#1
|
|||
|
|||
طلب العلم بعيدا عن العلماء !
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله لا شك أن الطريقة المثلى لطلب العلم ملازمة العلماء الكتب معا، لكن مع تطور الوسائل نجد اليوم طلبة يطلبون العلم عن طريق الأشرطة أو الكتب أو كليهما، فهل يُعتبر هؤلاء طلبة علم؟ و ما رأي المشايخ في هذه المسألة؟ ما تأثير الأشرطة على طالب العلم، و هل صحيح أن " من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه "؟ و ماذا يفعل طالب العلم البعيد عن المشايخ؟ تعالوا نسأل شيخنا الفاضل الدكتور العثيمين رحمه الله رحمة واسعة : سئل الشيخ رحمه الله بعض طلبة العلم يكتفون بسماع أشرطة العلماء من خلال دروسهم فهل تكفي في تلقي العلم ؟ وهل يعتبرون طلاب علم ؟ وهل يؤثر في معتقدهم؟. الجواب: الحمد لله لا شك أن هذه الأشرطة تكفيهم عن الحضور إلى أهل العلم إذا كان لا يمكنهم الحضور , وإلا فإن الحضور إلى العلماء أفضل وأحسن وأقرب للفهم والمناقشة , لكن إذا لم يمكنهم الحضور فهذا يكفيهم . ثم هل يمكن أن يكونوا طلبة علم وهم يقتصرون على هذا ؟ نقول : نعم يمكن إذا اجتهد الإنسان اجتهاداً كثيراً ، كما يمكن أن يكون الإنسان عالماً إذا أخذ العلم من الكتب , ولكن الفرق بين أخذ العلم من الكتب والأشرطة و بين التلقي من العلماء مباشرة , أن التلقي من العلماء مباشرة أقرب إلى حصول العلم , لأنه طريق سهل تمكن فيه المناقشة بخلاف المستمع أو القارئ فإنه يحتاج إلى عناء كبير في جمع أطراف العلم والحصول عليه . وأما قول السائل : هل يؤثر الاكتفاء بالأشرطة في معتقدهم ؟ ! فالجواب : نعم يؤثر في معتقدهم إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة بدعية ويتبعونها , أما إذا كانوا يستمعون إلى أشرطة من علماء موثوق بهم , فلا يؤثرعلى معتقداتهم , بل يزيدهم إيماناً ورسوخاً واتباعاً للمعتقد الصحيح . وسئل فضيلة الشيخ: هل تعتبر أشرطة التسجيل طريقة من طرق العلم؟ وما هي الطريقة المثلى للاستفادة منها؟ فأجاب فضيلته بقوله: أما كون هذه الأشرطة وسيلة من وسائل تحصيل العلم فهذا لا يَشُكُّ فيه أحد ، ولا نجحد نعمة الله علينا في هذه الأشرطة التي استفدنا كثيراً من العلم بها؛ لأنها توصّل إلينا أقوال العلماء في أي مكان كنا. ونحن في بيوتنا قد يكون بيننا وبين هذا العالم مفاوز ويسهل علينا أن نسمع كلامه من خلال هذا الشريط. وهذه من نعم الله ـ عز وجل ـ علينا، وهي في الحقيقة حجة لنا وعلينا، فإن العلم انتشر انتشاراً واسعاً بواسطة هذه الأشرطة. وأما كيف يستفاد منها؟ فهذا يرجع إلى حال الإنسان نفسه، فمن الناس من يستطيع أن يستفيد منها ، وهو يقود السيارة، ومنهم من يستمع إليه أثناء تناوله لطعام الغداء أو العشاء أو القهوة. المهم أن كيفية الاستفادة منها ترجع إلى كل شخص بنفسه، ولا يمكن أن نقول فيها ضابطاً عاماً. و سئل فضيلة الشيخ ـ غفر الله له ـ: هل يجوز تعلم العلم من الكتب فقط دون العلماء وخاصة إذا كان يصعب تعلم العلم من العلماء لندرتهم؟ وما رأيك في القول القائل: من كان شيخه لكتابه كان خطؤه أكثر من صوابه ؟ فأجاب قائلاً: لا شك أن العلم يحصل بطلبه عند العلماء وبطلبه في الكتب؛ لأن كتاب العالم هو العالم نفسه، فهو يحدثك من خلال كتابه، فإذا تعذر الطلب على أهل العلم، فإنه يطلب العلم من الكتب، ولكن تحصيل العلم عن طريق العلماء أقرب من تحصيله عن طريق الكتب؛ لأن الذي يحصله عن طريق الكتب يتعب أكثر ويحتاج إلى جهد كبير جداً، ومع ذلك فإنه قد تخفى عليه بعض الأمور كما في القواعد الشرعية التي قعدها أهل العلم والضوابط، فلابد أن يكون له مرجع من أهل العلم بقدر الإمكان. وأما قوله: "من كان دليله كتابه فخطؤه أكثر من صوابه" ،فهذا ليس صحيحاً على إطلاقه ولا فاسداً على إطلاقه، أما الإنسان الذي يأخذ العلم من أي كتاب يراه فلا شك أنه يخطئ كثيراً، وأما الذي يعتمد في تعلمه على كتب رجال معروفين بالثقة والأمانة والعلم فإن هذا لا يكثر خطؤه بل قد يكون مصيباً في أكثر ما يقول. و سئل : بماذا تنصح من يريد طلب العلم الشرعي ولكنه بعيد عن العلماء مع العلم بأن لديه مجموعة كتب منها الأصول والمختصرات ؟ فأجاب بقوله: أنصحه بأن يثابر على طلب العلم ويستعين بالله – عز وجل – ثم بأهل العلم، لأن تلقي الإنسان العلم على يدي العالم يختصر له الزمن بدلاً من أن يذهب ليراجع عدة كتب وتختلف عليه الآراء، ولست أقول كمن يقول، أنه لا يمكن إدراك العلم إلا على عالم أو على شيخ فهذا ليس بصحيح، لأن الواقع يكذبه لكن دراستك علىالشيخ تُنورُ لك الطريق وتختصره. المصدر كتاب العلم للشيخ العثيمين – كتب طالب العلم و فتاوى العلم و فوائد من هذا الرابط الفتاوى 29 48 93 112 منقووووووول
|
#2
|
|||
|
|||
بارك الله فيكم ونفع بكم
|
#3
|
|||
|
|||
بارك الله فيكِ ونفع بكِ
جزاكِ الله خيراً
|
الكلمات الدلالية (Tags) |
!, العلم, العلماء, بعيدا, عن, طلب |
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|