بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه و نستغفره ونتوب إليه،ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،من يهده الله فلا مضل له،ومن يضلل فلا هادي له،و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له،و أن نبينا محمداً صلى الله عليه و سلم عبده ورسوله.
نبدأ حديثنا أولاً بأمر يُعتبر صلب العقيدة النصرانية ،ألا وهو ما يسمى بالخطيئة الأصلية،ويسمى أيضاً بالطبيعة الفاسدة،وعقيدة الفداء والصلب تأتي تحصيل حاصل لها كما سنرى في نهاية هذا المبحث إن شاء الله .
ولا بد لنا قبل الدخول في تفصيلها من التعريف ببعض ما يسمى بالمصطلحات اللاهوتية:
اللاهوت:هو الطبيعة الإلهية للمسيح على حد زعمهم – حاشاه نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي - .
الناسوت:هو الطبيعة البشرية لعيسى عليه الصلاة والسلام على حد زعمهم .
الطبيعة الواحدة: يُقصد به عندهم اللاهوت والناسوت معاً .
الأقنوم:تعني الشخص،و آلهة النصارى ثلاثة أقانيم – حاشا لله – وهي الأب والابن وروح القدس على حد زعمهم .
لنتعلم الآن كيفية قراءة نصوص الكتاب المقدس،الكتاب المقدس قسمان:عهد قديم،و عهد جديد،وينقسم الكتاب المقدس ككل إلى إصحاحات وأسفار،الإصحاح يقابل الجزء من القرآن ولا تشبيه،والسِفر يقابل السورة من القرآن ولا تشبيه،وكلمة سِفر تعني كتاب ،والعدد يقابل الآية من القرآن ولا تشبيه،و كلمة عدد معناها فقرة .
فعبارة يوحنا 4 \ 3 تُقرأ:"سفر يوحنا إصحاح أربعة عدد أو فقرة ثلاثة .
الأسفار القانونية:هي الأسفار التي أقرت الكنيسة بصحتها.
الأبوكريفا:هي الأسفار التي أنكرتها الكنيسة و أقرت بأنها مزيفة .
نوضح الآن مبدأ الخطيئة الأصلية أو كما يسميها آخرون بالطبيعة الفاسدة بنصوص من الكتاب المقدس ومن ثم التعليق عليها :
قصة الخطيئة الأصلية جاءت في سفر التكوين من الكتاب المقدس من العهد القديم على وجه الخصوص،وهو أول سفر من التوراة على وجه أخص .
"فَأُكْمِلَتِ لسَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا. وَفَرَغَ للهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ"(التكوين 2/1-2) .
لاحظوا أن الله و حاشاه استراح،وهل يستريح أحد إلا بعد عمل وتعب!
وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ قَائِلاً: «مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتاً تَمُوتُ»(التكوين 2/17-18)الرب الآن يعلم آدم عليه الصلاة والسلام بألا يأكل من الشجرة،ولم يذكر لنا القرآن اسم الشجرة في حين ذكر الكتاب المقدس اسمها بأنها "شجرة معرفة الخير والشر"يعني من أكلها عرف الخير والشر،و قبل الأكل لن يعرف الخير ولا الشر .
