عقيدة أهل السنة يُدرج فيه كل ما يختص بالعقيدةِ الصحيحةِ على منهجِ أهلِ السُنةِ والجماعةِ. |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#2
|
|||
|
|||
اعلموا رحمكم الله أن الله سبحانه لم يزل فعالا ولا يزال فعالا فلم يزل سبحانه خالقا رازقا محييا مميتا متصفا بالفعل أزلا وأبدا لا ينفك عنه جنس الصفات الفعلية ولا ينفك عن صفاته الذاتية والخبرية فصفاته وأسماؤه كذاته قديمة ولا يزال متصفا بها أزلا وأبدا ولم يزل متكلما ولا يزال فنوع فعله وكلامه أزلي أبدي سبحانه وبحمده وما زال بجميع أسمائه وصفاته قديما قبل خلقه كما لم يزل بها أزليا كذلك لم يزل بها أبديا والله منزه أن تحدث صفة متجددة لم تكن هو الأول والآخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم
وقد رد ابن تيمية على مذهب الكرامية في حلول الحوادث، فقال رحمه الله: “وأما الكرامية فيقولون: صار متكلما بعد أن لم يكن، فيلزم انتفاء صفة الكمال عنه، ويلزم حدوث الحادث بلا سبب، ويلزم أن ذاته صارت محلا لنوع الحوادث بعد أن لم تكن كذلك كما تقوله الكرامية، وهذا باطل” فالحاصل أن حلول الحوادث لفظ مجمل، يُستفصل فيه، فإن أُريد به الأفعال الاختيارية فالمعنى صحيح، وإن كانت اللفظة ذاتها من ابتداع أهل الكلام، وإذا أُريد به أن الله يحل فيه الحوادث المخلوقة أو التي تُحيله وتجعله محلًّا للتغيرات المخلوقة والاستحالات أو أن الله استحدث صفة لم تكن موجودة من قبل كما تقول الكرامية، فالمعنى واللفظ خطأ معًا. ومن ذلك أيضًا ما قاله الدارمي: “والله -تعالى وتقدس اسمه- كل أسمائه سواء، لم يزل كذلك، ولا يزال، لم تحدث له صفة ولا اسم لم يكن كذلك، كان خالقًا قبل المخلوقين، ورازقًا قبل المرزوقين، وعالِمًا قبل المعلومين، وسميعًا قبل أن يسمع أصوات المخلوقين، وبصيرًا قبل أن يرى أعيانهم مخلوقة” وصلى الله على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|