتهدت؟تعرف ذلك بالإختبار .
استخراج ما في طبائع البشر من الخير والشر
فأي إنسان تجد فيه الخير وتجد فيه الشر ،ومثل هذه الأمور تُبرز هذا الخير(لِيَمِزَ الله الخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّب).
ظهور كثير من أيات الله وعجائب صنعه
فالله عزوجل ينزل مُصيبه ويخلق إبليس حتى يُظهر لك أياته وعجائبه سبحانه وتعالى،ويبتلي ويُنزل مصيبة على قوم بإهلاكهم فتجد قدرة الله -تبارك وتعالى- ثم بعد ذلك تعرف هلاك الشيطان بعد ما تجد قوته وبأسه عليك وإن كان كيده ضعيف لكن كان يجعلُك تفعل المعصية ،لكن بعد ذلك تجد ذُله وانكساره لله تبارك وتعالى ،تعرف قدرة الله تبارك وتعالى عليك، فهو يوم القيامة يكون في مكانة مهينه ويكون مهاناً للسفهاء فيقوم بهم خطيباً ويخطب فيهم ما ذُكِرَ في سورة إبراهيم،وبخصوص المصائب والألام يقول الإمام ابن القيم: فالألام والمشاق إما إحسان ورحمه وإما عدل وحِكمة وإما إصلاح وتهيئه لخير يحصُلُ بعدها،وإما لدفع ألمٍ هو أصعب منها وإما لتولدها عن لذَّاتٍ ونِعَم يولدها عن أمر لازمٌ لتلك اللذات .الشاهد إنه يُحاول أن يُعدد من حِكَم الألام والمصائب .
فيقول أولاً:إما إحسان ورحمه :فالله عزوجل رَحِمك فقدرُ معصيتك الأَوْلى لها أن تُعاقب بأكثر من ذلك فأحسن إليك وعاقبك هذا فقط .وتقول الحمد لله.
وإنا عدل وحكمه:أن يُعطيك بما تستحقه والله لا يظلمُ أحداً؛وإما إصلاح وتهيئة لخروج العبوديات منكَ،وإما تهيئة لخير يحصل بعد ذلك كما حصل ليوسف عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ،وإما لدفع ألم هو أصعب ،بيبتليك ببلاء حتى يُعيق عنك بلاء أكثر كما في القصة التي ذكرناها آنفا ،وإما لتولدها عن لذات ونعم يولدها عنها أمر لازم لتلك اللذات فبسبب هذه اللذات التي تأتيه وهو دائم فيها فتتولد عنها بعض الإبتلائات فيعرف قدر هذه اللذة وقدر هذه النِّعمة التي هو فيها .
يقول:وإما أن تكون من لاوازم العدل-وهذا سبق-أو لاوازم الفضل والإحسان فتكون من لاوازم لخير التي إن عُطِّلَتْ ملزماتُها فات بتعطيلها خير أعظم من مفسدة تلك الألام ،فتجد مثلاً لما هو يعرف أن البلاء الذي أصابه قليل بالنسية لما فعله فتجده ينسى الألم ويبدأ يلهج بذكر الله -عزوجل-وشكره ،وأيضاً المشقة هذه- تأيداً لكلام ابن القيم -وتهيئه لخير يَحصُلُ يقول القائل:"لولا المشقة ساد الناسُ كُلِّهُمُ..الجودُ يفقرُ والإقدامُ قتَّالُ".ويقولون أن النعيم لا يُدرك بالنعيم .
ويحيى بن أبي كثير في صحيح مسلم في كتاب(أوقات الصلاة)الإمام مسلم -رحمه الله تعالى-بعد ما أورد الحديث لعبد الله بن عمرو بن العاص وهو هذا الحديث يُعتبر ضبط أوثات الصلوات الخمس بصورة دقيقة من بدء إلى انتهاء،فحاول الإمام مسلم-رحمه الله تعالى-أن يجمع هذا الحديث ،ثم بعد ذلك قال:قال يحيى بن كثير :"لا يُستطاعُ العلمُ براحة الجسد"حتى أن العلماء قالو هو أوردها في هذا الموضع حتى يقول أنني تعبتُ واجتهدتُّ في هذا الباب .الشاهد في هذه العباره هو:"لايُنال العلمُ براحة الجسد"وكذلك"لا يُنال الخير بالترفه والتنعم"والخير هذا يشمل العبودية ويشمل التفوق ويشمل أمور كثيرة جداً،لكن مما يُفيدك استخراج العبوديات وطهارة القلب وكذلك تقوية الإيمان والنظر إلى قوة الله-عزوجل-وقهره وكذلك حصول الإخلاص في الدعاء ،فالإنسان وهو في البلاء تجد الدعاء يخرج منه بحرارة ،لذلك يقولون:ليست النائحة الثَّكْلَى كالنَّائحة المُسْتَأْجَرَة ،كانوا بعض الناس يؤجرون لمواتاهم أُناس ينوحون فتسمع بكائها ونشيجها لا تبكي أما الأخرى التي فقدت ولدها أو زوجه إلى أخره طبعاً تجدها تخرج دموعها بمجرد ما تراها أختها أو رفيقتها لأن الرجل لا ينظر إليها فتبكي مباشرة ،وكذلك الرجل إذا فقد ابنه تجد كلامه يؤثر في قلبك وهكذا الإنسان إذا باشر البلاء تجد العبارات خارجه بقوة وإخلاص وما إلى ذلك .إلى أخره من الحِكَم التي تتعلق بهذا الباب ،وكان من المفترض أن نتكلم عن الفِرَق التي ضلَّت في هذا الباب بتقسيمها إلى جبرية وقدرية ،وما تفرَّع منها من مسميات كالأشاعرة وإن كان الأصل أنهم ينتسبون إلى الجبرية ،والوسط هو مذهب أهل السنة والجماعة فحتى لا أُطيل عليكم وحتى لا أُمِّلَّكُم فبإذن الله تعالى يكون هذا في الدرس القادم وإن شاء الله لن يأخذ معنا شيئاً كثيراً حتى نبدأ في قرءاة المتن .
  #4  
قديم 09-10-2009, 07:58 PM
راجية عفو العفو راجية عفو العفو غير متواجد حالياً
عضو مميز
 




