|
#1
|
|||
|
|||
*حال الناس بالنسبة لأنعام الله عليهم* :
ولنعلم أن الله إذا أعطى فإنه يعطي لحكمة , وإذا منع يمنع لحكمة سبحانه وتعالى. وهذا الرجل لا يفقه أن الله يعطى من الدنيا ما يحب ومن لا يحب , ولا يعطى الآخرة إلا من يحب , فهو يظن أن الله إذا أعطاه فهو يحبه , والدليل على ذلك قول الله تعالى : [فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ] {الفجر:15} يعنى أنه إذا أعطاه الله قال : هذا إكرام من الله . مع أن هذا الإعطاء قد يكون ابتلاء , وقد تكون المنحة منحةً عليه وهو لا يدرى. قال تعالى : [فَأَمَّا الإِنْسَانُ إِذَا مَا ابْتَلَاهُ رَبُّهُ فَأَكْرَمَهُ وَنَعَّمَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ * وَأَمَّا إِذَا مَا ابْتَلَاهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ فَيَقُولُ رَبِّي أَهَانَنِ] فهو يعتبر أن قدر الرزق عليه وضيقه إهانه من الله له , أما المؤمن فإنه يرضى بقضاء الله وقدره , إن أعطى شكر وإن منع صبر , فهو راضٍ على ربه فى جميع حالاته . ولما كان هذا الرجل يرضى لغير الله ويسخط لغير الله , وكان متعلقاً بالمال والمتاع أو بالرئاسة أو السلطة أو بأى شئ من أهواء النفس , فهذا عبدُ من يهواه , وهذا هو الرِّق فى الحقيقة , ولذلك سماه النبى صلى الله عليه وسلم عبداً , فاعلم أن كل ما استرق القلب واستعبده فإن صاحب هذا القلب عبد لهذا الشئ.
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|