انا لله وانا اليه راجعون... نسألكم الدعاء بالرحمة والمغفرة لوالد ووالدة المشرف العام ( أبو سيف ) لوفاتهما رحمهما الله ... نسأل الله تعالى أن يتغمدهما بواسع رحمته . اللهم آمـــين

العودة   منتديات الحور العين > .:: المنتديات العامة ::. > الإعلامي وأخبار المسلمين

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-11-2011, 02:54 PM
أم مُعاذ أم مُعاذ غير متواجد حالياً
لا تنسوني من الدعاء أن يرْزُقْنِي الله الفِرْدَوْسَ الأَعْلَى وَحُسْنَ الخَاتِمَة
 




Icon41 صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة-تفريغ-تعليق الشيخ ياسر على مقتل الاخ سيد بلال

 


صبرًا آل ياسر فإن موعدكم الجنة

فضيلة الشيخ / ياسر برهامي



الحمد لله وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم .
أما بعد ،،
نسأل الله أن يرحم موتى المسلمين وأن يفك كرب المكروبين وأن يفك أسرى المأسورين وأن يرفع الغمة عن المسلمين في كل مكان
الإخوة يكثرون في مسائل الأحداث الواقعة :
وأنا أقول : لا يوجد مسلم يرضى بسفك دم مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ومن رضي بذلك وأقره فهو خارج عن ملة الإسلام ، فيستحل دماء المسلمين ويستبحها ونعوذ بالله من ذلك .
ولكن لم يزل في الأرض منذ خلقها الله سبحانه وتعالى ما ذكرته الملائكة { قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك } ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ولذلك لحكمة الله البالغة ليوجد من يعبد الله سبحانه وتعالى وسط هذا الركام من الكفر والظلم والفساد .
أقول : ماذا قال موسى لقومه وقد قتل فرعون من قتل من إخوانهم المؤمنين وقتل السحرة آلافاً في يوم واحد وقال { سنقتل أبناءهم ونستحيي نساءهم وإنا فوقهم قاهرون } قال عزوجل { قال موسى لقومه استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعقابة للمتقين ، قالوا أوذينا من قبل أن تأتينا ومن بعد ما جئتنا } الأذى مستمر قبل وجود الدعوة الموسوية وبعدها وكذلك في كل دعوات الأنبياء ، زاد بهم الأذى فكان جواب موسى { قال عسى ربكم أن يهلك عدوكم ويستخلفكم في الأرض فينظر كيف تعملون } ولا يلزم أن يكون هناك عمل مباشر في مواجهة ظلم واعتداء وتجبر وفساد وصد عن سبيل الله إذا لم يكن مقدوراً عليه ، ولابد أن تنظر في عواقب الأمور ، لا أعني عدم عمل مطلقاً بل هناك أعمال كثيرة ربما كان التفريط فيها سبباً لتسلط الأعداء : الصلاة ، الصبر ، ذكر الله عزوجل ، الاستعانة به سبحانه وتعالى ، اللجوء إليه ، الدعاء . سنظل هكذا ؟ ليس عندك ما تقوله لنا إلا أن نفعل هذه الأشياء ؟؟
نقول : كما ذكرت في أول هذا الدرس قد أجلت الرسل ليوم الفصل فما بالكم تأبون ذلك ؟
أعني قد يكون هناك أوقات لا يملك المؤمن أن يدفع عن نفسه ولا عن إخوانه ويراهم يعذبون كما رأى النبي صلى الله عليه وسلم آل ياسر ولا يزيد على أن يقول : ( صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة ) حتى يقتل ياسر وتقتل سمية ويعذب عمار ، والرسول صلى الله عليه وسلم لا يجد من ينصره ، ويدعوا نوح علي السلام { فدعا ربه إني مغلوب فانتصر } هذا عمل وهذا دفع وهذا من أعظم ما ينزل الله عزوجل به عقوبته على الظالم المجرم ويدفع به عن عباده المؤمنين
نحن فينا من الصفات الكثيرة التي تحتاج إلى تغيير ، ربما كانت السبب في أن يعاملنا الله سبحانه وتعالى بتسليط من يسلطه علينا ، لا نعني أن كل واحد لابد وأن يكون ظالماً ولكن إذا انتشر الفساد وهو من أزمنة كثيرة ومن عهود طويلة منتشر في أمة الإسلام أدى إلى حصول هذه المآسي في المشارق والمغارب
الآلام كانت أكثر بكثير عبر الزمان : تذكروا يوم أن دخل التتار بغداد ويوم أن دخل الصليبيون بيت المقدس ويوم أن أبيدت دولة المسلمين في الأندلس !! كم من الآلام وكم من الدماء والأرواح ، ومع ذلك استمر الإسلام ولم ينتهي وكان المسلمون في حالات ضعف شديد وعجز في كثير من الأحيان .