افتراضي

المحاضرة السابعة عقيدة للفرقة ال3 ، 4


27/1/2009


من الدقيقة : 30:37 وحتى الساعة 38: 10: 1

س: .......
ج : هو بداية أنا أطالبك بشئ ، قل لي من سبقك بهذا من أهل العلم ، هذا الأمر الأول .
الأمر الثاني ، تبحث في ظاهر القول . هل تكلم في الأسباب أم على أصل العبارة الظاهرة الموجودة ؟
والأمر الثاني لو قال له -وهذا مقتبس من كلام شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله - وقال له لو لامه على ذنبه لكان من البده أن يقول له : وأنت لماذا قتلت الرجل من بني إسرائيل، أليس هذا ذنب وهذا ذنب فخلاص يعني خلوني معهم سأستفيد منهم .

س : ........
ج : هو الأصل إنه سؤال مستفهم .


س:.........
ج :ممكن نقول له أيضا إنه من البده أنه كيف سيدنا موسى صلى الله عليه وسلم يعاتب في شئ تاب هو منه أو كما تقول إنه غريب أن يعاتب في معصية أيضا من العجيب أن يعاتبه في شئ تاب هو منه .


س : ..............
ج : العبارة واضحة ، أقول لك مثلا انسان سرق وآخر سرق تجد الأول مثلا الله عز وجل يبتليه بفقد ولده والثاني بخراب بيته عقابا على السرقة طيب قد يكون في البيت أطفال مثلا فيكون العقاب من الله شديد ، طيب الذي يختار العقاب هو الله إذن هذه أمور أنت مجبور عليها ، أما فعل الطاعات والمعاصي فلست مجبور عليها .

وعليه قلنا بأن موسى صلى الله عليه وسلم يقول له أنت الذي فعلت كذا وكذا من المعاصي إذن يحتج عليه بالمعصية إذن قوله كقول المشركين " سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا نحن ولا أباؤنا ولا حرمنا من شئ " يعني يقول الآن على محررة آدم عليه السلام ، يقول آدم : أتلومني على شئ قد قدره الله على - طبعا كلام آدم في رده ككلام المشركين -هذا اللازم يعني- .

س : ........
ج : هذا أمر غريب ، قرأت كلام بهذه الطريقة من التفرقة طيب أنت ملزم أن تأتي به .

ليس هذا ما نتكلم عليه، الآن رجل على حال الشرك لا يجوز له أن يحتج بالقدر ، إنسان تاب من الكفر والشرك يجوز له أن يحتج بالقدر هل قال بهذا الكلام أحد ؟؟؟؟؟؟؟؟ هذا الذي اريده منك .