وَكَانَتِ الْحَيَّةُ أَحْيَلَ جَمِيعِ حَيَوَانَاتِ الْبَرِّيَّةِ الَّتِي عَمِلَهَا الرَّبُّ الإِلَهُ فَقَالَتْ لِلْمَرْأَةِ: «أَحَقّاً قَالَ اللهُ لاَ تَأْكُلاَ مِنْ كُلِّ شَجَرِ الْجَنَّةِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ لِلْحَيَّةِ: «مِنْ ثَمَرِ شَجَرِ الْجَنَّةِ نَأْكُلُ وَأَمَّا ثَمَرُ الشَّجَرَةِ الَّتِي فِي وَسَطِ الْجَنَّةِ فَقَالَ للهُ: لاَ تَأْكُلاَ مِنْهُ وَلاَ تَمَسَّاهُ لِئَلَّا تَمُوتَا».فَقَالَتِ الْحَيَّةُ لِلْمَرْأَةِ: «لَنْ تَمُوتَا! بَلِ اللهُ عَالِمٌ أَنَّهُ يَوْمَ تَأْكُلاَنِ مِنْهُ تَنْفَتِحُ أَعْيُنُكُمَا وَتَكُونَانِ كَاللهِ عَارِفَيْنِ الْخَيْرَ وَالشَّرَّ». فَرَأَتِ الْمَرْأَةُ أَنَّ الشَّجَرَةَ جَيِّدَةٌ لِلأَكْلِ وَأَنَّهَا بَهِجَةٌ لِلْعُيُونِ وَأَنَّ لشَّجَرَةَ شَهِيَّةٌ لِلنَّظَرِ. فَأَخَذَتْ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكَلَتْ وَأَعْطَتْ رَجُلَهَا أَيْضاً مَعَهَا فَأَكَلَ. فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَلِمَا أَنَّهُمَا عُرْيَانَانِ. فَخَاطَا أَوْرَاقَ تِينٍ وَصَنَعَا لأَنْفُسِهِمَا مَآزِرَ. وَسَمِعَا صَوْتَ الرَّبِّ الإِلَهِ مَاشِياً فِي الْجَنَّةِ عِنْدَ هُبُوبِ رِيحِ النَّهَارِ فَاخْتَبَأَ آدَمُ وَامْرَأَتُهُ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ الإِلَهِ فِي وَسَطِ شَجَرِ الْجَنَّةِ. فَنَادَى الرَّبُّ الإِلَهُ آدَمَ: «أَيْنَ أَنْتَ؟»فَقَالَ: «سَمِعْتُ صَوْتَكَ فِي الْجَنَّةِ فَخَشِيتُ لأَنِّي عُرْيَانٌ فَاخْتَبَأْتُ» فَقَالَ: «مَنْ أَعْلَمَكَ أَنَّكَ عُرْيَانٌ؟ هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟» فَقَالَ آدَمُ: «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ»فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْمَرْأَةِ: «مَا هَذَا الَّذِي فَعَلْتِ؟» فَقَالَتِ الْمَرْأَةُ: «الْحَيَّةُ غَرَّتْنِي فَأَكَلْتُ». فَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هَذَا مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعِينَ وَتُرَاباً تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ». وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: «تَكْثِيراً أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ. بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَداً. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ». وَقَالَ لِآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ وَشَوْكاً وَحَسَكاً تُنْبِتُ لَكَ وَتَأْكُلُ عُشْبَ الْحَقْلِ. بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزاً حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ اَّلتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ»(التكوين 3/1-20)
سنتفكر معاً في هذه النصوص،جاءت الحية إلى أمنا حواء،وبينت لها حقيقة شجرة معرفة الخير والشر التي جهلها آدم وحواء عليهما الصلاة والسلام،الحية تتكلم!وماذا؟وتعرف سر الشجرة،طيب من أين عرفت شر الشجرة؟؟!!
ثم ماذا،أكلت أمنا حواء،وأغرت أبينا آدم عليهما الصلاة والسلام بأكلها،(لاحظوا معي أن إبليس قبحه الله بريء من كل هذه القضية!)يعني هم يؤكدون على أن أمنا حواء كانت سبباً في خروج آدم عليه الصلاة والسلام من الجنة ،الأمر الذي نفاه القرآن كما سنرى بعد قليل باذن الله،ولاحظوا مكانة المرأة،وأمنا حواء على وجه الخصوص عند النصارى،و لاحظوا أيضاً أن آدم عليه الصلاة والسلام قد رمى بالذنب على حواء،ثم ماذا ... من عقوبات الحية أنها تسعى على بطنها،فكيف كانت إذاً تسير قبل العقوبة؟؟!!
