انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات الشرعية ::. > ملتقى اللغة العربية

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-19-2007, 08:40 PM
البتار البتار غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




Arrow تحت المجهر (زنادقة الفكر والادب)

 

زنادقة الفكر والادب

لغتنا الجميلة وأثرها في حماية العقيدة.. تحت ظل هذه العبارة كنت أتحاور مع أخ مكرم عن تلك العروس التي هجرها خطابها رغم حسنها وجلالها، وحلاوة منطقها، وعذوبة حديثها، وفصاحة لسانها، رغم أنها سليلة الحسب والنسب، كريمة القبيلة والعشيرة.. رغم كل هذا البيان لذات السحر الحلال.. هجرها خطابها!! وبينما كنا نهيم بتلك العروس، ونتجاذب أطراف الحديث، ونتناسل الأفكار عن عروسنا المصون، تلك التي صانت حمى العقيدة عبر العصور، وتصدت لهجمات الزنادقة والملحدين، فكم من قلم جبار كسرته، وكم من لسان حاد أخرصته، وكم.. وكم!! وفي فوران الشجون ذكرني صديقي أن عروسنا المصون منذ بضع سنين قد فقدت عاشقاً لطالما تغنى بها ونذر حياته للذب عن حسنها وكريم معدنها.. فقدت العروس عالم اللغة والبيان الدكتور مصطفى هدارة.. ذلك العالم الناقد البصير الذي صان عرض اللغة العربية وتصدى لأقلام الزنادقة والملاحدة وأهل الانحراف.. رحل عن عالمنا في صمت ولم يعلم بوفاته إلا قلة من غرباء هذا الزمان!! مر عامان على ذكراه ورحل عن دنيانا بعدما أثرى المكتبة العربية والإسلامية بكتاباته وأبحاثه ومقالاته.. رحل صاحب (اتجاهات الشعر العربي في القرن الثاني الهجري).. فاسترجعت وصديقي رغم أننا لم نستفق بعد حسرتنا لفراق فارس البيان وشيخ العربية في هذا العصر علامة الأدب الشيخ محمود شاكر.. ومرت الذكرى.. والعروس تبكي فوارسها.. هكذا رحل فارسان من فوارس اللغة والبيان.. ومنذ شهرين .. تحديداً في 15 شوال 1423هـ رحل عالم دمشق المحقق اللغوي الفقيه الشافعي الشيخ العلامة عبد الغني علي الدقر مؤس جمعية الغراء بسوريا وصاحب عدة كتب في اللغة والنحو والفقه منها معجم القواعد العربية في النحو وتحقيق وترتيب شرح شذور الذهب وله مختصر تفسير الخازن ومؤلفات أخرى ـ رحمه الله ـ وقد رحل ولم تهتم بموته وسائل الإعلام.. فإنا لله وإنا إليه راجعون.. فالمحن تترى وتتكاثر؛ محنة ودعت وأخرى أغارت!! فمن للزنادقة.. وفوارس البيان قد غابوا؟!! ورغم سريان سموم الزندقة في حياتنا الإعلامية فلن يضر جسد لغتنا العربية المحفوظة بحفظ الله لها تلكم السموم.. ورغم غياب الفوارس الذين كانوا يذبون عن لغتنا العربيةإلا أن رحم الأمة ولود والحمد لله.


أولاً: معنى الزندقة لغة :


اختلف الباحثون في أصل هذه الكلمة "زندقة" لكن أقرب الأقوال إلى هذه الكلمة: "فارسي معرب عن زنديك فإنّ الكلمة كانت تطلق بمعناها الأصلي على المؤمن المخلص من أتباع ماني. ولما كان الزادشتية يعدون المانوية ملحدين خارجين على الزرادشتية، فقد أطلقت عندهم على كل ملحد لا يؤمن بالدين الحق.

وفي ذلك يقول "براون" شارحاً له ومدللاً عليه: "كلمة زنديق صفة فارسية معناها متتبع الزند أي الشروح القديمة للأفستا وهو كتاب زرادشت المفضل له على النص المقدس. وقد سمي المانوية زنادقة لميلهم إلى تأويل الكتب المقدسة للديانات الأخرى وشرحها حسب آرائهم وأهوائهم" أقول: والذي يرجح أن أصلها فارسي معرب ما جاء في لسان العربي لابن منظور: الزِّنْدِيقُ القائل ببقاء الدهر , فارسي معرب, وهو بالفارسية : زَنْدِ كِرَايْ , يقول بدوام بقاء الدهر. والزَّنْدَقةُ الضِّيقُ , وقيل : الزِّنْدِيقُ منه لأنه ضيّق على نفسه. التهذيب : الزِّنْدِيقُ معروف, و زَنْدَقَتُه أنه لا يؤمن بالآخرة ووَحْدانيّة الخالق . وقال أحمد بن يحيى : ليس زِنْدِيق ولا فَرْزِين من كلام العرب , ثم قال; ولكن البَياذِقةُ هم الرّجّالة , قال : وليس في كلام العرب زِنْدِيق , وإنما تقول العرب رجل زَنْدَق و زَنْدَقِيّ إذا كان شديد البخل, فإذا أرادت العرب معنى ما تقوله العامة قالوا : مُلْحِد ودَهْرِيّ , فإذا أرادوا معنى السِّنِّ قالوا : دُهْرِيّ , قال : وقال سيبويه الهاء في زَنادِقة وفَرازِنة عوض من الياء في زِنْدِيق وفَرْزِين , وأصله الزَّنادِيق الجوهري : الزِّنْدِيقُ من الثَّنَوِيَّة وهو معرب , والجمع الزَّنادِقة وقد تَزَنْدَقَ والاسم الزَّنْدَقة" وفي مختار الصحاح: "الزنديق م الثنوية وهو فارسي معرب وجمعه زنادقة وقد تزندق والاسم الزندقة." وجاء أيضاً في محيط المحيط: " زندق - تزندق الرجل صار زنديقًا أو تخلق بأخلاق الزّنديق. وقولهم من تمنطق تزندق أي من تعلَّم علم المنطق تهوَّر في الزّندقة لأنهُ يتورَّط في الأقيسة والنتائج بما يُفسد العقائِد الدينيَّة التي مدارها على التسليم .. رجلٌ زَنْدَقٌ وزَنْدَقيٌّ أي شديد البخل الزَّّندقة الاسم تزندق. يقال عندهُ زندقٌة .. الزُّّنْدُوق لغةٌ في الصندوق الزِّّنْدِيق من الثنويَّة أو القائل بالنور والظلمة أو من لا يؤمن بالآخرة وبالربوبيَّة أو من يُبطِن الكفر ويُظهِر الإيمان. ومنهُ قول الشاعر: بغـداد دارٌ لأهل المال طيّبةٌ وللمفاليس دار الضنك والضيقِ ظللتُ حيران أمشي في أزِقَّتها كأنني مُصحفٌ في بيت زنديقِ معرَّب زَن دِين أي دِين المرأة ج زناديق زنادِقة. والتاءُ عوض الياء المحذوفة. والزّنادقة في بعض ترجمات العهد الجديد هي تحريف الصدوقيّين نسبةً إلى صدوق الذي أنكر الروح والبعث وغير ذلك. والزّنديق عند العامَّة من لا يراعي حرمةً ولا يحفظ مودَةً " وقد ورد هذا المعنى في قاموس "لاروس": "الزندقة: ابطان الكفر وإظهار الإيمان: مذهب القائلين بدوام الدهر من أصحاب زرادشت" أقول: لكن هذا المعنى تطور ولم يقتصر على أصحاب ماني لذلك يرى بعض المؤرخين أن للزندقة عدة معان تختلف باختلاف العصور.. "فقد كان العرب يطلقون لفظ (زنديق) على من ينفي وجود الله سبحانه، أو يقول إن له شريكاً. وقيل: إن الزنديق مَنْ يبطن الكفر ويظهر الإيمان.. وكان لفظ زنديق يطلق أول الأمر على كل من يتأثر بالفرس في عادتهم ويسرف في العبث والمجون، ثم صار يطلق بعد ذلك على كل من يتخذ عقائد المانوية شعاراً له، ويتمسك بعقيدة الثنوية، وعبادة إلهين اثنين، واتباع تعاليم ماني. ثم توسعوا في العصر العباسي في إطلاق لفظ الزندقة، فأصبح يطلق على من ينكر الألوهية، أو يتظاهر بالظرف" ويرى د.عبد الرحمن بدوي أن: "زنديق" لفظ غامض مشترك قد أطلق على معان عدة، مختلفة فيما بينها على الرغم مما قد يجمع بينها من تشابه، فكان يطلق على من يؤمن بالمانوية ويثبت أصلين أزليين للعالم: هما النور والظلمة. ثم اتسع المعنى من بعد اتساعاً كبيراً حتى أطلق على من يكون مذهبه مخالفاً لمذهب أهل السنة أو حتى من كان يحيا حياة المجون من الشعراء والكتاب ومن إليهم" الزندقة إذن: "حركة دينية سياسية، ابتغى أصحابها بعث الديانات الثنوية الفارسية، وكان أكثرهم يعتنقون المانوية خاصة، وكان أهل الإباحة منهم يتأثرون المزكية أيضاً. وقد دبروا لطمس العقيدة الإسلامية، ونسف ُمثل الأمة العربية، ليقوضوا الدولة الإسلامية، ويعيدوا الدولة الفارسية الثنوية، وكان الزنادقة مخادعين أذكياء، ودُهاة خبثاء، فتستروا بالإسلام، وأسروا الكفر، إخفاء لعقائدهم، وتغطية لأهدافهم، وتيسيراً لعملهم، وكان رؤساؤهم وأتباعهم من الموالي الفرس، وكان شعراؤهم أهم من جد منهم في إحياء تراثهم الديني ونشره، وأكبر من لجّ منهم في تخريب الإسلام وتهديمه وأشهر من نشط منهم في تشويه الخلق العربي وتحطيمه. واشتط في ذلك منهم الشعراء الموالي الكوفيين أكثر من البصريين، لأن الكوفة سبقت البصرة في الزندقة، وفاقتها في الإباحة. وكان مطيع بن إياس وحماد عجرد .. أخطر الزنادقة من أهل الكوفة، وكان بشار بن برد، وصالح بن عبد القدوس أخطر الزنادقة الموالي من أهل البصرة. وكان بجانبهم مجانّ وفسقة وعصاة من الشعراء من أهل الكوفة مثل أبي دلامة وعلي بن الخليل، ووالبة بن الحباب، ومن أهل البصرة سلم الخاسر وأبان بن عبد الحميد، وأبي نواس .. وقد اتهموا جميعاً بالزندقة الدينية" .