س:.............
لا هو يقصد أن آدم تاب والكفار لم يتوبوا ، هذا مقصده وإن كنت لا أوافقه .
لو إنسان يقول لو أني فعلت كذا و كذا هل هذا تاب ؟
لو إنسان سرق فأمسكته الشرطة فقال ليتني ما سرقت هل هذا تاب ؟
قد يكون الانسان مسلم وعنده معصية مصر عليها .

انا أقول لماذا تستدل بهذا الحديث أصلا ؟ إنه لا يدل على التفرقة التي تقول عليها فلا احتاج أن أشرح الحديث .

نحن قلنا لا نريد شرح الحديث .

قال شيخ الاسلام بن تيمية رحمه الله : وليس لأحد أن يحتج بالقدر على الزمن باتفاق المسلمين وسائر أهل الملل وسائر العقلاء ،فإن هذا لو كان مقبولا لأمكن لأى أحد أن يفعل ما يخطر له من قتل النفوس وأخذ الأموال وسائر أنواع الفساد في الأرض ويحتج بالقدر .

في بعض المناقشات كان المناقش قدريا وهو مصر على ذلك وجاء المناقش لهذا القدري فضربه فاغتاظ وتضايق ، فقال له لماذا تتضايق و الله عز وجل هو الذي قدر عليك ذلك ، هذا بالنسبة للجبري لكن بالنسبة للقدري تقول له أنت المفترض أنك كنت تحمي نفسك من هذا الضرب .

يقول شيخ الاسلام : ونفس المحتج بالقدر إذا اعتدى عليه واحتج المعتدي بالقدر لم يقبل منه فهو مثلا يضربه بالعصا ويقول سامحني إنه قدر فلا يجد في هذه الحالة إلا أن يؤمن بقضاء الله وقدره على العقيدة الصحيحة أنك أنت الآن الذي فعلت ذلك بل يتناقض ، وتناقض القول يدل على فساده فالاحتجاج بالقدر معلوم الفساد في بداءة العقول .

وعليه تأتي بعض المسائل والاستلالات في الرد على ذلك لذلك الله تبارك وتعالى لما قال المشركون "سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا " فقال لهم الله عز وجل " قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن " أى هل عندكم دليل صحيح فتخرجوه لنا لننظر فيه ونتدبر ، و أيضا مما يرد به عليهم كذلك الذين يحتجون بالقدر على فعل المحرمات قوله تعالى : " رسلا مبشرين و منذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل" فوجود الرسل هذا أكبر دليل على أن الانسان ليس مجبورا إنما جاءت الرسل حتى تهذب إرادتنا ، الآن عندك طريق خير وطريق شر تقول لك الخير كذا والشر كذا فحاول أن تسلك طريق الخير واترك طريق الشر .

طيب الأمر الثالث : أن الله أمر العبد ونهاه ولم يكلفه إلا بما يستطيع فكيف يأمرك الله عز وجل بما تستطيعه وأنت مجبور ؟ هذه مغالطات ، وتعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .
يعني يقول لك في صوم وحج و كذا وكذا وافعل الذي تستطيعه ثم بعد ذلك يقول لك أنت مجبور على فعل الطاعة والمعصية ثم يحاسبك على هذا الجبر ويعاقبك عليه ، هذا ظلم ، تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا .

س: .......
ج : فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ، هنا عبر بالمشيئة .
هنا المشيئة الكونية يعني أنت الذي تستطيع أن تفعل الشئ ، وما تشاؤون إلا أن يشاء الله .

الأمر الثاني أن القدر سر الله عز وجل الذي أخفاه عن عباده ، فعندما تقول مثلا أنك تدعي شئ من القدر مثلا تقول أن الله قدر على أني سارق أو أني كذا أو أني كذا ، أنت الآن تتكلم عن علم الله عز وجل ولابد أن يكون عندك علم " قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا " فلم تخرج علما ولكن ادعيت ادعاء باطلا فقلت أن الله تبارك وتعالى جبرك على هذا الفعل ، هذا ادعاء بعلم الغيب ومحاولة لمعرفة سر الله عز وجل الذي اخفاه عن عباده فهذه مكابرة .

الأمر التالي أننا لو سلمنا للذي يحتج بالقدر لعطلنا الشرائع ، طيب هو الآن لماذا نقول له صم وصلي ؟ المفترض أنه لا يفعل شئ ، هو يسلم نفسه لقضاء الله عز وجل والله يفعل ما يريد ولا يصلي ولا يصوم والله عز وجل هو الذي يقوده للصلاة والصيام والزكاة ، وهذا لايقوله عاقل .

