06-28-2012, 12:06 PM
|
|
هل مشاهدة الأفلام الكرتونية تؤثر على عقلية الطفل؟!
http://www.alukah.net/Fatawa_Counsels/0/41984/
السؤال
ابني عمره 5 سنوات، يُشاهد أفلام الكرتون لأوقاتٍ طويلةٍ، قد تبلغ 8 ساعات يوميًّا، المشكلةُ أنه يُقلِّد هذه الأفلام، فيتحدَّث مع نفسِه، وعندما يلعب يقول: إنه يُحارب الأشرار! ويتحدث مثل مَن في الأفلام، وكأنه يتقَّمص شخصياتهم!
في نومه أجده يصرُخ كما في الأفلام الكرتونيَّة، فهل هذا طبيعي؟ وهل هذه الأفلام تؤثِّر على عقله؟
الجواب
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أهلًا وسهلًا بكَ أخي الكريم في شبكتنا الألوكة, ويُسعدنا أن نتلقَّى استشاراتكم ومساعدتنا لكم دومًا.
أمَّا بالنِّسبة لسؤالكَ، فيعتقد بعضُ الآباء والأمهات أنَّ جلوس الطِّفل بالساعات أمام الأفلام الكرتون يشغله عنهم، فيستطيعون القيام بأعمالهم بدون إزعاج!
مبدئيًّا هذه الأفلام قادِمة لنا من ثقافاتٍ مختلفة عنْ بلادنا العربية، وأهدافنا الإسلاميَّة، وأهدافها ربحيَّة، ولا تهتم بمُحتوى ما بداخله مِن غَرْس قيَمٍ وأخلاقيات، وتحتوي على بعض الألفاظ التي يجب أن نبعدَ الأطفال عنها!
أيضًا تعمل هذه الأفلام على تحريف ما يسمَّى بـ: القدوة، وذلك باتِّخاذ الأبطال الأسطوريين قدوةً لهم في الحياة، بدلًا من الرجال الأقوياء الفاتحين والأئمة الصالحين، فتجد الأطفال يقلِّدون شخصيَّات كرتونيَّة وهميَّة لا وُجُود لها؛ مثل: سوبر مان، وسبايدر مان... وما إلى ذلك، فأبطالها يوقفون الزمن، ويذهبون إلى المستقبل، وما إلى ذلك مِن أفكار وأساطير مخلَّة بأحكام العقيدة الإسلاميَّة؛ فيُحاول الطِّفل تقليدهم، وللأسف يشعر بأنه غير قادِر على ذلك، وهذا يضغط على أعصابه؛ فيُصاب بالفشل والإحباط، أو يُصِر على تقليدِهم؛ فيستعمل العنف؛ وهنا يكون الطفلُ معرَّضًا للخطر؛ لأنه قد يطير أو يقفز مِن النافذة مثلًا، وذلك دون وعْيٍ بنتيجة ما يفعله، فيجب الاهتِمام بأطفالنا قبل الوُقُوع في دائرة إدْمان هذه الأشخاص الوهميَّة.
ونجد أنَّ أمريكا رغم أنها تمتلك إصدارات كثيرةً لأفلام الكرتون، فإنها قد حددتْ عدد الساعات المسموح بها لمُشاهدة الكرتون، وهي ساعتان أسبوعيًّا فقط! ولكن استثنى الخبراءُ التربويون أنها قد تمتد إلى ساعتين يوميًّا، ولكن ليستْ مُتواصلة , على أن يكون التلفاز مغلقًا بقية الوقت الآخر.
إن فترة نمو طفلك (٥ سنوات) هي فترة مهمة جدًّا في التربية, فهي فترة بناء الشخصيَّة, فلا ينبغي أن نُهملها، ونركن إلى مشاهدته للتلفاز لساعات طويلة, ونحتاج من الكرتون ما يغرس القيَم والأخلاقيات؛ مثل: الصِّدق، والأمانة، والتعاون، وإمداد الطفل بأفكار واقعيَّةٍ مأخوذة من المجتمع؛ مما يُساعِده على الاندماج في المجتمع بسهولة، والتعايش مع الآخرين!
ولمشاهدة الكرتون بكثرة أضرار عديدة؛ منها:
١- تُنَمِّي عند الطفل نزعات عنفٍ وعدوانية؛ مِن خلال العنف المقَدَّم في الكرتون، وزيادة الانفصال عن الواقع؛ نتيجة العيش في عالم مبهر, جذَّاب , غير واقعي.
٢- إن الأطفال دون سن الـ ٨ سنوات لا يستطيعون التفرقة بين الخيال والواقع, فيشاهدون الكرتون، ليس من باب إنه وسيلة ترفيه, بل ليقتدوا به، ويقلدوا ما يحدث.
