انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


كلام من القلب للقلب, متى سنتوب..؟! دعوة لترقيق القلب وتزكية النفس

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-11-2012, 06:36 PM
رداد السلامي رداد السلامي غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




افتراضي وقفة مع آية.

 

أمس كنت أستمع لصوت مقرئ ليبي بإنصات اسمه بشير عباس سافاري ، كان له صوتا نديا ، متدبرا في تلاوته للقرءان الكريم ، وهو يقرأ من سور الاعراف هذه الآيات : "( سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا ذلك بأنهم كذبوا بآياتنا وكانوا عنها غافلين ( 146 ) والذين كذبوا بآياتنا ولقاء الآخرة حبطت أعمالهم هل يجزون إلا ما كانوا يعملون )

حين سمعتها سرت قشعريرة في جسدي ، أحسست معها بهول الوعيد ، وسألت الله ان لا يجعلني من هؤلاء الذين يتكبرون في الارض بغير الحق. لأن الكبر يستدعي استحقاق صرف الله لآياته عن الذين يتكبرون في الارض بغير الحق ، فالمتكبر قد يكون قارئ للقرءان لكنه منزوع من ملكة الفهم والتدبر لآياته والتفاعل معها والتأثر بها ، والكبر حالة وصلت بصاحبها الى جمود في القلب والضمير ، أصبح من غير الممكن معها ان يعي أو يتأثر بالآيات ، ويؤثر بوعي كامل طريق الضلال على طريق الهدى ،
وطريق الشر على طريق الخير ، وسبيل الغي على سبيل الرشد ، وأسوء شيء أن يقرا الانسان القرءان لكنه لا يتأثر بآياته ولا يتعظ بها ، فهو سبيل الرشد لكنه يقرأه ثم لا يتخذه سبيلا ، فهناك من يقرا القرءان ثم لا يعمل به ، ولا يتخذه منهجا لحياته وسلوكه وتصرفاته ن ولا يتمثله كسبيل للرشد ، بل يسلك سبيل الغي ، ويتنكب هدى القرءان، لأن الايمان يدفع للعمل ويحرك ذوه نحو الاتجاه الصحيح الذي أراده الله.

ذلك أن هناك تكذيب نابع من القلب ، فلو كان القلب مؤمنا مصدقا لما كان مسلك هؤلاء على الضد مما أراده الله ، فالقلب حين يصدق يأتي مسلك الانسان سويا متناغما مع الصدق الداخلي الذي يملأه ، مع الايمان المستقر فيه ، واليقين الثابت الذي لا يشك لحظة بالله عز وجل وان هذا القرءان هو من عنده.

ما الذي يدفع البعض إلى أن يرى طريق الرشد لا يتخذه سبيلا ، وإن يرى طريق الغي يتخذه سبيلا؟ إن هذه الحالة تتمثل في أنه لا إجبار علي احد أن يسلك ما يؤدي به الى الهلاك في الدنيا والاخرة ، لكن الآية تؤكد أن ذلك الانحراف ينبع من الانسان ذاته ، من كبرياءه الداخلي الفارغ الذي جعله يتنكب عن قصد طريق الرشد ، ويتبع بوعي طريق الغي " .
وأسوء شيء أن ترى طريق الحق فتتنكبه ، وترى طريق الباطل فتسلكه ، والحق الذي جاء إلينا به محمد صلى الله عليه وسلم هو القرءان الكريم ، الذي دلنا على طريق النجاة كي نسلكه وحذرنا من طريق الهلاك كي نجتنبه ، وحين لا يؤمن الانسان بذلك فإنه متكبر ، وفي الحياة تتجلى امامه طريق الرشد جلية واضحة لكنه لا يستطيع أن يسلكها، لأن الكبر حال بين بينه وبين أن يتخذه سبيلا ، فيعبر طريق الغي بوعي لأن تلك هي النتيجة الحتمية للمتكبرين في الارض بغير الحق.


رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 01:49 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.