ليس الأمر في أمر الشجاعة أن يقدم الإنسان في موضع يعلم ويتأكد أن عاقبته بدلاً من أن يكون هناك ضحية واحدة أن يكون هناك عشرات ومئات من الضحايا
نعم أمر مؤلم أن يكون الأمر بالصبر في هذا المقام ، ولكن قد لا يملك الإنسان غيره لأنه يريد أن يُعبَد الله سبحانه وتعالى وأن يُطاع أكثر من أن يعصى ، لا يريد أن تمنع أنواع من العبادة من الصلاة من الصيام من الذكر من العلم من قراءة القرآن . هل ذلك وارد ؟ والناس ستسكت على ذلك ؟ نقول كل شيء من ذلك قد وقع في التاريخ أمثاله ، ولابد إذن أن نعي واجب الوقت وندرك حقائق المواقف وليس الأمر بالإقدام دائماً هو الشجاعة ، وليست كل الأزممنة والأحوال يتناسب معها ما فعله المعتصم يوم أن قالت امرأة " وامعتصماه " لما كشف ثوبها فجرد جيشاً ليفتح عامورية عندما كان هناك قدرة وقوة للمسلمين ، فنحن نعاني ثمرة تسلط الأعداء منذ أكثر من مائة أو مائتين من السنين وأكثر من ذلك ، فالأعداء قد تسلطوا على بلاد المسلمين لينتجوا نوعية تتتابع في أن تكون أبناء أعدائنا ومع ذلك نقول : لابد من تغيير في أنفسنا أولاً وفيمن حولنا حول يغير الله ما بنا .
لماذا لم يتغير ؟ هي قاعدة .. فإذا غيرتم غير الله ما بكم .
إذن التغيير الذي تم ليس كافياً ، فهي قضية منتهية .
{ إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم } ، نحن لا نجد النصر ؟ إذن نحن لم نفعل الجزء الأول الذي علينا .
هذا لا يعني أن من قضى خلال هذه المدة قبل أن يأتي نصر الله أنه قد ضاع بل لعله قد كسب وفاز واستراح وبقي التعب على أهل الدنيا .
نقول : الموازنات صعبة بالتأكيد وقد تكون مؤلمة ولكن لابد أن نفقه ولابد أن نعلم ما الذي يترتب على أي عمل من الأعمال وعواقب هذه الأعمال ، هل عندنا ما ندفع به عن أنفسنا وإخواننا أم ليس عندما ما ندفع به ؟
إذا كان الأمر على جواب لم يختلف عليه من يسمعني ومن لا يسمعني كذلك فنقول لنا الأسوة في قول موسى صلى الله عليه وسلم وقد رأى أبناء أمته يقتلون ويذبحون { استعينوا بالله واصبروا إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين } وإنا لله وإنا إليه راجعون وحسبنا الله ونعم والوكيل .
وأنا على يقين من قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الله يعذب الذين يعذبون الناس )
وأنا على يقين من قوله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذته لن يفلته ) وقرأ قوله عزوجل { وكذلك أخذ ربك إذا أخذ القرى وهي ظالمة إن أخذه أليم شديد }
الدنيا كلها تزول ، ولزوال السماوات والأرض أهون على الله عزوجل من قتل امرء مسلم ، والله سبحانه وتعالى قدر مع ذلك قتل ملايين المسلمين عبر التاريخ لحكمته البالغة { فلا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين ، إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا يتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين ، وليمحص الله الذين آمنوا ويمحق الكافرين أم حسبتم أن تدخلوا الجنة ولما يعلم الله الذين جاهدوا منكم ويعلم الصابرين }
الله سبحانه وتعالى جعل هذه المحن تمحيصاً ، وكم ترون من الناس يبيع دينه بعرض من الدنيا ويهتف بأنواع الكفر والضلال والنفاق والصد عن سبيل الله
أنتم ترون أنواعاً من الفتن يغرق فيها أكثر الخلق
نريد أن نبقى على الحق نكثر عبادة الله عزوجل في الأرض نقلل معصية الله عزوجل في الأرض قدر الإمكان
الجهاد ليس بالشعارات وليس بالإعلانات وليس برفع الرايات دون أن يكون مقصوده وما يغلب على الظن من حصوله إعلاء كلمة الله وزيادة الطاعات وتقليل المعاصي والمخالفات .
نريد أن نصنع شيئاً فننظر ماذا يترتب على هذا الشيء أزيادة الطاعة زيادة الامتثال لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وتعظيم حرمات المسلمين وزيادة الخيرات أم أنه يترتب عليه قلة الطاعات زيادة المنكرات وانتشار الاعتداء على المسلمين في ديارهم وأعراضهم وأموالهم ؟