التعريف المختار لمعنى كلمة الزندقة :


بعد هذا العرض السابق لتطور معنى الزندقة نرى أن كلمة زنديق تعني من أبطن الكفر وأظهر الإسلام سواء أكان هذا الكفر المانوية أو الفرعونية أو الفينيقية أو البربرية أو النوبية أو العلمانية وغيرها من المذاهب أو النعرات أو القوميات المناهضة والمناقضة للإسلام. فالجامع لهؤلاء هو إبطانهم واخلاصهم له.. ورغم ذلك فإنهم يتمسكون بكلمة الإسلام إما خشية انتقام الأمة منهم وإما خبثاً ليروجوا مذاهبهم وعقائدهم الباطلة تحت عباءة الإسلام.. وعلى أية حال فالزندقة الحديثة أشد خطراً على الإسلام وتعاليمه من الزندقة القديمة إذ كان للمسلمين دولة وخليفة وقضاة يحمون بيضة الإسلام ويخشى سطوتهم الزنادقة قديماً.. أما اليوم فلا يوجد للمسلمين دولة تذود عن عقيدتهم.. ووسائل الإعلام المسعورة تتسابق على نهش الإسلام ونشر غثاء الزنادقة الجدد.


الزنادقة الأوائل مع مختارات من كتاباتهم وأشعارهم :

ذكر ابن النديم أسماء رؤساء الزنادقة: "ومن رؤسائهم المتكلمين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الزندقة: ابن طالوت، أبو شاكر، ابن أخي أبي شاكر، ابن الأعدى الحريزي، ونعمان بن أبي العوجاء، صالح بن عبد القدوس، ولهؤلاء كتب مصنفة في نصرة الاثنين (النور والظلمة) ومن مذاهب أهلها وقد نقضوا كتباً كثيرة صنفها المتكلمون في ذلك. ومن الشعراء: بشار بن يرد، إسحاق بن خلف، ابن نباتة، سلم الخاسر، على بن الخليل، على بن ثابت، ومن تشهر أخيراً أبو عيسى الوراق، وأبو الناشي، والجبهان بن محمد بن أحمد" وذكر ابن النديم أيضاً من كان يُرمى بالزندقة من الملوك والرؤساء: "قيل إن البرامكة بأسرها، إلا محمد بن خالد بن برمك، كانت زنادقة، وقيل في الفضل وأخيه الحسن مثل ذلك، وكان محمد بن عبيد الله كاتب المهدي زنديقاً واعترف بذلك فقتله الخليفة المهدي" أقول: هكذا استبان لنا خطر الزندقة لدرجة أنهم تغلغلوا في جهاز دولة الخلافة وصارت لهم مناصب كبيرة من رؤساء وشعراء!! ومن ثم لا عجب أن يوصي الخليفة العباسي المهدي (ت169هـ) ولده موسى الهادي (ت170هـ) بتتبع الزنادقة وجهادهم وكشفهم والفتك بهم.. حيث يقول الخليفة المهدي في وصيته:


وصية الخليفة المهدي :


"يا بني إذا صار الأمر إليك فتجرد لهذه العصابة، يعني أصحاب ماني، فإنها تدعوا الناس إلى ظاهر حسن كاجتناب الفواحش، والزهد في الدنيا، والعمل للآخرة، ثم تخرجها من هذا إلى تحريم اللحوم، ومسّ الماء الطهور، وترك قتل الهوام تحرجاً، ثم تخرجها إلى عبادة: اثنين أحدهما النور والآخر الظلمة، ثم تبيح بعد هذا نكاح الأخوات والبنات، والاغتسال بالبول، وسرقة الأطفال من الطرق، لتنقذهم من ضلال الظلمة إلى هداية النور، فارفع فيها الخشب، وجرّد السيف فيها، وتقرّب بأمرها إلى الله. فإني رأيت جدي العباس رضي الله عنه في المنام قد قلدني سيفين لقتل أصحاب الاثنين" بعد هذا التطواف نتكلم عن أهم رموز الزنادقة قديماً نختار منهم: صالح بن عبد القدوس/ وبشار بن برد أما ابن الريوندي فيحتاج إلى بحث خاص.


أولاً : صالح بن عبد القدوس :

هو صالح بن عبد القدوس بن عبد الله بن عبد القدوس من أهل البصرة، كان يجلس للوعظ ويقص الأخبار. غير أنه كان يزين الثنوية (دين الفرس القديم)، فلما اشتهر أمره استقدمه الخليفة المهدي، لكنه هرب إلى دمشق واستخفى بها زمناً فلما عرف المهدي مكانه، وجه إليه قريشاً الحنظلي فقبض عليه وجاء له إلى بغداد. فحاكمه المهدي ثم قتله سنة 167هـ. ويجمع الإخباريون أن صالح بن عبد القدوس كان من كبار الزنادقة وأنه كان من الثنوية من أتباع ماني.. وقد ذكره ابن النديم في معرض ذكره عن كبار الزنادقة: " ومن رؤسائهم المتكلمين الذين يظهرون الإسلام ويبطنون الزندقة: ابن طالوت (..) وصالح بن عبد القدوس" وذكره الخطيب في تاريخه: " صالح بن عبد القدوس أبو الفضل البصري مولى لاسد أحد الشعراء اتهمه المهدى أمير المؤمنين بالزندقة فأمر بحمله اليه واحضره بين يديه فلما خاطبه اعجب بغزارة ادبه وعلمه وبراعته وحسن بيانه وكثرة حكمته فأمر بتخلية سبيله فلما ولى رده وقال له:

ألست القائل والشيخ لا يترك أخلاقه حتى يوارى في ثرى رمسه
إذا ارعوى عاد الى جهله كذى الضنى عاد الى نكثه



قال: بلى يا أمير المؤمنين. قال: فأنت لا تترك أخلاقك ونحن نحكم فيك بحكمك في نفسك ثم أمر به فقتل وصلب على الجسر.. ويقال إن المهدى أبلغ عنه أبيات يعرض فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم فاحضره المهدى وقال له أنت القائل هذه الأبيات قال لا والله يا أمير المؤمنين والله ما أشركت بالله طرفة عين فاتق الله ولا تسفك دمى على الشبهة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم ادرءوا الحدود بالشبهات وجعل يتلو عليه القرآن حتى رق له وأمر بتخليته فلما ولى قال أنشدنى قصيدتك السينية فأنشده حتى بلغ البيت أوله والشيخ لا يترك أخلاقه فأمر به حينئذ فقتل ويقال إنه كان مشهورا بالزندقة وله مع أبي الهذيل العلاف مناظرات" قال عنه الذهبي في ميزان الإعتدال: (صاحب الفلسفة والزندقة).. وذكر ابن المعتز سبباً لا عتقاله وهو أنه طعن على الرسول صلى الله عليه وسلم ورجح أن الخليفة هارون الرشيد هو الذي قبض عليه وتولى محاكمته، وأمر بقتله، وإن كان معظم المؤرخين يرون أن المهدي هو الذي قتله .. وعلى أية حال هم متفقون جميعاً على زندقة صالح بن عبد القدوس وأنه ألف كتباً في نصرة المانوية وتصدى للمتكلمين الذين كانوا يدافعون عن الإسلام.. المهم أن ابن المعتز تفرد بهذه الرواية التي تثبت زندقة ابن عبد القدوس حيث يقول: "حدثت من غير هذا الوجه بما هو عندي أثبت من الأول، وذلك ما رويناه أنه أنهي إلى الرشيد عنه هذه الأبيات، يعرض فيها بالنبي صلى الله عليه وسلم:

غصب المسكينَ زوجتَهُ فجرتْ عيناهُ من دُرَرهْ
ما قضى المسكينُ من وطرِ لا ولا المعشارَ من وطرهْ
عذتُ بالله اللطيف بنا أن يكونَ الجوْرُ من قَدَره



خلاصة القول في صالح بن عبد القدوس :

أنه كان زنديقاً زندقة دينية لا زندقة اجتماعية.. فلم تكن زندقته على سبيل اللهو والعبث والمجون، بل كان يعتقد تعاليم ماني الفارسية القديمة اعتقاداً صادقاً، وكان يومن بالإثنية والإمتزاج بين إله النور وإله الظلمة، وكان يتمسك بنحلته وبمعتقده تمسكاً قوياً، ويدافع عنه دفاعاً مستميتاً.



ثانياً: بشار بن برد (ت167هـ) :

"أصل بشار بن برد من طخارستان في أقصى خراسان وقع جده يرجوخ في سبي المهلب بن أبي صفرة حينما كان والياً على خراسان (78 إلى 82هـ) فأهداه إلى امرأته خيرة بنت ضمرة القشيرية، وكانت تقيم بضيعة لها بالبصرة. ولما وصل يرجوخ إلى البصرة كان معه طفل صغير اسمه بُرد. ولما بلغ برد مبلغ الرجال زوجته مولاته خيرة فتاة من بني عقيل، فولد له بشار سنة 91هـ في الأغلب. ولد بشار أكمه (لا يبصر) ونشأ على الفقر وكان شريراً. ثم بدأ قول الشعر وهو لا يزال حدثاً وأخذ يهجو الناس. ويتم بشارٌ عن أبيه وهو بعد صغير. ثم قضى بشار معظم حياته في البصرة وتلقى فيها ضروباً من العلم تسرب إليه معها كثير من الزندقة .. فاتهم بالزندقة وبأن غزله فاحش يدعو إلى الفسق ثم قتل في البصرة نحو 167هـ. كان بشار شعوبياً زنديقاً" .

