عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 12-12-2007, 07:16 AM
سمير السكندرى سمير السكندرى غير متواجد حالياً
قـــلم نــابض
 




افتراضي

(((ذهبية )))

قال شيخ الإسلام ـ رحمه الله تعالى ـ :
والصوفية يوجد فيهم المصيب و المخطئ ، كما يوجد في غيرهم و ليسوا في ذلك بأجل من الصحابة و التابعين ، و ليس أحد معصوماً في كل ما يقوله إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم .

نعم وقوع الغلط في مثل هذا يوجب ما نقوله دائما : إن المجتهد في مثل هذا من المؤمنين إن استفرغ وسعه في طلب الحق فإن الله يغفر له خطأه ، وإن حصل منه نوع تقصير فهو ذنب لا يجب أن يبلغ الكفر ، وإن كان يطلق القول بأن هذا الكلام كفر ، كما أطلق السلف الكفر على من قال ببعض مقالات الجهمية ، مثل القول بخلق القرآن ، أو إنكار الرؤية ، أو نحو ذلك مما هو دون إنكار علو الله على الخلق ، وأنه فوق العرش ، فإن تكفير صاحب هذه المقالة كان عندهم من أظهر الأمور ، فإن التكفير المطلق مثل الوعيد المطلق ، لا يستلزم تكفير الشخص المعين حتى تقوم عليه الحجة التي تكفِّر تاركها .

كما ثبت في الصحاح عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرجل الذي قال : " إذا أنا مت فأحرقوني ثم اسحقوني ثم ذروني في اليم ، فوالله لئن قدر الله على ليعذبني عذاباً لا يعذبه أحداً من العالمين ، فقال الله له : ما حملك على ما فعلتَ ؟ قال : خشيتك ، فغفر له .

فهذا الرجل اعتقد أن الله لا يقدر على جمعه إذا فعل ذلك ، أو شك ، وأنه لا يبعثه .

وكل من هذين الاعتقادين كفر يكفر من قامت عليه الحجة ، لكنه كان يجهل ذلك ، ولم يبلغه العلم بما يرده عن جهله ، وكان عنده إيمان بالله وبأمره ونهيه ووعده ووعيده ، فخاف من عقابه ، فغفر الله له بخشيته .

فمن أخطأ في بعض مسائل الاعتقاد من أهل الإيمان بالله وبرسوله وباليوم الآخر والعمل الصالح ، لم يكن أسوأ حالاً من هذا الرجل ، فيغفر الله خطأه ، أو يعذبه إن كان منه تفريط في اتباع الحق على قدر دينه ، وأما تكفير شخص ـ علم إيمانه ـ بمجرد الغلط في ذلك فعظيم .

فقد ثبت في الصحيح عن ثابت بن الضحاك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لعن المؤمن كقتله ، ومن رمى مؤمناً بالكفر فهو كقتله )

وثبت في الصحيح أن من قال لأخيه : يا كافر ، فقد باء به أحدهما ، وإذا كان تكفير المعين على سبيل الشتم كقتله ، فكيف يكون تكفيره على سبيل الاعتقاد ؟ فإن ذلك أعظم من قتله ، إذ كل كافر يباح قتله ، وليس كل من أبيح قتله يكون كافراً ، فقد يقتل الداعي إلى بدعة لإضلاله الناس وإفساده ، مع إمكان أن الله يغفر له في الآخرة ، لما معه من الإيمان ، فإنه قد تواترت النصوص بأنه يخرج من النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان .
اهــ ( 1 / 96 ، 97 )

((( جديد الفوائد من هذا النقل )))
1- أن الإنسان إذا حصل منه نوع تقصير وتفريط في بلوغ الحق : فهو ذنب ، لا يجب أن يبلغ الكفر ، وإن كان يطلق القول بأن هذا الكلام كفر .
2- ثبوت العذر بالجهل ، والتفريق بين القول والقائل ، وبين الفعل والفاعل .
3- تفاوت الحكم على المتأول والآخر ، وهذا يؤخذ من استثناء الشيخ القول بإنكار علو الله من المعذورين باجتهادهم .
4- عظم الإقدام على تكفير المعين .

وللموضوع بقية ـ إن شاء الله تعالى ـ



رد مع اقتباس