ثم ماذا ... عقوبة أمنا حواء عليها الصلاة والسلام أن تلد بالأوجاع،فما ذنب بناتها من بعدها حتى يلدن بالأوجاع؟؟!! بل وجميع إناث البهائم يلدن بالأوجاع بما فيهن القطط والكلاب ،لاحظوا كم من المخلوقات تجري عليهم العقوبات وهم فاقدوا التمييز بين الخير والشر!!!ونعود إلى التعليق على النصوص، قال الله لآدم عليه الصلاة والسلام:"ملعونة الأرض بسببك"يعني ليس فقط البهائم وإناثها،الأرض كلها ملعونة بسبب أبينا عليه الصلاة والسلام وحاشاه ، توارث الخطيئة يتجلى في هذه النقطة كما هو واضح لنا .
نوضح الآن صلة الصلب والفداء بهذا الموضوع،هم يقولون بأن عيسى عليه الصلاة والسلام قد افتداهم على الصليب وأنه حمل أوزارهم وخلصهم منها نتيجة خطيئة أبينا آدم عليه الصلاة والسلام، ولقد نقضها أحمد ديدات رحمه الله في مناظرته الشهيرة مع القسيس سويجارت عندما سأله ديدات:"أرأيت لو كان عند أحد الآباء سبعة أولاد،وكان ستة منهم فجاراً وفساقاً وسيئوا الأخلاق ،والسابع طيب ونقي وتقي وخلوق ونظيف،وفي أحد الأيام اشتد غضب الوالد على أبنائه وجمعهم وقال لهم(هل تحبون أن أغفر لكم وأرضى عنكم؟)فقال له الأولاد الستة(نعم)،فقال لهم(اصلبوا
أخاكم )ماذا تقول يا أستاذ سويجارت عن هذا الرجل؟"فرد عليه سويجارت:"هذا أب مجنون!!"فقال له ديدات:"إذاً فمعبودك مجنون".
الآن وبعد أن تعرفنا على مبدأ الخطيئة الأصلية نأتي الآن إلى نقضها،وعن طريق الكتاب المقدس وسفر التكوين على وجه الخصوص أيضاً:
في الفقرة السابقة قال الرب لآدم:"ملعونة الأرض بسببك"يعني كل البشرية والكائنات ملعونة وغضب الله عليها،لاحظوا معي هذا النص الذي يتحدث عن مرحلة ما بعد طوفان نوح عليه الصلاة والسلام:"فَخَرَجَ نُوحٌ وَبَنُوهُ وَامْرَأَتُهُ وَنِسَاءُ بَنِيهِ مَعَهُ.وَكُلُّ الْحَيَوَانَاتِ وَكُلُّ الطُّيُورِ كُلُّ مَا يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ كَأَنْوَاعِهَا خَرَجَتْ مِنَ الْفُلْكِ. وَبَنَى نُوحٌ مَذْبَحاً لِلرَّبِّ. وَأَخَذَ مِنْ كُلِّ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ وَمِنْ كُلِّ الطُّيُورِ الطَّاهِرَةِ وَأَصْعَدَ مُحْرَقَاتٍ عَلَى الْمَذْبَحِ فَتَنَسَّمَ الرَّبُّ رَائِحَةَ الرِّضَا. وَقَالَ الرَّبُّ فِي قَلْبِهِ: «لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضاً أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ"
تأملوا النصوص جيداً،لقد رضي الرب،ثم رفع اللعنة،ثم نقض الكلام الأول بأنها ملعونة لأجل الإنسان،فلماذا صُلب المسيح؟؟!ولماذا يا نصارى تتوارثون الخطيئة؟!
