رئيس "الأطباء العرب" بأوروبا: الغرب قلق من انتشار الإسلام.. والحكومات العربية "فاشلة" فى الاستفادة من أبنائها فى الخارج.. ووزراء الصحة العرب لا يملكون مواجهة أنفلونزا الخنازير
الخميس، 3 ديسمبر 2009 - 09:32
د.حسان النجار الرئيس الفخرى لاتحاد الأطباء العرب فى أوروبا
ذكر د.حسان النجار الرئيس الفخرى لاتحاد الأطباء العرب فى أوروبا، أن وزراء الصحة العرب ليست لديهم استراتيجية محلية لمواجهة وباء أنفلونزا الخنازير، وأنهم لا يملكون قراراهم، وإنما هم تابعون لمنظمة الصحة العالمية التى تلعب دور الوسيط لصالح شركات الأدوية. وقال النجار إن هناك اتجاهاً واضحاً نحو تصدير الرعب من أنفلونزا الخنازير لدول العالم، وخاصة أفريقيا وشرق آسيا، بهدف تحقيق أرباح لشركات الأدوية، والدليل على ذلك أن هناك أمراضاً أكثر خطورة من أنفلونزا الخنازير كالإيدز والكوليرا تحصد أرواحاً كثيرة فى الدول الفقيرة وتمتنع الدول الكبرى عن مواجهتها بالقدر نفسه من الجدية.
وأعرب النجار فى تصريحات لليوم السابع عن دهشته من ترويج لقاحات أنفلونزا الخنازير، رغم أنها تسببت بشكل مباشر فى وفاة 40 شخصاً وإصابة 12 شخصاً بالشلل الكامل، وهى آثار لم ينتجها أى لقاح آخر على مستوى العالم، وهو ما يعنى أن "تجربة لم تنضج بعد تم تسويقها لنا بغرض الربح فقط، وليس لأى سبب آخر"، واصفاً مشهد المسئولين العرب وهم يتعاطون اللقاح على شاشات التلفزيون بالمؤسف.
وتأسف النجار لما وصفه بفشل الحكومات العربية فى الاستفادة من الكفاءات العلمية لأبنائها فى الخارج، مشيراً إلى أنهم يتمتعون بميزات خاصة كونهم تلقوا العلوم الغربية، وتأثروا بما يفيد من الحضارة الغربية، بالإضافة إلى تمسكهم بثقافتهم الشرقية. وقال إن محاولات اتحاد الأطباء العرب فى أوروبا التنسيق مع جامعة الدول العربية باءت بالفشل، أما الخطوات الفردية التى يجريها الأطباء العرب فى الخارج مع المسئولين فى بلدانهم لإفادة الشعوب العربية من خبراتهم يتم عرقلتها بصورة غير مفهومة.
وحول ما يعرف بـ"الإسلاموفوبيا" فى الغرب، ومدى تأثر الأوروبيين بالدعاية المضادة للإسلام والمسلمين، قال النجار إن انتشار الإسلام فى أوروبا يثير قلق السياسيين هناك، لأنهم يخشون من أن يسطو المسلمون على الحضارة الأوروبية ويعملون على تغيير القيم الأخلاقية والثقافية بها. وقال "أغلب ظنى أن الإسلام فى المستقبل سيخرج من أوروبا فى ظل الانحطاط التام الذى يعانى منه العالم العربى والإسلامى، وهذا ما يقلق السياسيين فى الغرب". ونفى النجار مسئولية رجال الدين المسيحيين عن حملات الكراهية ضد الإسلام، وقال "الكنيسة تعانى من ابتعاد أبناء الطبقة الوسطى عن الأديان عموماً، وانتشار الإسلام سيؤدى أيضاً إلى انتشار المسيحية أيضاً"، مشيراً إلى أن اليمين المتطرف فى أوروبا بعيد كل البعد عن الدين، لكن أتباعه يستخدمون شعارات دينية للتأثير على الجمهور.
وحمل النجار جزءاً من المسئولية عن استفحال "الإسلاموفوبيا" فى الغرب، إلى بعض ممارسات المسلمين أنفسهم هناك، ومن بينها إصرار عدد كبير من المسلمات على ارتداء النقاب، وكذلك حالة العزلة السلبية التى يفرضها المسلمون على أنفسهم، على الرغم من أن أغلب التجمعات المسلمة فى الغرب تنتمى للإسلام المعتدل، إلا أنهم بعيدون عن رجل الشارع الغربى، مما يتيح الفرصة لآلة الدعاية السلبية للسيطرة.
وأشار الدكتور حسان النجار إلى أن حوار الحضارات الحقيقى يقع على عاتق القوى الشعبية، والمنظمات غير الحكومية فى العالم العربى والإسلامى، مقللاً من قدرة الحكومات العربية على القيام به، فضلاً عن النجاح فيه، وقال "لا أتوقع أن تنجح الحكومات العربية فى إقامة حوار سوى مع الغرب، فى الوقت الذى تفشل فيه فى اعتماد لغة الحوار مع شعوبها فى الداخل".
يذكر أن د.حسان النجار هو جراح سورى درس الطب فى تركيا، ثم هاجر إلى ألمانيا أواخر الخمسينيات، حيث تخصص فى الجراحة، وشغل منصب كبير أطباء الجراحة فى عدة مستشفيات ألمانية، وتخصص فى الطب العام سنة 1990. ساهم فى إنشاء اتحاد الأطباء العرب فى أوروبا وانتخب رئيساً للاتحاد عدة مرات منذ العام 94 وعلى مدى 25 عاماً، وأصر على تقديم استقالته فى العام 2009 ليتم اختياره رئيساً فخرياً للاتحاد.