عمر بن الخطاب
تزوج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه بأم كلثوم بنت الإمام علي رضي الله عنهم جميعا، وذات يوم خرج من بيتها يتفقد أحوال الناس فوجد رجلا جالسا على باب المسجد حزينا كئيبا. فسأله: مالك ؟ قال الرجل امرأتي أصابها المخاض (أي حالة الولادة) وليس عندنا شيء، وليس معها أحد. فسأله عن بيته، فأشار الرجل إلى خيمة في أطراف المدينة. فدخل عمر على زوجته أم كلثوم قائلا لها هل لك في خير ساقه الله لك ؟ قالت وما ذاك يا أمير المؤمنين ؟ قال: امرأة أصابها المخاض وليس معها أحد فقالت: نعم. فحمل أمير المؤمنين: دقيقا، وسمنا، وأقطا ثم خرج مسرعا وزوجته خلفه.
فلما وصل إلى الخيمة نادى يا أهل الخباء، فخرج الرجل، وأمر عمر زوجته أن ندخل على المرأة.وأخرج القدر الذي فيه الدقيق والسمن والأقط ووضعه على النار .وأخذ ينفخ في الرجل يقلب القدر وما أن نضع الطعام حتى سمع صراخ الطفل من الخيمة ونادت أم كلثوم رضي الله عنها: يا أمير المؤمنين: بشر صاحبك بغلام .ففزع الرجل وقال روعت أمير المؤمنين، وأتعبت أمير المؤمنين. فقال عمر: لا عليك إذا أصبت ائتنا نصلك (أي نعطيك) ما يوصلك إلى أهلك، وفي الصباح حضر الرجل إلى أمير المؤمنين فأمر له بناقة وعليها حملها طعام،فسر الرجل وشكر أمير المؤمنين رضي الله عنهم جميعا وهكذا الرجال مواقف.