انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين


إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-18-2009, 01:12 AM
قلب ينبض قلب ينبض غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




Tamayoz حديث احفظ الله يحفظك

 

عن أبى عباس عبد الله بن عباس رضى الله عنهما قال : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه يوما فقال لى: يا غلام انى أعلمك كلمات: " احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله و اذا استعنت فاستعن بالله و اعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشئ لم ينفعوك الا بشئ قد كتبه الله لك و لو اجتمعوا على أن يضروك بشئ لم يضروك الا بشئ قد كتبه الله عليك رفت الأقلام و جفت الصحف "
رواه الترمذى و قال حسن صحيح
و فى رواية غير الترمذى:
احفظ الله تجده أمامك تعرف الى الله فى الرخاء يعرفك فى الشدة و اعلم أن ما أخطأك ما كان ليصيبك و ما أصابك ما كان ليخطئك. و اعلم أن النصر مع الصبر و أن الفرج مع الكرب و أن مع العسر يسرا "
نكمل معا معانى الحديث السامية مع معنى قوله صلى الله عليه و سلم : " يحفظك " :
يعنى أن من حفظ حدود الله و راعى حقوقه حفظه الله فان الجزاء من جنس العمل كما قال تعالى: " و أوفوا بعهدى أوف بعهدكم " و " فاذكرونى أذكركم "
حفظ الله تعالى للعبد يدخل فيه نوعان : (1) حفظ الله له فى مصالح دنياه , (2) حفظ الله للعبد فى دينه
قد تعرفنا على حفظ الله للعبد فى مصالح دنياه فالآن نتعرف على النوع الثانى الذى هو أشرف النوعين و هو :


(2) حفظ الله للعبد فى دينه و ايمانه فيحفظه فى حياته من الشبهات المضلة و من الشهوات المحرمة و يحفظ عليه دينه فيتوفاه على الايمان:
عن البراء بن عازب عن النبى صلى الله عليه و سلم أنه أمره أن يقول عند منامه : "ان قبضت نفسى فارحمها و ان أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين"
و فى حديث عمر أن النبى صلى الله عليه و سلم علمه أن يقول:
" اللهم احفظنى بالاسلام قائما و احفظنى بالاسلام قاعدا و احفظنى بالاسلام راقدا و لا تطمع فى عدوا و لا حاسدا"
و كان النبى صلى الله عليه و سلم يودع من أراد سفرا فيقول : " أستودع الله دينك و خواتيم عملك " و قال : " ان الله اذا استودع شيئا حفظه "
و فى الجملة فان الله عز و جل يحفظ المؤمن الحافظ لحدود دينه و يحول بينه و بين ما يفسد عليه دينه بأنواع من الحفظ . و قد لا يشعر العبد ببعضها و قد يكون كارها له . كما قال فى حق يوسف عليه السلام: " كذلك لنصرف عنه السوء و الفحشا انه من عبادنا الصالحين "
قال ابن عباس فى قوله تعالى:" أن الله يحول بين المرء و قلبه " قال: يحول بين المرء و بين المعصية التى تجره الى النار.
و قال الحسن و ذكر أهل المعاصى :هانوا عليه فعصوه و لو عزوا عليه لعصمهم.
و قال ابن مسعود: ان العبد ليهم بالأمر من التجارة و الامارة حتى ييسر له فينظرالله اليه فيقول للملائك: اصرفوه عنه فانه ان يسرته له أدخلته النار , فيصرفه الله عنه فيظل يتطير بقوله : سبنى فلان و أهاننى فلان و ما هو الا فضل الله عز و جل .

و خرج الطبرانى :من حديث أنس عن النبى صلى الله عليه و سلم يقول الله عز و جل : " ان من عبادى من لا يصلح حاله الا الغنى و لو أفقرته لأفسده ذلك , و ان من عبادى من لا يصلح حاله الا الفقر و ان بسط عليه أفسده ذلك ,و ان من عبادى من لا يصلح ايمانه الا الصحة و لو أسقمته لأفسده ذلك ,و ان من عبادى من لا يصلح حاله الا السقم و لو أصححته لأفسده ذلك , و ان من عبادى من يطلب بابا من العبادة فأكفه عنه لكيلا يدخله العجب, انى أدبر أمر عبادى بعلمى بما فى قلوبهم انى عليهم خبير "


و قوله صلى الله عليه و سلم : " احفظ الله تجده تجاهك " و فى رواية " أمامك "
معناه : أن من حفظ حدود الله و راعى حقوقه وجد الله معه فى كل أحواله حيث توجه يحوطه و ينصره و يحفظه و يوفقه و يسدده . قال تعالى : " ان الله مع الذين اتقوا و الذين هم محسنون "
قل قتادة : من يتق الله يكن معه و من يكن الله معهفمعه الفئة التى لا تغلب و الحرس الذى لا ينام و الهادى الذى لا يضل.
بل كتب بعض السلف الى أخ له : أما بعد فان كان الله معك فمن تخاف و ان كان عليك فمن ترجو ؟ لا عاصم من أمر الله .
و هذه هى المعية المذكورة فى قوله تعالى : " قال لا تخافا اننى معكما أسمع و أرى " و قول موسى عليه السلام :" قال كلا ان معى ربى سيهدين "
و قول النبى لأبى بكر فى الغار :" ما ظنك باثنين الله ثالثهما , لا تحزن ان الله معنا"
و المعية الخاصة تقتضى حفظه و حياطته و نصره , فمن حفظ الله و راعى حقوقه وجده أمامه و تجاهه على كل حال و استأنس به و استغنى به عن خلقه.
قيل لبعضهم : ألا تستوحش وحدك؟ فقال :كيف أستوحش و هو يقول" أنا أنيس من ذكرنى"
و قيل لآخر :نراك وحدك؟ فقال:من يكن الله معه كيف يكون وحده؟
و نجد المعية العامة مذكورة فى قوله تعالى :" ما يكون من نجوى ثلاثة الا هو رابعهم ولا خمسة الا هو سادسهم و لا أنى من ذلك ولا أكثر الا هو معهم أين ما كانوا........"
و هذه المعية تقتضى علمه واطلاعه و مراقبته لأعمالهم فهى مقتضية لتخويف العباد منه.

اللهم نسألك الأنس بقربك يا رب العالمين ........اااامين
نتابع باقى معانى الحديث لاحقا ان شاء الله.
رد مع اقتباس
  #2  
قديم 08-18-2009, 01:16 AM
قلب ينبض قلب ينبض غير متواجد حالياً
عضو جديد
 




Tamayoz حديث احفظ الله يحفظك

الحديث من كتاب جامع العلوم و الحكم فى شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم. للامام ابن رجب الحنبلى. نفعنا الله و اياكم به ان شاء الله.
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 08:17 PM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.