#1
|
|||
|
|||
حديث احفظ الله يحفظك
رواه الترمذى و قال حسن صحيح و فى رواية غير الترمذى: احفظ الله تجده أمامك تعرف الى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة و اعلم أن ما أخطأك ما كان ليصيبك و ما أصابك ما كان ليخطئك. و اعلم أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسرا " نكمل معا معانى الحديث السامية مع معنى قوله صلى الله عليه و سلم : " يحفظك " : يعنى أن من حفظ حدود الله و راعى حقوقه حفظه الله فان الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى: " و أوفوا بعهدى أوف بعهدكم " و " فاذكرونى أذكركم " حفظ الله تعالى للعبد يدخل فيه نوعان : (1) حفظ الله له فى مصالح دنياه , (2) حفظ الله للعبد فى دينه قد تعرفنا على حفظ الله للعبد فى مصالح دنياه فالآن نتعرف على النوع الثانى الذى هو أشرف النوعين و هو : (2) حفظ الله للعبد فى دينه و ايمانه فيحفظه فى حياته من الشبهات المضلة و من الشهوات المحرمة و يحفظ عليه دينه فيتوفاه على الايمان: عن البراء بن عازب عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه أمره أن يقول عند منامه : "ان قبضت نفسى فارحمها و ان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين" و فى حديث عمر أن النبى صلى الله عليه و سلم علمه أن يقول: " اللهم احفظنى بالاسلام قائما و احفظنى بالاسلام قاعدا و احفظنى بالاسلام راقدا و لا تطمع فى عدوا و لا حاسدا" و كان النبى صلى الله عليه و سلم يودع من أراد سفرا فيقول : " أستودع الله دينك و خواتيم عملك " و قال : " ان الله اذا استودع شيئا حفظه " و فى الجملة فان الله عز و جل يحفظ المؤمن الحافظ لحدود دينه و يحول بينه و بين ما يفسد عليه دينه بأنواع من الحفظ . و قد لا يشعر العبد ببعضها و قد يكون كارها له . كما قال فى حق يوسف عليه السلام: " كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشا انه من عبادنا الصالحين " قال ابن عباس فى قوله تعالى:" أن الله يحول بين المرء و قلبه " قال: يحول بين المرء و بين المعصية التى تجره الى النار. و قال الحسن و ذكر أهل المعاصى :هانوا عليه فعصوه و لو عزوا عليه لعصمهم. و قال ابن مسعود: ان العبد ليهم بالأمر من التجارة و الامارة حتى ييسر له فينظرالله اليه فيقول للملائك: اصرفوه عنه فانه ان يسرته له أدخلته النار , فيصرفه الله عنه فيظل يتطير بقوله : سبنى فلان و أهاننى فلان و ما هو الا فضل الله عز و جل . و خرج الطبرانى :من حديث أنس عن النبى صلى الله عليه و سلم يقول الله عز و جل : " ان من عبادى من لا يصلح حاله الا الغنى و لو أفقرته لأفسده ذلك , و ان من عبادى من لا يصلح حاله الا الفقر و ان بسط عليه أفسده ذلك ,و ان من عبادى من لا يصلح ايمانه الا الصحة و لو أسقمته لأفسده ذلك ,و ان من عبادى من لا يصلح حاله الا السقم و لو أصححته لأفسده ذلك , و ان من عبادى من يطلب بابا من العبادة فأكفه عنه لكيلا يدخله العجب, انى أدبر أمر عبادى بعلمى بما فى قلوبهم انى عليهم خبير " و قوله صلى الله عليه و سلم : " احفظ الله تجده تجاهك " و فى رواية " أمامك " معناه : أن من حفظ حدود الله و راعى حقوقه وجد الله معه فى كل أحواله حيث توجه يحوطه و ينصره و يحفظه و يوفقه و يسدده . قال تعالى : " ان الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون " قل قتادة : من يتق الله يكن معه و من يكن الله معهفمعه الفئة التى لا تغلب و الحرس الذى لا ينام و الهادى الذى لا يضل. بل كتب بعض السلف الى أخ له : أما بعد فان كان الله معك فمن تخاف و ان كان عليك فمن ترجو ؟ لا عاصم من أمر الله . و هذه هى المعية المذكورة فى قوله تعالى : " قال لا تخافا اننى معكما أسمع و أرى " و قول موسى عليه السلام :" قال كلا ان معى ربى سيهدين " و قول النبى لأبى بكر فى الغار :" ما ظنك باثنين الله ثالثهما , لا تحزن ان الله معنا" و المعية الخاصة تقتضى حفظه و حياطته و نصره , فمن حفظ الله و راعى حقوقه وجده أمامه و تجاهه على كل حال و استأنس به و استغنى به عن خلقه. قيل لبعضهم : ألا تستوحش وحدك؟ فقال :كيف أستوحش و هو يقول" أنا أنيس من ذكرنى" و قيل لآخر :نراك وحدك؟ فقال:من يكن الله معه كيف يكون وحده؟ و نجد المعية العامة مذكورة فى قوله تعالى :" ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم و لا أنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم أين ما كانوا........" و هذه المعية تقتضى علمه واطلاعه و مراقبته لأعمالهم فهى مقتضية لتخويف العباد منه. اللهم نسألك الأنس بقربك يا رب العالمين ........اااامين نتابع باقى معانى الحديث لاحقا ان شاء الله. |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|