بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,
نموزج لرساله يمكنك إرسالها لصديقاتك فيها من فنون الدعوه ما يجذب القلوب ،، بتعليق المديح والسماحه وإظهار المشاعر الطيبة في البداية ، ثم التفصيل والإقناع بما ورد من أحاديث شريفة و آيات قرآنية .
أختي الكريمة والتي التمست فيها من سماحة الجوهر وطيب السرائر ، تلك التي فيها من خفة الظل ما لا يدع مجالاً للملل عند الحديث معها أو الكَلل ، نعم بالله العظيم أقصدك أنت وإن كنتي لا تعلمين قدر ما في نفسك من الخير فيكفي ما التمسته فيك من صدق التوكل على الله سبحانه وتعالى وحسن الظن به في كل حديثك وتفاؤلك رغم أنني أعلم جيداً أنه ليس أحد منا بل والبشر جميعا يسلم من ظروف أو معوقات قد تضفي أحياناً لمسة تشاؤم على الحياة ... إلا أن حسن ظنك بالله سبحانه وتعالى قد تُنجي رغم كل تلك المعوقات..
أعلم أنك قد تستغربين تصرفي هذا ...ولماذا كتبت كلامي هذا ولم أتحدث به ، ولكني وجدت أن تلك أفضل طريقة للتدبر ولعل الوجوه لا تتقابل مره أخرى .. فتكون كلماتي شاهداً أني قد بلّغت ما جال بخاطري يوم لقيتكم وتعارفنا ولمست فيكم من الخصال الطيبات..
حقيقة لمست في كل واحدة منكم كثير من الصفات الطيبة وشعرت بأنه من الأنانية والبخل أن أجد طريق صلاح أهداني الله إياه ولا أفصح به لكم ... وإن كان طريقاً جليّاً وواضحاً مثل بزوغ الشمس ، إلا إننا نحن البنات أحيانا يكون علينا ضغوط نتصورها في البداية ضغوط صعبة ولا يمكن إلا نساير ونجاري بنات جيلنا وإلا شعرنا أننا متخلفين أو منبوذين ،، منها مثلاً إننا رغم تأكدنا من أن (( من يغير خلق الله التي صورنا وخلقنا بها يكون ملعون من الله عز وجل)) ورغم ذلك فمنا من يغير في شكله وصورته وكأنة يعترض على أن الله خلقة سبحانه وتعالى على هذه الصورة ،، مع أن الله سبحانه وتعالى قال في كتابه الكريم أنه (خلق الإنسان في أحسن تقويم ) ..
كيف يجوز لنا إذن أن نرقق ونخفف حواجبنا ! أو نكبر أو نصغر شفاهنا ، أو نتخضب بالألوان ونغير صوره الفطرة والنضارة الطبيعية التي خلقنا الله عليها ؟ .... والله لا أنصح من باب أنني فقيهة عصري .. أستغفر الله وأنا أدني وأفقر خلق الله إليه .. ولكن يحزنني أننا نعلم أن التي تنمص حواجبها أو تنتفها ملعونة ومطرودة من رحمة الله ورغم ذلك نحاول أن نكابر في أنفسنا بقول إننا نساوي فقط الشعر أو حتى نحسن من المنظر والشكل ... وهل خلق الله تعالى يحتاج إلى تحسين منا نحن العباد بعدما أمر الله تعالى أن نكون بالصورة التي خلقنا عليها .؟
رحمة الله التي نحتاجها في كل وقت وكل حين والتي وسعت كل شئ حتى النمل والطير فالله رحيم بكل خلقة ،، إلا من طرد من رحمته .... فهل نكون نحن أقل من النمل والطير الذي تشملة رحمة الله تعالى ونكون نحن مطرودين من رحمة الله؟... ماذا في هذه الدنيا الحقيره يستحق مننا أن نكون مطرودين من رحمة الله !! حتى إذا كان نمص الحواجب أو الماكياج يحسن من شكل البنت ... لكنه مقابل زهيد أمام الطرد من رحمة الله تعالى..
