|
#1
|
|||
|
|||
أبشروا إخوتي .. فكلما اشتدت الظلمة إقترب الفجر !!
وأنا أُقَلِّبُ النظر في الصحف, والأخبار المسموعة والمرئية, وكلام المُسَمَّوْن بالنُخَب والمفكرين, وعدد لا بأس به من الوجوه المضطربة في الشارع هنا وهناك; تذكرت يوم تجمع الأحزاب على النبي -عليه الصلاة والسلام- ظنًّا منهم أنهم سيقضون عليه, فوقى الله المسلمين شرّ صنع هؤلاء, وأظهر الدين على العالمين.. فاستبشرتُ خيرًا.. حيث أنّ الذي نجّى المؤمنين يوم الأحزاب الأوائل قادرٌ على أن ينصرنا على "الأحزاب الجدد".. وعندما دخلتُ صلاة الفجر لهذا اليوم, استفتحتُ بسورة "الصفّ" متمنيًا أن يأتي الوقت الذي يتحقق فيه " إنّ الله يحبُّ الذين يقاتلون في سبيله صفًّا كأنهم بنيانٌ مرصوص "[الصف/4] فقلتُ في نفسي: ليت شعري!, ما هي الآلية لهذا الأمر في ظل هذه الظروف الدهماء التي نمر بها في بلادنا الإسلامية, ومصر على وجه الخصوص ! إذ أجد نفسي أُرتل قول الله " يُريدون ليُطفئوا نور الله بأفواههم, والله مُتِمُّ نوره ولو كره الكافرون * هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقِّ ليُظهره على الدين كله ولو كره المشركون "[الصف/9:8] فوجدتُ نفسي صعدتُ إلى البيت مسرعًا إلى مكتبتي, وإذ بيدي تختار تفسير السعدي -رحمه الله- لأنظر وأتمعن قول ربي الذي أنزله لنا نورًا نهتدي به في ظلمات النُخَب والفِكْر والكفر, فإذا به يقول: "يُريدون ليُطفئوا نور الله بأفواههم" أي: بما يصدر منهم من المقالات الفاسدة, التي يردُّون بها الحق, وهي لا حقيقة لها, بل تزيد البصير معرفة بما هم عليه من الباطل, "والله مُتِمُّ نوره ولو كره الكافرون" أي: قد تكفَّل الله بنصر دينه, وإتمام الحق الذي أرسل به رسله, وإشاعة نوره على سائر الأقطار, ولو كره الكافرون, وبذلوا بسبب كراهتهم كل سبب يتوصَّلون به إلى إطفاء نور الله فإنهم مغلوبون . وصاروا بمنزلة من ينفخ عين الشمس بفيه ليطفئها, فلا على مرادهم حصلوا, ولا سلمت عقولهم من النقص والقدح فيها . فإذا بصدري ينشرح من بعد ضيقٍ.. وشعرت بأنني ازددتُ صلابة فوق الصلابة في الحق.. وتذكرت قول عمر عندما سمع أبو بكر الصديق -رضي الله عنهم- يقول قول االله "وما محمد إلا رسول..." فقال عمر: ويكأني لم أسمعها قبل الساعة قط ! ثم يممت وجهي لأُكمل درر السعدي -رحمه الله- حيث قال: ثم ذكر سبب الظهور والانتصار للدين الإسلامي, الحسّي والمعنوي, فقال "هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقِّ " أي: بالعلم النافع والعمل الصالح. بالعلم الذي يهدي إلى الله وإلى دار كرامته, ويهدي لأحسن الأعمال والأخلاق, ويهدي إلى مصالح الدنيا والآخرة... "ليُظهره على الدين كله" أي: ليُعليه على سائر الأديان, بالحجة والبرهان, ويُظهر أهله بالسيف والسنان, فأما نفس الدين فهذا الوصف ملازم له في كل وقت, فلا يمكن أن يُغالبه مُغالب, أو يُخاصمه مخاصم إلا فَلَجَه وبَلَسَه, وصار له الظهور والقهر, وأما المنتسبون إليه, فإنهم إذا قاموا به, واستناروا بنوره, واهتدوا بهديه في مصالح دينهم ودنياهم, فكذلك لا يقوم لهم أحد, ولا بد أن يظهروا على أهل الأديان, وإذا ضيّعوه واكتفوا منه بمُجَرَّد الانتساب إليه, لم ينفعهم ذلك, وصار إهمالهم له سبب تسليط الأعداء عليهم, ويعرف هذا من استقرأ الأحوال ونظر في أوّل المسلمين وآخرهم . اهـ هنا لا أجد كلماتٍ لأوصف بها ما يدور داخلي تجاه هذه الأحرف المفرحة في أولها, المؤلمة في آخرها.. وأترك الكلام ليدلل وحده على الداء والدواء . وبعد هذه الكلمات لم يسعني إلا أن أُعَدِّلَ العنوان إلى أبشروا واعملوا إخوتي .. فكلما اشتدت الظلمة إقترب الفجر !! وأحب قبل أن أنتهي من هذا الموضوع; أن أضع بين يدي إخوتي آخر ما وقفت عليه في هذا الفجر المبارك.. حيث وأنا أقرأ هذه المعاني هجم علي قول الله " حتى إذا استيئس الرسل وظنّوا أنهم قد