أقول: هذا هو بشار بن برد القائل:

إبليسُ أفضلُ من أبيكم آدم فتبينوا يا معشر الفجار
النارُ عنصره وآدم طينة والطين لا يسمو سمو النارِ
الأرضُ مظلمةٌ والنارُ مشرقةٌ والنارُ معبودةٌ مذ كانت النار


بكل تبجح يقدم بشار إبليس على آدم عليه السلام لأن إبليس مخلوق من نار، ويرجح رأي إبليس في امتناعه من السجود لآدم عليه السلام!! لذلك لما سمع واصل بن عطاء المعتزلي شعر بشار السابق قال: "أما لهذا الملحد الأعمى المشنف المتكنى بأبي معاذ مَنْ يقتله؟ أما والله لولا أن الغيلة سجية من سجايا الغالية (أي المانوية) لبعثت إليه مَنْ يبعج بطنه على مضجعه، ويقتله في جوف منزله" يقول عنه عبد القاهر البغدادي: "وحكى أصحاب المقالات عن بشار أنه ضمّ إلى ضلالته في تكفير الصحابة وتكفير عليّ معهم ضلالتين أخريين إحداهما قوله برجعة الأموات إلى الدنيا قبل يوم القيامة كما ذهب إليه أصحاب الرجعة من الرافضة. والثانية قوله بتصويب إبليس في تفضيل النار على الأرض" قال عنه الذهبي: "اتهم بالزندقة فضربه المهدي سبعين سوطاً ليقر فمات منها وقيل كان يفضل النار وينتصر لإبليس.. هلك سنة سبع وستين (ومائة) وبلغ التسعين" أقول: هذا هو بشار بن برد الذي يهيم به العلمانيون!! لقد كان بشار بن برد مستخفاً بالدين مضيعاً للفروض، إذ كان يدعي الخروج إلى الحج، لينفي تهمة الزندقة عن نفسه، ثم يعود على الحانات، فيقضي وقت الحج بين القيان والخمر، حتى إذا قربت عودة الحجيج حلق رأسه واندس بين القافلين المارين به، لكي لا يشك الناس في أمره. كما كان يبيح لنفسه ترك الصلاة مع الجماعة، مدعياً أنه لا يبصر ولا يتقن أداءها، إذ يقول:

وإنني في الصلاة أحضرها ضحكة أهل الصلاة إن شهدوا
أقعدُ في الصلاة إذا ركعوا وارفع الرأس إن هم سجدوا
ولستُ أدري إذا إمامهم سلم كم كان ذلك العددُ


ويبدو أنه لك يكن صادقاً في دفاعه عن نفسه واقناعه للناس بعدم التعرض له لتخلفه عن صلاة الجماعة، فإنه كان لا يصلى في بيته، إذ يقول بعض أصحابه: (كنا نكون عنده، فإذا حضرت الصلاة قمنا إليها، وجعلنا على ثيابه تراباً حتى ننظر هل يقوم يصلي، فكنا نعود والتراب بحاله وما صلى" هذا هو بشار بن برد الذي يسبح بشعره العلمانيون وأهل الحداثة!! لذلك لا غرو أن يدافع عنه الزنادقة الجدد كأدونيس في كتابه الثابت والمتحول.. لا غرو أن يدافع عنه بشار وحماد عجرد وأبي نواس وغيرهم من أهل الزندقة والمجون والخلاعة. لا غرو أن تحصل جيهان صفوت زوجة الرئيس الهالك أنور السادات على درجة العالمية من جامعة القاهرة بتقدير امتياز في رسالتها عن بشار بن برد شيخ الحداثة، ذلك المعذب صاحب الفكر المستنير ضد السلطة الرجعية!! لاغرو أن يتغنى الزنادقة الجدد بشعر شيخ الحداثة والخلاعة بشار بن برد الذي وضع اللبنات الأولى للزندقة وتسهيلها لدى عوام الناس عن طريق عذوبة شعره وتفننه في توليد المعاني. بشار بن برد شاعر الخلاعة والتحريض على الفسوق هو القائل:

قد لا مني في خليلتي عُمَرُ واللومُ في غير كنهه ضجرُ
قال أفق قلتُ: لا. قال: بلى قد شاع في الناس منكما الخبرُ


ثم يتمادى في وصفه للقبلة واللمسة ودغدغة المشاعر:

حسبي وحسبُ الذي كلفتُ به مني ومنه الحديث والنظرُ
أو قبلة في خلال ذاك وما بأسٌ إذا لم تُحَلََّ لي الأزرُ
أو عضةٌ في ذراعها ولها فوق ذراعي من عضّها أثرُ
أو لمسةٌ دون مرطها بيدي والبابُ قد حال دونه السترُ
والساقُ براقةٌ مخلخلها أو مصُّ ريقٍ وقد علا البَهرُ
واسترخت الكفُّ للعراكِ وقا لت إيه عني والدمعُ منحدرُ
انهضْ فما أنت كالذي زعموا أنت وربي مغازلٌ أشرُ
يا ربّ خذ لي فقد ترى ضرعي ن فاسق ما به سَكرُ



فعلى هذا المنوال نسج بشار قصائده التي تحض على الفحش والرذيلة ورغم تلونه وتفلته كثيراً من عقوبة الزندقة إلا أنه شهد عليه شهود عدول أمام قضاة يحكمون بما أنزل الله وفي حضور خليفة المسلمين المهدي فأمر بضربه سبعين سوطاً حتى هلك.. ولكن بقي شعره المفعم بالزندقة يتوارثه خفافيش الزندقة بغية تحقيق مآربهم الخبيثة.. أقول: أود أن أشير إلى أن هناك أديباً وناقداً كبيراً قد حلل شعر بشار بن برد بطريقة علمية رائعة ألا وهو الدكتور نجيب محمد البهبيتي أستاذ الأدب العربي بالقاهرة في كتابه الماتع (تاريخ الشعر العربي حتى أواخر القرن الثالث الهجري) وهو كتاب عظيم الفائدة طبعته مكتبة الخانجي بالقاهرة ودار الكتاب العربي بلبنان.. ويعتبر الدكتور البهبيتي من أفضل من سبر غور الشعر العربي القديم وخاصة شعر بشار بن برد بل إنه غاص في تحليل الصورة الشعرية لدى بشار وتحليل أوصافه وتراكيب أبياته وقارنها بصور شعراء سابقين بل إنه حطم أسطورة بشار بن برد الشعرية بالدليل.. تلكم الصورة التي يتغنى بها الحدثيون ومن على شاكلتهم، أتمنى أن ينشر هذا الكتاب على نطاق واسع لكي تعم الفائدة ويميز القراء الخبيث من الطيب.. صفوة القول في بشار بن برد: شاعر شعوبي حاقد كاره للعرب كرهاً شديداً، يفتخر بالفرس وبحضارتهم ويعتد بهم اعتداداً شديداً.. كان يقدس النار.. هو من كبار الزنادقة كانت زندقته دينية وإن جمع في نفس الوقت زندقة اجتماعية كما في هو ثابت في شعره من فسقه وفجوره، وإلحاده وكفره .. كان مستخفاً بالدين مضيعاً للفروض.. وقد كان بصيراً بالديانة الفارسية القديمة لدرجة أن صديقه في المجون حماد عجرد قال عنه: (إنه أعلم بالزندقة من ماني) .. وقد زجره الخليفة المهدي عدة مرات لما بلغه عنه من شعر ماجن وما نسب إليه من زندقة.. ولكنه كان ينفي حتى شهد رجال عدول أمام الخليفة أنه زنديق فأمر بمحاكمته ومن ثم أمر بضربه سبعين سوطاً حتى مات ورغم كل هذه الحقائق لم يزل الزناقدة الجدد يسبحون بشعره.. ولله في خلقه شؤون!!

ثالثا: الزنادقة الجدد :

لقد ابتلي هذا العصر بوجود مجموعة من الزنادقة الذين خرجوا من رحم المنظومات المعادية للإسلام وللأسف الشديد فإنهم منتشرون في كثير من المناحي الحياتية ولهم صوت مسموع في وسائل الإعلام والأخطر من ذلك كله أنهم يعملون في مجال تشكيل العقول وغسيل أمخاخ أجيال كاملة من المسلمين عبر مناصبهم في مجال التربية والتعليم على كافة مستوياته.. من أمثال طه حسين الملقب بعميد الأدب العربي ظلماً وزوراً.. ونجيب محفوظ صاحب رواية أولاد حارتنا التي نال بسبب جائزة نوبل المشبوهة!! ومحمد أركون المولود عام 1928 في منطقة القبائل بالجزائر.. وعزيز العظمة وهو سوري لا يؤمن بأي دين.. ومحمد بنيس من مدينة فاس ولد عام 1948.. وبلند الحيدري ولد في بغداد عام 1926م وهو ملحد زنديق.. أدونيس: واسمه الحقيقي على أحمد سعيد أسبر ولد بقرية قصابين بسوريا عام 1930م. اختار لنفسه اسم أدونيس وهي رمز لإله الخصب عند اليونان قديماً .. ومعتقده القديم مذهب النصيرية ثم صار شيوعياً ثم تأمرك وصار لا دينيا ومن كبار الزنادقة..... وغيرهم .


بقلم الدكتور هاني السباعي حفظه الله


يتبع
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-21-2007, 06:35 PM
البتار البتار غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

نجيب محفوظ الحاصل علي جائزة نوبل العالمية في الادب!!


هو الأديب المشهور .. والكاتب الروائي المعروف .. نجيب
محفوظ بن عبد العزيز السبليجي ، الحائز على جائزة نوبل العالمية في الأدب .. ولد وبالتحديد في ( 11/ديسمبر/1911م ) . نشأ و تربى وسط رفاق كما يصفهم : ( كان أصدقاء العباسية مجموعة متناقضة ، فيها كل نوعيات البشر ، من أسماها إلى أدناها .. فقد كان بينهم بلطجية .. و برمجية .. والعلاقة بيننا كانت حميمة ) . وكثيراً ما كان يذكر أصدقاءه هؤلاء ، بل ولا يستحي من ذكرهم فقد كانت تجمعهم الرغبات المكبوتة والتطلع إلى الرذيلة .. و هذا يدل على أنه لم يوفق في اختيار نخبة طيبة ترشده إلى طريق الصواب .. و هؤلاء الرفقة هم الذين نجدهم في رواياته ، فكان بالنسبة إليهم مثل المرآة التي أظهرت أجسادهم العارية و وجوههم القبيحة التي حاولوا إخفاءها .. وهذا يدفعنا إلى التساؤل عن نجيب محفوظ ، فإذا ما كان يصور أصدقاءه في رواياته و هو يعيش معهم ، فأي شخصية يمثل هو في رواياته ؟!

و قد كان كثيراً ما يذكر أنه كان محباً للموسيقى ، وأنه قد تربى على الغناء منذ صغره ، و درس الموسيقى كما يدرس أي علم فاضل ، فضلاً عن تردده على دور البغاء والسينما .. و لم يذكر يوماً أنه كان يتردد على حلق الذكر أو أنه تعب على حفظ القرآن والدعوة إلى الإسلام والتضحية في سبيله .. راجع : نجيب محفوظ في مجهوله المعلوم لعلي شلق ( ص 46 ) .

و بعد ذلك كله نجد من يقول : إن نجيب محفوظ قد نشأ في أسرة مكتفية متدينة !! وأن ذلك هو الذي حمل الطفل نجيب محفوظ على أن ينغمر في جو الدين .!! راجع : أدب نجيب محفوظ وإشكالية الصراع بين الإسلام والتغريب للسيد أحمد فرج ( ص 10 ) .

بعد ذلك توجه نجيب إلى مرحلة التخصص ، فكان اتجاهه أول الأمر إلى الفلسفة ، في أثناء دراسته اطلع على مقالات فلسفية للعقاد وإسماعيل مظهر و غيرهما فأصيب باهتزاز فكري ، وسرت فيه أفكار مريضة حتى إنه قال : خيل لي أنني سأعرف سر الوجود ، و مصير الإنسان بعد تخرجي . لقد كان متوافراً على قراءة الأدب العالمي ، لا يفوته جديد ، فكان جل همه التزود من الثقافة الغربية .. وطبيعي والحال هذه أن يتأثر بأولئك المنحرفين الضالين عن الصراط المستقيم ، خاصة وأن ثقافته الدينية ضحلة جداً .. إلا أن سلامة موسى - كاتب مصري ملحد الفكر علماني الاتجاه من مؤلفاته : نشأة الفكر عند الله - ، كان أكثرهم تأثيراً فيه ، بل إن تأثير سلامة موسى كان أقوى من تأثير جيل الرواد كـ ( طه حسين ) مثلاً و ( العقاد ) و غيرهما .. فسلامة موسى هو الذي قاده و رسم له حياته وأنار له دروبها و هو الذي وجهه إلى الفرعونية المصرية بدلاً من العربية الإسلامية ، وإلى الواقعية الاشتراكية العلمية .. ووضع كل حواسه في المرأة .