الله سبحانة وتعالى أعظم بكثير من أن نُعَدَّل نحن فيما خلق .. الله خالق السموات والأرض .. خالق الجبال الراسيات .. والبحور والأنهار .. منها المالح و منها العذب .. خلق الله تعالى أشياء كثيره أكبر وأكثر تعقيداً من خلق الإنسان .. والله جميل في كل ما أبدع فيما خلق .. بديع السموات والأرض .. نتأمل قليلاً في ألوان الزهور .. والسماء الصافية ..في كل شئ ... حتماً سنتأكد أنه البديع .. الجميل .. لا يليق بالله البديع الجميل أن يخلق شئ إلا وزاده جمالاً .. لذلك ليس هناك أي شخص في الكون كله يمكن أن نطلق علية صفة ( قبيح) فلو تأملنا قليلاً سنلاحظ أن به ولو ملامح بسيطة من الجمال ...أي شخص بالعالم مهما كان يبدو قبيحاً فبالتأكيد به ولو قدر قليل من الجمال في شئ ما أو ملامح وجهة ، أو قد يكون قليل الجمال ولكن روحة جميلة من الداخل ..
إذن فلماذا نحن بالرغم من أننا على قدر من الجمال ، وخفة الروح ، نعصي الله سبحانه وتعالى ونحاول أن ننكر ما حرم الله علينا ..، بعضنا يعرف إنه حرام نتف الحواجب ورغم ذلك يكابر.. والآخر لا يعرف بجهل منه .. وحتى عندما يعرف إنه حرام أيضاً يكابر ...!!
من الأسباب اللي تتردد في ذهننا وتجعل أي بنت غير قادرة على الاستغناء عن نمص الحواجب..
إما الشكل والمظهر الخارجي ...أو حجة أنه لم يثبت حديث أو نص قرآني يمنع بوضوح نتف الحواجب (وهذا خطأ راجع لجهلنا بالأحكام) .. أو حجة إني مش أنا لوحدي اللي باعمل كدا .. ومعظم البنات بتعمل كدا ..أو إننا تربينا وشفنا أمهاتنا كدا بل أحياناً الأم هي التي تقوم بنمص حواجب أبنتها بهدف تزيينها ...
كل هذه الأسباب مررت بها .. وكانت تعوقني عن إني أترك عاده نتف الحواجب أو كما يقولوا تهذيبها..كل ذلك كان في ذهني يتردد باستمرار .. وكيف أواجه الناس؟؟ وكيف أمنع نفسي ..؟ وكيف تكون نظرة الناس لي..؟
ولكن لو أخذنا كل سبب بتفصيل أكثر ، مثلاً ..:
1- الشكل والمظهر الخارجي: وكيف يكون شكلي في الآخرة عندما أدخل النار بسبب شئ حقير زهيد وهو ( حواجبي) ! ... وإذا كنت أفكر في شكلي أمام الناس .. فلماذا لا أفكر في شكلي أمام الله عز وجل وأنا أعصية ؟.. أم نحن جعلنا الله سبحانة وتعالى أهون الناظرين إلينا؟؟... هل يحق لنا أن نغير فيما خلقة الله !...ولماذا ؟ أنجحد وننكر صفة الله تعالى بأنه أبدع المبدعين ونروح نحسن من أشكالنا بالبودرة والماكياج وتخفيف الحواجب!.
وقال الله تعالى في سوره الزمر : بسم الله الرحمن الرحيم :" أليسَ الله بكافٍ عبده ، ويخوفونك بالذين من دونه ، ومَن يُضلِل فما له من هادِ(36) ومن يهدِ الله فما له من مُضِل ، أليس الله بعزيزٍ ذي انتقام (37)" سوره الزمر(36)،(37).
فلا نخاف من نظره الناس .. أو الشباب .. أو خوف من أي بشر ،إلا من الله سبحانه وتعالى ..وإذا أراد الله بنا خيراً يهدينا إلى سواء السبيل .. ومن يضل عن طريق الله سبحانه وإتباع الحق .. أو زين له الشيطان فرأى الحق باطلاً والباطل حقاً .. فهؤلاء هم الذين غضب الله عليهم .. ولم يرزقهم البصيرة التي يعرفون بها الحق من الباطل .
