كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
|
|||
|
|||
هل فكرت يوماً في أن تطرق باب من لا يخيّب طارقا؟
أشد على يد كل حزين في هذه الدنيا .. وأرسل رسالة أمل لكل متشائم .. وأبعث إلى المكتئبين بالرغبة في مساعدتهم للخروج من داومة الاكتئاب، إلى كل من يقولون: ماذا نفعل في هذه الدنيا ؟ إلى هؤلاء الذين يتمنون الموت، إلى من يعانون من أزمات نفسية خانقة، وإلى من يرزحون تحت مصائب الدنيا، إلى كل هؤلاء، لكل واحد فيهم أسأل: هل فكرت يوماً في أن تطرق باب من لا يخيّب طارقا ... ؟ هل لجأت إلى من لا ملجأ منه إلا إليه ؟ هل خطر لك أن تدخل باب واسع الرحمة، الذي لا يرد من بابه طالب رحمة؟ هل راجعت ما قاله رسول الله لصاحبه إذ أحاطت بهما خيل قريش وفرسانها على باب الغار، ولو أن واحداً منهم نظر تحت قدميه لأبصرهما : {إِذْ أَخْرَجَهُ الذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِن اللّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيدَهُ بِجُنُودٍ لمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الذِينَ كَفَرُواْ السفْلَى وَكَلِمَةُ اللّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } كلنا معرضون للمحن والمصائب بما فعلت أيدينا : { وَمَا أَصَابَكُم من مصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِيرٍ } وجميعنا مبتلون ... إما محبة من الله سبحانه وتعالي .. أو اختبارآ منه .. أو لتخفيف ذنوبنا قال الله تعالى : { وَلَنَبْلُوَنكُمْ بِشَيْءٍ منَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ منَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثمَرَاتِ وَبَشرِ الصابِرِينَ } فهل تأكد لك يقيناً أننا لن نخرج منها إلا بأمره عز وجل وباللجوء إليه ؟ هل قرأت في كتاب ربك قوله عز من قائل: { قُل لن يُصِيبَنَا إِلا مَا كَتَبَ اللّهُ لَنَا هُوَ مَوْلاَنَا وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكلِ الْمُؤْمِنُون } هل عرفت أنه لا كاشف لما أنت فيه غيره سبحانه وتعالى عما يشركون ؟ وهل سمعت بقلبك قول ربك : {وَإِن يَمْسَسْكَ اللّهُ بِضُر فَلاَ كَاشِفَ لَهُ إِلا هُوَ وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُل شَيْءٍ قَدُيرٌ } هل عرفت إنه ما من حزن يصيبنا إلا من إعراضنا عن ذكر الله.. ؟ قال الله تعالى : { وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِن لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى } فابتعد عن المعاصي صغائرها وكبائرها، وإن أذنبت فاجلس بينك وبين نفسك .. واستغفر ربك وتب إليه وإن أسأت فاستغفر، واعلم يقينا أن الله يحب التوابين، وإن أخطأت فأصلح، وتيقن من أن رحمة الله واسعة والباب إليها مفتوح لا يغلق أبدآ .. يقول الله جل وعلا في كتابه الكريم : {كَتَبَ رَبكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرحْمَةَ أَنهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءاً بِجَهَالَةٍ ثُم تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنهُ غَفُورٌ رحِيمٌ} فالتوبة مقبولة .. والرب رحيم .. فأكثر من الاستغفار، فإن ربك غفّار: { فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبكُمْ إِنهُ كَانَ غَفاراً يُرْسِلِ السمَاء عَلَيْكُم مدْرَاراً وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لكُمْ جَناتٍ وَيَجْعَل لكُمْ أَنْهَاراً } إذا علمت نفسك أن المقدر واقع لا محالة، وأن القضاء مفروغ منه، وأنك لن تستطيع رده، فقد جفت الأقلام وطويت الصحف ، وكل أمر مستقر، فحزنك لا يقدم في الواقع شيئاً ولا يؤخر، ولا يزيد فيه شيئاً ولا ينقص فتفاءل بأن القادم خير إن شاء الله، وابدأ يومك بالصلاة ، وصل صلاتك في موعدها ، وأكثر من نوافلك فالصلاة صلة بالله، والموصول بالله غير مقطوع، وقد روي أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حَزَبَه أمرٌ فَزِعَ إلى الصلاة .. وقد قال تعالى : { واستعينوا بالصبر والصلاة } فثق بالله وتيقن أنه لن يصيبك شيء إلا في كتاب معلوم، وفوض أمورك كلها لله، واعلم أن الله يحفظ كل شيء .. ولا يضيع رزق أحد من عباده .. ولا تحزن ولا تكرب وأنت تملك الدعاء الذي علمك رسول الله عن ابن عباس رضي اللّه عنهما أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول عند الكرب: " لاَ إِلهَ إِلا اللهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لا إِلهَ إِلا اللهُ رَب العَرْشِ العَظِيمِ، لا إِلهَ إِلا اللهُ رَب السمَوَاتِ وَرَب الأرْضِ رَب العَرْشِ الكَرِيمُ " تذكر أن لك ربا .. وأنه لن يخذلك، وكررها بينك وبين نفسك، واجعلها عنوان حياتك، ولا تنسها لحظة وخاصة لحظة الكرب .. فهو سبحانه مفرج كل كرب .. { أَمن يُجِيبُ الْمُضْطَر إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ، أَإِلَهٌ معَ اللهِ، قَلِيلاً ما تَذَكرُونَ } وللهم والحزن وصفة مضمونة وكفيلة بأن تذهب همك وحزنك قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: (مَنْ أصَابَهُ هَم أوْ حَزَنٌ فَلْيَدْعُ بِهَذِه الكَلِماتِ، يَقُولُ أنا عَبْدُكَ ابْنُ عَبْدِكَ ابْنُ أَمَتِكَ فِي قَبْضَتِكَ، ناصِيَتِي بِيَدِكَ، ماضٍ فِي حُكْمُكَ، عَدْلٌ فِي قَضَاؤُكَ؛ أسألُكَ بِكُلّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَميْتَ بِهِ نَفْسَكَ أوْ أنْزَلْتَهُ فِي كِتابِكَ، أوْ عَلمْتَه أحَداً مِنْ خَلْقِكَ، أوِ اسْتَأثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الغَيْبِ عِنْدَكَ أنْ تَجْعَلَ القُرآنَ نُورَ صَدْرِي، وَرَبِيعَ قَلْبِي، وَجلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمّي) وإذا غلبَك أمرٌ فاصبر، وقو عزمك، واشدد من عزيمتك، وتذكر قول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: " المُؤْمِنُ القَوِي خَيْرٌ وَأحَب إلى اللهِ تَعالى مِنَ المُؤْمِنِ الضعِيفِ، وفي كُل خَيْرٌ " وإذا استصعبَت على نفسك أمراً فلا تستصعبه على الله عز وجل، وادعه أن يسهل لك ما استصعب عليك، وردد الدعاء الذي علمك إياه رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقل: " اللهُم لا سَهْلَ إِلا ما جَعَلْتَهُ سَهْلاً، وأنْتَ تَجْعَلُ الحَزْنَ إذَا شِئْتَ سَهْلاً " واعلم أن الصبر مفتاح الفرج من كل كرب، وإذا أصابتك نكبةٌ قليلةٌ كانت أم كثيرة فردد قول ربك في كتابه العزيز: {وَبَشر الصابِرين الذينَ إذَا أصابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قالُوا إنا لِلهِ وَإِنّا إلَيْهِ رَاجِعُونَ، أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبهمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ المُهْتَدُونَ } وإذا كان همك وحزنك من دين عليك لا تستطيع أداءه، فتوكل على الله في كل أمرك، واعلم أن رسول الله قد علم أصحابه كلمات تيسر عليك ما عجزت عن رده من الديون .. ولو كانت مثل الجبل فقد جاء في صحيح الترمذي عن عليّ رضي اللّه عنه أن مُكاتباً جاءه فقال: إني عجزتُ عن كتابتي فأعنّي، قال: ألا أُعلّمك كلماتٍ علمنيهن رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم، لو كان عليك مثل جبل صِيْرٍ ديناً أدّاه عنك ؟ قل: " اللهُم اكْفِني بِحَلالِكَ عَنْ حَرَامِكَ، وَأغْنِني بِفَضْلِكَ عَمنْ سِواكَ " وأخيرا: تذكر دائما أنه لا حول ولا قوة إلا بالله، واعلم ما رواه ابن عباس عن النبي صلى الله على وسلم: (من كثرت همومه وغمومه، فليكثر من قول: " لا حول ولا قوة إلا بالله " وثبت في الصحيحين (أنها كنز من كنوز الجنة) .. وفي الترمذي : (أنها باب من أبواب الجنة) فهل يحزن أو يكرب من كان معه كنز من كنوز الجنة ؟ منقولــ بتصرف ..
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
لا, من, باب, تطرق, يخيّب, يوماً, في, فكرة, هل, طارقا؟ |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|