إن انحرافات نجيب الاعتقادية أكثر من أن تحصر .. يتخفى مرة وراء الرواية الأدبية ليلقي السهم تلو السهم مستهدفاً قلب العقيدة .. وهو الإيمان بالله تعالى .. هذا الإله الذي رمز له نجيب بأشخاص جعل منهم مثاراً للسخرية والتندر .. ومبعثاً للهُزء والكره ..

ففي روايته الشهيرة ( أولاد حارتنا ) التي اعتبرها أحب أعماله إليه والتي من أجلها كافأه اليهود بجائزة نوبل ، رمز إلى الإله سبحانه وتعالى بشخص سماه ( الجبلاوي ) وأعطاه في الرواية دور رجل متسلط على أهل الحارة ، و له أعوانه الذين يسيطر بهم على سكان الحارة ، و هؤلاء الأعوان هم الأنبياء الذين رمز لكل واحد منهم باسم و شخص !! .

وله رواية باسم ( الطريق ) رمز فيها إلى الله سبحانه و تعالى برجل اسمه ( سيد الرحيمي ) متطاولاً على الذات الإلهية ، ولا شك أن عقائد الإيمان لا تساوي شيئاً عند نجيب محفوظ ؛ و يدل على ذلك أن له رواية بعنوان ( الثلاثية ) وهي من أقذر الروايات التي تتحدث عن الجنس والرذيلة ، والتي صرّح فيها بأنه عبّر عن آرائه الشخصية من خلال أحد أبطال القصة و هو ( كمال عبد الجواد ) ، حيث أورد على لسانه كثيراً من قناعاته ، و وصفه في القصة بقوله : ( كان كأنما يود أن ينعي إلى الناس عقيدته ، لقد ثبتت عقيدته طوال عامين أمام عواصف الشك التي أرسلها ( المعري ) و ( الخيّام ) حتى هوت عليها قبضة العلم الحديدية ، فكانت القاضية ) ، ثم قال على لسانه : ( على أنني لست كافراً .. لا زلت أؤمن بالله ، أما الدين .. إن الدين ذهب .. كما ذهب رأس الحسين ) !!

فهو هنا يصرح عن زندقة ظاهرة ، عندما يزعم أن الإنسان يمكن أن يظل مؤمناً بالله دون أن يؤمن بأي دين ..

فطريقته المفضلة في بث عقائده الباطلة أن يوردها على ألسنة أبطال رواياته ، وهذا ما حصل منه أيضاً في رواية له باسم ( الحرافيش ) حيث ساق فيها على لسان ( عاشور الناجي ) كل ما أراد من فلسفات وآراء منحرفة ..

وعندما يواجه نجيب محفوظ بجرائمه الفكرية الكفرية .. يردد هذه العبارة : ( لا يوجد فهم نهائي للعمل الأدبي !! ) .

إنها إذن باطنية جديدة تتدثر بالأدب ، وغواية تتستر بفن الرواية ..

و لعله و قد آن للقلم أن يستريح من تدوين هذا العفن و هذا الفكر ، أن أشير إلى أن الأديب أو الكاتب عندما يكتب الكلمة ، فهو يعبر بها عن خلجات نفسه وتأملات فكره ، وحصيلة تجاربه ، و تخيلاته وخواطره .

فالكاتب لا يشرع في إشهار قلمه إلا إذا كان هناك دافع نفسي يدفعه إلى الكتابة و هو إشباع رغبة لديه في التعبير عما يريد و عما يتمناه .. و من هنا وانطلاقاً من العلاقة الوطيدة التي تربط بين الأدب و العقيدة فإن أعمال الفنان تعبر عن عقيدته كائناً ما كانت هذه العقيدة ..

و يؤكد نجيب محفوظ هذا بقوله : ( إن الأديب يختار شخصياته ؛ لأنه وجدها صالحة للتعبير عن شيء ما في نفسه ، كأنه يجدد شخصية تتسم بالضياع ، و كان الأديب وقتها يشعر بالضياع ، أو شخصية ثائر و كان وقتها يعاني من ثورة مكبوتة ) . أدب نجيب محفوظ أحمد فرج ( ص 56 ) .

فكل ما جاء في أعماله يُسأل عنه ، ولا تُسأل الشخصية ؛ لأنه جاء بها لتقول ما يريد في نسق الرواية ، و من هنا لا بد من نظرة فاحصة و متعمقة في قصصه و رواياته ، كيما نصل إلى دفين فكره و منخول عقله ، و مهما أطلنا النظر فلن نجد سوى العشق العارم للاشتراكية العلمية التي عرضها في صورة تغري بإحلالها بدلاً عن كل موروث ، و تلك الأطروحات والمسوغات لإباحة الرذيلة التي غدت قاعدة أعماله ، فلولا الانحراف – كما يقول – لما كَتَب ، فالجنس شيء ضخم جداً في الحياة بل هو الحياة ذاتها . أدب نجيب محفوظ ( ص 53 )

يتبع
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-21-2007, 06:39 PM
البتار البتار غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي



نجيب محفوظ صاحبُ الرواياتِ الوضِيعةِ فى مِيزَانِ الشَّريِعَة :::





يقول الشيخ الدكتور
محمد بن اسماعيل المقدم :



نجيب محفوظ الشاك فى كل قيمه , المتذبذب فى كل فكره , الضائع فى كل واد , المتحدى لعقيدة الامة , والمتجه ناحية المشارب الاخرى يعب منها حتى يطفح , فيفيض ما عليه على غيره, وينتكس بعد ذلك الى غيره.

وقد اتضح فى آثاره ظاهرتان خطيرتان
أولاهما : إشاعة الفاحشة , وتبريرها ,
وثانيتهما : الإلحاد , ولهذا يوليه الماركسيون إهتماماً خاصاً , و قد استخدموه فى دعوتهم الى الإباحية والى المفاهيم الاهدامة للإسرة والفتاة , وعمل المراة , وعلاقتها بالرجل .


وإذا علمنا انه صنيعة ( طه حسين ) و ( سلامة موسى ) , لم نستغرب اجتهاده فى تحطيم الشباب , فإن أستاذيه كانا يعرفان أنهما يقدمان سماً من نوع خطير الى الاجيال الجديدة , فيخدمان به دعوتهما , ويكوّنان جيلاً يحمل أفكارهما .

هذا وقد كافأته الأيدى الملحدة القذرة بمنحه جائزة نوبل للآداب لعام 1988 لتأليفه رواية ( أولاد حارتنا )وجاء فى حيثيات الترشيح الرسمية أن الرواية تعنى بالبحث الأزلى للانسان عن القيم الروحية ,فأدام وحواء وموسى وعيسى ومحمد وغيرهم من الانبياء يظهرون فى تخفٍ طفيف ,

وقد نُشِرَ ملخص هذه الرواية بجريدة النور عدد ( 22 ربيع الاول 1409 هـ ) , فإذا بها تتضمن الإلحد فى ذات الله , والتفريط فى جنب الله , والاستهزاء بكعبه الله , والتطاول عى مقامات أنبياء الله ,
وتجريح رسل الله , بما فيهم موسى وعيسى ومحمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين , والاستخفاف بملائكة الله , بحيث يتتحقق فى صاحب هذه الروايه قول القائل :

وكنت امرءاً من جند إبليس فارتقى .............. بى الحال حتى صار إبليس من جندى


ولا نبالغ إذا قلنا فى ضوء هذه الرواية التى رقّعت بوثنيات اليونان , وإباحيات الرومان , وخبث الماسون ,
وإلحاد الماركسيين ,لا نبالغ إذا قلنا إن انتساب ( نجيب محفوظ ) الى البشرية عار على الجنس البشرى , وأولى به ان يرجم كرجم العرب قبر أبى رغال ,وإن الكفر البواح , والشرك الاكبر الذين تلبس بهما ليجعلانه عدواً لدوداً لكل ذى دين ولو كان يهودياً أو نصرانياً , بله المسلم الموحد .}


شعر :

لا بُوركت تلكَ الأكف فإنّها ............ ضَربت على الالبابِ سَداً عَاتيا
حجَبت صديعَ الرُشد عنها فارتمت ...... تجتاب ليلَ الغَى أسفع ناديا
بعثُوا الصحائفَ يلتوينَ كأنما ............... بعثوا بهن عقارباً وأفاعيا
صحفٌ يزلُّ الصدقُ عن صفحَاتِها ........... ويظلُ جدُ القولِ عنها نابيا
ليت الزلازلَ والصواعقَ فى يدى ... ..........فأصُبُهَا للغافِلين قوافيا
فنيت براكينُ القريضِ ولا أرى ...... ما شفنى من جهلِ قومى فانيا
فلئن صمتُّ لأصمتن تجلداً ............. ولئن نطقتُ لأنطقن تشاكيا }
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-21-2007, 06:43 PM
البتار البتار غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي



ورحل الاديب العالمي نجيب محفوظ!!


(وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) (قّ:19)، بهذا الوصف الوجيز البليغ أخبرنا الله عن الموت، وسكرته، وعن الإنسان وحيدته.

ولا شك أن الموت بكل ما يحمله من مشاهد الاحتضار التي يعاني من سكرتها المحتضر، ويعجز المحيطون به عن الدفع عنه، ثم مشاهد الموت حينما يغيب الميت عن حياتنا، ولا يملك أن يعبر عن نفسه، ولا يعرف حال أهله من بعده، مشاهد تملأ القلوب إجلالا وخشية، وتحض النفس على التفكر والتأمل، ولكن الشيطان يحاول دائما أن يصرف الناس عن التأمل والتدبر النافع لهم في أمر آخرتهم.

توفي نجيب محفوظ عن عمر يناهز ال95 عاما –اللهم لا تردنا إلى أرذل العمر- تاركا وراءه تركة تحسده عليها شياطين الجن من هذا الركام الهائل من روايات الجنس والعهر والمسكرات، ومما يزيد الطين بله أن معظمها قد تحول إلى أفلام سينمائية يفني مؤلفوها، ومنتجوها، وممثلوها وتبقى أوزارها، ليحملوا أوزارهم فوق ظهورهم ومن أوزار الذين يضلونهم بغير علم.