2-حجة أنه لم يثبت حديث أو نص قرآني يمنع بوضوح نتف الحواجب: بل إن هناك حديث شريف (وصحيح) ليس بضعيف عن سنن أبو داوود وغيره ، عن الرسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ 5504 ] أخبرنا الفضل بن الحباب قال حدثنا إبراهيم بن بشار الرمادي قال حدثنا سفيان عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال جاءت امرأة من بنى أسد إلى بن مسعود فقالت انه بلغني انك تقول لعنت الواشمة والمستوشمة و((النامصة والمتنمصة)) وقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدت ما تقول قال بلى وجدت ولكنك لا تعلمين قالت وأين هو قال اما قرأت { وما اتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا } قالت بلى قال هو ذاك قالت اما اني لارى على أهلك بعض ذلك قال فادخلي فانظرى فدخلت فنظرت فلم تر شيئا فقال لها عبد الله هل رأيت شيئا قالت لا قال عبد الله اما انك لو رأيت شيئا من ذلك ما صحبتني .
سنن أبو داود: كتاب الترجُّل :باب في صلة الشعر:ذكر لعن المصطفى صلى الله عليه وسلم المغيرات خلق الله
4169ـ حدثنا محمد بن عيسى وعثمان بن أبي شيبة، المعنى قالا: ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه أنه قال:
لعن اللّه الواشمات والمستوشمات، قال محمد: والواصلات وقال عثمان: و((المتنمِّصات))، ثم اتفقا: والمتفلجات للحسن المغيرات خلق اللّه عزوجل، فبلغ ذلك امرأةً من بني أسد يقال لها أمُّ يعقوب، زاد عثمان: كانت تقرأ القرآن، ثم اتفقا: فأتته فقالت: بلغي عنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات، قال محمد: والواصلات: وقال عثمان: ((والمتنمِّصات))، ثم اتفقا: والمتفلجات، قال عثمان: للحسن المغيِّرات خلق اللّه تعالى، فقال: وما لي لا ألعن من لعن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وهو في كتاب اللّه تعالى؟ قالت: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته فقال: واللّه لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، ثم قرأ: {وما آتاكم الرسول فخذوه، وما نهاكم عنه فانتهوا} قالت: إني أرى بعض هذا على امرأتك، قال: فادخلي فانظري، فدخلت ثم خرجت فقال: ما رأيت؟ وقال عثمان: فقالت: ما رأيت، فقال: لو كان ذلك ما كانت معنا.
أما النص القرآني ... فيكفي بنا أن نسترجع قوله تعالى بأنه خلقنا في أحسن تقويم ... وهذا ينفي أننا بحاجة إلى أي تحسين أو تجميل في خلقتنا وأشكالنا...
بل إنني أجد في معظم الأحيان إن البنت التي تخرج بدون ماكياج فقط يكون وجهها نظيف وبرّاق ويكون وجهها سمح ومبتسم و تخرج على الفطرة تكون أفضل ألف مره من أجمل بنت تضع ماكياج في وجهها .... سبحان الله ..البنت الأولى تدخل القلوب وبابتسامتها تجذب كل من حولها .. ونقاء وجهها يعكس نقاء داخلها ،، بينما الأخرى التي تضع الماكياج مهما حاولت إخفاء عيوب شخصيتها تظهر بصورة غير مريحة للآخرين .. وكثيراً تكون غير موفقة في حياتها .
