امِّىِّ تَّنُّوْرُ قَبْرِهَا قِصَّةِ حَقِيْقِيَّةُ مشاركة فى مسابقة شهر ربيع الثانى

[د. حازم]

 

امِّىِّ تَّنُّوْرُ قَبْرِهَا قِصَّةِ حَقِيْقِيَّةُ

1

أمِّي رَحِمَهَا اللَّهُ لَيْسَتْ دَاعِيَةً مَشْهُوْرَةٌ وَلَكِنََّهَا رَحِمَهَا الْلَّهُ مِثْلَهَا مِثْلُ الْعَدِيْدُ مِنَ الأمهات الصَّابِرَاتُ اللواتي وَقَفْنَ بِجِوَارِ أزواجهن عَلَىَ الْحُلْوَةَ وَالْمَرَّةُ وَتُرَبَّى أولاده وَتُبْنَى بَيْتِهَا وَتَقِفُ مَعَ أولادها إلى أن زَوْجَتْنَا جَمِيْعا وَبَدَأَتْ عَهْداً جَدِيداً مَعَ الأحفاد.

تَمَّ اخْتِيَارِهَا رَحِمَهَا الْلَّهُ أمًّا مِثَالِيَّةً عَلَىَ الحي وَكُرِّمَتْ نَتِيْجَةَ لْمَجُهُودِهَا في تَرْبِيَتِنَا وبناء مَنْزِلِنَا مِنْ الْمُرَتَّبِ الحكومي الذي يَتَقَاضَاهُ والدي.

في رِحْلَتِهَا مَعَ الْحَيَاةِ وفَّرت مَبْلَغاً وَقَدَّمَتْ لْقُرْعَةِ الْحَجِّ وَفَازَتْ وَذَهَبَتْ لِلْحَجِّ وَبَعْدَهَا بِفَتْرَةٍ ذَهَبْنَا سوِيا لأداء الْعُمْرَةِ.

اكْتَشفَتْ أمِّي أنَّها مُصَابَةٌ بِالسرطانِ وتَطلَّبَ الأمرُ إجراء عملية جِرَاحِيَة وَلَكِنْ بَعْدَ الْعَمَلِيَّةِ بأيام قَلِيْلَةٍ مَاتَتْ.

قَبْلَ وَفَاتِهَا بِيَوْمِ أرسلت رِسَالَةٍ عَلَىَ الهاتف النقال لآخى في الكُوَيْتِ الذي حَضَرَ فِىْ خِلَالِ 6 سَاعَاتٍ لِيَرَاهَا قَبْلَ وَفَاتِهَا بِسَاعَاتْ قَلِيْلَةٍ.

وَكُنْتُ أول مَنْ دَخَلَ عَلَيْهَا بَعْدَ وَفَاتِهَا وَانْدَهَشْتُ جَدَّا أن وَجْهِهَا الأسمر مُنَوِّرَ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ. بِنَاءً عَلَىَ وَصِيَّتِهَا حَضَرَ غُسْلِهَا مِنْ طَلَبَتْهُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ،وَصَلَّيْتُ عَلَيْهَا وَذَهَبْنَا بِهَا إلى الْمَقَابرَ حَضَرْنا جَمِيعا لَحْظَةَ دَفْنِهَا كَمَا كَانَتْ تُرِيْدُ.

هَذِهِ هِىَ المَرَّةُ الثَّانِيَةُ الَتِى انْزِلُ فِيْهِ لِلْقَبْرِ بَعْدَ مَا نَزَلْتُ لَيْلَا لِنَدْفِنْ أبو صديقي وَكَانَ مَعَنَا كَشَّافَاتٌ وَقتهَا.
أما أمِّى فَكَانَ الْوَقْتُ بَعْدَ الْعَصْرِ وَلَمْ نَجد سبباً لإحضار كِشَافَّاتِ وَلَكِنْ عِنْدَمَا نَزَلْنَا لِلْقَبْرِ وَجَدْنَا الْقَبْرِ مُظْلِمٌاً مَاذَا نَفْعَلُ؟

اسْتَقْبَلْنَا جَسَدَهَا رَحِمِهَا اللَّهِ وَمَا إن وَضَعْنَاهَا فِي الْقَبْرِ وَجَدْنَا جَسَدِهَا يُشِعُّ نُورا شَاهِدَ كُل مِنا يرى الآخر وَاخَذَ ابْنَ خَالِىِ يُسَوَّى الْتُّرَابَ مِنْ تَحْتِهَا وَيَرْفَعُ الْحَصَى الْصَّغِيْرِ مِنْ تَحْتِهَا وَهُوَ يَرَىَ الْحَصَى مِنْ خِلَالِ هَذَا النُّورُ.

قَصَصْتُ هَذِهِ الْقِصَّةِ لأحد المَشَايِخِ فقَالَ لِىَ هَلْ أمك تَحْفَظُ الْقُرْآنَ فَقُلْتُ لَهُ لَا وَلَكِنَّهَا كَانَتْ تُحَاوِلُ أن تَحْفَظَ سُوْرَةَ الْرَّحْمَنِ في الأيام الأخيرة فَقَالَ هَذَا نُوَرُ سُوْرَةُ الْرَّحْمَنِ

2

قَرَأْنَا الْوَصِيَّة وَوزَعْنا المِيرَاثِ وَطَلَبَتُ أنَا و إخْوَتى أن نَبِيْعَ نَصِيبِنَا مِنْ ذَهَبهَا وَنُضَيف الَيه نَصِيبَنَا مِنَ الأموال ونَتبَرّعَ بهِ إلى احَدِ الْمَسَاجِدِ تَحْتَ الِتُشِيدُ.

3

فِي احَدٌ الرُّؤْيَا رأيت أمِّىِّ رحمها الله ترتدي أسوارأً ذَهَبيَّةٌ وَتَقُوْلُ إن هَذَا مِنْ حَاتِمٍ وَحَازِمُ.
حَاتِمٍ هَذَا اخِىَ الأصغر اتَّصِّلتُ بِهِ وَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الرُّؤْيَا وَقُلْتُ لَهُ لِمَاذَا قَالَتْ حَاتِمٍ وَحَازِمُ رَغْمَ إنَّنِى الكَبِيرُ قُلِّىَ مَاذَا تَفْعَلُ أخبرني انَّهُ يُخْرِجُ بِصِفَةٍ مُنْتَظِمَةٍ َصَدَقَةً جَارِيَةً عنهَا.

صَدِّقُونِى إنها قِصَّةِ حَقِيقِيَّة

أرجو أن تَدْعُوَ لَأمَّى بِالْرَّحْمَةِ وَالْمَغْفِرَةِ وَ أن يَرْزُقَهَا الْفِرْدَوْسِ وَيُمَتَّعَهَا بِالْنَّظَرِ الَىَّ وَجْهِ رَبِّنَا الْكَرِيْمِ وْيُسْقِيَّهْا مَنْ الْكَوْثَرَ آمين.