كُذِبوا جآءهم نصرنا فنُجِّىَ من نشاء, ولا يُرَدُّ بأسُنا عن القوم المجرمين "[يوسف/110] فقَلَّبتُ في تفسير السعدي حيث قال: يخبر تعالى أنه يرسل الرسل الكرام, فيكذبهم القوم المجرمون اللئام, وأن الله تعالى يمهلهم ليرجعوا إلى الحق, ولا يزال الله يمهلهم حتى إنه تصل الحال إلى غاية الشدة منهم على الرسل . حتى إن الرسل -على كمال يقينهم, وشدة تصديقهم بوعد الله ووعيده- ربما يخطر بقلوبهم نوع من الإياس, ونوع من ضعف العلم والتصديق, فإذا بلغ الأمر هذه الحال "جآءهم نصرنا فنجىَ من نشآء" وهم الرسل وأتباعهم. "ولا يُرَدُّ بأسُنا عن القوم المجرمين" أي: ولا يرد عذابنا عمن اجترم, وتجرأ على الله . اهـ وهناك كلام نفيس في مختصر الشيخ أحمد شاكر لابن كثير يُرجع له للفائدة . فأبشروا إخوتي.. فالله ناصرنا ولو بعد حين "إنّا لننصر رُسُلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد" فما علينا إلا التمسك بهذا الدين القويم, وأن نتوكل على الله -لا نتواكل- ونأخذ كلَّ سبيلٍ يوصل إلى هذا الغرض مالم يكن إثمًا . وفي الأخير.. هذه كلمات ومعان رفعت كثير مما أجده من ضيقٍ وهمٍّ, وحَوَّلتني إلى حالة نشاطٍ -أدامها الله-, فأحببتُ أن أشاطرها إخوتي عسى تفعل بأحدكم ما فعلته بي والحمد لله رب العالمين ..
التعديل الأخير تم بواسطة أبو مصعب السلفي ; 05-10-2011 الساعة 08:04 PM |
#2
|
|||
|
|||
الله المستعان، نسأل الله زوال الغمة وفك الكربات، والتوفيق لِأَصْلَحِ العمل وَأَوْفَقِهِ في مثل هذه الظروف.
سلَّم الله يديك أخي أبا مصعب. |
#3
|
|||
|
|||
أحسن الله إليكم
|
#4
|
|||
|
|||
نفع الله بك وسددك أبا مصعب .
|
#5
|
|||
|
|||
"هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحقِّ " أي: بالعلم النافع والعمل الصالح. بالعلم الذي يهدي إلى الله وإلى دار كرامته, ويهدي لأحسن الأعمال والأخلاق, ويهدي إلى مصالح الدنيا والآخرة... "ليُظهره على الدين كله" أي: ليُعليه على سائر الأديان, بالحجة والبرهان, ويُظهر أهله بالسيف والسنان, فأما نفس الدين فهذا الوصف ملازم له في كل وقت, فلا يمكن أن يُغالبه مُغالب, أو يُخاصمه مخاصم إلا فَلَجَه وبَلَسَه, وصار له الظهور والقهر, وأما المنتسبون إليه, فإنهم إذا قاموا به, واستناروا بنوره, واهتدوا بهديه في مصالح دينهم ودنياهم, فكذلك لا يقوم لهم أحد, ولا بد أن يظهروا على أهل الأديان, وإذا ضيّعوه واكتفوا منه بمُجَرَّد الانتساب إليه, لم ينفعهم ذلك, وصار إهمالهم له سبب تسليط الأعداء عليهم, ويعرف هذا من استقرأ الأحوال ونظر في أوّل المسلمين وآخرهم . اهـ ما شاء الله ... جزاك الله خيرا يا أبا مصعب |
#6
|
|||
|
|||
بارك الله فيكما وجزاكما خيرًا
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
|
#7
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا
اللهم انصر الاسلام والمسلمين |
#8
|
|||
|
|||
|
#9
|
|||
|
|||
أستأذن إخواني الأفاضل أن أبدأ بالشكر والترحاب بشيخي الحبيب/ أبو الحارث الشافعي
فجزاك الله خيرًا يارعاكَ الله, والله أسأل أن يبارك في عمرك وأهلك ومالك ووقتك, وأن تنجز ما يبقى من بعدك يُنتفع به . أبو عمر الأزهري.. جزاكَ الله خيرًا ياحبيب, وتقبل الله دعاءك . أبو مالك السلفي.. وإياك ياحبيب, بارك الله فيك . أبو مالك -رفيق الدرب-.. وبك نفع ياحبيب, وجمعنا الله على طاعته . أبو معاذ.. جزيت خيرًا يارحمك الله على هذا المقطع المريح قليلًا . والله أسأل أن يوفقهم إلى ما يحبه ويرضاه . الفضليات/ راجية عفو الله.. المعتزة بنقابها جزاكن الله خيرًا, وتقبل منكم .
|
#10
|
|||
|
|||
جزاكم الله خيرا
اللهم ازل همنا و فرج كربنا اللهم امين |
الكلمات الدلالية (Tags) |
!!, .., أبشروا, الظلمة, الفجر, اصبحت, فكلما, إخوتي, إقترب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|