انظر قبل أن تقول نريد أن نفعل شيئاً . هناك من يفعل شيئاً وهو أن يأتي إلى صخرة ليس عنده معول يهدمها به وقدر الله له أن يعيش في هذه الظروف
فهل اخترنا أن نولد في أزمنة ما عقب الاحتلال لبلادنا الذي غير وجه الحياة كثيراً في مجتمعات المسلمين وأنشأ أجيالاً لذلك ؟
نقول قد ولدنا ليس في أيدينا المعول كما كان في يد الصحابة رضي الله عنهم عندما قاتلوا بلاد فارس والروم وفتحوا المشارق والمغارب .
هناك من يقول لابد أن أصنع شيئاً ، فيصنع ماذا ؟ يدق رأسه على الصخرة حتى يدمى وما أوهن الصخرة وسوف يأتي وقت تكسر فيه صخرة الباطل قطعاً
هل في حياتنا أم بعد مماتنا ؟ الله عزوجل يعلم ، ولكن علينا أن نسعى أن يعبد الله عزوجل وحده لا شريك له
علينا أن نسعى أن تكثر عبادة الله في الأرض وأن تقل معصيته وأن يقل الشرك والكفر
من يعمل عملاً يؤدي إلى زيادة الكفر والنفاق والظلم والفساد لا يكون مجاهداً ولا يكون مصلحاً لأمته وإن تكلم من تكلم وسب من سب وطعن من طعن وانتقد من انتقد ولكن أرواح المسلمين ودماء المسلمين وحرمات المسلمين وأعراض المسلمين وبيوت المسلمين أمانة ، أمانة فيمن يتخذ قراراً وأمانة في عنق من يتخذ قراراً معيناً ، فينظر في عواقب الأمر هل يترتب عليه تعظيم هذه الحرمات أم تضيع هذه الحرمات ؟
وما هو أعظم من ذلك مثل فتنة من يفتن من الناس ممن ليس عنده حصانة أمام الكفر والنفاق وممن لم يتعلم .
دائرتنا مازالت محدودة ، لم يأت إلينا من يسمع
هناك من يواظب ويفهم وهناك من يستمع ولا يفهم وهناك من لا يأتي أصلاً
كثير من الناس ليس عندهم حصانة ، فعندما تعرض مولوداً حديث الولادة لموجات متتابعة من حر شديد أو برد شديد دون أن يكون عنده ملابس واقية ، أليس تعرضه لمخاطر عظيمة ؟ ... هذا مثل أضربه .
لذلك أقول : الإخوة يكثرون علينا ويطلبون أشياء ، ولكن أنا أقول : لابد أن تعوا أن اتخاذ القرار أمانة ، ولابد وأن نسعى إلى زيادة الخير وتقليل الشر لا العكس
أو لأجل أن يقال فلان قد اتخذ قراراً جريئاً وفلان ليس بجبان
الجبن أن تكون عندك ما تواجه به عدوك ثم بعد ذلك تفر من المعركة ، أما أن تفعل مثلما فعل النبي صلى الله عليه وسلم مع آل ياسر ومع بلال عندما كان يمر ويراه معذباً ، وعندما تقول ما قال موسى لقوله { استعينوا بالله واصبروا } فمن يقول عن هذا جبن وهو يعلم أنه ليس عند المسلمين ما يدفعون به عن أنفسهم ولا عن إخوانهم وأنهم لو سعوا في ذلك .
فمن يقول لماذا لم تفعلوا ولماذا لم تعدوا ؟
نقول أن كثيراً من الأشياء التي يطلب أن تعد لمثل هذه الأمور ربما أدت إلى أضعاف مضاعفة من انتهاك الحرمات ومن سفك الدماء أكثر بكثير مما هو واقع ، ولذلك نقول : لابد أن يدرك الإخوة ما هي طبيعة المرحلة التي هم فيها
ومن يتهم بالتهاون ومن يتهم بأن من يتخذ القرار وأن من يأمر وينهى إخوانه بأمر معين لا يستشعر الآلام ولا يستشعر مدى ما يتعرض له المسلمون أو أن عنده من الجبن الذي يفلسفه مثل هذه الكلمات .
نقول هذا نكله إلى الله سبحانه وتعالى ونحذره من عاقبة الأمور ، فأنت لا تدري ما هي حقائق المواقف وما هو في القلوب . والله المستعان وحسبنا الله ونعم الوكيل
وجزاكم الله خيرً .
التوقيع

توفيت امنا هجرة الي الله السلفية
اللهم اغفر لامتك هالة بنت يحيى اللهم ابدلها دارا خيرا من دارها واهلا خيرا من اهلها وادخلها الجنة واعذها من عذاب القبر ومن عذاب النار .
رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
أم, موعدكم, أقبل, الاى, الجنة-تفريغ-تعليق, الشيخ, بلال, ياسر, صبرًا, سيد, على, فإن


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 

منتديات الحور العين

↑ Grab this Headline Animator

الساعة الآن 03:30 AM.

 


Powered by vBulletin® Version 3.8.4
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
.:: جميع الحقوق محفوظة لـ منتدى الحور العين ::.