وتبقى مصيبته الكبرى، وداهية دواهيه رواية "أولاد حارتنا" -التي منح عليها جائزة نوبل التي لايزال أتباعه ومداهنوه يفتخرون بها- التي كتبها ليكرس فيها ضلالة استغناء الإنسان المعاصر عن فكرة الإله -الذي رمز له بالجبلاوي- بالعلم –الذي رمز له بعرفة- مرددا قول اسياده وكبرائه من فلاسفة الغرب الذين يرون أن الإله مجرد فكرة كاذبة، ادعها المصلحون –الذين هم الأنبياء عندنا- لكي يصلحوا بها العالم، وكان هذا هو الحل المثالي قديما. وأما بعد تطور العلم الحديث، ووصول الإنسان لكل ما يصبو إليه من أمن ورفاهية على وجه الأرض، فلا حاجة لنا بفكرة الإله.

وهذا الرمز في الرواية لم يخف على أي متأمل لها، مما دفع الأزهر إلى منع تداولها بعد نشرها على حلقات في جريدة الأهرام في حقبة الستينات


وتبقى مصيبته الكبرى، وداهية دواهيه رواية "أولاد حارتنا" -التي منح عليها جائزة نوبل التي لايزال أتباعه ومداهنوه يفتخرون بها- التي كتبها ليكرس فيها ضلالة استغناء الإنسان المعاصر عن فكرة الإله -الذي رمز له بالجبلاوي- بالعلم –الذي رمز له بعرفة- مرددا قول اسياده وكبرائه من فلاسفة الغرب الذين يرون أن الإله مجرد فكرة كاذبة، ادعها المصلحون –الذين هم الأنبياء عندنا- لكي يصلحوا بها العالم، وكان هذا هو الحل المثالي قديما. وأما بعد تطور العلم الحديث، ووصول الإنسان لكل ما يصبو إليه من أمن ورفاهية على وجه الأرض، فلا حاجة لنا بفكرة الإله.

وهذا الرمز في الرواية لم يخف على أي متأمل لها، مما دفع الأزهر إلى منع تداولها بعد نشرها على حلقات في جريدة الأهرام في حقبة الستينات.

وكذا جاء ذلك التحليل في أكثر من دراسة حول أدب نجيب محفوظ، بعضها حظي بتقريظ نجيب محفوظ نفسه.

قد يقول قائل: ولكن الرجل قد تاب.

ويعلم الله أن توبة التائب مهما كان جرمه، وأثمه هي الهدف الذي نسعى إليه، وليس إلقاء الناس في دائرة الكفر والباطل، ولكن الذي حدث من نجيب محفوظ هو مجرد الامتناع من نشر الرواية إلا بإذن الأزهر. وهذه ليست توبة. بل مدارة للأزهر، ولعموم المسلمين. ثم إنه قد أعاد صياغتها في رواية "الحرافيش" التي قدم فيها ثلاث مجتمعات صغيرة:

الأول: مجتمع المساجد. ولكي يضفي عليها طابع التخلف اقتصر على مساجد الأضرحة والأولياء.

الثاني: مجتمع الخمارة.

الثالث: مجتمع المقاهي. الذي جعله المجتمع المثالي أمام تطرف المجتمعين الآخرين، مع إسقاطات فلسفية كثيرة تنقض فكرة الإيمان أصلا وموضوعا، ثم إن نجيب محفوظ سيظل هو نجيب محفوظ حتى لو صح الفرض الجدلي بتوبته –وهو لم يصح- فسيبقى أنصاره، وتلاميذه، بل وللأسف ومداهنوه –بعضهم من الإسلاميين- يثنون على ثلاثيته التي ملأها عربدة وعهرا، وعلى سلسة رواياته الإلحادية التي أبدى فيها شكا كبيرا في حقائق الدين، على ألسنة أبطال رواياته، وإن كان لم ينف عن نفسه فعليا في كثير من حواراته، حتى صرح بأنه اضطر إلى الإيمان بقلبه تاركا عقله في شكه كما هو.

وعموما لقد اغتر هذا الرجل بالعلم وبما قدم العلم الحديث للبشرية من رفاهية متناسيا أن الله هو خالق الكون، وهو الذي أودع فيه هذه الأسرار، وهو الذي هدي البشر إليها متى شاء، وكيف شاء.

ونريد أن نسأله هذه الأسئلة –ونحن نعلم أنه لا يملك الإجابة- ولكن لعل الَّذِينَ تَمَنَّوْا مَكَانَهُ بِالأَمْسِ يتوبون، ولا يتمنون مكانه اليوم.

قضى نجيب محفوظ السنوات الأخيرة من عمره وهو لا يستطيع أن يمسك بالقلم، الذي طالما كتب به ما كتب، هل كان يملي بعض الحوارات المبعثرة على بعض الببغاوات ليكذبوها باسمه في الصحف؟
أمضى نجيب محفوظ السنوات الأخيرة من حياته في آلام المرض والشيخوخة لا يعبأ به الناس، ولا بآلامه إلا حينما تدق الطبول الإعلامية تذكر خبر دخوله المستشفى أو خروجه منها.
عاش نجيب محفوظ حالة احتضار شارونية –نسبة إلى شارون الذي ستظل حالة احتضاره حالة تاريخية نادرة، ترى الناس كيف يستدرج الله أعداءه إلى عارهم وذلهم، وهم لا يدرون. فلو تأمل الصهاينة لحظة لسارعوا إلى إنهاء حالة الاحتضار المخزية لطاغيتهم شارون- وأجهزة عرفة ومعامله تحاول. ولكن هيهات، ترى لو كان يستطيع الكلام، هل كان سيأمر بنزع الأجهزة عنه لعله أن يستريح من عناء الاحتضار مع أن ما بعده أشد منه؟ أم كان سيتشبث بالحياة التى عرفها وأمن بها فرارا من المجهول الذي جحده وتشكك فيه؟

وأخيرا لقد مات نجيب محفوظ. فما الذي سيبكيه؟

المقاهي، والملاهي، ودور السينما.

من الذين سيشيعونه؟

الراقصون، والراقصات، والفنانون، والفنانات.

إن قيمة كل إنسان تعرف على وجه الحقيقة في الفراغ الذي سيتركه عند موته. فما هو الفراغ الذي سيتركه نجيب محفوظ في حياتنا؟ غير ما ذكرنا من أدب الكفر والإلحاد. أو على أحسن الأحوال أدب السكر والعربدة؟

وإذا كان الموت حقا على البر والفاجر، والصالح والطالح، وإذا كانت سكرات الموت شديدة على كل أحد، ولكن كفى بالإيمان مسليا لصاحبه عن آلام الاحتضار. وكفى بالرجاء معزيا لأهل المصائب في مصابهم. وكفى بالصدقات الجارية على أهل الخير والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر فضلا ورحمة ورضوان من الله تعالى.

وكما أن هناك صدقات جارية، فكذلك هناك سيئات جارية، كما في الحديث (من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة، لا ينقص من أجورهم شئ، ومن سن في الإسلام سنة سيئة كان عليه وزرها، ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، لا ينقص من أوزارهم شئ.)

فنصيحة لمن يحب نجيب محفوظ أن يخفف من تراكم الأوزار وتزايدها بما لا يعلم مداه إلا الله سبحانه وتعالى، وأن يمتنع عن نشر باطله، لاسيما ذلك الذي ضمنه الكفر والاستهزاء بالأنبياء وحقائق الإيمان، وإن كان كل تراثه حقيق بأن يتبرأ منه كل مسلم صادق غيور.

فاللهم يا ولي الإسلام وأهله مسكنا الإسلام حتى نلقاك عليه.
َ
رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-22-2007, 11:10 AM
البتار البتار غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وهلك (نجيب محفوظ)..!



حسين بن رشود العفنان


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

(1)

تردى (نجيب محفوظ) بعد أن خيط بجوفه الشك ،واستولى عليه الاضطراب، وهتك عقله الوهم، واستباح قلبه الخوف، و استهوته شياطين الجن والإنس، وغلبته وقيدت حريته، فضاع على وجه تلعب برأسه البلابل والوساوس، كما تلعب الأقدام بالكرة، فتقيأ كل ما في جوفه من إلحاد وفجور في رواياته وحواراته، كحال أساتذته وأقرانه الأشقياء وعلى صدرهم أستاذه سلامه موسى وغيره من خُشارة الكتّاب المنهزمين!

نفق (نجيب محفوظ) بعد أن ملأ رواياته إلحادا وتشكيكا بالله ـ عز وجل ـ وتطاولا عليه، فقال عن ربنا ـ تبارك وتعالى وتقدس ـ في روايته القذرة (موت الإله أو أولاد حارتنا ) وفي غيرها، قولا تشتعل من قِحته الرؤوس وتذوب من قبحه النفوس ـ تعالى الله وتقدس عما يقول هذا الظالم المعتدي ـ!

وفطس(نجيب محفوظ) بعد أن سخر بالأنبياء ـ عليهم الصلاة والسلام ـ وقذّر سيرتهم العطرة ـ شرفهم الله عن قول هذا الجاهل المعتوه ـ فوصف عيسى ـ صلى الله عليه وسلم ـ بأنه معتوه ضعيف العقل لا يغار على امرأته!!، وأن نبينا وحبيبنا محمدا ـ صلى الله عليه وسلم ـ زير نساء ومدمن خمر !!

وهلك (نجيب محفوظ) بعد أن استهزأ بالإسلام، وتنقص الشريعة، وهزل بالدين، وصور شخصيات الصالحين صورا منفرة يكذبها الحق وتمجها الحقيقة!

مات (نجيب محفوظ) بعد أن ثلم شرف الشباب والشابات، وجمّل لهم سكك الزنى وطرق الفجور.
فكم من عفيف سقط في شراكه! وكم من شريف هوى في كمينه ؟ وكم من طاهرة نُكس رأسها بسبب إبداعه!وكم من بيت تهاوت دعائمه بسبب إتقانه!

(2)

عرفنا جناية الإعلام وغشه، حين قال في الخائن (نجيب محفوظ) كقول التاريخ في خلفاء الإيمان، وشيوخ الإسلام ،وأعلام الفتح، وأدباء الحق!

وهذه سنته المفضوحة، وهي التسويق للرديء والفاسد، ونصبه منارة هدى ورشاد!

يقول الأديب الإسلامي الكبير د. وليد قصاب ـ متعه الله بالإيمان ـ :

فكم من أديب مجيد ومفكر ألمعي لا يكاد يسمع به أحد، ولم يعرف أدبه الطريق إلى دنيا الناس ولن يعرفه ، وكم من (متشاعرين ) هم اليوم حديث الغادي والرائح ، وهم أغث القوم قولا ، وأسفهم كلمة! (مقالات في الأدب والنقد ،ص114 ـ 115)

فكم أهمل وشكك بمن بلغت صناعته الفنية المنتهى، كالرافعي و الطنطاوي و نجيب الكيلاني وأحمد باكثير وعمر الأميري ومحمد ابن حسين وحلمي القاعود وعدنان النحوي و وليد قصاب وحسن الهويمل وعبد الرحمن العشماوي و عبدالمعطي الدالاتي وغيرهم وغيرهم من القدوات الإسلامية الكبيرة!

