الملتقى الشرعي العام ما لا يندرج تحت الأقسام الشرعية الأخرى |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
|
|||
|
|||
لا تستعبدك أشياؤك قد يكون للمرء مال وفير وولد كثير وقد يكون ذا رئاسة وتحته من يأتمر بأمره وينتهي عن نهيه وقد يكون لديه ممتلكات من مزارع وعقارات وأموال وقد يكون ذا علم ولديه طلبة يتقلدون رأيه ويصدرون عن قوله وقد يكون لديه أولاد وعشيرة يلبون رغباته ويدفعون عنه السوء ولا ريب أن ذلك من النعم التي يستوجب شكرها ويستنكر كنودها ولكن يحسن بمن كانت هذه حاله ألا يركن إلى ما تحت يده ويجدر به أن يوطن نفسه على ذهابه وزواله وذلك أن هذه الأشياء التى تكون طوع يمينه وشماله والتي يظن أنها سبيل سعادته – قد تكون سبب شقاوته وقد يتعلق بها فتسترقه وتذله فيكون أسيرا لها مكبلا في أغلالها لانه يُرى في الظاهر أنه هو السيد وهو المالك بينما الحقيقة تقول غير ذلك إذ هو المسود المملوك من جهة أنه لا يستطيع الإستغناء عن هذه الأشياء فيكون فيه وجه عبودية لها من هذه الناحية . ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه مسلم (ليس الغنى عن كثرة العَرَض وإنما الغنى غنى القلب) وجاء في حكمةالحكيم اليوناني ديوجونيس الكلبي قوله (ليس الغنى بكثرة ما تملك وإنما الغنى بكثرة ما تستغني عنه ) ولله در الإمام الشافعي إذ يقول : رأيت القناعة كنز الغني**فصرت بأذيالها ممتسك فلا ذا يراني على بابه**ولا ذا يراني به منهمك وصرت غنيا بلا درهم**أمر على الناس شبه الملك ولله در أبي فراس إذ يقول : إن الغني هو الغني بذاته**ولو أنه عاري المناكب حافي ما كل ما فوق البسيطة كافيا**فإذا قنعت فكل شيء كافي -------- ولا سبيل إلى الوصول إلى هذا السر إلا بتجريد التوحيد لم بيده ملكوت كل شيء ؛فذلك هو سر السعادة ، وسبيل العزة ، وطريق الحرية الأعظم . |
الكلمات الدلالية (Tags) |
خــــواطـــــر, كتــاب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|