2- حجة إني مش أنا لوحدي اللي باعمل كدا.. ومعظم البنات بتعمل كدا : .. فعلاً للأسف معظم البنات الآن تخفف حواجبها ومنهم اللي تنتف كل الحاجب ثم ترسم مكانه بالوشم ما تريد ...،، لكن هذه الحجة باطلة .. لأننا في زمن الفتنة والماسك على دينه كالماسك على جمر من نار كما قال الرسول عليه الصلاه والسلام ، فإذا وجدنا أن معظم الناس تمشي خطأ وتتصرف خطأ فهل معنى ذلك أن أتصرف أنا أيضاً مثلهم خطأ .. وهل كل من نراه يرمي بنفسة في البحر نفعل مثله ونرمي بأنفسنا في البحر؟؟
أين العقول التي تفكر إذن ؟.. ولماذا تقبل البنت على نفسها أن تكون إمَّعَة لا شخصية لها تقلد فقط دون أن تفكر هل هذا فعلاً حرام .. وهل أنا إذا فعلت ذلك أكون مطروده وملعونة من رحمة الله تعالى !!؟
يا عجباً منك وأنت مبصر ..كيف تجنبت الطريق الواضحا
وكيف ترضى أن تكون .. خاسرا يوم يفوز من يكون رابحا
قليل من التفكير بدون حتى أي دليل من السنة أو القرآن واضحة مثل الشمس ..إن النمص للحواجب والزينة لغير الزوج حرام شرعاً ... والحُرمة هنا ليست حُرمَة عاديه بل إنها تستوجب اللعن من الله تعالى .. وهل نحن نطيق أو نتحمّل لعن الله تعالى لنا !..هل نتحمل سخط الله علينا فقط من اجل الناس حولنا !
وأتساءل كثيرا ... لماذا نفصل دائماً نحن المتعلّمين الدين عن العلم !!... لماذا مثلاً كل دكتورة لازم في أذهاننا تكون بشعرها .. ولو كانت بالحجاب تكون شياكتها وأناقتها ناقصة؟...لماذا لا نحاول فقط أن نكون ناجحين في كل شئ ...
ناجحين في علاقتنا مع الله عز وجل ... نلتزم قدر الإمكان ...حتى وإن كانت لنا هفوات وأخطاء .. نحاول أن نكون متميزين في كل شئ ..
كما تميزنا في تعليمنا ونسعى إلى استكمال الدرجات الرفيعة من العلم والدراسات العليا ..
وجميعنا يحلم بأن يكون دكتور في داخل مصر أو خارجها .. ومهما تعثرت خطواتنا نحاول مره واثنين وثلاثة حتى نصل في النهاية لطموحاتنا ...
لماذا إذن لا يكون حرصنا على الآخره بنفس حرصنا على الدنيا !..
لماذا لا نحلم يوماً بأن نكون دكاترة وأساتذة جامعات لدينا معرفة عميقة بأصول ديننا وما هو محرم وما هو جائز ، نتميز في علاقاتنا وديننا كما نتميز في معرفتنا بعلم النفس ... تحتاج البنت عزيمة قوية ودافع عشان تكون متميزة بعلمها وترضي ربها وفي نفس الوقت تكون متميزة في علاقاتها مع غيرها من الناس ... وقربنا من الله أكثر هو باب تحقيق كل شئ جميل في حياتنا ...
أخيراً .. أعتذر والله خبير بأني أحب الخير للجميع ... .. كلماتي أرجو تقبلها بصدر رحب .. من قلب يحب الخير للجميع وخاصة من البنات التي التمست والله فيها الخير والصلاح والروح الجميلة .. ولكننا جميعا نحتاج كل واحده فينا تشجع الثانية على شئ خير .. .. وربما لا تتقابل الوجوه مره أخرى ونتوه في زحمة الحياة .. لكن حبيت بصدق أن ألفت أنتباهكم لشئ كان يؤلمني أن أراه فيكم رغم كل الخصال الطيبة التي تتصفون بها ( والمؤمن مرآه أخيه ) فلا يكون بكم غضب عليّ أو على كلماتي ... والله أسأل إخلاص النيّة .. وأن يجمعنا على خير ، وسامحوني على أي شئ لم يرضيكم مني..وأوصيك حبيبتي بالتضحية بشئ بسيط لله عز وجل وترك أي نوع من النتف للحواجب أو النمص بأي طريقة ..حتى إذا كان إخفاءها بتكبير الحجاب من الأمام حتى لا يظهر إلا نصف الحواجب ..المهم أن لا ننتف أي شعره من الحاجب ..
حتى وإذا كنت أنا مذنبة ومخطئة في أشياء كثيرة أخرى لكن دائما أحرص على أن أترك ولو باب واحد مفتوح بيني وبين رحمة الله ..
والسلام عليكم ..
منقوووووووول