لكن التاريخ لن يظلم (نجيب محفوظ) ولن يعتدي على (الإعلام الخائن) لأنه سيسطر الحقيقة وسيفضح الخونة!

(3)

مذ عام 1409 حتى هذا العام1427 والمنهزمون تحت طاولة نوبل ينتظرون متى ترميهم بـ (عظمة) العالمية والإبداع! لأنهم أتوا بما لم يأت به إبليس، من إلحاد وفجور ولأنهم (أرقاء ) لا يجرؤ أحدهم أن يحكم بعالميته وإبداعه، دون الرجوع إلى سيده الكافر (أقصد الآخر)!

أي أننا مذ بعثة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وحتى الآن لم ننتج إلا نجيب محفوظ!

رأفة بعقولنا وعقول أجيالنا!فإن أذهاننا على عبقريتكم لا تقوى!

(4)

وهذه الصوايخ الإعلامية أوهمت بعض الأدباء : أن (نجيب محفوظ) جسر لا بد من عبوره إلى عالم الإبداع، فقتلوه بحثا ودراسة ،ومجدوا صناعته السردية ولمعوا أدواته الفنية، وأرهبوا النابتة والشباب والشيوخ بالجمود والرجعية، إذا لم يقرؤوا (نجيب محفوظ) ولم يعترفوا به! مع أن نبع ثقافته شحيح ،مقارنة بأدبائنا الذين ينهلون من إشراقات الوحيين، ومن إبداعات المسلمين ، إضافة إلى ما ينقونه من نتاج الكفار والغربيين وهذا المنتهى ـ والله ـ في الأصالة والتميز!

ولا يريد الأعداء من هذه (العملقة) إلا أن يضطروك فتتعلم قِحه (نجيب) وفجوره،فتخدش توحيدك، لذة دنياك ونعيمها، وتجرح عفتك، شرف حياتك وتاجها.

(5)

يقول الأستاذ الكبير العلامة أنور الجندي ـ رحمه الله تعالى ـ :
وأن الباحث في آثار نجيب محفوظ يجد ظاهرتين خطيرتين : الأول: الجنس ، والثاني: الإلحاد (الصحافة والأقلام المسمومة ص 209)

يقول الناقد الإسلامي الكبير حسن الهويمل ـ بارك الله في أيامه ـ :
{إن نجيب محفوظ لا يحمل هما عربيا ولا قوميا ولا إسلاميا في كل رواياته وانه لم يخدم الأدب العربي ولا الإسلامي ولا يهمه ذلك ، وهو في الحقيقة يخدم المؤسسات الماسونية وغيرها من المؤسسات المناهضة والمحاربة للإسلام...

وأضاف الهويمل قائلا: أنه عندما لم تجد هذه المؤسسات التي يخدمها نجيب محفوظ أي ملاحظات إسلامية عليه ولا على أدبه قامت بمنحه جائزة نوبل العالمية ومن لم يصدق ما أقول فليقرا رواية(أولاد حارتنا)}

{تحت المجهر ص 176 ـ 177 لفضيلة الشيخ عبد العزيز السدحان}

ويقول فضيلة الشيخ المربي عبد العزيز السدحان ـ تتابعت عليه الخيرات ـ عن نجيب محفوظ أنه : (صاحب فهم ماركسي علماني يمثل مذهب الرمزية...){تحت المجهر ص 172 لفضيلة الشيخ عبد العزيز السدحان}

وصلى الله وسلم على نبينا وعزنا وقدوتنا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين

ملحوظة: كل هذه المقالات منقولة وليس لي من الامر سوي تجميعها من اكثر من مصدر فجزي الله كتابها خيرا
رد مع اقتباس
  #6  
قديم 09-23-2007, 09:03 AM
البتار البتار غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

سلامة موسى

ترجمته([1]) :

قال الزركلي في الأعلام عنه: سلامة موسى القبطي المصري: كاتب مضطرب الاتجاه والتفكير . ولد عام 1304هـ في قرية كفر العفي بقرب الزقازيق. وتعلم بالزقازيق وباريس ولندن. ودعا إلى الفرعونية. وشارك في تأسيس حزب اشتراكي، لم يلبث أن حله الإنجليز واعتقلوه وسجنوه مدة. وجحد الديانات في شبابه وعاد إلى الكنيسة في سن الأربعين، وأصدر مجلة "المستقبل" قبل الحرب العامة الأولى وتعطلت بسبب الحرب. وعمل في التدريس، ثم رأس تحرير مجلة الهلال وكل شيء، حتى عام 1927، وقام بحملة على الصحافة اللبنانية بمصر، فنشرت دار الهلال رسائل بخطه تثبت أنه كان عيناً عليها لحكومة صدقي .

وصنف وترجم ما يزيد على 40 كتاباً ، طبعت كلها. منها: "حرية الفكر وأبطالها في التاريخ" و"نظرية التطور وأصل الإنسان" و"غاندي والحركة الهندية" و"أشهر قصص الحب التاريخية" و"التجديد في الأدب الإنجليزي الحديث" و"اليوم والغد" مقالات من إنشائه. و"التثقيف الذاتي" و"فن الحياة" و"العقل الباطن أو مكنونات النفس" و"المرأة ليست لعبة الرجل" و"تاريخ الفنون وأشهر الصور".

وجمع الناشرون مقالات له، بعضها مترجم، في كتب منها "اليوم والغد" و"مختارات سلامة موسى" و"في الحياة والأدب" .

وكتب في مجلات وصحف متعددة لم يكن يستقر في الانقطاع إلى إحداها، إلى أن مات عام 1378هـ في أحد مستشفيات القاهرة. وكان كثير

التجني على كتب التراث العربي، يناصر بدعة الكتابة بالحرف اللاتيني([2]).

ملخص فكره:

تدور أفكار النصراني سلامة موسى حول نشر الاشتراكية والعلمانية في بلاد المسلمين؛ كشأن صاحبيه فرح أنطون وشبلي شميّل ، إلا أنه فاقهم في ذلك؛ بحكم كونه مصري النشأة، مما جعله أجرأ منهم في نشر انحرافاته، وأكثر إنتاجاً.

ولقد تميز سلامة موسى عن صاحبيه –أيضاً- بتطرفه في الدعوة إلى تحرير المرأة، وتسهيل السبل أمامها للسفور والتبرج.



انحرافاته:

1- نصرانيته؛ فهو أحد أقباط مصر.

2- بغضه للإسلام وأهله، ومحاولة تزهيد الشباب عن التمسك به، وتصويره بأقبح الصور

يقول الهالك عن أمنياته وهو في سن الستين :

(لن أكف عن تأليف الكتب المقلقة، مثل: نظرية التطور، أو حرية الفكر. خمائر صغيرة أبعثها في أنحاء الوادي وغيره إلى الأقطار العربية؛ كي أزعزع التقاليد السوداء، وأحرق العفن الذي تركته على العقول المطموسة) (تربية سلامة موسى، ص 291).

ويقول: (ربما كان الأزهر أكبر ما عاق تفكيري الحر) (المرجع السابق، ص 338).

و(نادى بأن تتكاتف الجمعيات الخيرية القبطية لمواجهة أعدائها)! (العلمانية وطلائعها.. ، ص175-176).

3-دعوته إلى العلمانية في بلاد المسلمين؛ فهو أحد طلائعها.

يقول: (إذا خرج الدين من دائرة علاقة الإنسان بالكون، وأخذ يقرر أصول المعاملة بين الناس، من تجارة وزواج وامتلاك وحكومة ونحو ذلك، فإنه عندئذٍ يقرر الموت لكل من يؤمن به) (مقدمة السبرمان، ضمن المؤلفات الكاملة لسلامة موسى 1/23).

ويقول : (الرابطة الدينية وقاحة. فإننا أبناء القرن العشرين أكبر من أن نعتمد على الدين جامعة تربطنا) (اليوم والغد، ضمن المؤلفات الكاملة لسلامة موسى، (1/661).

-يقول فتحي القاسمي: (ما انفك سلامة موسى يدافع عن مشروعه العلماني على امتداد خمسة عقود من الزمن) (العلمانية ..، ص305)

-ويقول : (كان كتابه "مقدمة السبرمان" 1910م دعوة مبكرة للعلمنة -التي تواتر ذكرها فيه مراراً- ) (السابق، ص178)

-ويقول عنه أيضاً-: (كان يطمح إلى بناء مجتمع علماني) (السابق، ص217-218).

4-دعوته إلى الاشتراكية:

حيث (كان طبعه لكتاب "الاشتراكية" بمصر 1913م دعوة ملحة من أجل قيام مجتمع اشتراكي فكراً وممارسة) (السابق، 178).

يقول سلامة: (إني أعتقد بالمستقبل الاشتراكي للعالم كما لمصر، وأعمل له) (تربية سلامة، ص 319).

ويقول : (ليس في العالم من تأثرت به وتربيت عليه مثل كارل ماركس) (السابق، ص 313).

-ويقول عنه موسى صبري: (هو في مقدمة العقول التي دعت إلى الفكر الاشتراكي في مصر) (أبي، لرؤف سلامة موسى، ص25،26).

-ويقول القاسمي في كتابه (العلمانية وطلائعها في مصر):

(لقد استمر سلامة موسى يدعو إلى الاشتراكية على امتداد نصف قرن) (ص 253) .

وقال عنه –أيضاً-: (أُشْرب قلبه حب الاشتراكية والمبادئ التي نادى بها ماركس) (السابق، ص172)

وألف في ذلك كتاباً بعنوان (الاشتراكية) –كما سبق-.

5-دعوته إلى وحدة الأديان: وهذه الفكرة من أخطر الأفكار وأخبثها في صرف المسلمين عن دينهم، أو ترويج الكفر بينهم ورضاهم به، وخلط الحق بالباطل([3]).

وقد غلف الهالك دعوته تلك بالترويج لفكرة (الإنسانية) التي اقتبسها من إخوانه نصارى الغرب ؛ لتمرير فكرة (وحدة الأديان) بين المسلمين.

يقول فتحي القاسمي: (كان سلامة موسى قد تربى منذ شبابه على حب الإنسانية، وظل تعلقه شديداً بآراء "نيتشه" الذي مجَّد قوة الإنسان، واعتبر سلامة موسى ثاني من عرّف بآراء "نيتشه" في الشرق، وذلك منذ سنة 1909م. وقد كان إفراطه في الاعتداد بالإنسان، والإيمان بتفوقه شديداً لما كان طالباً بلندن، وهو ما حفزه على تأليف باكورة إنتاجه "مقدمة السبرمان" الذي بدا فيه نيتشياً إلى النخاع) (العلمانية.. ص239).