الأمر الآخر هو أن إبليس لعنه الله قال " فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم " فهو يحتج بالقدر أن الله عز وجل هو الذي أغواه ليس على رغبة منه ، لكن هل قبل الله عز وجل منه ؟ ما قبل الله منه ، وهل الله عز وجل ظالم له ؟ سبحانه وتعالى ليس ظالما له . إذن جعله يفعل وفي الأخير يكون عقابه وجزاؤه .
أيضا لو كانت مثل هذه الأمور حجة مقبولة لتساوى فرعون الذي هو عدو الله وموسى الذي هو كليم الله فكلهم يحتج بذلك .

الأمر الاخر أن الاحتجاج بالقدر على الذنوب والمعاصي هذا كأننا نصحح مذهب الكفار الذي ذكرناه " سيقول الذين أشركوا ........" ، فالوسيلة واحدة والقاعدة واحدة سواء بقيت على الكفر أم لم أبقى عليه أنني أحتج وأقول لو شاء الله ما أشركت وأنا الآن تائب أو غير تائب هذا مقدر محذوف والأصل أنه يحمل على المجمل سواء تاب أو لم يتب فلم يأتي في العبارة ما يحدد .
فنقول بالنسبة للآخرة ،في الآخرة ماذا يقول الكفار وهم في النار وهم شهدوا عذاب الله عز وجل ؟ قالوا "ربنا غلبت علينا شقوتنا وكنا قوما ظالمين " .
الشاهد هنا أنهم قالوا غلبت علينا شقوتنا التي نحن صنعناها ولم يقولوا أنت يارب أغويتنا لأنهم شاهدوا اليقين والحق وعاينوه .
وقالوا في موضع آخر " لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم " هؤلاء اعترفوا وغيرهم لم يعترفوا من الجبرية .
والذين قالوا " لم نك من المصلين " لم يقولوا يارب أنت لم تجعلنا من المصلين ولم تجعلنا نطعم المسكين وجعلتنا نخوض مع الخائضين وجعلتنا نكذب بيوم الدين ، لم يقولوا ذلك .

الأمر الذي يليه ، وهو مما يرد عليه من الانسان مثلا إذا أراد ولد فهل يدعو الله فقط أن يرزقه الولد ؟ لابد أن يأخذ بالأسباب . إذن فلابد أن يعمل ليحصل له أو لا يحصل فقد يرزق بالولد بعدما يتزوج أو لا يرزق ، قد يجتهد في فعل الطاعات وهو غير مخلص فيكون من أهل النار و هذا يجتهد لكن لا يرزق بولد لأن هذه من الأمور المجبور عليها ان يرزق بولد أو لا يرزق .

طيب ذكرنا فيما سبق الاحتجاج بالقدر على فعل المحرمات وترك الواجبات وذكرنا بعض الأدلة مثل :
قول المشركين"سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شئ كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا " .
قال الله تبارك وتعالى " قل هل عندكم من علم فتخرجوه لنا إن تتبعون إلا الظن " .
قوله تعالى : " رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل" .
فلو كان المسألة مسألة جبر لاحتجوا على الله عز وجل وهم لئن قالوا ما جاءنا بشير ونذير فقد جاءهم بشير ونذير .
كذلك أن الله تعالى أمر عباده بالطاعة ونهاهم عن المعصية وقال لهم " فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا وأطيعوا " فكيف يأمرك بما يستطاع وأنت مجبور .
وكذلك الذي يقول يقول أن الله عز وجل جبره فهو يدعي علم الغيب .............



























  #5  
قديم 09-15-2009, 12:31 PM
أمّ مُصْعب الخير أمّ مُصْعب الخير غير متواجد حالياً
"لا تنسونا من صالح دعائكم"
 




افتراضي

ما شاء الله جزاكِ الله خيراً أختي الغالية راجية عفو العفو
--
أختي الغالية نسيم إن شاء الله سأشرع في الجزء الناقص هنا بإذن الله
فقط أردت التأكيد حبيبه لئلا تحملي همه.
  #6  
قديم 09-18-2009, 06:20 PM
نسيم الفجر نسيم الفجر غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


بارك الله فيك أخيتي .. ريحت بالي جزاك الله خيرا .

أعاد الله عليك العيد باليمن والسعادة في الدراين .

وأحبك وأحسن إليك .
التوقيع

كروت أمنا هجرة تغمدها الله برحمته

 

الكلمات الدلالية (Tags)
3, 4, 7, للفرقة, العقيدة, تفريغ, و


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:47 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.