نأتي الآن إلى تبيان عقيدتنا في خطيئة آدم عليه الصلاة والسلام،لم يكن ينقصه العلم،:فلقد قال الله تبارك و تعالى"وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ "لقد فاق علم آدم عليه الصلاة والسلام حتى علم الملائكة عليهم الصلاة والسلام، فما هو إذاً سبب خطأ آدم عليه الصلاة والسلام؟و هل هبوطه للأرض من الجنة تكريم أم إهانة؟وهل أمنا حواء عليها الصلاة والسلام تتحمل مسؤولية هذا الخطأ والإغواء لوحدها؟وما الحكمة في كل هذا؟ أولاً:اتفقنا على أن آدم عليه الصلاة والسلام كان عالماً باسم كل شيء على الإطلاق،وهل العلم إلا معرفة الاسماء والمصطلحات؟
ثانياً:أصل الخير والشر موجود داخل كل إنسان لأن له قرينان،قرين من الجن يأمره بالشر،وقرين من الملائكة يأمره بالخير،ولديه الدوافع والشهوات وكل هذا من الابتلاء وأينا أحسن عملاً سيفوز
ثالثاً:ليست أمنا حواء لوحدها من أكلت وأغوت:"فأزلهما الشيطان عنها فأخرجهما مما كانا فيه وقلنا اهبطوا بعضكم لبعض عدو ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين"فلقد زلا معاً،وهبطا إلى الأرض معاً،والسبب هو إغواء الشيطان وليس الحية،ولا نهمل وجود الحية ولكن ليس بالصورة التي ذكرها الكتاب المحرف
رابعاً:الهبوط استخلاف في الأرض،يفرح الواحد من البشر عندما يتولى منصب وزارة أو محافظة أو مملكة ،فكيف بمن يتولى الأرض بأكملها؟؟!!
خامساً:سبب خطأ آدم عليه الصلاة والسلام:"وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً"طه 115يعني سبب الخطيئة هو النسيان،هذا كما لو أنني نويت صيام أول يوم في رمضان،وفي الظهيرة نسيت وشربت الماء،فهل هذا خطأ؟لاااااااااااا طبعاً،إذاً فلماذا عده القرآن خطأً وذنباً؟الجواب:لقرب وعظم مكانة أبينا آدم وأمنا حواء عليهما الصلاة والسلام من رب العزة جل شأنه وتقدست أسماؤه ،يعني من منطلق القاعدة التي تقول:"حسنات الأبرار = سيئات المقربين"والأبرار هم الصديقون والشهداء والصالحون ولا نزكي أحداً والله أعلم بهم،والمقربون هم الرسل والأنبياء والملائكة صلوات الله عليهم وغيرهم من السابقين والله أعلم بهم.
نأتي الآن إلى قضية أخرى ألا و هي نقض ألوهية المسيح عليه الصلاة و السلام
و قبل أن نفندها – حتى لا يتعبك نصراني بتحليلاته و فلسفاته و لفه و دورانه- نوضح بنص من الكتاب المقدس أنه يرفض التقليد ...
"حِينَئِذٍ جَاءَ إِلَى يَسُوعَ كَتَبَةٌ وَفَرِّيسِيُّونَ الَّذِينَ مِنْ أُورُشَلِيمَ قَائِلِينَ: «لِمَاذَا يَتَعَدَّى تَلاَمِيذُكَ تَقْلِيدَ الشُّيُوخِ، فَإِنَّهُمْ لاَ يَغْسِلُونَ أَيْدِيَهُمْ حِينَمَا يَأْكُلُونَ خُبْزًا؟» فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«وَأَنْتُمْ أَيْضًا، لِمَاذَا تَتَعَدَّوْنَ وَصِيَّةَ اللهِ بِسَبَب تَقْلِيدِكُمْ؟ فَإِنَّ اللهَ أَوْصَى قَائِلاً: أَكْرِمْ أَبَاكَ وَأُمَّكَ، وَمَنْ يَشْتِمْ أَبًا أَوْ أُمًّا فَلْيَمُتْ مَوْتًا ،وَأَمَّا أَنْتُمْ فَتَقُولُونَ: مَنْ قَالَ لأَبِيهِ أَوْ أُمِّهِ: قُرْبَانٌ هُوَ الَّذِي تَنْتَفِعُ بِهِ مِنِّي. فَلاَ يُكْرِمُ أَبَاهُ أَوْ أُمَّهُ. فَقَدْ أَبْطَلْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ بِسَبَب تَقْلِيدِكُمْ! يَا مُرَاؤُونَ! حَسَنًا تَنَبَّأَ عَنْكُمْ إِشَعْيَاءُ قَائِلاً:
يَقْتَرِبُ إِلَيَّ هذَا الشَّعْبُ بِفَمِهِ، وَيُكْرِمُني بِشَفَتَيْهِ، وَأَمَّا قَلْبُهُ فَمُبْتَعِدٌ عَنِّي بَعِيدًا"
(متى 15\1ـ 8)
"وَبَاطِلاً يَعْبُدُونَنِي وَهُمْ يُعَلِّمُونَ تَعَالِيمَ هِيَ وَصَايَا النَّاسِ. لأَنَّكُمْ تَرَكْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ وَتَتَمَسَّكُونَ بِتَقْلِيدِ النَّاسِ: غَسْلَ الأَبَارِيقِ وَالْكُؤُوسِ، وَأُمُورًا أُخَرَ كَثِيرَةً مِثْلَ هذِهِ تَفْعَلُونَ». ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:«حَسَنًا! رَفَضْتُمْ وَصِيَّةَ اللهِ لِتَحْفَظُوا تَقْلِيدَكُمْ!" ( مرقس 7\7)
و العجيب أن التلمود – ثاني كتاب لليهود بعد العهد القديم – و الذي يزعم اليهود أنهم استلموه من موسى عليه الصلاة و السلام و أنه شرح للشريعة اليهودية يأمر بالتقليد الأعمى ، جاء في التلمود:ص45
"إذا خالف أحد اليهود أقوال الحاخامات يعاقب أشد العقاب, لأن الذي يخالف شريعة موسى خطيئته مغفورة, أما من يخالف التلمود فيعاقب بالقتل"، بل ويقول حاخامهم روسكي: "التفت يا بني إلى أقوال الحاخامات أكثر من التفاتك إلى شريعة موسى" و الطامّة في هذه القضية أنه من المفترض للنصارى أنهم جاءوا مصدقين و مكملين لشريعة اليهود ، و نعود إلى قضية نقض ألوهية المسيح عليه الصلاة و السلام .
جاء في العهد الجديد :" فَالْتَفَتَ يَسُوعُ وَنَظَرَهُمَا يَتْبَعَانِ، فَقَالَ لَهُمَا:«مَاذَا تَطْلُبَانِ؟» فَقَالاَ:«رَبِّي، الَّذِي تَفْسِيرُهُ: يَا مُعَلِّمُ، أَيْنَ تَمْكُثُ؟»"
( يوحنا 1\38) و العبارة التي تحتها خط ليست مدرجة من أحد بل هي من صلب النص ، و تفسير القضية أن الربّ ليس الله بالضرورة، فيقال لمدبرة المنزل( ربة المنزل) و يقال لريس العمل و صاحبه ( رب العمل) و يقال للمعلم و الشيخ ( المربّي) ،،و لقد ذكر الكتاب المقدس كلمة الرب ونادى بها عيسى عليه الصلاة و السلام ولكنه لم يناده بالإله ولا في موضع واحد.
جاء أيضاً:" كَيْ يُعْطِيَكُمْ إِلهُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الْمَجْدِ، رُوحَ الْحِكْمَةِ وَالإِعْلاَنِ فِي مَعْرِفَتِهِ" (رسالة بولس إلى أهل أفسس)
جاء أيضاً:" وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ، حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ قَائِلاً لَهُمَا:«اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا، فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَانًا مَرْبُوطَةً وَجَحْشًا مَعَهَا، فَحُّلاَهُمَا وَأْتِيَاني بِهِمَا. وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئًا، فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا»"
( متى 21\ 1-2-3) كيف سيحتاج إله إلى جحش و أتان!!
للتوسع في هذه القضية أكثر انظر في هذا الكتاب:
من عجائب الشمعة أنها تحترق لتضيء للآخرين ... ومن عجائب الإبرة أنها تكسو الناس وهي عارية ... ومن عجائب القلم أنه يشرب ظلمة ويلفظ نوراً
لئن تغدو فتشعل شمعة واحدة ، خير لك من أن تلعن الظلام مليون مرة
الإيجابي : يفكر في غيره
السلبي : يفكر في نفسه
الإيجابي : يصنع الظروف
السلبي : تصنعه الظروف
لا يستطيع أحد ركوب ظهرك إلا إذا كان منحنياً
قال ابن القيم رحمه الله :{ كما أنه ليس للمصلي من صلاته إلا ما عقل منها ، كذلك فإنه ليس للإنسان من حياته إلا ما كان لله }