-ويقول سلامة عن نفسه: (إني أؤمن بالمسيحية والإسلام واليهودية) (تربية سلامة موسى، ص 317).

ويقول : (إن جميع الأديان سواء، حيث إنها تنشد الحياة الطيبة) (السابق، ص254).







وقال معلقاً على أبيات الملحد ابن عربي:

وقد صار قلبي قابلاً كل صورة فمرعىً لغزلان ودَير لرهبـان

وبيــت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قـرآن

أدين بدين الحـب أنى توجهت ركائبه فالحـب ديـني وإيماني

(من الحسن أن تذاع مثل هذه الأبيات الذهبية وتُعلق في بيوتنا على الجدران)!! (السابق، ص 258).

6-دعوته إلى تحرير المرأة: (حيث كان من المعجبين بمظاهر تحرر المرأة الفرنسية، وخصوصاً الإنجليزية، وكان من المتأثرين بالحركة النسائية في العالم) (العلمانية..، ص 260).

و(كان متحمساً للاختلاط بين الجنسين، ومعتبراً التحرر الجنسي عند الفرنسيين –مثلاً- سعادة) (السابق، ص 263)

7-دعوته إلى (الدارونية) : ثم التدرج منها –كما فعل أصحابه- إلى تطور الأديان؛ لمحاولة صرف المسلمين عند دينهم.

-يقول سلامة موسى عن نظرية دارون بأنها : (غرست في نفسي مزاج الكفاح ؛ لأنها تصدت للعقائد والتقاليد) !! (تربية سلامة موسى، ص176)

-ويقول : (التطور ناموس عام يشمل جميع الجهود الإنسانية الأدبية والمادية والاجتماعية لا تستثني في ذلك الأديان والمذاهب) (مختارات سلامة موسى، ص59).

-بل وصل به تطرفه في الدعوة إلى نظرية دارون إلى أن قال بأن على : (أبناء الشعوب العربية أن يجعلوا من التطور عقيدة، بل عقيدة دينية، إذا كفر بها إنسان فإنه لن يعاقب على كفره بجهنم بعد الموت، ولكنه يعاقب بالموت أو الفقر والذل وهو حي في هذا العالم)! (الإنسان قمة التطور، سلامة موسى، ص 137).

-وقد (أصدر كتابه "نشوء فكرة الله" 1912م لبيان أن التوحيد سابق للأديان السماوية !! وقد اعتمد في ذلك على آراء "جرانت إلين") (العلمانية..، ص178).

8-دعوة المسلمين إلى الامتزاج بأوروبا والغرب، موهماً إياهم بأن ذلك السبيل الوحيد للنجاح والفلاح، يقول سلامة:

(الرابطة الحقيقية التي تثبت على قاعدة وترسخ ولا تتزعزع، هي رابطة الحضارة والثقافة، هي رابطتنا بأوربا التي أخذنا عنها حضارتنا الراهنة، ومنها تثقفنا ثقافتنا الجديدة) (اليوم والغد، ضمن المؤلفات الكاملة لسلامة موسى(1/662).

9-دعوته إلى محاربة اللغة العربية والانتقال عنها إلى اللاتينية!، يقول الهالك : (لن يكون في بلادنا نهضة علمية، ولن ترقى الصناعة إلا حين تتخذ الحروف اللاتينية أي لن تستعرب العلوم إلا إذا "استلتن" الهجاء العربي) (البلاغة العصرية واللغة العربية، سلامة موسى ، ص165).

هذه أبرز انحرافات النصراني القبطي سلامة موسى على عجل، تكشف مدى مساهمته في حمل لواء التغريب في بلاد المسلمين، حيث ضلل الكثيرين من أبناء الإسلام ممن رأوا فيه (طليعة) حضارية ! وعقلاً متقدماً ، فتربوا على أفكاره وتراثه ، فكان لهم المرشد إلى الشر،ومن هؤلاء علي سبيل المثال نجيب محفوظ صاحب الروايات الوضيعة..
أسأل الله أن يبصر المسلمين بأعدائهم ، وأن يُحبط كيد اليهود والنصارى، وينصر دينه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.




--------------------------------------------------------------------------------

([1]) نقلاً عن الأعلام للزركلي (بتصرف يسير)، والعلمانية وطلائعها في مصر، لفتحي القاسمي (ص 170 وما بعدها).

([2]) أحمد أبو كف، في مجلة الكتاب العربي : العدد 28 وإبراهيم التيوتي، في جريدة العلم بالرباط 15/8/1958 والعهد الجديد 13/8/58 والأهرام 10/8/58.

([3]) انظر لمعرفة خطر هذه الفكرة الكفرية: كتاب (الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان) للشيخ بكر أبو زيد –وفقه الله-.



رد مع اقتباس
  #7  
قديم 09-24-2007, 12:35 PM
البتار البتار غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

طه حسين، توفيق الحكيم، نجيب محفوظ، سلمان رشدي، حيدر حيدر، وغيرهم من الكتاب: لماذا يتهجمون على الإسلام؟

بقلم مصطفى فرحات




هو سؤال يتبادر إلى الذهن عندما نجد هذا الكم الهائل من الذين تصدروا ساحة الأدب العربي و الإسلامي – والذين أريدَ لهم أن يكونوا حاملي رايته في العصر الحديث – وهم يحملون هما موحدا وقاسما مشتركا جمعهم على اختلاف أوطانهم وتعاقب أزمانهم، ألا وهو الطعن في الإسلام، فلماذا هذا التهجم؟ ولماذا تبنى أمجاد أمثال هؤلاء على بقايا الإسلام الجريح الذي لا زال يئن و ينزف، و لا زالت عواصف الفتن والكيد تنخر في جسده الطاهر المتماسك على الرغم من شدة وقع الحوادث والخطوب؟ ولماذا تحفل وسائل الإعلام العربية والغربية بأمثال هؤلاء بينما تسعى إلى تهميش كل أديب لا زال يحمل بين ضلوعه قيما وأفكارا أرضعها مع مبادئ الإسلام و منهجه؟


بين العقاد و طه حسين


لعل أحد الأمثلة البارزة فيما نحن الآن بصدد ذكره ما حدث للأستاذ العقاد و طه حسين، فإنه على الرغم من تبحر الأستاذ العقاد في ميادين الأدب العربي وغيره، وفي ميادين الفلسفة والفكر بمختلف أنواعه، مما جعله يتقدم طه حسين وجل طبقته في مصر والعالم العربي، إلا أن التفخيم والتشهير اللذين نالهما الدكتور طه حسين كانا أكثر مما ناله الأستاذ العقاد، بل إنه لم يتحصل – حسب علمي – على أية جائزة جديرة بالذكر والاعتبار، بينما حصل طه حسين على العديد من الجوائز في مصر وأوروبا، ولُقب بعميد الأدب، وأُبرز للناس على أنه رائد الثقافة والأدب العربيين دون منازع. ولعل المتأمل لما يحدث في الساحة الإعلامية اليوم يدرك سر التعتيم الذي مورس على الأستاذ العقاد، فنزعته الإسلامية التي تحكمت في كثير من كتبه بشكل جلي وواضح، إضافة إلى دفاعه المستميت على الموروث الثقافي العربي والإسلامي، وتهجمه العلمي على كثير من الآراء والأفكار الغربية ونقدها نقدا قويما مما خلق له العداء مع كثير من المثقفين في زمنه، كل ذلك كان له الأثر الواضح في سياسة تجعل من التبعية إلى العالم الغربي مفتاح كل نجاح وسر كل فوز.
ومن كان في شك من ذلك كله، فليقرأ كتبه التي خلفها شاهدة على منهجه، ليقرأ "حقائق الإسلام وأباطيل خصومه" ليعرف زيف الشبه المثارة حول الإسلام، ثم ليقرأ سلسلة العبقريات في ترجمة بعض أعلام الصحابة، وليقرأ بعدها كتبه في الإسلاميات، ثم ليقارن بما تركه طه حسين بين أيدينا، ليقرأ آراءه حول الشعر الجاهلي في كتاب يحمل هذا العنوان، وينظر بجلاء كيف يشكك في وجود تراث شعري مثل هذا التراث، فيقرر أنه من وضع الأدباء بعد الإسلام، وهو بذلك يكرر أسطوانة المستشرق "مارجوليوث" التي ذكرها قبل طه حسين بسنة واحدة. ومن تأمل أفكار طه حسين عرف سر سطوع نجمه، كيف يقرر أن القرآن حوى جملة من الأساطير ككون إسماعيل وإسحاق عليهما الصلاة و السلام أخوة، وأنه لا يمكن لنا التقدم والرقي حتى نأخذ ما في الحضارة الغربية بحذافيرها خيرها وشرها، إلى غير ذلك من الآراء التي تخالف الإسلام جملة وتفصيلا. وهذا لا يعني أننا نصنف طه حسين في مصاف الجهال، بل إن كتاباته تشهد أنه على قدر كبير من المعرفة، وإنما ذكرنا هذا لنعلم سر المفارقة بينه وبين من هو أفضل منه، ولماذا يُشهّر هو ويُقبر ذاك.



شيطان الحكيم!!





ثم نعرج إلى ذكر مثل آخر.. ألا وهو مثل توفيق الحكيم، فإنه كذلك من الأدباء الذين كان لهم دور بارز في حركة الأدب العربي في القرن العشرين، إلا أنه كسابقه كان يصطاد في الماء العكر الذي أهله – ربما – لأن يكون من الأسماء العربية اللامعة في مجال الأدب. الشيطان عند توفيق الحكيم يبرز بوجه غير الوجه المذكور في الكتب السماوية، بل وحتى في أذهان الناس، فهو عنده كائن مظلوم لا يستحق ما ألصق به من الصفات والألقاب. يصوّر توفيق الحكيم في إحدى قصصه الشيطان بهذه الصورة.. يندم على عصيانه أوامر ربه فيذهب ليستفتي شيخ الأزهر إن كانت له توبة، ولما كان علم شيخ الأزهر محدودا ولم يكن يتصور وقوع نازلة كهذه، فإنه يحيله إلى من هو أرفع منه، فيذهب إلى جبريل سائلا هل له من توبة، وجبريل كغيره لا يمكنه الإجابة عن سؤال مثل هذا فيكل ذلك إلى رب العالمين، فلمّا يصعد الشيطان إليه، يُلعن ويُطرد ويُعلَم أنه ليست له توبة.و تأخذ الشيطان حالة من اليأس والشعور بالألم والظلم، فينادي:
أنا الشهيد، أنا الشهيد، فتناديه السماوات والأرض والجبال: أنت الشهيد، أنت الشهيد. فتخبطات الصرع من أمثال هذا الكلام الذي لا زال الكثير يصر على إدماجه في ميدان الأدب الواسع لدليل على سبب اشتهار أولئك الكتاب عند العام والخاص في الدول العربية والغربية، لا لبراعتهم في الكتابة والأدب، بل لكونهم من الذين ساهموا في تحطيم كل القيم والرموز الثابتة التي تقض مضجع المستعمر وتُعيق إحكام قبضته الحديدية على العالم بأسره، وصدق قول أحدهم فيه: "لا توفيق ولا حكمة"!


