#1
|
|||
|
|||
كيفية التعامل مع عصبية الزوج ؟
|
#2
|
|||
|
|||
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ثم أما بعد ... فقال الله تعالى : " ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم " قال الحافظ ابن كثير رحمه الله في " تفسيره " : ومعنى أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ، أي: أستجير بجناب الله من الشيطان الرجيم أن يضرني في ديني أو دنياي ، أو يصدني عن فعل ما أمرت به، أو يحثني على فعل ما نهيت عنه ؛ فإن الشيطان لا يكفه عن الإنسان إلا الله ؛ ولهذا أمر الله تعالى بمصانعة شيطان الإنس ومداراته بإسداء الجميل إليه ، ليرده طبعه عما هو فيه من الأذى ، وأمر بالاستعاذة به من شيطان الجن لأنه لا يقبل رشوة ولا يؤثر فيه جميل ؛ لأنه شرير بالطبع ولا يكفه عنك إلا الذي خلقه ، وهذا المعنى في ثلاث آيات من القرآن لا أعلم لهن رابعة، قوله في الأعراف : { خذ العفو وأمر بالعرف وأعرض عن الجاهلين } ، فهذا فيما يتعلق بمعاملة الأعداء من البشر، ثم قال: { وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم } ، وقال تعالى في سورة " قد أفلح المؤمنون " : { ادفع بالتي هي أحسن السيئة نحن أعلم بما يصفون * وقل رب أعوذ بك من همزات الشياطين * وأعوذ بك رب أن يحضرون } ، وقال تعالى في سورة " حم السجدة " : { ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم * وإما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه هو السميع العليم } ) اهـ قال الفقير إلى عفو ربه : إذا تقرر هذا فاستعيني على زوجك رحمك الله بالرفق والحلم والمداراة ، وادفعي الإساءة بالإحسان ، كما أمر الله في القرءان ، فإن كان زوجك من النبلاء الصالحين ، لاستحى من إهانتك أمام أهله والبنين ، وأما إن كان فقيرا في مشاعره وحبه ، غنيا في جفائه وقسوة قلبه ، فلم يلتفت إلى إحسانك إليه في مقابل إساءته وغضبه ، فإن الناس من حولكم يعرفون الفرق بين الإحسان والعدوان ، والغالب عليهم أنهم يحبون المحسنين ويقربونهم ، ويدفعون المعتدين ويبعدونهم ، فإذا وجدوا منك الإحسان في مقابل العدوان ، دفعوه عن ذلك ، وحذروه من هذه المهالك ، فإن البيوت لا يستقيم حالها إلا بالرفق ، ففي مسند أحمد من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا أراد الله بأهل بيت خيرا أدخل عليهم الرفق .) وفي رواية عند الضياء في المختارة وابن أبي الدنيا في " ذم الغضب " من حديث جابر مرفوعا : ( إن الله إذا أحب أهل بيت أدخل عليهم الرفق .) وعند الطبراني في الكبير من حديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما أُعطِيَ أهل بيت الرفق إلا نفعهم .) وفي صحيح مسلم من حديث جرير أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( من يُحرم الرفق يحرم الخير كله .) وفي الصحيحين من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله .) وفي رواية عند مسلم : ( يا عائشة ! إن الله رفيق يحب الرفق ، ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه .) وفي أخرى عند مسلم : ( عليك بالرفق إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه و لا ينزع من شيء إلا شانه .) فالله أسأل أن يرفع عنكم البلاء ، وأن يجعل زوجك من جملة الصالحين الفضلاء ، الذين يستوصون بنسائهم خيرا ويعاشرونهم بالمعروف الرافع للقسوة والجفاء ، والله الموفق لما يحب ويرضى .
التعديل الأخير تم بواسطة أبو الحارث الشافعي ; 09-16-2008 الساعة 11:08 PM |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|