٣- كثرة الكرتون تُحدث اضطراباتٍ كثيرةً في النوم؛ فقد تسبِّب الكوابيس، أو القلق، أو عدم الراحة في النوم، كما ذكرتَ: أنه يصرخ وهو نائم, ويتسبَّب ذلك في الشعور بالإعياء والتعَب في نهار اليوم التالي، ولا يكون الطفل نشيطًا.
٤- زرع الرُّعب والخوف في قُلُوب الأطفال، ومِن ثَمَّ عدم إحساسهم بالأمان مِن عدم الواقعية التي يُشاهدونها وبكثرة.
٥- تُساعدهم على العزلة وتقليل الاحتكاك بالأسرة، وتكوين علاقات خارجيَّة.
٦- يبدأ الطِّفل في تعلُّم الكذب مِن كثرة وُقُوعه في الخيالية المفرطة.
٧- يتعوَّد الطفل على الكسل لجلوسه لفترات طويلة أمام التلفاز بدون حركة، وهذا يؤدِّي إلى حُدُوث مرض السمنة أو النحافة؛ حيث إنه إما أن يأكلَ وهو يُشاهد التلفاز؛ فلا يُدرك كم ما يأكل، وأيضًا يأكل ولا يتحرك, أو إنه لا يستطيع قطع المشاهدة بالذهاب إلى سفرة الطعام.
٨- وبما أن الطِّفل لا يرغب في قطْعِ مُشاهدته لأحد أفلام الكرتون؛ فقد يرفض الذهاب إلى الحمَّام, فتنجم عنه أضرارٌ صحيَّة؛ مثل: احتقان البول، أو الإمساك.
٩- أيضًا كثرة الجلوس أمام التلفاز تسبِّب آلامًا في الجسم عند الوقوف، وهذا ناتج عن الجلوس الخاطئ في الغالب.
١٠- يؤدِّي إدمان التلفاز إلى عرقلة تنمية مهارات الطفل والابتكار، وكثيرًا ما يكون مُنشغلًا بما قد رآه في الليل من أفلام, ومن ثَمَّ يقلُّ تركيزُه وانتباهه عند الذهاب إلى المدرسة.
١١- أيضًا كثرة مشاهدة الإضاءة الاصطناعيَّة تسبِّب الاكتئاب، وخاصة قبل النوم، وأيضًا قد تضعف الإبصار.
بعض الحُلُول المقتَرَحة:
أرى أن طفلك لم يصلْ إلى السن الحرج, وأنك تستطيع إخراجه من عالم الكرتون بالتدريج، حينما تقوم بالآتي:
1- عدم السماح بمُشاهدة الطفل للكرتون أكثر من ساعتين في اليوم، على أن تكون مفَرَّقة, ويتم متابعة الأم للطفل وما يشاهده من أفلام، والتحاور معه فيما يشاهده، وإذا مرتْ فقرة خيالية، أو بها أي أخطاء، تقوم الأمُّ بتصحيح المفهوم للطفل؛ حتى لا يتأثر فكرُه وعقلُه ونفسيته.
٢- عليك كأب بتقديم البدائل التي يجب أن تُقدِّمَها للطفل؛ لكي يُقلِّل عدد ساعات مشاهدة أفلام الكرتون؛ مثل: البحث عن شخصيات كارتونية مِن التُّراث الإسلامي، وتقوم بتحبيبه فيها , وإلحاق الطفل بحلقات تحفيظ القرآن الكريم، وتعويده على قراءة القصص المناسبة مع سنِّه، وتشجيعه على الاشتراك في الألعاب الرياضية الجماعية, أو الفرديَّة، وأيضًا عليك بمُصاحبته في الزيارات التي تُناسِب بالرِّجال.
٣- عليك أن تقوم بتوعية ابنك بأن التلفاز وسيلة مِن وسائل اكتساب المعرفة، وأنَّ هناك وسائل أخرى ويجب التنويع, وليس كل الكرتون يكون به فائدة، وأن هناك مِن البرامج التي قد تتسبَّب في خلق ضررٍ ما.
٤- شغل وقت الطفل باكتساب المهارات المختلفة، وتنمية المواهب والأعمال المُفيدة.
٥- تشجيع الطفل على تكوين علاقات، والتعرُّف على أطفال الجيران من سنِّه.
وأخيرًا:
أدعو الله أن يُبعد كل الشرور عن أبنائنا، وأن يحفظَهم.
أعانك الله على تربية ابنك وتنشئته تنشئة سويَّة، بعيدة عن المخالفات، وفَّقك الله ورعاك.
|