نجيب محفوظ... أديب بلا أدب



يظن البعض أن هذا المقال يهدف إلى تحطيم كل رموز الأدب العربي في العصر الحديث، كما يظنون أن التحامل والإجحاف سببا كل ما نذكره هنا، إلا أننا نقر بهدوء ويقين أننا أبعد ما نكون عن ذلك كله، وحسبنا أن نقدم الدلائل المنطقية التي تؤيد صحة ما ذكرنا ولا ضير أن نخالف كائنا من كان بعد ذلك. يعد نجيب محفوظ نقطة من نقاط التحول في تاريخ الأدب الحديث، فهو العربي الأول الذي يحظى بنيل الجائزة التي يحلم الكل بأخذها ليسطر اسمه في صحائف التاريخ. وعلى الرغم من كون نجيب محفوظ من الذين يتميزون بعبقرية التصوير الفني والكتابة القصصية، إلا أن الذي يقرأ رواياته يدرك أن هذا لم يكن المعيار الوحيد لنيله جائزة دولية كهذه، وذلك لوجود من هو مثله أو أفضل منه، إلا أن الفارق بينه و بين غيره هو تلك الأفكار التي يبثها في رواياته، ولا نريد أن نتكلم هنا عن بعض المقاطع التي تلهب الغريزة البشرية لأن المعترض له أن يقول أنه بصدد تصوير واقع لا غير، ولكن الذي يهمنا هنا هو هجومه الصارخ على القيم والثوابت الإسلامية، ونرى معه عبر صفحات قصصه قوله مبررا ردة أحد أبطال رواياته وتخليه عن الإسلام: "وأين الدين؟ ذهب يوم ذهب رأس الحسين"، ناهيك عن نصوص الشك في الإسلام وقيمه التي حشا بها كثيرا من كتبه، بل صرح هو نفسه أن شخصيات قصصه إنما كانت تعبر عما يدور هو في نفسه. وذكر في تصريح صحفي أنه قد قال عبر قصصه كل ما يريد قوله، وسئل مرة عن من كان يمكن له استلام جائزة نوبل للأدب غيره، فذكر أن أحق أحد بها هو الأديب المفكر سيد قطب – رحمه الله – لولا أنه انحرف!! (بمفهوم نجيب محفوظ طبعا). فنحن نرى أن كاتبا كهذا هذه أفكاره وتوجهاته، ثم إنه لم يظهر العداء للكيان الصهيوني الذي طالت يده أجزاء من مصر، لجدير أن ينال كل تكريم وجائزة، ونردد نحن ما قاله القاضي عبد الوهاب المالكي البغدادي:
أصبحت فيمن لهم دين بلا أدب
ومن لهم أدب عار عن الدين
أصبحت فيهم وحيدا (لا أنيس معي)
كبيت حسان في ديوان سُحنون



سلمان رشدي، لا سلم و لا رُشد !!


وحكاية سلمان رشدي أشبه ما تكون بقصص الخيال التي نادرا ما تتجسد على أرض الواقع. إنها قصة رجل مغمور لا يسمع به، احترف مهنة الكتابة في زمن كثر فيه المدعون، وذات يوم قرر أن يكتب عن الإسلام، فكتب "آيات شيطانية" التي رفعته إلى مصاف الرجال المشاهير، وبين عشية أو ضحاها، لفت أنظار العالم كله إليه، وأصدرت الجمهورية الإيرانية فتوى بقتله ورصدت لذلك مكافأة تقدر بملايين الدولارات، وأنكر العالم هذا التصرف، مطالبا بضرورة احترام الحريات الفردية ولكل كاتب أن يكتب ما يريد، فصار سلمان رشدي حينئذ من أشهر الناس على الإطلاق لدرجة أنه استدعي من طرف الرئيس الفرنسي في قصر (الإيليزيه) بباريس قصد تكريمه، مع العلم أن فرنسا نفسها أصدرت قرارا بمنع كتاب المفكر "رجاء غارودي" المعنون بـ: "الأساطير المؤسسة للدولة الإسرائيلية" من الصدور وفرضت على كاتبه غرامة مالية بتهمة "العداء للسامية" مع أن كتابه جار على النسق العلمي!! وهكذا كان الإسلام مطية يتخذها الطاعنون ليبلغوا قمة المجدوالشهرة بالرغم من تفاهة مؤلفاتهم وضعف مستواهم العلمي والأدبي.


"حيدر حيدر" يقدم نفسه وليمة لأعشاب البحر ! !



وتكرر نفس السيناريو مرة أخرى مع كاتب سوري يزاول مهنة التعليم في الشرق الجزائري، لم يسمع أحد به إلى اليوم الذي أصدر روايته "وليمة لأعشاب البحر"، والتي طارت به في سماء الشهرة والأضواء.وكسابق المشاهد المتكررة، يُتخذ الإسلام غرضا للطعن والتشويه، كما تتخذ القيم والثوابت موضوع كتابة يجمع الغث
والسمين، وعلى حد تعبير شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:"لحم جمل غث على جبل وعر، لا سمينا فينتقى، ولا سهلا فيرتقى".وينساق الكاتب المغمور في هذيانه المحموم حتى يتطاول على الله سبحانه وتعالى، فيصفه بكونه فنانا فاشلا، لأن أنف حبيبته طويل!ولو أنصف الجاهل نفسه لعلم أنه هو الفاشل حقيقة، لا يحسن غير الإساءة لله والإسلام، وأن وجود أمثاله ممن يكتبون لدليل على فشل الأمة التي صار كل شيء فيها حمى مستباحا لكل من هب ودب، اللهم إلا الحكام الذين صاروا أقدس !


الإسلاميون و الرقابة


وككل بادرة، وعند كل شاردة وواردة من أمثال هذه القضايا، يتعالى صوت الإسلاميين من كل حدب وصوب، بالحكم على المؤلف بالردة تارة، وبالمطالبة بسحب كتابه تارة أخرى، مما يجعل لقضية الكاتب أبعادا أخرى تختلط فيها السياسة بالقيم، فيعوي فرد من هنا ويصيح آخر هناك مطالبين باحترام حقوق الإنسان والحريات الشخصية.وإنه لمن الجدير بالذكر أن نقول أولا إن الضجة الإعلامية التي صار وراءها الإسلاميون قد زادت في السنوات الأخيرة مع انتشار الصحوة الإسلامية المباركة، وإننا نرى ذلك علامة من علامات الصحة لا المرض، ولنا أن نذكر أن كتابات أمثال أولئك الذين تشابهت قلوبهم قبل عشرين سنة لم تكن تلقى مثل هذه المعارضة التي تلقى اليوم، إلا أنه ينبغي لنا أن نعلم جيدا أن مسائل الأدب و الرقابة والانضباط بضوابط الشرع لا يمكن أن تنطلق من فراغ، فإن غياب الحكم الإسلامي الفعلي في الدول الإسلامية كان أكبر عامل لبروز أمثال هؤلاء الذين يتخذون الطعن في الإسلام مطية للبروز إلى فضاء الشهرة وعالم الأضواء.ولذلك كان لزاما على كل المتصدين ألا ينساقوا وراء هذه اللعبة القذرة، فإن كثيرا من الكتّاب الطاعنين يراهنون على اشتهارهم بمدى معارضة الإسلاميين لكتاباتهم، ولو تُركوا في ركن ركين لا يؤبه بهم لعادوا من حيث أتوا، و لما كان لهم ذكر في هذا الوجود الذي انقلبت فيه معظم الموازين. وثمة شيء آخر نحب التنبيه عليه، وهو أن كثيرا من أمثال هذه القضايا يراد لها أن تبرز إلى الوجود قصد تحوير الرأي العام وصرفه عن قضايا أهم من ذلك كان الأولى أن يلتفت إليها وتؤخذ بعين الاعتبار كقضية السلم المزيف في الشرق الأوسط وانتفاضة فلسطين وقصف العراق وأمثال ذلك من القضايا التي يراد لها أن تمرر في صمت رهيب سببه اشتغال المسلمين بقضايا أعقد وأخطر (أو أهون و أحقر) كقضية "حيدر حيدر" وأمثاله من المهزومين الذين لا وزن لهم، وعلينا جميعا أن نلتزم وصية الشاعر القائل:
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا لعزَّ هذا الصخرُ مثقالٌ بدينار



أدب ومأدبة



وعلينا أن نعلم كذلك أنه ليس كل من تصدى للكتابة كاتب، ولا كل من تبجح بكونه أديبا يعدُّ كذلك، فإن كثيرا من الذين تسموا بالأدباء إنما فعلوا ذلك ليشبعوا نهم بطونهم وينساقوا وراء غرائزهم، همهم الإطاحة بكل أصيل جميل، ولعمري لئن كان الفن جمالا، فإن الحق لهو ذروة الجمال ومصدره، والأديب الحق هو الذي يسعى لنشر الفضائل وطمس الرذائل، ينصر الحق ويعلي رايته، ويهزم الباطل ويُدحض حجته، أما تسويد الأوراق بالحبر، فإنه لا يعدو أن يكون هذيانا، وإن أصر أصحابه على التسمي بالأدباء فإننا نشد قول الشاعر:


تصدى إلى التدريس كل مهوَّس بلـيد تسمـى بالفقيه المُدَرِّس
فحُقَّ لأهل العلم أن يـتمثـلوا ببيت قديم شاع في كل مـجلس
لقد هزلت حتى بدا من هزالها كلاها و حتى سامها كل مُـفلس
رد مع اقتباس
  #8  
قديم 12-30-2008, 06:16 AM
أبو عمر الأزهري أبو عمر الأزهري غير متواجد حالياً
الأزهر حارس الدين في بلاد المسلمين
 




افتراضي

الموضوع مختوم مثبت ياثبتَكَ الله على الحق
أحسنَ اللهُ إليكَ في الدنيا والآخرة كما تمدنا بهذه الموضوعات التي هي كالدرر .
رد مع اقتباس
  #9  
قديم 12-30-2008, 05:31 PM
احمد الزيني احمد الزيني غير متواجد حالياً
عضو فضى
 




افتراضي

جزاك الله خيراً ..
مقالة رائعة
رد مع اقتباس
  #10  
قديم 01-04-2009, 04:10 AM
أم عبد الرحمن السلفية أم عبد الرحمن السلفية غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي


ما شاء الله .. تبارك الله .
جزاكم الله خيراً ونفع بكم .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 04:28 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.