عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 01-27-2011, 01:32 PM
أم كريم أم كريم غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

وربما أسمعوهأخبار الزهاد، كمعروف، وبشر، والجنيد، في زهدهم ،

العلماء لهم كلام طويل في مسألة لزوم القصاص أي الانشغال بهم عن العلم النافع من الأحكام الشرعية من الواجب والمندوب والمحرم والمكروه والمباح ، فالذين يشتغلون بسماع القصص والحكايات والحواديت هؤلاء مذمومون عند كثير من العلماء . وابن الجوزي رحمه الله له كتاب بعنوان القصاص والمذكرين ، يقول وإنما أنكر بعض السلف القصص لأحد ستة أشياء ، لماذا كره السلف الاستماع للقصص لما يشغلهم عن الأحكام الشرعية . قال ابن الجدوزي في ذكر السبب الأول لكراهتهم القصص : ان القوم كانوا على الاقتداء والاتباع وكانوا إذا رأوا ما لم يكن بعهد الرسول صلى الله عليه وسلم أنكروه ، حتى أبو بكر وعمر لما أراد جمع القرآن جاء زيد وقال لهم هل تفعلان شيء لم يفعله رسول الله ! فقد كانوا ينكرون . والرسول صلى الله عليه وسلم كان يخلط في حديثه بين الأحكام الشرعية وبين توحيد رب البرية وبين ذكر القصص ، كما قال سبحانه وتعالى : { نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ القَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا القُرْآنَ } . يقول ابن الجوزي : الثاني الذي دعا السلف لكراهة القصص ، أن القصص لأخبار المتقدمين تندر صحته حكايات لا نعلم مدى صحتها من البطلان ، خصوصًا ما يقال عن بني إسرائيل ، وقد جاء عمر بن الخطاب بكلمات من التوراة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له أمطها عنك يا عمر ، خصوصًا ما علم من الأسرائليات من المحال كما يذكرون عن داود عليه السلام أنه بعث أورية حتى مات ثم تزوج من أمرأته ، فمما ذكر في العهد القديم قصة سخيفة جدًا أن أورية كان له زوجة جميلة وكان من قواد جيوش داود فرآها داود وهي عارية تغتسل فأحبها وأراد أن يتزوجها ، فكيف يتزوجها وزوجها لا يزال على قيد الحياة فأمره أن يذهب إلى القتال ، وأمره أن يكون في أول الصفوف حتى يقتل ، فقتل ، فتزوجها داود عليه السلام . وهي قصة باطلة ولا تنبغي في حق نبي من الأنبياء ، حتى في الاسرائليات حملوا قول الله عز وجل : { إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ } قالوا إن هذه القصة هي قصة زواج داود من هذه المرأة ، فأكمل بها المائة ولا حول ولا قوة إلا بالله .
وهذه القصة موجودة في بعض كتب التفاسير ، وكذلك ما يروى عن يوسف صلى الله عليه وسلم حينما خلى بأمرأة العزيز وأنه فعل أشياء لا تليق بنبي من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين . بل همت به أن تجذبه وهمَّ بها بأن يدفعها والدليل على ذلك أنها قدت قميصه من دبر . السبب الثالث: وهو أن التشاغل بذلك يشغل عن المهم من قراءة القرآن والحديث والتفقه في الدين ،
السبب الرابع: أن في القرآن من القصص وفي السنة من العظة ما يكفي عن غيره مما لم يتيقن صحته ،
السبب الخامس الذي جعل السلف يكرهون القصص: أن أقوام مما يدخل في دين الله عز وجل ما ليس منه قصه ، فأدخلوا في قصصهم ما يفسد قلوب العوام ،
السبب السادس: أن عموم القصاص لا يتحرون الصواب ، ولا يتحرزون من الخطأ لقلة علمهم ، وقلة تقواهم . يقول رحمه الله فلهذا كره القصص من كره ، أما إذا وعظ العالم وقصَّ من يعرف الصحيح من الفاسد فلا كراهة في ذلك . فعموم القصاص لا يتحرون الصواب ولا يتحرزون الخطأ لماذا ؟ لأنه لا يقصد تقوية الإيمان ولكن يقصد أمتاع الناس .
تابع
التوقيع

https://www.facebook.com/salwa.NurAl...?ref=bookmarks

رد مع اقتباس