ســـؤال
ألك همة في دعوة الناس إلى الحق كهمة أهل الباطل في دعوتهم إلى باطلهم؟
أيها المسلم الحبيب :
- ألك همه في دعوة الناس إلى الحق الذي أنت عليه كهمة أهل الباطل في دعوتهم لباطلهم ؟
- هل لك أنت تتعلم الجدية في الدعوة لهذا الحق الذي أنت عليه؟
تتعلم هذه الجدية من أهل الباطل.
إننا نهدي هذه الصورة للدعاة لدين الله تعلى ، ونقول لهم أنتم أولى بهذه الهمة ن أهل الباطل الذين لا يغفلون عن هدفهم الذي حددوه في إضلال الناس وأخذهم عن طريق ربهم المستقيم.
فنقول لك أيها الحبيب :
· ألك همة في الدعوة لهذا الحق كهمة الشيطان في دعوة الناس إلى الباطل وأخذهم إلى ما يريد ؟
استمع أيها الحبيب وأنظر وأبصر إلى همة الشيطان، فالشيطان عندما أمره الله تعلى أن يسجد لآدم أبى وأستكبر وكان من الكافرين ، أليس كذلك ؟ فهذا أمر معلوم كما قصه علينا ربنا تبارك وتعالى في كتابه الكريم ، فلما عتى الشيطان عن أمر ربه طرده الله سبحانه ، وقال له :
﴿ اخْرُجْ مِنْهَا مَذْؤُومًا مَّدْحُورًا﴾[ الأعراف : 18]
﴿ فَاخْرُجْ إِنَّكَ مِنَ الصَّاغِرِين﴾[ الأعراف : 13].
فطرد الشيطان شر طرده ، وخرج يجر أذيال الخيبة والعار.
ولكن ...
أتدري أيها الحبيب ما هو العهد الذي أخذه الشيطان على نفسه ؟
﴿ قَالَ فَبِمَا أَغْوَيْتَنِي لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ (16)ثُمَّ لآتِيَنَّهُم مِّن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ وَعَنْ أَيْمَانِهِمْ وَعَن شَمَآئِلِهِمْ وَلاَتَجِدُ أَكْثَرَهُمْ شَاكِرِينَ﴾[ الأعراف : 16 ، 17].
وقال لربه :
﴿ قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَـذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْأَخَّرْتَنِ إِلَى يوْمِ الْقِيَامَةِ لأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إَلاَّقَلِيلاً ﴾[ الإسراء : 62].
فطلب الشيطان من ربه أن يمهله وينظره إلى يوم القيامة ، وأقسم بعزة الله لئن كان ليستولين عليهم وليسوقهم إلى أودية الغواية والضلال حتى يهلكوا مثله ﴿ إَلاَّقَلِيلاً﴾ منهم ممن أخلصوا دينهم لربهم ،
فما للشيطان عليهم من سلطان فأمهله الله تعلى هذه المهلة .
وقال للشيطان :
﴿ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَعِدْهُمْ وَمَايَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُورًا ﴾ [ الإسراء : 64] .
فلقد أذن الله تعالى لإبليس أن يعمل ما استطاع في إضلاله لاتبعاه وأن يستخفف منهم بدعائه إلى الباطل بأصوات المزامير والأغاني ، وصور الملاهي وأنديتها مجمعياتها ، وأن يصيح فيهم بخيله وركبانه ومشاته وجنده أجمعين
وأن يسوقهم جميعا على بني أدم لإغوائهم وإضلالهم وان يحملهم على
أكل الربا وجميع الأموال الحرام ، وأن يزين لهم الزنا والفجور ، وفوق كل ذلك يعدهم بالأماني والوعود الكاذبة أنه لا بعث ولا حساب ولا جزاء .
ولقد أقسم الشيطان على إغوائهم وإضلالهم :
﴿ قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82)إِلَّاعِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ﴾ [ ص : 82 ، 83 ].
أترى أيها الحبيب :
إن الشيطان قال هذا الكلام وأخذ على نفسه هذه العهود من باب حفظ ماء الوجه أم من باب العزم والتصميم ، وكان صادقا في عزمه ، فوفى بذلك العزم .
ترى أن الشيطان غفل عن هذا العهد والوعد الذي أخذه على نفسه ؟
ترى أن الشيطان كل وتعب أو نصب مع طول المدة من أجل تحقيق ما وضعه هدفاً نصب عينيه ؟
فاستمع أيها الحبيب الى قول ربك سبحانه :
﴿ وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِيقًامِّنَ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [ سبأ : 20].
﴿ وَلَقَدْأَضَلَّ مِنكُمْ جِبِلًّا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ﴾ [ يس: 62].
أتدري أيها الحبيب الى ما يدعوا إليه الشيطان ؟
﴿ إِنَّمَايَدْعُوحِزْبَهُ لِيَكُونُوامِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ ﴾ [ فاطر : 6].
وما سبيل الشيطان لتحقيق ذلك الهدف ؟
﴿اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُوْلَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَاإِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ ﴾ [المجالة : 19]
فنقول لك أيها المسلم الحبيب:
فهل لك همة كهمة الشيطان في دعوته الى باطله ، إنه كما ترى وتسمع وتبصر لايكل ولا يتعب ولاينصب ولا يغفل عن هدفه ،
فهلا تمثلت بالشيطان في همته ، فأنت أولى بذلك ، ألست على الحق ، وهو على الباطل ؟
كتبه الشيخ/سعيد محمد السواح
منقول
موقع أنا السلفي